المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حماه مع الربيع



وليد الحجّار
05/05/2007, 01:10 PM
حماه مع الربيع


تألّـقَ فـي مرابعنـا الـسـلامُ
وحلّـقَ فـوقَ عاصينـا الحَمـامُ

وأشرقـتِ ابْتسامُتنـا لضـيـفٍ
ورحّـبَ عنـدَ مقدِمِـهِ كِــرام

( حماةُ ) بعرسها تاهتْ وماسَـتْ
بهـا يغفـو الوجـودُ ولا تَنـامُ

يطوفُ بها الجمـالُ وقـدْ تثنّـتْ
فـلا لُـغَـةٌ تعـبّـرُ أوْ كَــلامُ

وهـلَّ ربيعُهـا أُنسـاً وطيـبـاً
وفـي أَرْجائهـا انْتَشَـرَ الوِئـامُ

هنا كْم ضَـمَّ ذو عشـق حَبيبـاً
ولـذّ هنـاكَ بالبـوحِ الـغَـرام

لتبقَ مروجُ ( بابِ النهرِ )روضـاً
ومأوى العاشقيـنَ إذا اسْتهامـوا

علـى جنباتِهـا الأَطيـارُ تشـدو
غـنـاءً لا يفـارقهٌ ابْـتـسـام

ستبقى شامةً فـي صحـنِ خـدٍّ
وأروعَ مـا بـهِ زهَـتِ الشـآم

على (العاصي ) تغازلُنـا حسـانٌ
نهـيـمُ بعشقـهـنَّ ولا نُــلامُ

بطـرفٍ تستميلـكَ دون قـصْـدٍ
ليظهـرَ بعـدَ غفلتهـا احْتشـام

كأنّ الـوردَ هـامَ بهـا شَغوفـا
وأبـدى نـارَ غيرتِـهِ الهَـيـام

وآثـرَ أنْ يكـونَ لهـا وصيفـاً
بما فاقتْـهُ مـن حسّـنٍ يُـرام

يفوحُ عبيرها مـنْ ذوبِ عطـرٍ
قَـدِ امْتزجـا كأنّهمـا الـخُـزامُ

( حماةُ ) كَما عرفتكِ أيْـكَ حـبٍّ
لهـا فـي سـدّةِ الأمجـادِ هـامُ

بهـا يترنّـمُ الشعـراءُ لحـنـاً
علـى مـرّ العصـورِ لَـهُ دَوام

فان تبغي الجَمـال وأنـتَ صَـبٌّ
فأوّلـهُ بهـا وَهْــيَ الخِـتـام

تضـمُّ بهـا الجوانـحُ ما تمنّـتْ
ويبقـى للعيـونِ بهـا احْـتـلام

نواعيـرٌ تغنّـي فــوق نـهـرٍ
وكـأسٌ أترعـتْ فيهـا المُـدام

تَضيـقُ بحملهـا وتظـلُّ حُبلـى
فكمْ من رحمهـا وُلِـدَتْ عِظـامُ

يجسّـدُ مـن عروبتهـا انْتمــاءٌ
ليعـربَ لا يزحزحُـهُ انْفـصـام

مَضـى تاريخهـا قرنـاً فقرنـاً
ومـا زالـتْ حضارتُهـا تُـقـام

فكم بالسيـفِ حقّقـتِ انْتصـاراً
وكـمْ بالنصـرِ ميّزهـا وســام

( فرنسا ) حين تذكرُ مـا دَهاهـا
وكيف أصابهـا المـوتُ الـزؤآم

يَطيبُ لها الجـلاءُ بـلا شُـروطٍ
ويتبعـهُ اعْـتـراف واحْـتـرامُ

إذا حَمِيَ الوطيسُ تـرى أُسـوداً
من الشبـانِ بجمعهـا اعْتصـامُ

نضحّـي حيـنَ يجمعنـا جهـادٌ
فيلتحـق المـسـنُّ أو الـغـلامُ

لنيـل شهـادةٍ نمضـي ونسعـى
وفـي حلباتهـا يبقـى الهُـمـام

نمدُّ إلى السـماءِ جسـورَ مجـدٍ
تكاثَـرَ بالوصـولِ لهـا الزحـامُ

فتلـكَ مآثـرٌ تبـقـى لجـيـلٍ
ليعرف كيـف يُمتشـقُ الحسـامُ

فتحنـا أرضَ أندلـسٍ وصـيـنٍ
وحرّرنـا بهـا مـن يستـضـامُ

فـلا سَفَكَـتْ عروبتنـا دمــاءً
ولا بالله فكّـكـهـا انْـقـسـام

ولا حكمتْ بلا عـدلٍ فكـمْ مـنْ
شريعتـهـا تعلّـمـتِ الأنَــامُ

أفق يا ( بوشُ ) حلمكَ صارَ وهماً
فلـن يُحنـى لنـا بالـذلِّ هـامُ

شعارُ جيوشِنا مـا كـانَ غـزواً
ولا بحروبنـا ارْتكـب الـحَـرام

ولا طفـلاً قتلنـا فـي عِــراقٍ
ولا عـن جائـعٍ مُنِـعٍ الطـعـام

فعفـوٌ عنـدَ مقـدرةٍ يُـسـاوي
ألـوفَ فضائـلٍ فيهـا انْتِـقـام

حِصارٌ قـد أردتَ بِـهِ انْتصـارا
ولكـنْ فيـهِ حالفـك انْـهـزام

فأنتَ اليـومَ مثـلَ أبيـكَ تحـذو
ومـا تهـوى . نتائجُـهُ جِسـام

جيوشُك لم تعشْ في ظـلّ ديـنٍ
مبـادئُـهُ المحـبّـةُ والـسـلامُ

صليبكَ باطـلٌ وصليـبُ عيسـى
بديـن (محـمّـدٍ) فـيـهِ الْـتـآم

أثرتَ مِنَ الضغائـنِ سيـلَ حقـدٍ
وقد فشلتْ وما أجـدى الصـدام

حشدتَ من القنابـلِ كـلّ صَنـفٍ
وحينَ قصفـتَ ساعَـدَكَ اللئـامُ

فلم تسمـعْ لـرأي ضـمَّ كونـاً
وسرتَ مع الضـلالِ ولا احْتكـامُ

منازعك الخبيثةُ سـوَف تُصلـى
ويحلـو بالجَحيـمِ لـكَ المُـقـام

على أجسادِنا يا ( بوشُ ) تَمشـي
ولـن تحتـلَّ ( بغـدادَ ) الطَغـامُ

سيغلبُـك العـراقُ بـلا سـلاحٍ
وتدحـركَ البنـادقُ والسـهـامُ

لأنّ الله أقـوى حيـنَ يقـضـي
وينصرُ مـن يشـاءُ ولا يسـامُ

فصبراً يا ( عراقُ ) على الرزايا
وبعـد الليـلِ ينقشـعُ الـظـلام

تفرّقـت العروبـةُ فـي شَتـاتٍ
وقد كنتَ الفريسةَ حيـنَ حامـوا

توجّهنـا العمالـةُ نحـوَ حـربٍ
وتقصـدُ عـن (فلسـطينٍ) ننـام

تحاربنـا اليـهـودُ ولا نبـالـي
ونذعـن للـعـدوّ ولا اهْتـمـام

وأمريكـا لَـهـمْ درعٌ حصـيـنٌ
وبالتنسيـقِ بينهمـا انْسـجــام

فكمْ ( شارونُ ) هدّمَ مـن بُيـوتٍ
وكمْ من ( بوشَ ) حالفَهُ انْضمـام

همـا اتْحـدا بِـلا جسـمٍ وروحٍ
ومـا قـد لفّقـاهُ هـو اتْـهـام

فأمريكا تدمّـرُ فـي ( عِـراقٍ )
ولا ردعٌ يـفـيـدُ ولا نِـظــامُ

و ( شارونُ ) استغلَّ بها غطـاءً
ليذبـحَ مـن يشـاءُ ولا مَــلامُ

فلا هـدفُ العـراق لَهُـمْ سـلاحٌ
ولكـنْ قتـلَ أخوتنـا اغْتـنـام

فيا عَـرَبَ النفـاقِ ألا اسْـتعدّوا
سـيأتي فـي غـدٍ لكمو اقْتحـام

فموتـوا مـرّةً لا ألـفَ مَــوْتٍ
ليبقـى مْـن مناصبكُِـمْ حُـطـام

إذا ما الوحـدةُ الكُبـرى تجلّـتْ
وقـادَةُ أمّتـي فيهـا اسْتقامـوا

هنـا التاريـخُ يكتـب ملحمـاتٍ
ونحيـا كـالأسـودِ ولا نُـضـامُ

فعذراً يا ( حماةُ ) إذا اسْتفاضـت
مشاعـرُ أفلتَـتْ منهـا زِمــامُ

وجدْتُ الحـزنَ لفّـكِ فـي رداءٍ
فقلتُ وفيّ مـن غَضَـبٍ ضِـرامُ

محمد سمير السحار
05/05/2007, 01:34 PM
أخي العزيز الشاعر القدير وليد الحجار
وصف جميل لمدينة حماة الجميلة ومشاعر وطنية رائعة تجاه هذه الأمة
نسأل الله عز وجل أن يحرر العراق وفلسطين وكامل التراب العربي والإسلامي المحتل إن شاء الله
باركَ الله بك وجزاكَ خيراً
خالص تقديري واحترامي
أخوك
محمد سمير السحار

عارف عاصي
05/05/2007, 01:54 PM
شاعرنا القدير / وليد الحجار
يطيب لي الترحيب بكم هنا

قصيدة جميلة
بل رائعة

بورك القلب والقلم
تحاياي
عارف عاصي

نعيم الحداوي
05/05/2007, 02:24 PM
لافض فوك أخي وليد
ونسأل الله نصراً قريباً عاجلاً غير آجل
والحقيقة انك رسمت فأبدعت
فلاعدمناك مجاهداً بشعرك في زحمة الأحداث
تحياتي لك ولكل مهموم بهمّ الأمة
وهاهي بيتيك تقول قريباً إن شاء الله
إذا ما الوحـدةُ الكُبـرى تجلّـتْ
وقـادَةُ أمّتـي فيهـا اسْتقامـوا

هنـا التاريـخُ يكتـب ملحمـاتٍ
ونحيـا كـالأسـودِ ولا نُـضـامُ
سيكون بمشيئة الله إن سلمنا الفتن من العملاء والإعلام المآجور وحثالة الغرب الذين سيطرواعليه وأخذوا يمجدون الغرب وكأنهم هم الأصل ونحن الفرع ( ولهم الحق الباطل ) في ذلك فكل إنسان يثني على من أرضعته وماضعفنا والخذلان إلا من هؤلا ومن سارعلى نهجهم
تحياتي لك وللجميع