المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأخطاء السبعة للإخوان و التي عجلت بالفشل و الخذلان ...



علاء خير
19/10/2013, 10:25 AM
السر و الكتمان :
ـ التنظيم الرهيب الزائد عن الحد المدروس المطلوب و الذي هو ردة فعل طبيعية لتصرفات الدول البوليسية و الذي فاق حتى طريقة تنظيم النبي عليه السلام لصحبه و شؤون دولته الوليدة مما ولد لدى الناس رهبة و مقتاً طغى على كل حسناتهم فرغب كل أحد في أن يراهم متهافتين صرعى .
التمكين :
ـ آمالهم التي أرعبت كل أحد حتى الإسلاميين أمثالهم من أنهم يريدون ألا يصل الإسلام إلا عن طريقهم إلى مبتغاه و حديثهم عن التمكن و الاستحواذ الكامل على الدولة وهذا ما لا يرضي أي عاقل إذ لا يبقى بعد معنى للديمقراطية إذا كنت تعمل لتبقى نصف ألفية من السنين , و مثل ذلك كتابتهم و نشرهم و فضحهم لجميع أحلامهم و ما يتطلعون إليه من تفاصيل دقيقة جعلت كل رجل دولة متواضع يفكر في حدود ثلاث سلطات أن يرتعب و يتوقع كل شر إذا حكم الربع .
ماتم استئصاله من الورم :
ـ عدم مراعاتهم لطبيعة التغيير البسيط السطحي الأفقي الذي حصل بعد ثورة 25 يناير و كون قلب النظام المصري الحاكم كان ما يزال عموديا و بطريقة مربعة و مستطيلة و دائرية متمكنا و هذا أمر كانوا يعرفونه إلا أنهم راهنوا على حماية القوى الخارجية إضافة إلى التكتل الشعبي الواعي الداعم الأمر الذي كان يستدعي منهم الصبر الطويل و المحنك قبل التفكير في استعداء طوائف إدارية كثيرة نافذة بطريقة أو بأخرى و محاولة تغيير القوانين التي تسيرها و رمي الكثير من رجالاتها إلى سلة مهملات المعاش ... و على رأس هؤلاء يأتي الإعلام , القضاء , وزارة الثقافة و ماهو مرتبط بها و الاتحادات النسائية .
أوباما
ـ الاعتماد على السند و الدعم و الحماية الأورو أوبامية و أقول الأوبامية و ليس الأمريكية إذ أنهم لم يكونوا على دراية كاملة أو على الأقل متوسطة و كافية بحدود قدرات هذا الشاب المسكين نصف المسلم و نصف النصراني ضمن منظومة الحكم الأمريكية و أنه لا مقدرة لديه خارج الأطر المرسومة لمصلحة دولة العم سام لإنقاذهم و رد أي عدوان يسلط عليهم كائنة ما كانت تلكم التنازلات التي قدموها ووعدوا بها .
خارج الزمن :
ـ الدخول إلى معترك النجاح السياسي المفاجئ بقيادات قديمة و مقرات قديمة و أدبيات قديمة و مواقع إلكترونية قديمة و جرائد قديمة و بخطاب قديم و عموما بديكور خارجي مهترئ لم يراعي جملة التغيرات الفكرية والسياسية و الاستراتيجية الحاصلة منذ عشرين سنة على الأقل و بدءا بثورة يناير تلكم الشكليات التي عفا عليها الزمن و التي رسبت في اللاوعي الشعبي عديد البثور و الحروق المؤلمة للشعب المصري ككل مما جعل بقاءها مؤذنا بإمكان التهابها من جديد و انبعاث آلامها و أوجاعها التي طفت على السطح و هو الأمر الذي حصل بالفعل و جعلت أعداد مهولة من الرافضين تتألب و تتكاتف و تقف في صف واحد لرد موجة الإخوان العمياء الجارفة و هو ما تعلق بآثار و بتراث الحكم الإسلامي ككل بحسناته التي لم يهضمها قطاع عريض من الشارع في الأمة و من يحيا بين ظهرانيها ككل و سيئاته الواضحة التي لا تغتفر المنسوبة إلى كثير من الملوك و الحكام المتجبرين .
بساطة الامكانات
ـ عدم الانتباه إلى أن مصر كدولة في محيطها الإقليمي الخاص و الدولي الخانق و المتطلب و ظروفها الداخلية الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و الثقافية لم تكن تقوى بعد على أن تصير مطية صالحة لحلم كبير مثل حلم بعث الدولة الإسلامية بجميع ثقلها التاريخي و التراثي الذي يتطلبه الإسلام و في ظل التوجه العالمي العام نحو محاربة الإرهاب و من أن أي رائحة قرب مهما كانت بسيطة ما بين مضامين حركة المقاومة العالمية للسطوة الأمريكية المسماة تنظيم الإرهاب الدولي و بين أية حركة سياسية ناشئة كانت يمكن لتستغل من هذا الفريق أو ذاك للزج بهذه الحركة في خانة العدو المحتمل و السعي من الطرفين المناوئين في الداخل و لخارج للوصول إلى الاقتناع بضرورة ووجوب وأد المسيرة عند نقطة المنطلق بدل أن تكبر و تستفحل حيث لا يمكن أن تجدي مثل وعود الإخوان في السيطرة عليها أو الأمن من لظاها , ومن كونهم حركة سلمية محترمة لأصول الحكم الديمقراطي في إطار احترام المواثيق و المعاهدات الودلية و احترام حقوق الإنسان فكان مثل الحركة الإسلامية كمتسابق حضر متأخرا لمضمار المنافسة بعد أن فوجئ بتقديم ميعاد السباق فحضر بلا ملابس و لا استعدادات أولية و في جنح الظلام عثر على جحش مصاب بالعدوى و السعال الحاد فامتطاه من أجل خوض سباق للطائرات النفاثة للدوران حول الأرض على امتداد خط الأفق .
قاعدة التأييد الشعبية
ـ يضاف إلى كل ذلك اعتمادهم على قاعدة انتخابية و بساط أممي غير واعي ككل بل مرتبط في أغلبه بالحركة بمدى ما تقدمه من وعود و ما توفره من حاجيات بسيطة تعتبر لدى تلكم الفئات عربون أولي أو بدل تأييد مسبق في انتظار تحقق الأمل الأكبر حال فوز الحركة بإيقاد مزيد من شموع الأمل و توفير مزيد من المتطلبات و الحاجات الضرورية فكان مع هذا مصير الحركة مرهون بقدرتها على الإبقاء على عجلاتها ضمن الطريق السيار في أثناء التمدد غير المنضبط للحركة الثورية الوليدة في مسيرة الجميع من أجل بناء دولة و جمهورية حديثة ديمقراطية , فكان من السهل على أي مناوئ إخراج الجماعة من السباق ليتمكن اليأس من تلك الجموع من عدم قدرة الإخوان على الوفاء بوعودهم مهما كانت نياتهم صالحة فإذا صاحب هذا الإجراء تسليط الإضاءة الكافية على شخصية قيادية ملحمية ذات طابع إنقاذي و الزج بها في خضم الأحداث الجارية و نصبها كسفينة نجاة لشعب أخذ منه اليأس كل مأخذ لتحيا في الأذهان المتعبة صورة القائد الخالد و يصير بديلا عن سبب النجاة المطلوب و يقترن ذلك بجملة من الوعود و الوقائع الداعمة من كل جهة و من أجل ذلك ـ و بعد الاجتماعات المتعددة السرية و المحدودة جرى في مصر الانقلاب المنتظر أو ترسيم خط التهافت الذي آلت إليه الأمور منذ وصول و بدأ تحرك مرسي في السلطة بمشاركة و على هدي توجيهات مكتب الإرشاد ـ تمت المراهنة على وقف المسار الانتخابي و بعد استفحال عدوى الرفض لحكم الإخوان و تزايد المناوئين لها و تجمعهم في الشارع و ربطا لمجريات الأمور بالأمل المتجدد و الحلم القديم تم إضافة مزيد من البهرجة و الزينة إلى شخصية العسكري القوي الخارج من رحم معاناة الشعب و الذي ليس له آمال تعدو الاستجابة لمطالب الشعب المتعب و تم جمع خيوط المؤامرة و حيكت الخطة بنجاح قريب من الجيد لولا استمرار الأزمة الاقتصادية الخانقة و الكثير من الأسباب العولمية التي حرمت هذه الشخصية من البريق الذي كان من الممكن أن تحظى به في ظروف مغايرة . الأمر الذي أدى في الأخير إلى تناقص الفئات المؤيدة للجماعة و انحسارها و انحصارها في أبناء الحركة الأصلاء الحاملين لفكرها و الذين يمكنهم الاستماتة إلى حد الشهادة في سبيلها و هو مانراه اليوم حاصلا . و عليه يمكن تقسيم الفئات التي أيدت الإخوان أول مرة و التي أدت إلى مجموع تلكم الانتصارات الانتخابية المتتالية حسبما يلي :
ـ أبناء الحركة الصامدين و نسبتهم 45 في المائة و الذين مايزالون مخلصين إلى حد الساعة و لم ينقص منهم إلا عدد ضئيل تمثل في حركة إخوان بلا عنف هذا إن لم تكن عاملة في إطار تصرف احترازي مدروس مسبقا للجماعة في مواجهة الاستئصال و الاقتلاع من الجذور .
ـ الشباب الثوري و من يدور في فلكه و من هم على شاكلته و الذي أيد الدكتور مرسي في مواجهة شفيق كحل اضطراري لا مناص منه في ظروف مماثلة و نسبتهم 25 بالمائة و الذين انفضوا و انضموا فيما بعد لحركة تمرد و ما شابهها .
ـ منتسبوا الحركات الإسلامية المؤيدة لمرسي لدستور 2012 و نسبتهم 15 . و الذين ماتزال خياراتهم مفتوحة على كل احتمال و إن كان ميلهم أكثر إلى بيع من يمكن أن يبيعهم في ظروف مشابهة و تأييد العملية السياسية المطروحة .
ـ بقية الفئات الشعبية غير المصنفة من المثقفين الأحرار و النقابيين و جموع فئات الشعب البسيطة و نسبتهم 15 بالمائة و الذين من السهل ميلهم إلى الكفر بالعملية الديمقراطية العبثية و جنوحهم لليأس منها و إن كان يصعب خداعهم بأمثال شخصيات الشوكولاطة مثل شخصية السيسي إلا أن مراعاتهم لضرورة إرساء قواعد مقبولة للأمن المعيشي و الأمن الفعلي قد تجعلهم يقبلون بأية عملية ديمقراطية مسرحية و يشاركون فيها على مضض .
و عليه و بعملية حسابية بسيطة يمكن القول إن 55 بالمائة ـ إن لم تكن النسبة أكثر ـ من مؤيدي الدكتور مرسي و مجلس الشعب المصري المحل و كذا الموافقون على دستور 2012 صاروا في الضفة المقابلة و المناوئة للإخوان مما يجعل الأمر محسوما لمصلحة أندادهم في أية مسيرة انتخابية مقبلة .

https://www.youtube.com/watch?v=v5GJTxV0d0s&feature=player_detailpage