المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تمرد... نجاح مصرى وافلاس بحرينى



دعاءمحمد
24/08/2013, 03:46 PM
تمرد ... نجاح مصرى وافلاس بحرينى
---
جاءت تصريحات السفير المصري لدى مملكة البحرين "عصام عواد" بشأن موقف الحكومة البحرينية برئاسة الامير خليفة بن سلمان آل خليفة فى التعامل مع من اطلقوا على انفسهم حركة تمرد فى البحرين ليؤكد على أمرين مهمين:
الاول، ان الحكومة البحرينية لم تغير نهجها فى التعامل مع كافة الازمات والتحديات التى واجهتها على مدار الاعوام السابقة، فقد كان منهجها منهجا قائما على الحكمة والاقتدار وبمنتهى الرقى والسياسة البناءة رغم ما ارتكبته عناصر الحركة من تجاوزات اخلاقية وأمنية وسياسية واجتماعية بحق الوطن والحكومة والمواطن البحرينى.
الثانى، أن البون شاسع فى التشبيه او الربط الذى حاولت هذه العناصر فى البحرين ان تنسجه فى علاقتها مع حركة تمرد المصرية، فرغم التباين الواضح والاختلاف الظاهر للجميع سواء فى الهدف من تشكيل الحركة او فى اعضاءها او فى اساليبها وحركتها المجتمعية او تواصلها مع مختلف الاطراف، فإن اللغط الكبير الذى حاول البعض من خلاله تضليل الاعلام المحلى والاقليمى والعالمى سرعان ما انكشف امام الجميع.
وفى ضوء ما سبق يمكن القول ان العلاقات المصرية البحرينية اكبر بكثير مما يعتقد البعض او يظن ان التحولات فى شئون المجتمع المصرى او البحرينى يمكن ان تنعكس على سياسة الدولتين او علاقاتهما لان التاريخ وحكمه والجفرافيا وحتميتها تفرض على الطرفين ان يظل التواصل بينهما قائما لا ينقطع ولا يرتبط بوجود نظام معين او توجه سياسى معين. ففى خضم الازمة التى عاشتها الدولة المصرية خلال حكم الاخوان المسلمين وتجاوزتهما فى حق الاخوة البحرينيين حينما حاول البعض سواء من الموجود فى الحكم فتح تقاربا مع طهران التى تتمدد بسياستها ونهجها فى الخليج وعلى حساب الامن القومى المصرى والخليجى معا او من ينتمى الى هذه الجماعة دون ان يتبوأ منصبا سياسيا فى مساندة بعض التحركات التى قامت بها قوى محلية صاحبة اجندات خارجية وتمويلات مشبوهة اعتقادا أن هذا يصب فى مستقبل الوجود الاخوانى او بتحرى اكثر وضوحا المشروع الاخوانى فى المنطقة العربية برمتها وفى القلب منها منطقة الخليج العربى التى تمثل مطمعا لجماعة الاخوان للسيطرة على مقاليد الحكم فيها دعما لمشروعهم حول الخلافة المزعومة والتى تتطابق مع الامبرطورية الفارسية المزعومة. فالحقيقة التى لا خلاف حولها ان ثمة تطابق فكرى ونظرى بين المشروع الاخوانى فى اقامة الخلافة الاخوانية على شئون المنطقة وبين المشروع الفارسى فى حلم الامبراطورية الفارسية فى دول المنطقة وبين المشروع الصهيونى فى اقامة دولة اسرائيل الكبرى ايضا فى المنطقة. ولا شك ان تقارب المشروعات وتطابق الاهداف والطموحات والاطماع يسهم فى تقارب او تشابه الاليات والوسائل المتبعة منهم جميعا. فالعنف والقتل والخيانة والاستقواء بالخارج منهج الالطراف الثلاثة، فما يحدث الان فى مصر من استعانة اخوانية بالغرب والمنظمات الدولية واستجداءهم لمساندتهم فى الوصول الى الحكم الذى ازيحوا عنه بارادة شعبية حرة ومستقلة، لم يختلف هذا النهج عما تقوم به القوى الارهابية فى البحرين من الاستقواء بالمنظمات الدولية والاعلام الغربى والدول الاجنبية والاقليمية فى هدم كيان الدولة البحرينية وتفكيك تماسها وقوتها وهو المنهج الذى يسير عليه الكيان الصهيونى فى محاولة فرض هيمنته على المنطقة بالارهاب.
خلاصة القول، يظل الموقف البحرينى من ثورة الثلاثين من يونيو وما تبعه من استحقاقات سياسية كتعديل للدستور وانتخابات رئاسية وبرلمانية، موقفا مشرفا يعكس الترابط الاخوى والتقارب المصيرى للبلدين وهو ما كان موضع اشادة من الفريق اول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة بهذا الموقف الذى يؤكد على ان مستقبلهما يعكس الترابط بينهما بما يفرض اهمية هذا التنسيق والتقارب ولعل الزيارة التى قام بها وفد عسكرى مصرى الى البحرين فى هذا الاطار تؤكد على ذلك، بل يتطلب الامر المزيد من اللقاءات والزيارات بين مسئولى البلدين على مختلف المستويات سياسيا وامنيا واقتصاديا واجتماعيا واعلاميا من اجل تنسيق المواقف ووحدتها بما يعود على الشعبين بالمزيد من الخير للمستقبل.