المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تمرد قلم



محمد حسن يوسف
06/05/2007, 12:24 PM
تمرد قلم!!!

بقلم: محمد حسن يوسف


أمسك جعفر بالقلم كي يبدأ في كتابة الموضوع الخطير الذي أفضى به إليه رئيسه في العمل. ولكن القلم جرى بعيدا عنه، هاربا من محاولة المشاركة به في تلك الجريمة النكراء على حد فهمه!!
قام جعفر من على كرسيه مسرعا، وجرى وراء قلمه محاولا اللحاق به ... كانت خطوات جعفر أسرع بكثير من خطوات قلمه، فاستطاع الإمساك به. اتجه إلى مكتبه ثانية. وقبض على القلم بشدة هذه المرة خوفا من هربه مرة أخرى.
بدأ جعفر يضغط على القلم كي يكتب به ما أراد! ولكن القلم رفض أن يكون جسرا يعبر به جعفر لتحقيق أحلامه على حساب البلد!! رمى جعفر بالقلم بقسوة على سطح المكتب. تأوه القلم من شدة الصدمة، ولكنه تحامل على نفسه، وبدأ يرمي بنظرات نارية إلى جعفر!!
نظر جعفر بدهشة إلى القلم، وقال له:
- ماذا حدث لك؟ لقد كنت أكتب بك جميع موضوعاتي، فأنا أتفاءل بك!!
بدأ القلم في الحديث بصوت واهٍ من وقع الألم الذي بدأ يشعر به:
- كان ده بيحصل لما كنت بتعمل الصح وتحاول البحث وراء الحقيقة. لكن لما تدور على مصالحك الشخصية على حساب البلد، فلن اشاركك في مثل هذه الجريمة!!
وبدأت سحائب الغضب تظهر على وجه جعفر، وبدأ صدره يضيق من جراء النقد الذي يوجهه اليه قلمه، فقال في صوت مزمجر:
- ومين قال إني بأدور على مصالحي الشخصية؟ ده موضوع كلفني بي رئيسي ولازم اعمله وبسرعة!!
حاول القلم التظاهر بموقف القوي بعد ان عرف حدة الغضب التي وصل اليها جعفر، فقال متشبثا:
- وليه لما كان بيطلب حاجات غلط قبل كده كنت بتراجعه وترفض تعمل أي حاجة إلا إذا كانت صحيحة؟ ليه ما عارضتش دلوقت؟ مش عشان فيه سبوبة كويسة حتطلع بيها؟
وهنا انفجر جعفر وكأنه يحاول تبرير الموقف لنفسه قبل أن يبرره للقلم:
- وفيها إيه يعني؟ يعني عاجبك كده الولاد اللي اتبهدلوا معايا كل السنين دي؟ وأمهم المسكينة اللي ما شافتش يوم حلو؟ وأنا كمان ... أليس من حقي أن يكون لي عربية وفلوس في البنك؟!!! ما كل الناس بتعمل كده! اشمعنى أنا يعني؟!
وحاول القلم استجماع كل شجاعته قبل أن يقذف بكلماته إلى جعفر:
- ولكن أنت تعلم أن كل هذا حرام، وسوف يحاسبك الله عليه!!
وعاد جعفر إلى محاولات تبرير ما يقوم به:
- وهل أنا الوحيد الذي يفعل ذلك؟ لقد أصبحت البلد كلها بتعمل كده!!
وتشبث القلم بموقفه إلى النهاية، رغم معرفته بالحال الذي يمكن أن يصير إليه:
- لا يغرنك كثرة الهالكين!! هل لو رمى جميع الناس أنفسهم في البحر، ستفعل ذلك مثلهم؟ لا تكن إمعة تفعل ما يفعله الناس!!
وهنا بدا الضيق والتبرم على وجه جعفر. لكنه أخذ يفكر في كلمات قلمه، ماذا سيفعل إذا ما سأله ربه عن هذا ... فأمسك بالورق وأخذ يمزقه إربا إربا، واستعاذ ربه مما كان مقدما عليه، وأخذ يشكر قلمه على نصيحته الغالية!!

سيد يوسف
17/05/2007, 08:43 AM
سلمت يمينك أ/ محمد ونفعنا الله بك
تصادف قدرا والعبد لله يتابع موضوعك أن تقع عينى مذ قليل على هذه الكلمات إذ بينها وبين مقالك رعاك الله صلة ما... أسأل الله أن ينفع بها
الممحاة والقلم ...؟؟


كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل.. ودار حوار قصير بينهما..:..


الممحاة: كيف حالكَ يا صديقي؟

القلم: لستُ صديقكِ!

الممحاة: لماذا؟

القلم: لأنني أكرهكِ.

الممحاة: ولمَ تكرهني؟

قال القلم: لأنكِ تمحين ما أكتب.

الممحاة: أنا لا أمحو إلا الأخطاء .

القلم: وما شأنكِ أنتِ؟!

الممحاة: أنا ممحاة، وهذا عملي .

القلم: هذا ليس عملاً!

الممحاة: عملي نافع، مثل عملكَ .

القلم: أنتِ مخطئة ومغرورة .

الممحاة: لماذا؟

القلم: لأنّ مَنْ يكتبُ أفضلُ ممّنْ يمحو

قالت الممحاة: إزالةُ الخطأ تعادلُ كتابةَ الصواب .

أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال: صدقْتِ يا عزيزتي!

الممحاة: أما زلتَ تكرهني؟

القلم: لن أكره مَنْ يمحو أخطائي

الممحاة: وأنا لن أمحوَ ما كان صواباً .

قال القلم: ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم!

الممحاة: لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ .

قال القلم محزوناً: وأنا أحسُّ أنني أقصرُ مما كنت!

قالت الممحاة تواسيه: لا نستطيع إفادةَ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم.

قال القلم مسروراً: ما أعظمكِ يا صديقتي، وما أجمل كلامك!

فرحتِ الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان


أحبتـــي

لم لا نقول شكرا لمن يمحو لنا اخطائنا ، ويرشدنا إلي طريق الصواب؟ ألا يستحق الشكر ؟

لم لا نكون شموعا ، نحترق لكي نضيء دروب الآخرين ، بالخير والعملِ النافع...

( وصلتنى من ايميل موقع باسم سمر جابر)