المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زعماء العرب لا يعرفون الهزمية



عزت السيد أحمد
11/09/2013, 08:15 PM
زعماء العرب لا يعرفون الهزيمة
الدكتور عزت السيد أحمد
الزعماء العرب عامة، ومعظم الشعب العربي للأسف بهذه العقلية لا يختلفون عنهم أبداً من هذه الماحية على الأقل، لا ينهزمون، مهما حدث لا ينهزمون، مستعدون لدمار أوطناهم كلها من دون أن يشعروا بالهزيمة ناهيكم عن الاعتراف بها.
الزعماء العرب لا يشعرون أنفسهم إلا آلهة، لا تستغربوا أن لا يستغربوا أن الناس تؤلههم، لأنهم يستغربون أن لا تؤلههم الناس. ولذلك لا يقبلون الهزيمة، ولأنهم لا يقبلون الهزيمة خيارهم خيار شمشون أنا أو لا أحد، الأسد أو لا أحد، القذافي أو لا أحد، السيسي أو لا أحد... هذا قرارهم في كل لحظة مواجهة مع الشعب، الشعب هو العدو الوحيد للزعماء العرب وليس أي عدوان خارجي، ولذلك مثلاً عندما مل القذافي من عدم السفر سلم أمن ليبيا القومي (مشروع التسليح) إلى أمريكا، سلم صمام أمان الوطن للعدو بضمير مرتاح من أجل أن يفك عنه الحصار ويسوح بين الأقطار، وبشار الأسد سلم عنصر الردع إلى الأعداء لأنه قادر على ردع الشعب بالأسلحة المتبقية، أما العدو الخارجي فلا وجود له في عقل الزعيم العربي.
الزعيم العربي إذن لا يقبل الهزيمة أمام الشعب، ذله أمام غير الشعب نصر له وافتخار طالما بقي زعيماً على الشعب، الزعيم العربي لا يشعر بالهزيمة ولا ذل الهزيمة، حتى وهو يسحق تحت النعال يرى أنه منتصر وأنه يداس بالنعال بكرامة وعزة نفس...
إسرائيل احتلت سيناء وكبدت مصر من الشهداء والدمار ما يبكي الحجر ... وفجأة طلع علينا عبد الناصر ينط فرحان بالنصر...
نصر!!! أي النصر؟ قال هو نصر على إسرائيل لأنَّ إسرائيل شنت الحرب من أجل إسقاط عبد الناصر وعبد الناصر لم يسقط، ولذلك هو من انتصر على إسرائيل ومرغ أنفها بالتراب... وليست إسرائيل من انتصر... المعادلة سهلة وليست كيمياء ذرية.
في سوريا القصة نفسها، وفي الوقت ذاته أيضاً إسرائيل احتلت الجولان والقنيطرة وكادت تسقط دمشق... وفي اليوم التالي طلع النظام ينط على الميكروفونات يغني للنصر..!!
أي نصر هذا؟؟ قال هو نصر، لأن إسرائيل لا تريد احتلال الجولان ولا القنيطرة، إسرائيل تريد إسقاط النظام التقدمي الاشتراكي المعادي للإمبريالية، ولم تستطع إسقاطه، ولذلك فإن النظام هو من انتصر على إسرائيل.!!!
عدم القبول بالهزيمة هذا ليس عزة نفس ولا ثقة إنه مرض نفسي، هستريا التمسك بالكرسي، لأنه لولا الكرسي لا يساوي رجل الكرسي، فكيف يترك الكرسي مهما كلفة الثمن، ومهما كلف الوطن من ثمن؟!
ولذلك عندما خرج الناس على القذافي لم تمض أيام حتى هاجمهم بالصواريخ، ولولا التدخل الدولي لفعل القذافي في ليبيا مثلما فعل بشار، وبشار حتى الآن يرى أنه لا يوجد شيء في سوريا سوى بضعة إرهابيين وافدين، ولكنه هو ذاته بعلمه وإرادته دمر أكثر من نصف عمران سوريا وتاريخها وتراثها، وقتل مئات الألوف، واعتقل مئات الألوف، وشرد أكثر من نصف سكان سوريا، أي أكثر من اثني عشر مليون سوري..!!! وبعد كل ذلك ومعه ما زال يقول بشار الأسد لا يوجد شيء سوريا!!!
لا تظنوا أن علي عبد الله صالح أحسن حالاً، الظروف لم تساعده، وكذلك التونسي، والمصري والبقية الباقية نسخة ممهورة بختم: طبق الأصل.