المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان وتصحيح المفاهيم...قراءة فى بيان المجلس الاعلى للشئون الاسلامية البحرينى



دعاءمحمد
29/07/2013, 12:55 AM
رمضان وتصحيح المفاهيم ... قراءة فى بيان المجلس الاعلى للشئون الاسلامية البحرينى
---
هبت على الامة الاسلامية نسائم شهر الرحمة والمغفرة فى ظروف عصيبة واوضاع مهيبة حيث تشهد معظم البلدان العربية والاسلامية صراعات داخلية من منطلقات مختلفة، فتارة صراع دينى واخرى صراع مذهبى وثالثة صراع عرقى ورابعة تجمع بين هذا وذاك. واذا ما دقق النظر فى جل تلك الصراعات تجدها فى جوهرها صراعات سياسية تتعلق بمصالح الجماعات والتكتلات الرامية للوصول الى السلطة متخذة من الدين او المذهب او العرق غطاء لاهدافها وطموحاتها، وهو ما ادى الى ازدياد وتيرة الصراع وارتفاع حجم ضحاياه، وهو ما دفع المؤسسات الدينية المتسمة بالفهم الدقيق والرؤية الصحيحة لجوهر الاسلام وقيمه بعيدا عن اية انحراف او شطط فكرى ترفض كل هذه الصراعات وتدين كافة الاعمال المرتبطة به، فكما حدث فى مصر حيث جاء البيان الحكيم الصادر من شيخ الازهر برفض كافة اشكال العنف او التحريض عليه معتبرا ان ذلك ليس من الاسلام فى شئ. واتساقا مع هذا البيان جاء بيان المجلس الاعلى للشئون الاسلامية فى البحرين محذرا جميع المسلمين من الفرقة بينهم واعتماد الشحن الطائفي والاصطفاف المذهبي لئلا ينحرف المجتمع المسلم عن دوره الأصيل في صون الوحدة بين المسلمين، والبناء بالتعاون والعمل الجماعي، والتواصي بالخير والبر، رافضا كافة الخطابات التحريضية وموجات العنف في التى تشهدها المجتمعات المسلمة، مؤكدا على أن الإسلام بريء من كل ذلك، لأن الإسلام دين أرسى قواعد السماحة والمحبة، واهتم بالأخلاق ونشرها، ودعا إلى القيم النبيلة، ووضع نموذجًا فريدًا للتعايش البشري، ناظمًا شؤون المجتمع بالرفق والمناصحة والخلق الكريم.
لا شك أن ما ورد فى هذا البيان يؤكد أمر مهما وهو رفضه لكل الادعاءات الباطلة التى تطلقها بعض الجماعات المشتغلة بالعمل السياسى والتى تحاول ان تغلف خطابها واهدافها السياسية بغطاء الدين والتمسح بقيمه فى حين ان ممارساتها تخالف مبادئه وقيمه فى حدها الادنى، بما قد ينعكس سلبا على صورة الاسلام والمسلمين امام العالم كله. فإننا نعلم جميعا الهدف الذى تسعى اليه مثل هذه الجماعات من توظيف الدين فى تحقيق اهدافها من خلال جذب الشباب والسيطرة على عقولهم لتنفيذ اجنداتهم واهدافهم، فنجد ان الشباب هو الذى يقع ضحية مثل هذه الخطابات، فعلى سبيل المثال ما حدث فى مصر مؤخرا فى احداث الحرس الجمهوري حينما دفعت قيادات جماعة الاخوان المسلمين بالشباب للاعتداء على نادى الحرس الجمهورى وراح ضحية هذا الاعتداء اكثر من خمسين فردا اضافة الى المصابين، إلا اننا لم نجد من بين هؤلاء احد قادة جماعة الاخوان المسلمون او احد ابناء هؤلاء القادة، وهو ما نجده فى احداث شهرى فبراير ومارس 2011 وما تلاها من انتهاكات مارستها بعض الجماعات المحسوبة من حيث الاسم على الاسلام، لم يتعرض احد قادتها او ابناءهم للموت او الاصابة وإنما ظل معظمهم خارج هذه الدائرة. وهو ما يؤكد على ان هؤلاء يناضلون بحناجرهم اما من يدفع الثمن فهم الشباب غير المدرك لخبث تلك الاهداف التى يسعى اصحابها الى السلطة وتنفيذ اجندات بعضها دوليا واكثرها اقليميا.
من هذا المنطلق، يصبح من المهم بل من المسئولية على المؤسسات الدينية التى تحظى باحترام وتقدير الشعوب العربية اجمعها ان تبعث برسائلها مستخدمة كافة وسائل الاعلام والاتصال المتاحة الى المجتمعات وخاصة فئات الشباب لتوضيح الصورة الحقيقة لمصل هذه الجماعات والتنظيمات الارهابية لكشف نياتهم الخبيثة وأهدافهم الدفينة ضد مصلحة الامة وامنها واستقرارها، وذلك حتى لا يقع هؤلاء الشباب ضحية مثل هذه الافكار الهدامة التى تستهدف هدم المجتمعات وتفتيتها على يد ابناءها وسواعدهم تحت منطلقات خاطئة وافكار مغلوطة ورؤى باطلة.