هذا الحوار جرى بيني وبين أحد الملحدين أن ينكروا السنة النبوية
وقد حذف الموضوع كله حتى لا يطلع عليه أحد
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوحمزة العربي
الأخ عبد المجيد سلام الله عليك،
لقد قلت في آخر مداخلة لك ما يلي: "هو الذي أوجب على المسلم الإيمان بكل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وعدم التفريق بين الله ورسله وهو الذي أوجب عليه محبتهم واحترامهم" و في نفس الوقت أستشف من مداخلاتك أنك تؤمن بالأحاديث التي جاءت فيما اصطلح على تسميته بصحيح البخاري، و هنا أجدني محتارا متعجبا فكيف لك أن توفق بين هذا و ذاك و البخاري يروي في "صحيحه" بأن موسى عليه السلام يجري عريانا وراء حجر قد سرق منه ملابسه و بنو إسرائيل ينظرون إلى عورته
إن هذه المتناقضات و المهاترات التي تشتمل عليها كتب الحديث تدفعني إلى خيارين لا ثالث لهما؛ إما أن أبرئ ساحة النبي العربي محمد عليه السلام مما نسب إليه و أجرم الرواة و من تبعهم من الكهنوت أو العكس و لك أن تستنتج الطريق الذي سأتخذه.
وسلام الله على الأخ أبو حمزة العربي
سأجيبك ولكن الظن بالسوء بأصحاب كتب الحديث والرواة قد يحول بين سماعك لما أقول مهما كان الحق واضحًا
ما أورده البخاري صحيحًا من حيث الرواة إلا أن يكون أحد الرواة سمعه من أحد غير من ذكره وظن أن سماعه كان ممن ذكره فلا البخاري معصوم ولا الرواة معصومين وكان لا يقبل الحديث إلى من كل تقي ضابط لما يحفظ ولو كذب على دابة لم يقبل منه الحديث زيادة حرص منهم من الكذب على الله.
وقد قال العلماء أنه لا يأمن الإنسان من النسيان والسهو وان يعتريه ما يعتري البشر من صفات النقص
ولكن لا يكلف الإنسان إلا بقدر استطاعته ولا يكذب أمرًا دون دليل حق يقيمه
لقد كان ينو إسرائيل يعيبون على موسى عليه السلام أنه لا يظهر شيئًا من جلده
وكانوا هم يستحمون عراة وقد عصوا موسى عليه السلام في أمور كثيرة
ويقولون في موسى ظنًا من أنفسهم أنه أبرص يخفي عيبًا في جلدة ومرة يقول أنه أدر أي مصاب بفتق في عورته فانتفخت وكبرت منه ..لهذا
كانوا يظنون بموسى عليه السلام الظنون.
ما جاء في الحديث أنه لم يرد موسى عليه السلام فعل ذلك فأراد الله تعالى إن صح الحديث أن يبرئ موسى عليه السلام مما لا يعيب موسى عندهم لأن التعري ليس عيبًا بينهم ولا يظل هذا النفور من موسى عليه السلام والاستمرار في معصيته لأن ظنهم إن كان بموسى ما يقولون فهو ليس كريمًا على الله، ولا يستحق الطاعة، فلما رأوه: قالوا قبح الله من قال في موسى ما قال؛ لأن القائلين أرادوا بقولهم تنفير الناس منه فلا يستمعون لقوله....
لقد خلق الله تعالى موسى وأخرجه من بطن أمه بدون لباس .... وقد عرى الشيطان آدم وزوجه ونزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما.
ويحشر الله الناس يوم القيامة عراة لا يسترهم شيء، وحالة الهول التي هم فيها يومئذ تصرفهم عن التفكير في أي شيء غير النجاة من النار
وحشره تعالى لهم بهذه الحالة يوم القيامة ليدل على أنهم لا يملكون أي شيء ولو ملكوا أي شيء لستروا به عوراتهم قبل أي شيء
ولو أعطاهم ما يستر عوراتهم فلا يعطي أحدًا شيئًا حتى يحاسبه أولا وهو لم يحاسبهم بعد يوم القيامة
وهل يختن الخاتن الذكر وهو مغمض العينين
والقول أقول: لا تظن بنفسك أنك أكثر حياء من الله حتى تستبعد هذه القصة فتجعلها باب لإلغاء كل شيء
والأمر الثاني أنهم عريان من الثوب فقط؛ لأنه كان يقول للحجر: ثوبي يا حجر ثوبي يا حجر، وهذا يدل على أن وضع ثوبه على الحجر، ولم يضع ملابسه الداخلية،
وقد ورد أن موسى عليه السلام كان يدخل بلباسه في الماء بعد وضع ثوبه
والله تعالى يقول في عورات المؤمنين الثلاثة؛ بعد العشاء، وقبل الفجر، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة؛ فكانوا يضعون ثيابهم للقيلولة وقت الظهيرة ويبقون عليهم ملابسهم الداخلية وليس النوم عراة من كل ملابسهم.
وهذا يوافق ما حدث لموسى عليه السلام لأن الظن الحسن بموسى عليه السلام أنه لا ينزل الماء عريانًا من كل ملابسه
فلما أدخله الحجر إلى قوم ولم يروا جسده من قبل لبطل الادعاء عليه.
فجاء في ذلك؛ أنهم رأوا موسى على أحسن ما يكون، أي ليس به برص، وليس أن فرجه على أحسن ما يكون، وهذا هو المقدم في الفهم ولباسه الداخلي مع تبلله بالماء فإنه سيشف عن أدر موسى لو كان مصاب به ولا يخفيه لأنه يكون ملتصقًا بجلده.
فقال تعالى : (ولا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهًا)
إلا إذا أردتم تعريته من كل ملابسه
وحتى لو ورد عند البخاري عشرة أحاديث أو مائة حديث ضعيفة فهل من الإنصاف أن تقول ما قلت
أرجو أن تراجع نفسك فيما هو خير لك عند ربك.
المفضلات