ليعذرني الأخ الفاضل المحترم عادل في اختلافنا معكم في مسألة ضرورة التفريق في العمل النضالي و لو كان مجرد كلام يقال بالفم بين ما يصيب الإنسان العادي و ما يصيب الظالم الذي طال ظلمه الأبرياء في دمائهم و أقواتهم و أعراضهم و الذي يحرض عليه و يعين على تمامه و بلوغه مداه فهؤلاء من الممكن إذا استطاع المظلوم أن يرد لهم الصاع بمثله و بمثليه فسوف لن يجد في الناس له معارضا و لا يكون بينهم لعمله رافضا و لكن نضال المظلوم إذا أصاب البريئ و البريئ هنا هو وارث " الظلمانية " كأن يغصب الأب بيتا و يرثه ابنه فيأتي صاحب البيت الأول و يعتدي على الابن بعد موت أبيه و هذا في حد ذاته ظلم و في قضيتنا الفلسطينية فلا يوجد عاقل كريم يوافق الفصائل في رجمها الأطفال و الشيوخ و النساء في إسرائيل و لا حتى الرجال الذين هم من صنف الوارث الذي عنه حدثتكم فلا بد للنضال المقبول مهما طال به الأمد أن لا يصيب بريئا و لو كان غصن شجرة أو جندبا مستلقيا في ضوء الشمس ... و أن لا يطال عمل المقاوم غير من يستحقه في ميزان العقل البشري الجمعي و ترضاه الأخلاق الإنسانية كلها و لا تختلف فيه ... و عليه و كخلاصة لماتقدم من مداخلتي البسيطة فإن الشعب الفلسطيني ليس أمامه في نظري إلا مطالبة إسرائيل بضم الضفة و القطاع لدولتها و التكفل بشعبها ككل عربي و يهودي و إرساء دعائم الديمقراطية و العدل و المساواة و أن تترك فصائل المقاومة سلاحها و تندمج في الدولة الكنفدرالية الناشئة و تنظر لمصلحتها و تدع الاعتماد على العربان الكسالى و أنا واحد منهم ... أشكركم أخي و أحييكم و أعتذر عن كل كلمة تلفظت بها فيها شيئ من أذى أو تجاوز .إلى اللقاء .