المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يحدث سوء الفهم على النت ؟



غالب ياسين
04/05/2007, 10:00 AM
أن الشبكة هي أسوأ وسيلة اتصال من ناحية نقل المعاني والمشاعر، فأنا أكتب الكلمات هنا ويقرأها الكثيرون فيظن أحدهم أني غاضب:confused: ، ويظن الآخر أنني سعيد:laugh: ، وقد يظن شخص ثالث أنني أسخر:confused: ، بينما الواقع مختلف تماماً، الكلمات المكتوبة لا تحمل إلا جزء من المعنى المقصود، حركات الوجه واليدين وتعابير الجسد هي التي تحدد ماذا يعني المرء بكلامه.

دراسة تقول: الناس يظنون أن نبرة رسائلهم واضحة لأنهم يسمعونها في عقولهم، بينما متلقي الرسالة لا يسمع هذه النبرة وبالتالي لا يستطيع التفريق ما بين البريد الجاد والساخر:confused: ، قد ينشأ عن ذلك سوء الفهم الذي قد يصبح سبباً في مشاكل أكبر بكثير.
ما رأيكم ؟

منذر أبو هواش
04/05/2007, 11:11 AM
التفاهم عبر الانترنت بين الأرقام لن يصل أبدا إلى
مستوى التفاهم الإنساني عبر الاتصال المباشر
أخي غالب،

حينما يعجز الإنسان عادي الذكاء عن فهم إنسان آخر فلا يمكن اعتباره مسئولا عن سوء الفهم هذا لأنه يمتلك المقدرة على الفهم، ويكون السبب وراء عدم الفهم في هذه الحالة كامنا في الشخص الآخر العاجز عن نقل أفكاره بشكل كامل إلى الآخرين.

وفي مثل هذه الحالة ينبغي على الشخص الآخر أن يسد النقص الحاصل من خلال حركات جسده أو يديه أو تعابير وجهه. ومثل هذا الأمر يحدث كذلك عند تعذر التواصل الإنساني بسبب اختلاف اللغة أو بسبب إعاقات النطق أو السمع، فيضطر الإنسان إلى الاعتماد على الإشارة كلغة ووسيلة بديلة للتعبير.

ولأن الحاجة أم الاختراع، فقد توصل الإنسان إلى اختراع العديد من الإشارات التي تمكنه من التواصل مع أخيه الإنسان حين يكون التواصل وتبادل المعلومات مستحيلا في الظروف العادية. وبهذا الشكل تم التوصل إلى أشكال من الإشارات وأشكال من الأبجديات لكي يستخدمها الإنسان في حالات الإعاقات البصرية والإعاقات السمعية، وتم التوصل إلى أنواع من الإشارات باستخدام حركات الإطراف الجسدية، وحركات الإعلام، وحركات الدخان، وحركات الضوء إشعالا وإطفاء وغير ذلك.

وفي زمن التراسل عبر الانترنت بالبريد الاليكتروني أو بالدردشة أو من خلال وسائل الاتصال الاليكترونية والحاسوبية الأخرى تطور الاصطلاح والتفاهم والاتفاق على مجموعة من الإشارات والوجوه الهزلية والصور، بحيث أصبح استعمالها أسلوبا من أساليب التعبير، وجزءا متمما للتراسل باللغات المختلفة عبر الانترنت.

لذلك سوف يبقى الحرمان من اللغة الجسدية المرافقة للغة الإنسانية عائقا هاما أمام التفاهم الكامل عبر الانترنت، وإن كانت المعرفة الشخصية المسبقة تساعد كثيرا في تخفيض نسبة سوء التفاهم الحاصلة عبر الانترنت.

الناس في العالم الافتراضي هم أرقام أو أشباه أرقام، لذلك فإن التفاهم عبر الانترنت بين هذه الأرقام لن يصل أبدا إلى مستوى التفاهم الإنساني عبر الاتصال المباشر.

ودمتم،

منذر أبو هواش

غالب ياسين
04/05/2007, 02:42 PM
اتفق معكم اخي د. منذر على طرحكم الجميل:fl:
ربما هناك اراء اخرى للاخوة والاخوات
ارجو المشاركة:fl:

نذير طيار
04/05/2007, 03:58 PM
الجواب العلمي الفلسفي باختصار هو:
الآخر هو إذن هذا الغريب الذي يشبهني، ولكن اختلافنا يبقى عندي لغزا، فليس هو بالشيء الخارجي، ولا بالأنا الآخر المشابه في كل نقطة لما أنا عليه، ولا يمكنني اختراق سره إلا عبر نسيج علاقة أقيمها معه عبر تبادل الأقوال والنظرات التي بفضلها يمكن إقامة ثقة يقينية بيني وبينه.

أما التفصيل ففي هذه القطعة الفلسفية التي ترجمتها مؤخرا:
الغير
مقدمة
قبل كل شيء، من اللائق تحديد إلى ما يحيل هذا المصطلح، وذلك لأن الغير لا يدل على كل ما هو ليس أنا، فالأشياء المحيطة بي لا تندرج ضمن هذه المقولة وكذلك الكائنات الحية الأخرى كالحيوانات. يمكنني أن أطلق هذا المصطلح على أناس آخرين، فحسب، أي على وعي آخر، وأشخاص آخرين، أي كائنات مثلي أنا لكنها ليست أنا، من جهة أخرى ستتمفصل كل الإشكاليات المتعلقة بالغير حول هذا الزوج الجامع بين الهوية والإختلاف.
وذلك لأن الغير يدل على ما هو مثلي لكنه ليس أنا، لديَّ انطباع بقدرتي على معرفته لأنه يشبهني، ولكني أواجه كذلك استحالة النفاذ إلى وعيه، لا يمكنني أبدا أن أتيقن بما يفكر فيه، يبقى –وسيبقى - ما يدور في ذهن الآخر بالنسبة لي لغزا إلى الأبد. كذلك حتى وإن بدا وكأنه أنا آخر، فإنه يمكن إدراكه أيضا وكأنه غريب تماما.
كيف تكون معرفة الآخر إذن ممكنة، وصائبة كذلك؟
رغم أن الآخر يبدو إلى هذا الحد منفلتا مني، فبفضله كذلك أحس بوجودي، لأنني في هذا بحاجة إلى الاعتراف بي من طرف وعي آخر، وإلى بيان وجودي. أوليست مسارات الاعتراف المتبادل بين البشر هي الدليل الملموس على أنه رغم كل شيء، يحدث شيء بين البشر، وأن معرفة معينة بالآخر ممكنة؟
1- لماذا يفلت الآخر من معرفة يقينية؟
أمام الغير هناك موقفان سلبيان ممكنان، يشكلان في الواقع مآزق تحول دون الوصول إلى معرفته وفهمه، يتمثل الأول في عدم اعتبار سوى المظهر الخارجي للآخر ليجعل منه مجرد شيء، في حين لا يأخذ الثاني بعين الاعتبار سوى مشابهتي للغير للحكم عليه وفقا لمعاييري الخاصة.
سنرى أن في كلتا الحالتين نصل إلى استحالةِ - ليس معرفة الغير فحسب وإنما كذلك – احترامِه، لأن الأمر يتعلق في الحالة الأولى بنفي كلي لبعده الشخصي، وفي الحالة الثانية هناك نفي لاختلافه، الأمر الذي قد يؤدي إلى اللاتسامح، الذي تشكل العنصرية أنجز أشكاله وأرهبها تبعا لذلك.
1.1- مأزق التَشَيُّء
في مرحلة أولى، يبدو الآخر لي بوصفه شيئا، أدركه قبل كل شيء بوصفه جسما، شيئا وسط الأشياء، تمكنت إذن من عدم رؤيته وعيا آخر ونفي بعده الشخصي. وذلك لأن الوعي الوحيد الذي تمكنت من استيعابه بشكل ملموس وفوري هو وعيي أنا، أما وعي الغير فيبقى فَرَضيا نوعا ما.
ولكنَّ موقفا كهذا يصعب الإمساك به لأن الغير يظهر لي سريعا بوصفه وعيا ولا يمكنني الاستمرار في اعتباره موضوعا دون أخذ بعده الذاتي بعين الاعتبار.
يمكنني يقينا الاستمرار في التصرف وكأنه موضوع فحسب، في التظاهر بالسخرية من بعده الإنساني، وفي إظهار سوء نية، مثلا، وفي تبني سلوك ظالم إزاءه، ولكن الأمر لن يتعلق سوى بخداع للنفس وللغير.
هل الأفضل في ظروف كهذه أن نفهم الغير وكأنه أنا آخر؟
1.2- مأزق المماثلة
يمكنني إذن محاولة معرفة الآخر وكأنه أنا آخر، ولكنْ، ألست أمام خطر عدم إدراك ما يشكل اختلافه والحكم عليه وفق معاييري الخاصة فحسب، وذلك لأن أصعب ما نسعى لفهمه في الآخر هو اختلافه. وهكذا نفهم الآخر جيدا عندما يتفاعل مثلنا مع وضعيات معينة، ولكننا نعاني في فهم الآخر عندما تتبدى غرابته وغيريته في أشد الأشكال إثارة، ويقع الأسوأ (لأننا لا نفهمه) عندما نرفض أخذ هذا الاختلاف بعين الاعتبار واحترامه، رافضين له حتى شرفه الشخصي، بل إنسانيته. وهكذا نشأت بالأساس العنصرية، التي تبدأ كما يلاحظ كلود ليفي سترواس، وكما كان يفعل الإغريق القدامى حيث يُسمُّون بربريا الذي هو ليس مثلنا نحن، لأنه ليس مثلنا نحن.
"وهكذا كان أبناء العصر القديم يجمعون كل ما لم ينتمي للثقافة اليونانية (ثم الإغريقو-رومانية) تحت إسم واحد: بربري؛ ثم استعملت الحضارة الغربية مصطلح متوحش بالمعنى نفسه."
ولكن إذا كان لا يمكنني فهم الآخر ومعرفته باستعمال المماثلة بيني وبينه، أي طريق أسلكه لتحقيق مبتغاي؟
2- الاعتراف
أليس الأنسب قبل معرفة الآخر، محاولة معرفة من أنا، وعلى وجه الخصوص، أخذ دور الغير في معرفة نفسي بعين الاعتبار. هل سيكون لي الإدراك نفسه لكينونتي دون حضور الغير، وهل سيكون وعيي بذاتي حادا جدا في وحدتي. لا يتم التفكير، في إشكالية العلاقة مع الغير بمصطلح المعرفة، وإنما بالأحرى عبر مصطلح الاعتراف.
2,1- سارتر، الخزي
كما يلاحظ جون بول سارتر في كتابه "الكائن والعدم" عبر أخذه مثال الخزي فإن :"الغير هو الوسيط الضروري بيني وبين نفسي" لأنني عندما أحس بالخزي، لا أحس يه وحدي أبدا. عندما أقوم بفعل أحكم عليه بأنه لا يليق بي وأنا وحدي "لا أحكم عليه ولا أدينه، أحياه ببساطة على نمط ما هو لأجلي". ولكن يكفي أن يفاجئني أحد كي أشعر فجأة بالخزي، بعبارة أخرى كي أحكم على نفسي كما يحكم الغير عليَّ:"أشعر بالخزي من نفسي كما أبدو للغير".
نحن هنا أمام مسار اعتراف أستقبل عبره من خارج وعيي إشارة تثبت لي أنني موجود موضوعيا، وهكذا يكون الإدراك الذاتي الذي أحمله عن نفسي مؤكدا بحضور الغير، الذي يدركني بوصفي موضوعا، ضف إلى هذا، أن هذا الإدراك الموضوعي هو الذي يقودني إلى حمل هذا الحكم عن نفسي والذي يولِّد الشعور بالخزي.
ضف إلى ذلك، أن هذا المسار هو الذي يشكل حسب هيجل مصدر التوازنات الاجتماعية والتاريخ الانساني، وهذا ما يوضحه في هذا النص المشهور المعنون بـ "جدلية السيد والعبد".
2.2-هيجل، جدلية السيد والعبد
في هذا النص المشهور المستخرج من فينومينولوجيا (أو ظواهرية) الفكر، يثبت هيجل أن الوعي بالذات كي يبلغ اليقين بنفسه هو بحاجة إلى الاعتراف به من طرف وعي آخر سيأتي لتأكيد شعور الذات بنفسها، موضوعيا. هو يقدم إلى الساحة وضعية فرََضية تتمثل في إنسان عند بدايات البشرية ويصف الطريقة التي يصل بها هذا الأخير إلى الوعي الكلي والتام بالذات، عبر ملاقاة كائن إنساني آخر يستفزه في معركة حامية الوطيس، معركة يُعرِّض من خلالها حياته الجسدية للخطر كي يثبت وجوده الذهني. في ختام هذه المعركة لن يُقتل الخاسر، سيتحول إلى عبد بطريقة تؤكد غلبة السيد، ولكن العبد عبر عمله يثبت وجوده هو أمام الطبيعة ويصبح سيدَ عالمٍ، يُعْتبَر السيد غريبا عنه، الأمر الذي يقلب في نهاية المطاف توازنات العبودية. ولكن المثالي، كي تحقق الإنسانية كمالها، هو وصولها إلى الاعتراف المتبادل بين حاملي الوعي.
ليس الواقع الإنساني مكوَّنا إذن من أفراد على هيئة ذرات يشكل كل واحد منهم كينونة منفصلة تماما، بل العكس هو الصحيح، وسنقول إن الواقع بينذاتي (أو يتميز بذاتية متبادلة) بقدر ما ينبني ضمن العلاقة بين أكثر من وعي.
3- البينذاتية (أو الذاتية المتبادلة)
يدل هذا المصطلح المركزي في التفكير الظواهري على نسيج العلاقة المتشكلة عبر الاتصال المتبادل بين أكثر من وعي، وهذا لا يعني بالتأكيد أن معرفة الآخر يقينية دائما، ولكن ببساطة أن اتصالا ممكن، شفوي أم لا، ويسمح للذات بتوسيع حقل وجودها عبر محاولةً فهم الآخر، الأمر الذي يتطلب جهدا تجاوزيا للذات.
3.1- العلاقة عبر اللغة
يتكلم البشر مع بعضهم البعض ويتواصلون فيما بينهم عبر اللغة، وكما يلاحظ ديكارت:"أخيرا، لا يوجد أي نشاط خارجي لنا، يمكنه طمأنة الذين يتفحصونه، بأن جسدنا ليس آلة فقط تهتز من تلقاء نفسها، وإنما هناك في داخله روح تملك تفكيرا، عدا الأقوال أو الإشارات الأخرى المؤداة إزاء ذوات معروضة، دون أن يختص بأي رغبة."
فإنسان آلي، وحتى الأذكى لا يمكنه إقامة حوار إلا بصعوبة، وحتى اليوم ما نسميه ذكاء اصطناعيا لا يمكنه ذلك إلا بشكل مختصر، فبمجرد تعقُّد التبادل لاسيما عند إدخاله لعناصر نوعية أكثر منها كمية، تُبلَغ الحدود القصوى. وهذا يعود، من جهة إلى أن الحوار ليس إرسالا لمعلومات خام فحسب، وإنما هو حامل للمعنى، ومن جهة أخرى أن هذا المعنى يُنقَل نقلا شفويا وغير شفوي، وهنا بالأساس يتدخل دور الوجه في العلاقة مع الغير.
3.2-الوجه
حين أدخل في اتصال مع الغير، حتى وإن لم يدركني في البدء سوى بوصفي جسما، فإن هذا الجسم غير مفصول عن الوعي المعبِّر عن نفسه، والدليل هو أن تعبيراتنا عبر الوجه تترجم غالبا ما نفكر فيه ونحس به.
بالإضافة إلى ذلك، يشكل هذا سبب الصعوبة الكبيرة في حجب المشاعر، فالوجه علامة، هو حامل للمعنى، وبفضله يبدو كل واحد منا للآخر بوصفه شخصا وليس شيئا. عبر الوجه يبدو لنا الغير في كامل إنسانيته، وعبر تقاطع نظراتنا نكشف أنفسنا لبعضنا البعض ويمكننا بناء ثقة أو عدم بنائها بين كائنين، لأنه لا معرفة يقينية بالآخر ممكنة ووحده الإيمان بالآخر يمكنه إقامة علاقة موثوق بها معه.
3.3-الثقة
تدل الثقة على هذا الشعور الذي نحمله حين نكون مؤمنين بالآخر، معتقدين به ونقيم معه علاقة احترام متبادل، ولكن هذه الثقة لا تقوم سوى على انطباع ذاتي يمكن لبضع علامات فقط أن تؤكده، ولكن ليس بالقدر الكافي للوصول إلى معرفة يقينية كليا وموضوعية.
وفي العلاقة العاطفية أساسا تحقق هذه الثقة مبتغاها على شكل الوفاء، وهو خصلة الشخص الذي يمكننا الاعتقاد والإيمان به.
خلاصة
الآخر هو إذن هذا الغريب الذي يشبهني، ولكن اختلافنا يبقى عندي لغزا، فليس هو بالشيء الخارجي، ولا بالأنا الآخر المشابه في كل نقطة لما أنا عليه، ولا يمكنني اختراق سره إلا عبر نسيج علاقة أقيمها معه عبر تبادل الأقوال والنظرات التي بفضلها يمكن إقامة ثقة يقينية بيني وبينه.

صبيحة شبر
04/05/2007, 07:08 PM
سوء الفهم لايقتصر على النت فقط وحتى في الكلام العادي حين ينقل
من شخص الى اخر قد لايفهمه الشخص المنقول اليه على حقيقته
لان الناقل قد يضيف كلمات لم تكن في الواقع وانما هو فهمها حسب الحالة النفسية
التي كان هو فيها ، لهذا وجب تسجيل الكلام( كتابته) حتى لانقع في مشكلة
لان الكلمات وان كانت تتضمن نفس المعاني في المعاجم ، الا ان طريقة استعمالها
تختلف من شخص الى اخر
لهذا كان المستمع اكثر فهما لان المتكلم يستعين لتوضيح افكاره بحركات اليدين
والاشارات المصثاحبة للكلام
وليس الكلام العادي الذي يتعرض لسوء الفهم احيانا وانما الكلام الفني اي الادب
ولهذا تكثر القراءات لعمل واحد وكل قاريء قد يحلل النص بالشكل الذي يتناسب مع افكاره
وعواطفه
موضوع جيد ومهم
الشكر الجزيل لك ايها الاخ العزيز غالب

غالب ياسين
04/05/2007, 07:37 PM
الشكر والتقدير للاخ نذير ولاختي صبيحه على ردهم المفيد فعلا:fl: :fl: :fl:

هدى الصاوي
04/05/2007, 08:18 PM
في كل وسيلة من وسائل التواصل نقص قد يسبب سوء الفهم، وقد يحدث سوء الفهم في الاتصال المباشر إن لم يكن هناك وضوح في الفكرة أو عدم فهم كاف لنفس المتلقي..
على كل حال يمكن تلافي حدوث سوء التفاهم على النت بالإيضاح والتثبت من الخبر وإرسال الأوجه التعبيرية ما أمكن، وعند عدم الفهم طلب التوضيح لأن الكثير من الكلمات المكتوبة تحمل مختلف المعاني.. وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا..

وجزاكم الله خيرًا..

غالب ياسين
04/05/2007, 11:12 PM
اختي الفاضله هدى
مشاركة رائعه
لك كل الشكر والتقدير:fl:

ياسر أبو النور
04/05/2007, 11:18 PM
موضوع جميل وشيق ويتسع في الحوار لكثير من الأقوال والنوادر:
حقا كما أوضح أستاذنا الأستاذ منذر واختنا الكبيرة الأستاذة صبيحة لحركات الوجه واليدين دور هام في توضيح المعاني وقد ذكرني ذلك بطرقة جميلة علمنا إياها العلامة الدكتور رمضان عبد التواب- رحمه الله- أستاذ علم اللغة في جامعة عين شمس لمن يريد أن يكون بليغا في اللغة وفي توصيل المعاني التي يريدها بان يدرب نفه على عدم تحريك يده أثناء الكلام ليجد بذلك أن مفرداته ضعيفة عن توصيل ما يريده من معاني فبذلك سيفكر ويبحث عن مفردات توصل المعني اللازم.
ورأيي أن سوء التفاهم يحدث لحداثة عهدنا بالتخاطب بالحروف المكتوبة عبر الانترنت الذي يعتبر حديثا على عالمنا العربي، فكل منا يكتب وكأن الطرف الآخر يرى النصف الآخر من المعني الذي يريده الطرف الأول وهو النصف المتعلق بإشارات الوجه واليدين.
وهذا الموضوع يتعلق بما يعرف في علم اللغة بدلالات الألفاظ فمثلا كلمة من حرفين (آه) من الممكن أن يكون لها دلالات كثيرة؛ فقد تعبر عن الإجابة بنعم، وقد تعبر عن تألم المريض، وقد تعبر عن التوعد، وقد تعبر عن السخرية والعجب ويتوقف المعني المراد في الحوار على الإيماءات أو حركات الوجه واليدين التي يعبر بها المتحدث وكذلك على نبرة الصوت بين الحدة في الكلام والهدوء وارتفاع الصوت وانخفاضه وإطالة حرف وتقصير آخر...الخ.
كما أن الحركات نفسها قد يختلف معناها من امة لأخرى ومن قطر لقطر آخر وأذكر في ذلك حكاية ظريفة قصها علينا احد الزملاء: ان احد الأشخاص قابل سيدة أجنبية جميلة استوقفته لتسأله عن عنوان فعاكسها الرجل بتحريك حاجبيه وهو أمر شائع للمعاكسة في البلدان العربية لكن في بعض البلدان الأجنبية غير ذلك فظنت أن بعينيه مرض عصبي فوضعت يديها على عينيه مشفقة عليه، وطبعا هذا أكثر مما كان يرجوه .... :) :) :)
إذن كيف نعوض النصف الآخر من المعني وهو الإيماءات وحركات الوجه واليدين ونبرة الصوت ونقتصر على الحروف الصماء لتوصيل المعنى المرغوب؟؟؟ هنا تكمن الخبرة والفصاحة والمهارة في التعبير وهو دور المتحدث في الفهم الصحيح أم دور المتلقي هو عدم صبغ الكلام بصبغته الذاتية وعدم فهمه من خلال حالته النفسية حين يقرأ هذا الكلام.
حقا موضوع رائع وما أكثر الخلافات التي شهدناها بسبب سوء الفهم للحروف الصماء الخالية من أي حركات مساعدة من الوجه واليدين ونبرة الصوت.
وشكرا لكم- وأعتذر للإطالة

محمد على حسن
05/05/2007, 01:55 AM
إضافة إلى كل ما سبق :
يعتبر " النت " فى مرحلة يمكن ان يطلق عليها مرحلة مراهقة ( التسمية جاءت من قبل أشخاص لهم دراية كاملة بالشبكة ) حيث تتصارع فيها تيارات عقلية و فكرية من مختلف الأعمار و الأجناس ( و يحدث هذا غالباً نتيجة صغر سن غالبية المستخدمين ، و اعتمادهم على قراءة سريعة و غير مكتملة و قد تكون خاطئة لما يتجاوبون أو يتفاعلون معه ) .و حدد هؤلاء الأشخاص أن هذه الفترة سيتم تجاوزها بعد فترة قليلة و تعود الأمور إلى نصابها الصحيح.
أدى استخدام النت بكثرة ، و على الرغم من التيسير الذى حققه فى سرعة الأتصال بين البشر ، إلى ما أطلق عليه الفصل الإليكترونى ، و ليس التقارب على عكس ما هو نتيجة حتمية لهذه السرعة فى الإتصال ، و أصبح كل ( أو الأعم من ) الناس بعيش فى عالم خاص به ، أبرز سمة فيه أنه عالم " افتراضى " مثله مثل الشبكة.

أبو حمزة الوائلي
05/05/2007, 02:09 AM
هكذا تعودنا منك يا أستاذ غالب , كل جميل وجديد . وكم أتمنى أحيانا أن يسمعني من أرد على مداخلته ليكون تواصلي فاعلا بالطريقة المناسبة . وهذا ما يدفع بالتكلف اللفظي إلى اللسان ليبين ما يريد وينقل ما يضطرم في القلب وما ينعكس على الوجه الذي رؤيته ربما كانت تغني عن كثير من الكلام . وهذا ما أتمناه الآن لترى على ثغري ابتسامة إعجاب بما تقدمه لنا ( أساتذ غالب ) .

غالب ياسين
05/05/2007, 06:01 AM
موضوع جميل وشيق ويتسع في الحوار لكثير من الأقوال والنوادر:
وهذا الموضوع يتعلق بما يعرف في علم اللغة بدلالات الألفاظ فمثلا كلمة من حرفين (آه) من الممكن أن يكون لها دلالات كثيرة؛ فقد تعبر عن الإجابة بنعم، وقد تعبر عن تألم المريض، وقد تعبر عن التوعد، وقد تعبر عن السخرية والعجب ويتوقف المعني المراد في الحوار على الإيماءات أو حركات الوجه واليدين التي يعبر بها المتحدث وكذلك على نبرة الصوت بين الحدة في الكلام والهدوء وارتفاع الصوت وانخفاضه وإطالة حرف وتقصير آخر...الخ.
وشكرا لكم- وأعتذر للإطالة
سيدي الفاضل استاذ ياسر اشكرك على مداخلتكم القيمه وعلى الشرح الرائع وبأمثله مفيده جدا:fl:

غالب ياسين
05/05/2007, 06:04 AM
إضافة إلى كل ما سبق :
يعتبر " النت " فى مرحلة يمكن ان يطلق عليها مرحلة مراهقة ( التسمية جاءت من قبل أشخاص لهم دراية كاملة بالشبكة ) حيث تتصارع فيها تيارات عقلية و فكرية من مختلف الأعمار و الأجناس ( و يحدث هذا غالباً نتيجة صغر سن غالبية المستخدمين ، و اعتمادهم على قراءة سريعة و غير مكتملة و قد تكون خاطئة لما يتجاوبون أو يتفاعلون معه ) .و حدد هؤلاء الأشخاص أن هذه الفترة سيتم تجاوزها بعد فترة قليلة و تعود الأمور إلى نصابها الصحيح.
.
لك شكري وتقديري استاذ محمد على هذه الاضافه المميزه واتفق مع ما اوردته:fl:

غالب ياسين
05/05/2007, 06:05 AM
هكذا تعودنا منك يا أستاذ غالب , كل جميل وجديد . وكم أتمنى أحيانا أن يسمعني من أرد على مداخلته ليكون تواصلي فاعلا بالطريقة المناسبة . وهذا ما يدفع بالتكلف اللفظي إلى اللسان ليبين ما يريد وينقل ما يضطرم في القلب وما ينعكس على الوجه الذي رؤيته ربما كانت تغني عن كثير من الكلام . وهذا ما أتمناه الآن لترى على ثغري ابتسامة إعجاب بما تقدمه لنا ( أساتذ غالب ) .
وانا اضم صوتي لصوتك سيدي الفاضل واخي الاستاذ ابو حمزه:fl:

راوية سامي
06/05/2007, 11:55 AM
أستاذنا الفاضل غالب ياسين والأخوة الأعزاء،
السلام عليكم،
على الرغم من الفرق في التواصل وأساليبه بين الانترنت والتعامل وجها لوجه، فقد رأيت في الانترنت أن الناس هم الناس، وغالبا ما كانت انطباعاتي عن الأشخاص صحيحة إذا ما شاءت الأقدار والتقيتهم. كثير منا فرّ من الأرض إلى الفضاء لأننا كنا نعتقد أنه العالم المثالي، فهنا المثقفون والصفوة والمتميزون والحوار الراقي وغير ذلك مما حلمنا به. لكن الحقيقة أن الانترنت بشخوصه ما هو إلا صورة عن الأرض بشخوصها، وهؤلاء هم نحن، بحسناتنا ومساوئنا وخلفياتنا الاجتماعية والاثنية والتاريخية ومعتقداتنا الدينية. وكما أن سوء الفهم يحصل بيننا وجها لوجه، بل بين أقرب المقربين كالأخوة والأزواج وأعز الأصدقاء، فهو وراد على الانترنت بنفس الشكل. فنحن نختلف هنا وهناك. وكل منا يتصرف بنفس الطريقة، لذا ترى أحدنا عندما "يتخانق" على الانترنت يكتب وهو منفعل وربما بصوت عال، وكثير ما يصلنا إحساس الشخص لحظة الكتابة فنضحك أو نغضب أو نحزن أو نتحمس، فما يخرج من القلب يصل، إن كان خيرا أو شرا. كما أني ألاحظ أن ذات المواضيع التي تسبب خلافات على الأرض هي التي نواجهها على الإنترنت، وما يتداوله الناس على الأرض من مواضيع ساخنة يتفقون عليها أو يختلفون هو ذاته المطروح على الفضائيات والانترنت، ويتم "الخناق" عليه بصورة أو بأخرى.

أما وصف الشخوص على الانترنت بأنهم مجرد أرقام أو أشباح، فلست مع وجهة النظر هذه، مع كل تقديري لمناصريها، فالرقم لا ينتج إلا رقما، بينما نحن ننج فكرا وشعرا وترجمة وحوارا ووووووو، فلماذا لم تنتج هذه الأرقام منذ الأزل ما ينتجه بني البشر؟ ثم إن الأرقام لا تكون طيبة ولا خبيثة ولا ذكية ولا مثقفة الخ، بينما يستطيع كل منا أن يصف الآخر ولو بصفة واحدة على الأقل يستنتجها من مشاركاته، التي هي كلامه وفكره ووجهة نظره في السياق الأرضي، وكم من الخلافات وقعت بين الناس ووصلوا إلى طرق مسدودة وربما اتجهوا إلى سياسة "التكسير" خلال لقاءاتهم وجها لوجه. ما يختلف هو أدوات التواصل وليس طبيعته نظرا لأن فلان هو فلان بكل سماته الشخصية والإنسانية.

كما أن أيا منا لا يستطيع إنكار مفهوم "الألفة" الذي يجمع الناس في هذا الفضاء الشاسع البعيد الأفق، فكيف تزوج من تزوج عبر الانترنت، وكيف يحصل آلاف الناس رزقهم عبرها وهم جلوس في بيوتهم؟ وكيف نرى هذا العدد من الصداقات الحقيقية بين الكثيرين. أرى أن من يصل التعامل بيني وبينه إلى الاتصال الهاتفي مثلا أو الزيارة الشخصية أو غير ذلك من أنواع التواصل الإنساني أو حتى التراسل الطيب أو ما يسمى بالإخوانيات، فهو صديق وربما أخ، وليس شبحا. وهنا في الجمعية أمثلة كثيرة حصلت معي ومع غيري، سواء علمنا بها أو لم نعلم.

فإن كنا ولا بد يجب أن نتحول إلى أرقام حتى نستطيع أن نسأل ونجيب بلغة الكمبيوتر، فهي وسيلة لكنها ليست تحولا من جانبنا ولا لطبيعتنا، وإذا كان الأمر بهذه السهولة فلماذا لا تتحول القطط إلى أرقاما وتدخل عصر الانترنت؟ ولماذا علينا أن نبذل كل هذه الجهود في توسيع معارفنا على الشبكة ونشر العلوم والمشاركة الفاعلة وبناء أسماء وسمعة طيبة وووووو؟ أولسنا نحافظ على صورتنا وسمعتنا؟ ألا يهمنا مظهرنا وطرحنا؟ وقد كنت أتناقش والأستاذ عامر حول حوار المجتمعات والجنسيات الأخرى في منتدياتهم الخاصة على الشبكة حيث يناقشون قضاياهم، هل يختلفون مثلنا؟ أم أنهم في نهاية المطاف يعكسون طريقة حياتهم وحوارهم وفكرهم ويقبلون ما هو مقبول ويرفضون ما هو مرفوض؟

ربما أرى أن هذه النظرية تشابه فكرة تحول الإنسان أصلا من قرد إلى إنسان:) ، لكن الفرق أن التحول هنا سلبي أي من إنسان إلى رقم! فهل أكون إنسان صباحا ورقما بعد الظهر بمجرد دخولي إلى الشبكة؟ ألست أنا بكل صفاتي؟ ولماذا نستخدم حدسنا في الأمور ونفكر في نية الآخر ونحلل خلال هذه التعامل الرقمي، أليست هذه الطبيعة الإنسانية؟

وبالمناسبة أرى أن الترجمة الدارجة لمصطلح virtual على أنه افتراضي، خاطئة بكافة المقاييس، فحينما أفترض أن شيئا ما موجودا، فهو حقيقة غير موجود، وهذا ما دحضه التعامل الحقيقي عبر الإنترنت، والاستشهاد هنا بالجهود الحقيقية التي تبذل على الشبكة والتواصل الجاد والهادف، وأقترح أن نقترح ترجمة أكثر واقعية لهذه المفردة.

ولكم سأنشر قريبا بعون الله موضوعا خاصا حول دور الجمعية في وضع الكيانات "الافتراضية" على قدم المساواة مع الكيانات الأرضية، وهذا ما حدث في ملتقى الترجمة في عمان وأثبته الحضور الاستثنائي لكيان الجمعية الذي لا أعتقد أبدا أنه افتراضي.

تحية أرض-شبكية تداخلية
راوية سامي

عامرحريز
06/05/2007, 12:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذي الفاضل ،،

في معظم الأحيان أفضل أن أقابل المتحدث وجهاً لوجه ، وذلك لمعرفة ما يريده بالضبط.. لا أحاول أن أفسر ما يريده الشخص ولو كان على محادثة فيديو.

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
06/05/2007, 03:43 PM
الإخوة الأفاضل

تجدون على الرابط التالي فصلا من كتاب (اللغة والإنترنت) الذي ترجمته من الإنجليزية إلى العربية.

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=1458&highlight=%C7%E1%E6%D3%ED%D8+%C7%E1%E3%D3%E3%EC

ويناقش الفصل -في جزء منه- محاولة التغلب على سوء التفاهم عند التواصل عبر الشبكة، وذلك من خلال استخدام عدة وسائل، أرجو أن تجدوا فيها ما يفيد.

تحياتي.

غالب ياسين
06/05/2007, 07:32 PM
سيدتي الفاضله الاستاذه راويه
لك شكري وتقديري على هذه الاضافه التحليليه الرائعه
:fl:

غالب ياسين
06/05/2007, 07:35 PM
سيدي الفاضل Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
جزاكم الله كل خير على الاضافه وعلى الرابط الرائع
اتمنى ان يطلع عليه الجميع والاستفاده مما ورد فيه من شرح معمق وتفصيلي
:fl: :fl:

Dr. Schaker S. Schubaer
06/05/2007, 08:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين
عندما نقوم بمناقشة موضوع ما، فلا بد أن نكون منهجيين في الطرح، حتى لا يكون ما نتوصل إليه في أحسن الظروف هو تناثر من قضايا بمصداقية (Sporadic Valid Statements). المنحى المنهجي يمنحنا رؤية شمولية للموضوع، بحيث نصل إلى نتائج فاعلة تصب فيما يجب فعلة تحت الظرف هذا أو ذاك.
وعندما نتكلم عن التواصل عبر الإنترنيت، فنبدأ بالقول بأنها وسيلة اتصال. والاتصال هو تواصل بين طرفين على الأقل أحدهما مرسل والآخر مستقبل. تدفق المعلومات من المرسل إلى المستقبل تسمى رسالة، وتدفق المعلومات من المستقبل إلى المرسل تسمى تغذية راجعة. وتفيد التغذية الراجعة للمرسل بأن يحاول أن يضبط الرسالة التي يرسلها بصورة أكثر دقة.
وتقسم وسائل الاتصال إلى نوعين:
1. التفاعلية: وهي التي تسمح بتدفق الرسالة والتغذية الراجعة بشكل متزامن. وهذه تشمل المقابلة وجهاً لوجه، والتحدث عبر الهاتف، والبرامج المتفاعلية في التلفزيون، والإنترنيت المسمى تشاتنج.
2. غير التفاعلية: وهي التي تسمح بتدفق المعلومات في اتجاه واحد. وهذه تشمل الرسائل البريدية، والبريد الإلكتروني، ووسائل الاتصال الموسعة كالراديو والتلفزيون.
المشكلة لدينا في العالم العربي، وهي مشكلة اتجاهات أو قناعات (Attitudes)، لا نأخذ التنمية البشرية بشكل جدي أو منهجي واحترافي. بمعنى أن الفرد ممكن أن يشتري كاميرا فيديو بثلاثة آلاف دولار لميزات فيها، وغير مستعد لأن يدفع مائة دولار ليتدرب عليها. وربما يظل طيلة حياته يستخدم ميزات كان بإمكانه أن يجدها في كاميرا بخمسمائة دولار.
في كل نوع من وسائل الاتصال له تدريب خاص به. وقد قمت بتدريب مشغلي الهاتف على استخدام الهاتف. وقد تحسن أداؤهم بشكل مثير. التدريب هو تنمية بشرية. وأنا أعتقد أنه بعد دورة تدريبية مناسبة لأخي الكريم غالب، سيقول لا شك أن أحسن وأرخص وسيلة اتصال هي الإنترنيت بل والأكثر فعالية. لا أحد منا يولد متدرباً من بطن أمه. كيف تحذر في تدفق المعلومات منك للطرف الآخر، وكيف تستحصل على المعلومات اللازمة لك للحكم على نمط (Profile) شخصية الذي أمامك، تصبح فن إحترافي لديك.
البرنامج التدريبي يتضمن عناصر ومواصفات (Features) كل نوع من وسائل الاتصال، والمعوقات المحتملة وكيفية التغلب عليها.
أخي وحبيبي الأستاذ منذر يعطي وزناً زائداً لما يسمى بلغة الجسد. وفي الدورة التدريبية نتناول ما هي عناصر لغة الجسد الهامة في هذا النمط من وسائل الاتصال. فمثلاً في الهاتف يتم تدريبهم على الاسترخاء ثم التبسم، لأن هذا ينعكس على الصوت الصادر عن الحبال الصوتية، وعلى الحالة النفسية العامة. فيتدرب مشغل الهاتف على أن يقوم بالاسترخاء والتبسم قبل رفع السماعة، مما ينعكس إيجاباً على المتصل. واقول لأخي وحبيبي الأستاذ منذر أن الاتصال عبر الانترنيت يرقى بل ربما يزيد عن غيره من أنواع الاتصال الأخرى، إذا كان هناك تفاهماً وتفهماً من كل طرف للآخر. وأنا أوافق فيما ذهبت إليه الأخت الكريمة راوية بأن الإنترنيت بشخوصه ما هو إلا صورة عن الأرض بشخوصها.
وأوافق الأخت الكريمة راوية في أنه وسيلة تواصل إضافية لدينا وليست تحولاً لطبيعتنا، فلا بد من وضع آداب لها، ولا بد من التدرب عليها لاستخدامها بفعالية استخداماً أمثلاً لصالح هذه الأمة.
وبالله التوفيق،،،

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
06/05/2007, 09:50 PM
الأستاذة الكريمة راوية سامي

أحييكِ على هذا الموضوع المهم والمشوِّق، وأود أن أعلق على جزئية وردت فيه، وهي:

"وبالمناسبة أرى أن الترجمة الدارجة لمصطلح virtual على أنه افتراضي، خاطئة بكافة المقاييس، فحينما أفترض أن شيئا ما موجودا، فهو حقيقة غير موجود، وهذا ما دحضه التعامل الحقيقي عبر الإنترنت، والاستشهاد هنا بالجهود الحقيقية التي تبذل على الشبكة والتواصل الجاد والهادف، وأقترح أن نقترح ترجمة أكثر واقعية لهذه المفردة."

أما تعليقي فهو أنني أتفق تماما معكِ بخصوص تخطئة ترجمة المصطلح virtual إلى "افتراضي" إلا في حالة واحدة، وإن كنت قد ترجمتُ المصطلح فيها إلى "مُتَخَيَّل"، كما تجدينها على هذا الرابط:

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=1463&highlight=%E1%DB%C9+%C7%E1%DA%E6%C7%E1%E3

ويدور هذا الفصل المترجم من كتاب (اللغة والإنترنت) حول "العوالِم المتخيَّلة" بمعنى الألعاب التي ينخرط فيها المستخدم وفق ظروف وأحوال لا وجود لها على أرض الواقع، كأن يشترك في حرب، أو يلقي القبض على أفراد عصابة مثلا، وهكذا. وبطبيعة الحال فإن مثل هذه الألعاب يمكن أن نجدها على الإنترنت، بالإضافة إلى الأسطوانات المدمجة.

وعموما، فإنه من بين الترجمات الأخرى للمصطلح ما يلي، لعلك تجدين في إحداها ما يحوز رضاك:

عملي, فعلي, واقعي.

وأيضا "تقديري" كما في عبارة (الصورة التقديرية) في علم الضوء, ترجمة لعبارة virtual image.

كما أنه قد جرى العرف على ترجمة المصطلح virtual value في علم الكهربا إلى (القيمة الافتراضية). وأحسب أن هذه حالة أخرى يجوز لنا فيها ترجمة كلمة virtualإلى (افتراضي).

حمدا لله على سلامة وصولك والأخ الأستاذ عامر من عمان.

تحياتي.

غالب ياسين
07/05/2007, 09:46 AM
كل الشكر والتقدير Dr. Schaker S. Schubaer على هذه الاضافه المميزه
وتلخيصكم بأن الإنترنيت بشخوصه ما هو إلا صورة عن الأرض بشخوصها.
وأوافق الأخت الكريمة راوية في أنه وسيلة تواصل إضافية لدينا وليست تحولاً لطبيعتنا، فلا بد من وضع آداب لها، ولا بد من التدرب عليها لاستخدامها بفعالية استخداماً أمثلاً لصالح هذه الأمة.
:fl:

غالب ياسين
07/05/2007, 10:04 AM
ماذا يفعل شبابنا في مقاهي الانترنت؟

لم يكن الحديث عن الإنترنت لسنوات مضت بالكثافة التي هو عليها الآن . الكثيرون ، خصوصا من الأشخاص العاديين ، اعتقدوا أن الأمر لا يعدو كونه ثورة سريعة لن تلبث أن تخمد لتعود الحياة إلى مسارها الطبيعي العادي المعتمد على الورقة و القلم .
و تمر السنوات و تخيب توقعات هؤلاء ، في حين تصيب توقعات الخبراء و المهتمين الذين كانوا يؤمنون بأن المستقبل سيكون معلوماتيا محضا .
أكيد أن الإنترنت لم يلق في بداياته – سواء كأداة معلومات أو كأداة ترفيه – ذاك الترحيب المتوقع . كانت كلمة الإنترنت تبدو في الآذان غريبة . التوجس كان هو السمة الغالبة على مشاعر المجتمعات العربية تجاه هذه الأداة التي قالوا عنها أنها تحمل العالم بين جوانحها .
أشياء كثيرة قيلت و كتبت عن الإنترنت ، و شيئا فشيئا تحول التوجس إلى فضول ، ثم إلى اكتشاف فإقبال كبير من مختلف الشرائح المجتمعية .
كان هذا بعد أن ظهرت أول مقهى للإنترنت ثم تبعتها مقهى أخرى ، فمقاه و مقاه ، فغزو غير متوقع لهذه المقاهي و إقبال مذهل عليها .
و لن نكون مجحفين لو قلنا أن النسبة الكبيرة من روادها هم من الشباب . الشباب الذين وجدوا في هذه الأداة متنفسا لهم رغم ما أبدوه في بادئ الأمر من
ارتباك و حيرة .
لكن الأسئلة المهمة هي : ماذا يفعل هؤلاء الشباب هناك ؟ هل يعتبرون الإنترنت أداة معلومات بالدرجة ؟ أم مجرد أداة ترفيه لا يتعدى دوره التسلية و تمضية الوقت ؟
يقول محمد الشاوني ، 21 سنة ، طالب : " بصراحة أحضر هنا للدردشة ، إنها أمر مسل ّ ،و باعتباري أجيد اللغة الإسبانية فأنا أحب أن أحاور الإسبان " . لكن محمد يبدو غير راض تماما عما يفعله ، فقد سألنا قبل أن نغادره : " هل تعرفون مواقع أفيد من مواقع الدردشة ؟ "
بعد أن منحنا محمد ما يريد توجهنا نحو عبد الفتاح عبد الله ، مجاز في الثالثة
و العشرين من عمره ، يقول : " لحد اللحظة لا زلت لم أستسغ هذه الأداة ، لكنني أحضر هنا للدردشة بالدرجة الأولى ، أحاول أن أفعل أشياء أخرى لكن مشكلة اللغة تقف حاجزا أمامي لأن المواقع التي أريدها هي بلغة أجنبية " .
و يقوم عبد الرحيم بالرد على شتيمة وصلته قبل أن يستدير إلينا و يقول : " الدردشة أمر مسلّ ، تستطيع أن تقول ما تريد و تتحدث في ما تريد دون خجل أو خوف من ردة فعل الطرف الآخر " .
هذه نظرة قاصرة جدا بالطبع . إنها المشكلة الأزلية ، نأخذ من الأشياء قشورها تاركين اللب للغرب . خصوصا إذا علمنا أن الدردشة لا يتعدى كونها أداة لتبادل السباب
و الشتائم في الغالب . و نستثني ها هنا بعض المواقع الجادة التي تطرح مواضيع متميزة للنقاش .
يقول سعيد ، تاجر : " أبحث عن مواقع للتعارف و المراسلة ، بوضوح أبحث عن زوجة من أوروبا ، حيث يمكن أن أصنع مستقبلي من جديد " .
سعيد هو نموذج من شباب كثيرين يضعون كل آمالهم في الإيقاع بزوجة شقراء تضع حدا لمعاناتهم مع البطالة و تضرب لهم موعدا مع الثراء و الترف . و لسنا في حاجة لأن نقول أن هذه مشاريع اتكالية و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنجح .
لكننا – لحسن الحظ – صادفنا – أيضا – شبابا أشعرونا بالأمل و نزعوا عنا الإحباط الذي كنا قد بدنا نشعر به . يقول محمد . م ، 30 سنة : " أنا مراسل لإحدى الصحف اليومية ، في الماضي كنت أضطر لاستعمال البريد العادي ، مما يصبح معه الخبر ( المصور على وجه الخصوص ) مستهلكا ، و الآن مع البريد الإلكتروني يمكن أن أوصل الخبر في لحظات لجريدتي ، و هي نعمة لا تقدر بثمن في عملنا الصحافي " .
و يقول يوسف ، 24 سنة : " أنا أستعمل الإنترنت لمراسلة أصدقائي بالبريد الإلكتروني ، و أحيانا للحصول على مواضيع تهمني في دراستي " .
إقبال طالب مجاز في الخامسة و العشرين من عمره ، يبدو حائرا أمام شاشة الكمبيوتر ، يقول : " أبحث عن عناوين جامعات لاستكمال دراستي بالخارج ، لكن معلوماتي قاصرة في هذا المجال و لا أعرف كيف أقوم بعملية البحث "
باختصار ، الإنترنت – كما الأدوات الإعلامية الأخرى – سلاح ذو حدين، يمكن أن يكون مفيدا جدا إذا عرفنا كيف نستغله أحسن استغلال ، و هو في نفس الوقت أداة تخريب للنفوس و الأرواح عن طريق المواقع التافهة و الجنسية التي لا تجدي فتيلا .
إذن ، بشيء من المراقبة ، و بشيء من التوجيه و الإرشاد و التوضيح ، يمكن أن يعلم شبابنا أنهم يمتلكون بين أيديهم كنزا لا يجب أن يضيعوه في ترهات لا تسمن و لا تغني ، فيجلسوا أمام شاشات الكمبيوتر ليتلقوا سهام التخريب التي تكون بردا و سلاما في بادئ الأمر ثم ما تلبث أن تتحول إلى سموم قاتلة تخرب الجسد و
العقل معا .
فهل نجد لندائنا صدى ؟ فلنرجو ذلك


http://www.balagh.com/youth/2u0qwjz7.htm