المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الضربة الأمريكية- تداعيات ورؤى



مصطفى الزايد
31/08/2013, 03:01 AM
الضربة الأمريكية على سورية
تداعيات ورؤى


«قرار الضربة نفـّس للنظام وأعطاه مزيدا من الوقت ليستعيد قواه»

«أمريكا لا تسوّف لنحلف عليها»

«تبقي السيف مشرعاً فوقنا، لنستشعر رهبته، ويهوي حين نتجاهله»


ظلت أمريكا صامتة أمام المجازر التي يرتكبها النظام السوري، وتدعي الألم وتردد: «الكيماوي خط أحمر»، لترسخها في الأذهان، بينما هي «الشفرة» المتفق عليها مع النظام لطلب النجدة حين تضيق به الحال.

وفجأة وبتنسيق مع المجاهدين حدث انشقاق جماعي في محيط دمشق سلم للثوار منظومة صواريخ «أرض جو»، فاستنجد بشار، ولضيق الوقت الذي لم يترك مجالا للتمثيليات، بادرت إسرائيل إلى التدخل السريع بقصف الموقع الذي كان سيغير المعادلة على الأرض بما فيه من سلاح.
ولم يسأل أحد كيف؟ ولماذا؟

بعد ذلك تابع المجاهدون تقدمهم في محيط دمشق وجبهة الساحل، وسيطروا على مواقع وعلى أسلحة نوعية لا يعرفون شفرتها واستخدامها. ثم جيء بخبراء عسكريين حاولوا فك الشفرة وتشغيلها، فضاقت الأرض بالنظام أمام هذا التقدم.

عند ذلك لجأ النظام إلى استخدام الشفرة المتفق عليها «الكيماوي». فسارعت أمريكا والغرب لعقد مؤتمر واتخاذ قرار ضربة عسكرية تأديبية.

عرفت الكتائب الإسلامية أنها المستهدفة من الضربة، فانسحبت من المواقع التي تقدمت فيها حديثا، ووزعت جماعاتها بحيث لو استهدف بعضهم ينجو الآخرون.
وبذلك نفـّس القرار لبشار.

وبالطريقة ذاتها التي انتحر بها «كنعان» ليصبح ممسحة جريمة اغتيال الحريري! يأتي انتحار «أصلان» ليكون ممسحة جريمة «الكيماوي» ويكون وحده المسؤول عنها، ليزيد ذلك في فرصة تأجيل الضربة عبر مناقشات وتداولات للقضية.

ولكي يكسب بشار مزيدا من الوقت، وليقع في أذهان المجاهدين أن فكرة الضربة مجرد عاصفة إعلامية لن تتحقق، بدأت تلميحات التراجع تظهر في محيط أطراف المؤامرة، بينما ازداد إلحاح المطالبين بالتدخل.

وأمريكا لم تحدد موعد الضربة، لذلك فالمجال يبقى مفتوحا للتدخل في الوقت المناسب تحت مظلة القرار الدولي.
ويأتي تصريح أمريكا بأنها ستتدخل بما يخدم مصالحها في سورية! (وما علمنا لها مصلحة سوى القضاء على الإسلاميين أو أية قوة تقلق إسرائيل). ليبقي السيف مشرعا فوق رؤوسنا، فهو يوشك أن يهوي في أية لحظة.

وفي حال رجحت كفة المجاهدين، وعند أول تقدم لهم بعد اطمئنانهم إلى أن القرار كان للتنفيس عن النظام ولن يدخل حيز الواقع، ستتدخل أمريكا مباشرة دون حاجة إلى قرار؛ فالقرار صدر ووافقت عليه الأطراف، والبوارج كامنة في المنطقة. ولا يهم من تراجع عن القرار فيما بعد ومن ظل ملتزما به، فعند ضرب العراق واحتلاله كانت هناك أطراف كثيرة معارضة.

مصطفى الزايد