المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع الإلحاد : ما بين الجهل والتجاهل



ناجح سلهب
05/11/2013, 04:36 PM
حوار مع الإلحاد : ما بين الجهل والتجاهل

كتبها: شمس الدين المعتزلي

الأخوة الملاحدة واللاأدريون عادة ما يحتجون على المؤمنين بحجة " إله الفراغات" وهي مغالطة علمية يقع فيها المؤمنون عادة. مثلا ظاهرة طبيعية ما ما زال العلم لا يعلم " كيف " تحدث, مثلا في عصور بدائية عندما شاهد الناس المطر وهو ينزل من عمام السماء , وقفوا أمام هذا المشهد الغامض بدهشة وبجهل دعتهم يقومون بملء هذا الفراغ المعرفي بتفسير خرافي وهو أن إله المطر مثلا يقوم بذلك.

ولذلك فهناك كثير من المؤمنين يبحثون عن كثير من الظواهر التي لا يدري العلم كيف تحدث فيزجون فكرة الله في هذا الكيف ليسدوا بها الفراغ المعرفي ويطرحوا مبررا على إيمانهم وهذه هي فكرة " إله الفراغات".

ولكنني كمسلم معتزلي أعلم أن الله خلق القوانين التي تنظم سير كل شيء بكيف مخلوق, ولذلك فإن إله الفراغات ليس له مكان في إيماني.

ولكن مع الأسف عندما نتكلم عن تدبير الخالق العليم الخبير الحكيم للكون ضمن ما نسميه في هذا العصر ب"التصميم" فإن الملحد يظن أننا نقع في نفس أغلوطة إله الفراغات, الجواب وبشكل علمي ومؤكد طبعا لا. ولماذا لا ؟ فهذا الجواب:
بكل بساطة لنأخذ محرك الاحتراق الداخلي للسيارة كمثال: فغرفة الاحتراق الداخلي يدخلها مزيج من الوقود يحترق فيحرك الأجزاء الميكانيكية فيعمل النظام. وعندما نسأل العلم الذي يعرف " الكيف " فقط فيجيبنا علم الكيمياء أن مزيج الهيدروكربونات اشتعل بفعل الحرارة خاسرا الروابط الكيميائية ذات الطاقة العالية ليتحول إلى جزيئات ذات طاقة منخفضة وهذه الطاقة الحرارية المتولدة تعمل على تمدد الهواء بشكل كبير في غرفة الاحتراق مما يتسبب في ضغط كبير ويقوم علم الديناميكا الحرارية مثلا في وصف مدى فعالية الاحتراق وكفاءته ويتولى علم المعادن إخبارنا عن مدى صمود الأجزاء المعدنية بأنواعها المختلفة وردات أفعالها في التعامل مع الاحتراق, ثم يتولى علم الميكانيكا بالتحدث عن كيفية تحول الضغط على المكبس إلى طاقة حركية وكيفية استغلال الأجزاء الميكانيكية لهذه الطاقة وهكذا دواليك تتولى العلوم في شرح مجال " الكيف" الذي تعرفه, ولكن ماذا بإمكان تلك العلوم أن تخبرنا به عن " المصمم" ؟, لا شيء !!.
ما هي خبرات المصمم ؟؟؟
في أي ورشة عمل تم التصميم ؟؟؟
لصالح من تم التصميم ؟؟؟
وما إلى ذلك

تقف خرساء أمام إفادتنا بأي معلومة عن المصمم ؟؟؟.

ولذلك فما لا يدركه الملحد أننا نقرّ ونؤمن أن هناك كيفا لأي ظاهرة طبيعية تحدث في الكون وتستطيع العلوم عاجلا أم آجلا أن تخبرنا عن هذا " الكيف " , ولكن العقل البشري يدرك أن هناك ذكاء وراء هذا النظام.

سوف يعترض الملحد أن هذا لا يصح لأن لنا خبرة مع المصمم , ولكن نجيبه بأنه لو جاءت لنا آلة غريبة لا نعرف شيئا عنها وليس لنا خبرة مع مصممها ولم يخبرنا أحد أنها مصممة, فهل نستطيع القول أن هذه الآلة أو النظام غير مصمم ؟؟!!!.

وقد يجيبني ملحد أن سلوك الطبيعة في إنتاج الأشياء يختلف عن سلوك المصمم في إنتاج هذه الآلة.

ولكن سلوك الطبيعة ناشئ عن القوانين التي تتبعها وسلوك المصمم يسير وفق نفس القوانين فيا للعجب !!!.
وقد يجيب الملحد أن المصمم لديه غاية وهدف أم الطبيعة فلا, فنسأله ماذا تعني بالهدف أتقصد حالة يسعى لها المصمم ؟ . ألم تسمع عن حالات تسعى لتحقيقها الظواهر الطبيعية مثلا ثمانية التكافؤ مثلا في الكيمياء ؟.

أوليس التصميم هو ترتيب عدة أجزاء لتقوم بهدف أو وظيفة ما ؟.

فلننظر إلى الطبيعة ونرى كم هي عدد الأشياء التي ينطبق عليها هذا التعريف !!.

فإن كنت يا عزيزي الملحد ( ومعك حق) في نسبة من يعول على كيف غير مكتشف في سلوك الطبيعة إلى الجهل.

فلنا كل الحق أيضا أن ننسب كل من لا يبصر في سلوك الطبيعة " مصمما " إلى التجاهل, كما تجاهلت تلك العلوم عن مصمم محرك الاحتراق الداخلي !!!!!!