ها هنا مقتلنا
برقيات في الوجع
الدكتور عزت السيد أحمد
إن الذين لا يريدون العمل بموجب البداهات لا يستحقون الحياة
الحقيقة المرة التي تهيمن على مجتمعنا وأمتنا ونرفض بغرور أحمق الاعتراف بها هي أننا إما عاجزون عن إدراك البداهات وهذه وحدها أكبر مأساة، أو أننا ندرك البدهات ونعمل بعكس لها من مقتضيات وهذه أشد من تلك المأساة. هذه حقيقة وليست تجنياً أبداً. نحن أمة لا تستحق الحياة. نلوم الأنظمة ولكن هل الشعوب أحسن حالاً؟؟ ألم يقل عليه الصلاة والسلام: كما تكونوا يولَّى عليكم. إننا شعب من التنابل نريد أن يموت الآخرون من أجلنا وهم أعز منَّا وأكبر وأهم... الوضيع يريد أن يموت العزيز من أجل أن يتستمر في حياة الوضاعة!!!
الذين لا يموتون من أجل الحرية فإن تاج حياتهم العبودية
من المؤكد أننا لا نعني أن يموت المرء فعلاً من أجل الحري وإلا كيف سيعيش الحرية؟
ولكن من المؤكد في الوقت ذاته أنه من ليس لديه الاستعداد الصادق الحقيقي للموت من أجل حريته فغنه لا يستحق هذه الحرية. وفوق ذلك ثمة من يرى أن الموت الفعلي من أجل الحرية أفضل من العيش في العبودية، ألم يقل المتنبي: (عش وأنت عزيز أو مت وأنت كريم).
كل ذلك كائن ويكون عندما تؤول الأمور إلى غير أهلها، عندما يسود من سماهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالرويبضة. أو هم الغوغاء، الدهماء، الرعاع... والذحل كذلك...
أخطر ما يهدد المجتمعات هو الغوغاء
الغوغاء هي تدخل المرء في ما لا يفهم
لا أحد لا يعرف أنه يتدخل فيما لا يفهم
إنه يعرف
ولكنه يريد أن يضع رأسه برأس من يفهم
لتفريغ عقدة نقص عنده
على أي حال
لا يخرس العقل إلا عندما يسود الرعاع
إذا ساد الرعاع فكل القيم الجميلة إلى ضياع
وربما لذلك قالوا:
لا تخف من الشبعان إذا جاع
خف من الجائع إذا شبع
تذكروا جيداً أنهم:
لم يقولوا خف من الفقير إذا شبع لأن الفقير قد يكون شبعاناً حتى وهو يموت جوعاً...
ولم يقولوا لا تخف من الغني إذا جاع لأنه قد يكون غني جائعاً على رغم كل غناه...
المفضلات