المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يأكلون «حلاوة» في رؤوس فارغة!



مصطفى الزايد
11/09/2013, 04:46 AM
يأكلون «حلاوة» في رؤوس فارغة!


أمريكا حريصة على تصريحات محتملة «التأويل» لتدع لنفسها مخرجا.

بعد مؤتمر العلماء وفتوى «الجهاد» أكلت أمريكا آخر لعقة حلاوة في رؤوسنا.

علماؤنا الذين يحثوننا على الشهادة في سبيل الله ألا يؤمنون بما يقولون؟

وجوب قيادة أمريكا لأي عمل عسكري أمر سماوي منزل، أم عرف أرضي موروث؟


مع اشتداد الأزمة السورية وكثرة المجازر اجتمع عدد من علماء المسلمين في مؤتمر القاهرة، فقرروا إعلان الجهاد في سورية.
وهنا بدأت الأزمة تتفاقم عند النظام السوري وعند الغرب وبني إسرائيل وعدد من الأنظمة العربية.
فطمأنتهم أمريكا: «إني معكم رقيب» و «فلا تخافوهم وخافون»، فاطمأنت قلوبهم ونزع من قلوبهم مخافة غيرها، فسارعت تعقد الاجتماعات وتطلق التصريحات المحتملة للتأويل، ثم قررت دعم الجيش الحر! فامتصت الغضبة، وهدأت الفورة.

وبالفعل أرسلت أمريكا دعما غذائيا للجيش الحر لم تنس فيه حتى وضع ظرف «نسكافيه» في كل علبة مؤكدة كرمها (الأصيل).
وهكذا لم تكذب ولم تتراجع، ولكنها أكلت آخر لعقة حلاوة في العقل العربي.
ولم يعد العلماء إلى مؤتمر جديد «فهل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا»؟

بعد ذلك تضايق النظام في جبهة الساحل ودمشق، وسيطر المجاهدون على مراكز وأسلحة نوعية. فضغط النظام زر طلب النجدة (الكيماوي)، فهرعت أمريكا تدعو لضربة عسكرية تأديبية. ومن بقيت لديه ذرة حلاوة في عقله يعرف أن المقصود بالضربة هم الكتائب الإسلامية التي صنفتها أمريكا ضمن لائحة الإرهاب، والمواقع والأسلحة التي سيطر عليها الجيش الحر، وما ذلك إلا لإنقاذ ولدها المطيع.
ولكن رؤوسنا الخالية من الحلاوة صدقت أمريكا، وحبس الجميع أنفاسهم و«كأن على رؤوسهم الطير» بانتظار الضربة.

وبدأ انسحاب الكتائب التكتيكي من المواقع التي سيطرت عليها والتي أصبحت الهدف المحتمل للضربة الأمريكية، ليسحب النظام بعدها نفسا عميقا بعد أن وصل حد الاختناق.
ولذلك تقرر تأجيل الضربة، ثم التفاوض. ثم تموت القضية تدريجيا ليستمر النظام في تصفية المجاهدين والشعب دعما للأمن الغذائي العالمي، وأمن بني إسرائيل.
حتى إذا تمكن من قمع الثورة أمام قلة الدعم والتضييق على الداعمين بطريقة ممنهجة، يتدخلون للوساطة في العفو عن المقاتلين عدا الذين أكلوا الأكباد.
أما إذا تضايق مرة أخرى فإن قرار الضربة قد صدر وسيتم تنفيذها في أية لحظة دون سابق إنذار.

وهنا يحق لي أن أتساءل: ماذا يأكلون في رؤوسنا الفارغة التي لم تفهم بعد أن أمريكا هي عدونا، وأن النظام هو ذنب من أذنابها في المنطقة ولن تضحي به ولن تضر به فضلا عن أن تضربه؟
ولماذا سكت علماؤنا الذين يحثون الناس على طلب الشهادة ويذكرونهم بفضلها وعلو مرتبة صاحبها، ثم يوصدون أبوابهم في وجهها حين تأتيهم؟ ألا يؤمنون بما يقولون؟

وطالما أن رؤوسنا فارغة لم يعد فيها حلاوة، فلماذا لا يعودون عنها مرة واحدة صفر اليدين؟! وإلى متى يخدعوننا وإلى متى نتخادع لهم؟
ولماذا لا يكون هناك حل بتدخل عربي – تركي؟ وهل وجوب قيادة أمريكا لأي عمل عسكري أمر سماوي منزل، أو عرف أرضي موروث أو مجمع عليه ليكون العالم لها تبعا يسكتون إذا سكتت وينطقون إذا صرحت، ويتحركون إذا سمحت، ويتسمرون إذا رفعت يدها؟!
مصطفى الزايد