المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوحيد



عبد الحميد الغرباوي
06/05/2007, 05:26 PM
الوحيد

http://cassymary.canalblog.com/images/normal_solitude1.jpg

ما رأيكم أحبتي في هذه الومضة ؟...
الجميع مدعو إلى تنقيحها، تعديلها، أو إعادة بنائها..كل بحسب ذائقته الفنية..

وحيدا،ركب القطار...
جلس في مقصورة يخنقها صمت مقبرة..
و لم تمض فترة قصيرة، حتى امتلأت حياةً
تعارفاً،..
أحاديثَ..
ضحكاتٍ،..
حين نزل،
عاد إلى وحدته،يسلي النفس
بصدى قهقهات و حكايات...

صبيحة شبر
06/05/2007, 09:37 PM
ما رأيكم أحبتي في هذه الومضة ؟...
الجميع مدعو إلى تنقيحها، تعديلها، أو إعادة بنائها..كل و حسب ذائقته الفنية..

وحيدا،ركب القطار...
جلس في مقصورة يخنقها صمت مقبرة..
و لم تمض فترة قصيرة، حتى امتلأت حياةً
تعارفاً،..
أحاديثَ..
ضحكاتٍ،..
حين نزل،
عاد إلى وحدته،يسلي النفس
بصدى قهقهات و حكايات...
قصة قصيرة جدا مكثفة انتقى لها كاتبها البارع
الالفاظ التي تخدم الفكرة الرئيس فيها
جميعنا نعاني الوحدة ، نحيا معزولين عن الاخر
والبطل ركب القطار وحيدا ، وبعد ان صعد الركاب وامتلأت
مقصورات القطار شعر ببعض الالفة وهو يراقب الركاب ويستمع الى احاديثهم
وضحكاتهم ، ولكن لان الغربة تحيا في داخله ، فسرعان ما يعود اليه شعوره الكبير بها
الكاتب المبدع يملك العين الفاحصة المراقبة لتصرفات البشر
اللاقطة لتناقضاتهم المستمرة معهم
ان بطل القصة انسان غريب وحيد رغم انه يشارك الاخرين ضحكاتهم

صابرين الصباغ
07/05/2007, 12:37 PM
الاستاذ الكبير
أراها الحياة بمدلولها الواسع
فمن رحم الصمت إلى ضجيج الدنيا إلى صمت القبر

الدنيا مختصره بكلمات قليلة
دمت مبدعا
مودتي واحترامي
:fl:

عبد الحميد الغرباوي
08/05/2007, 01:32 AM
شكرا للأختين صبيحة و صابرين، لاستجابتهما للشطر الأول من السؤال، و الذي في الحقيقة لم يكن الهدف الأساس من التوطئة، كنت أود التفاعل مع الفكرة و التصرف بحرية مطلقة في النص، تعديلا و حذفا و تكثيفا أو إعادة صياغة الومضة. النص لا يعتبر نصا تاما، لا يقبل تعديلا أو شذبا أو تصحيحا إلا بعد أن يحصر بين دفتي كتاب ورقي، أما في عالم النشر الرقمي، فالنص متحول ، متحرك، غير ثابت، و لا يعتبر نصا مكتملا إلا بعد أن يحصره صاحبه بين دفتي كتاب رقمي..
قد تحدث بعض التصحيحات أو التنقيحات الطفيفة، في نصوص أو مضمون كلا الكتابين، و خاصة في الكتاب الورقي، حين يقرر الكاتب إصدار طبعة ثانية منه، و هذا نادر..
و فيما يلي صياغة جديدة للفكرة:الوحيد
ركب القطار، و الوحدة كف شرسة تحط على صفحة وجهه تخنق أنفاسه...
في القطار، تعارفَ، تحدثَ، ضحكَ، كما لم يضحك من قبل..
انفتح قلبه للحياة..
نزل من القطار، كانت الكف في انتظاره،..
تجاهلها مسترجعا صدى الضحكات و الحكايات..

هري عبدالرحيم
08/05/2007, 02:42 AM
ركب القطار، و الوحدة كف شرسة تحط على صفحة وجهه تخنق أنفاسه، وحدته سم قاطع تآكلت من حره جدران آدميته حتى غدا لا يستأنس إلا لعزلته،ولا تستهويه غير حركة انفاسه وهي تصَّاعد مُبشرة بوجوده على قيد الحياة...
قرر اليوم أن يعلن العصيان،أوصد محراب وحشته،إندس ثائراً في صمت خارج الدات،إستهواه العصيان فتمادى حد الفجور ليعلن الإنتقال من جغرافية المسكن إلى موطن المولد...
في القطار، تعارفَ، تحدثَ، ضحكَ، كما لم يضحك من قبل، أحس بتغيير فجائي كطفل تعلم المشي للتو،فراح يقهقه بكل تلاوين الموواويل،وبكل التفعيلات..،أحس أن عمرا آخرانضاف لسنوات عمره العجاف ..
قلبه انفتح للحياة، فراح يمتطي صهوة الكلام،ويثرثر بجهالة غير معهودة،أهو انتقام لصمته الطويل ،أم عزمه إفراغ ما في الجعبة للعودة إلى واقع الحال؟..
نزل من القطار، كانت الكف في انتظاره،..
-حمدا لله على سلامة العودة....
تجاهلها مسترجعا صدى الضحكات و الحكايات..[/QUOTE]

عبد الحميد الغرباوي
08/05/2007, 10:32 PM
جميل و ممتع ما خطه يراعك، أخي عبد الرحيم، و لو أني كنت أطمح إلى أن أقرأ لك نصا أكثر تكثيفا و ابتسارا..
هي دعوة تستهدف النص الومضة..
إلى أي حد يمكن لنا أن نذهب بالنص إلى أقصى الحدود الممكنة من الكلمات التي تعد على رؤوس الأصابع..؟
الدعوة لا تزال مفتوحة..و ستظل مفتوحة.. و كل من زار هذه الصفحة مدعو إلى المشاركة و التفاعل..
نريد أن نصل بالفكرة إلى أقصر، أقصر نص ممكن..
و في انتظار المزيد من التفاعل، أقترح شكلا ثالثا:الوحيد
حين ركب القطار، كان لا يزال يشعر بالوحدة الخانقة...
داخل القطار، تعارفَ، ضحكَ، تحدثَ..
تحرر من الاختناق..
حين نزل،كانت الكآبة في الانتظار لتُلبِسَهُ رداءها الكالح من جديد..

محمد المهدي السقال
09/05/2007, 01:19 AM
المبدع
عبد الحميد الغرباوي
لا أكتب للمشاركة في لعبة البحث عن أكبر اختزال ممكن ، انطلاقا من نص معروض للمزايدة،
بل لأسأل عن الأصل في مصدر الكتابة حين نبحث عن الخلق الفني بالأداء السردي ،
و لست بذلك أنكر ضرورة الاشتغال على النص المراد بناؤه ،
على خلفية التجربة و الرؤية ، لإنتاج تعبير سردي ، يعبر عن حالة شعورية بكل حمولتها الوجودية ،
لكن عملية الكتابة الفنية انطلاقا من القبول بطقوس هي من صميم النوع الذي يتم الاشتغال عليه ،
تبقى مرتبطة بالذاتي في إطار الموضوعي ،
وبالتالي أتساءل كيف يمكن الاستجابة لمثل الفكرة التي تدعو إليها ، بغاية الوصول إلى مثال في القصر والتكثيف ،
كأننا بصدد مباراة في تركيب الجمل ،
نطلاقا من توجيه مسبق للمعنى ؟
و إذ ألتمس العذر عن اجترائي للتعبير عن موقف – يبقى قابلا للنقاش -
فإني أعبر عن إحساس شخصي بوصولنا إلى حافة السرد ،
قبل الجرأة على الإعلان بموته قبل الأوان .
كم أتمنى أن أكون مخطئا فيما ذهبت إليه ،
حتى لا تذهب الظنون برأيي أبعد مما عبرت عنه .

عبد الحميد الغرباوي
09/05/2007, 01:54 AM
و إذ ألتمس العذر عن اجترائي للتعبير عن موقف – يبقى قابلا للنقاش -
فإني أعبر عن إحساس شخصي بوصولنا إلى حافة السرد ،
قبل الجرأة على الإعلان بموته قبل الأوان .
محمد المهدي السقال
العزيز محمد المهدي السقال،
منذ مدة لم نتبادل فيها الحديث بيننا.. و أظن أن من حسنات هذه الدعوة التي لم تحظ بالقبول و سعة الصدر من لدنك، أنها جرتك إلى فتح باب الحديث معي..معنا..
و لعل في اكتفاء الأختين صبيحة و صابرين على الاستجابة إلى الشطر الأول من الدعوة/ السؤال، فقط دون الدخول في اللعبة، و الكتابة لعب بالدرجة الأولى، و لا داعي لتضخيم العملية و إعطاءها هالة تكاد تلامس القداسة، قلت، لعل في إحجامهما عن الاستجابة للدخول في عملية اختزال ومضة هي أصلا مختزلة، قد يكون فيه نوع من الجواب المبطن،بعدم الرغبة في اللعب، أو رفضهما للفكرة من أساسها، و ذاك من حقهما..كما بدا ذلك جليا في استجابة العزيز المبدع، عبد الرحيم هري، الذي كتب نصا لذيذا، استمتعت به أيما استمتاع، وكان بمثابة رد لطيف على الدعوة، باستحالة اختزال ما هو أصلا مختزل درجة، الالتماعة الخاطفة..
و لا أريد أن أدخل معك في نقاش محوره أو محاوره:
* الأصل في مصدر الكتابة
* نص معروض للمزايدة
* مباراة في تركيب الجمل
* توجيه مسبق للمعنى
هذا لن يعود علينا أو علي شخصيا إلا بصداع في الرأس، أنا ما عدت قادرا على تحمله، على الأقل في الوقت الراهن..
لكنك أخي العزيز، وضعت يدك على الأهم، و هو الهدف الذي كنت أطمح الوصول إليه لكن ليس لوحدي و لكن رفقة مجموعة كبيرة من أعضاء المنتدى، و يمكن أن نختزله في السؤال:
ألسنا بهذا الذي نكتبه و نسميه أحيانا " ومضة" و أحيانا" قصيصة" و أحيانا "قصة قصيرة جدا"، نسير بالسرد، بالحكي إلى الهاوية، و النهاية المأساوية..و هو كما ترى لا يختلف كثيرا عن تساؤلك المشار إليه أعلاه.
مودتي

محمد المهدي السقال
09/05/2007, 12:09 PM
*
أخي عبد الحميد
تحية سردية
إنما قصدت التعبير بصوت مرتفع عن رأي ،
وقد وصلت الرسالة سالمة ، بل عادت سالمة ،
وهذا مما يزيد من تقديري لك أخي عبد الحميد ،
رغم ورود '' الصداع '' المشترك على الاحتمال ،
إذ أجده قدرا لا مفر منه ، بالنسبة لمن لمن اختار لعبة الكتابة الجادة .
أما بعد ،
فلولا وجود إخوة في السرد ، دأبوا على تجريب ما يسمى بالقصة القصيرة جدا، بحثا عن شكل تعبيري يرونه قابلا للتجديد على أساس الصدق الفني ،
فأسموها ومضة وبارقة ولمعة و و مما لم يقل به السرد على الاصطلاح ،
لكنت قلت ،
إنما هي مؤامرة على النص السردي القصير ،
تدعو إليها حساسيات لا مجال للتفصيل فيها ،
رغم ما قد تحقق لدى قلة قليلة منهم في دأبهم ، من نصوص اشتغلت على التكثيف والإيجاز ضمن رؤية سردية منضبطة لما يمكن اعتباره قواعد عامة ليست بالضرورة معيارية .
و قد عبرت عن نفس الموقف دونما مواربة ، ليس جزما بصحته ، وإنما ظنا بصوابه ، لكن بدل التجاوب مع ما يتيحه الموقف من نقاش ، وجدت أخي عبد الحميد ، صدودا لدى الكثيرين ، يستوي في ذلك الباع الطويل والقصير ، لينقلب السؤال عن الموضوعي إلى السؤال عن الذاتي ،
أخي عبد الحميد ، لقد سرني موقفك ، فأحسست معه أني لست يتيم القصة القصيرة لوحدي ، رغم أني نكرة في بحرها المتلاطم الاتجاهات .
تحياتي الصادقة
محمد المهدي السقال

عبد الحميد الغرباوي
09/05/2007, 02:54 PM
العزيز الأديب و الصديق الخلوق، محمد مهدي سقال،
ما رأيك أخي أن تبادر أنت، إلى فتح صفحة، في منتدى النقد و الدراسات الأدبية يناقش فيه الأعضاء المهتمون بالقصة القصيرة و القصيرة جدا، هذا النمط الجديد من الكتابة؟...
و أقترح أن يكون المدخل إلى الحوار و النقاش و التشاور و تبادل الآراء، في شكل جملة أو مجموعة من التساؤلات التي قد تعين كل متدخل على الإدلاء برأيه في الموضوع، و بطبيعة الحال، يكون على رأس تلك المجموعة من التساؤلات، التساؤل الذي كان بيني و بينك اتفاق عليه..
فقط ، أود أن أقول، أنني في مناسبة ثقافية، كانت من تنظيم" مجموعة البحث في القصة القصيرة" و خصصت للقصة القصيرة جدا، كنت انبريت "أتهم" هذه الكتابة الجديدة، بأنها مؤامرة تحاك ضد القصة القصيرة، و الحكي بوجه عام..و حذرت بشكل درامي بأن التمادي في هذا النوع من الكتابة يعني اغتيال الحكي، جريمة يعني..
و انفض الجمع بين ضاحك(مستهزئ ربما) و متجهم، و معاتب لي، و متهم لي بتضخيم الأمور، و أن الأمر لا يستدعي كل ما أثرته من ضجة..
و حين انفردت بنفسي، ارتأيت أن الأمر يستدعي مني جدية، و يقظة، فليس بالأمر السهل، الهين أن نصدر أحكاما متسرعة، و نئد رضيعا في مهده، لمجرد أنه وليد جديد، لم يكن في الحسبان، و لم تهيأ له كل الأسباب التي تجعله يحظى بالترحاب و القبول..
قلت وليدا جديدا؟.. علما أنه في مناطق أخرى من العالم، صار له من زمان، عشاقه و مريدوه و برز فيه رواد، يضرب بهم المثل في كل محفل و ناد..
و قلت مع نفسي، لابد من أبحث و أطلع على تجارب و نصوص كثيرة قادمة من الجهات الأربع، و بعد ذلك أخوض أنا بدوري تجربة الكتابة فيه، حتى تكتمل عندي الصورة ، و يكون بالتالي ما قد يصدر عني من أقوال و مواقف منبنيا على أسس سليمة..
تذكرت أني قرأت، أواخر السبعينات و طوال الثمانينات، نصوصا قصيرة جدا، للعديد من الكتاب العرب، دون أن يسموها بالقصيرة جدا، بل لقبوها بالأقصوصة، تمييزا لها عن القصة القصيرة، و لي فيها أنا أيضا نصوص، لكنها قليلة..إلا أنها مقارنة بالنصوص التي بت أقرأها هنا و هناك، فالبون شاسع، و الفارق كبير..فالتكثيف يكاد يبلغ درجة الصفر، و الشكل و اللغة، يشعرانك بقراءة قصيدة نثرية، و لأنها تخجل أن تنعت نفسها بالشعر، فإنها ارتأت أن تتستر خلف جنس أدبي جديد، لم يحسم في أمر تسميته بعد...
أتمنى أخي، أن تستجيب لطلبي و تفتح صفحة لمناقشة الظاهرة في منتدى النقد و الدراسات الأدبية..
و هناك، نعود لنلتقي إن شاء الله ذلك.
مودتي

محمد المهدي السقال
09/05/2007, 03:48 PM
أخي عبد الحميد
لدي اقتراح يبدو لي أنسب ،
بديلا عن الدخول في سجالات ، أرى نفسي غير مهيأ لخوض غمارها ،
و يتعلق الأمر بنشر الحوار الهادئ بيني وبينك ،
ليكون منطلق تبادل الآراء حول قضية ما يسمى بالقصة القصيرة جدا .
بالمناسبة ،
عبرت في أكثر من مناسبة ، عن موقفي أو بالأحرى وجهة نظري في الموضوع ،
و يمكن ضمن السياقات المحتملة أن أدرجها ،
بكل صدق ، أرى أن موقعك أنسب للمبادرة
تحياتي

محمود عادل بادنجكي
28/12/2007, 02:17 PM
الوحيد

http://cassymary.canalblog.com/images/normal_solitude1.jpg[align=center]



وحيدا،ركب القطار...
جلس في مقصورة يخنقها صمت مقبرة..
و لم تمض فترة قصيرة، حتى امتلأت حياةً
تعارفاً،..
أحاديثَ..
ضحكاتٍ،..
حين نزل،
عاد إلى وحدته،يسلي النفس
بصدى قهقهات و حكايات...
سمع وقع الأقدام مغادرة...
بعد أواخر سورة الفاتحة!

حسام الدين نوالي
30/12/2007, 01:08 AM
الأستاذان المبدعان الغرباوي والسقال،
جميل هذا الحوار المفعم بالحب السردي اشتغالا واشتعالا وغيرة.. ومغرٍ بالمشاركة، فاسمحوا لي:
أعتقد أن الاشتغال على النص الواحد من حيث التحديد المسبق للفكرة يشبه الاشتغال من داخل ذهن المبدع الأول لحظة اولادة النص، ما يعني أن الدفقة العاطفية المنتجة للشرارة الأولى لا تكون إلا دفقة أقل لدى الكتاب المتتابعين، ثم إن تحديد المقاسات سواء على مستوى مساحة النص أو على مستوى الفكرة وجنس النص أشبه بانخراط مادي في شأن لا مادي، نكون به أمام "دفتر تحملات سردي".
بالمقابل أفضل بدلا منها الاشتغال الجماعي على نص غير محدد بمساحة أو فكرة فيما يعرف بالأعمال المشتركة، على غرار الرواية الروسية التي كتبها خمسون كاتبا، لكل منهم فصل معين له فيه أن يقتل أو يحيي من الشخصيات ما يجعله منسجما مع تصوره الخاص للنص ككل، فهنا على الأقل مساحة معينة من الحري الابداعية والتصور الشخصي لتحولات الفكرة والنص ككل.
من جانب آخر، اجدني أميز بين الانحدار إلى حافة السرد وبين التجريب.. صحيح أن مشكلتنا في التجريب كونه ظل أضخم من التأسيس، لكن الضخامة هذه لا تحسب بالزمن بل بالكم، بالتراكم، التراكم لدى المبدع الواحد والتراكم على مستوى الاتجاه ككل، وفي كل الأحوال فالغث الذي صرنا نصادفه في العديد من المنابر الرقمية والورقية لا ولن يحجب عددا من النصوص الناضجة التي تؤسس لجنس سردي ممتع اسمه" القصة القصيرة جدا".
فيما أن فكرة التآمر السردي ليست أكثر من ولادة جديدة تنتج الصراع الأزلي بين الأجيال. والأكيد أنه على مر التاريخ لم يستحوذ جنس على جنس آخر رغم الصراع، بل يمنح الزمن لكل واحد طريقه الذي يستحقه، "قصيدة الخليل مع قصيدة التفعيلة، ثم فيما بعد النثيرة..."
لكما مودة وتقدير تلميذ لكما.

حسام الدين نوالي
30/12/2007, 01:08 AM
الأستاذان المبدعان الغرباوي والسقال،
جميل هذا الحوار المفعم بالحب السردي اشتغالا واشتعالا وغيرة.. ومغرٍ بالمشاركة، فاسمحوا لي:
أعتقد أن الاشتغال على النص الواحد من حيث التحديد المسبق للفكرة يشبه الاشتغال من داخل ذهن المبدع الأول لحظة اولادة النص، ما يعني أن الدفقة العاطفية المنتجة للشرارة الأولى لا تكون إلا دفقة أقل لدى الكتاب المتتابعين، ثم إن تحديد المقاسات سواء على مستوى مساحة النص أو على مستوى الفكرة وجنس النص أشبه بانخراط مادي في شأن لا مادي، نكون به أمام "دفتر تحملات سردي".
بالمقابل أفضل بدلا منها الاشتغال الجماعي على نص غير محدد بمساحة أو فكرة فيما يعرف بالأعمال المشتركة، على غرار الرواية الروسية التي كتبها خمسون كاتبا، لكل منهم فصل معين له فيه أن يقتل أو يحيي من الشخصيات ما يجعله منسجما مع تصوره الخاص للنص ككل، فهنا على الأقل مساحة معينة من الحري الابداعية والتصور الشخصي لتحولات الفكرة والنص ككل.
من جانب آخر، اجدني أميز بين الانحدار إلى حافة السرد وبين التجريب.. صحيح أن مشكلتنا في التجريب كونه ظل أضخم من التأسيس، لكن الضخامة هذه لا تحسب بالزمن بل بالكم، بالتراكم، التراكم لدى المبدع الواحد والتراكم على مستوى الاتجاه ككل، وفي كل الأحوال فالغث الذي صرنا نصادفه في العديد من المنابر الرقمية والورقية لا ولن يحجب عددا من النصوص الناضجة التي تؤسس لجنس سردي ممتع اسمه" القصة القصيرة جدا".
فيما أن فكرة التآمر السردي ليست أكثر من ولادة جديدة تنتج الصراع الأزلي بين الأجيال. والأكيد أنه على مر التاريخ لم يستحوذ جنس على جنس آخر رغم الصراع، بل يمنح الزمن لكل واحد طريقه الذي يستحقه، "قصيدة الخليل مع قصيدة التفعيلة، ثم فيما بعد النثيرة..."
لكما مودة وتقدير تلميذ لكما.

جمال عبد القادر الجلاصي
30/12/2007, 02:15 PM
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=22492

محبتي لك أيها العميد

وكل عام وأنت بألف خير

جمال عبد القادر الجلاصي
30/12/2007, 02:15 PM
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=22492

محبتي لك أيها العميد

وكل عام وأنت بألف خير

عبد الحميد الغرباوي
30/01/2008, 01:28 AM
تأخر ردي عليك أخي جمال، لانشغالات سواء داخل صميم واتا أم خارجها...
أحييك أخي على ما بذلته من جهد في ترجمة الأقصوصة...
و مزيدا من التألق في فضاء الترجمة الأدبية.
مودتي

عبد العزيز غوردو
30/01/2008, 03:51 PM
على هامش النقاش الراقي الذي دار بين الأستاذين الكبيرين: الغرباوي والسقال:

هذا النص يشبهني كثيرا في "عابر سبيل"...

" "

أما إذا أقحمت نفسي في صلب النقاش، وليعذرني أساتذتي فهم أكثر خبرة مني، فرأيي:

قديما كان الشاعر، الذي ينظم قصيدة من ألف بيت،

يفاجئ متتبعيه أحيانا ببيت أو بيتين...

وكثيرا ما يكون (البيت أو البيتان) بطعم الحكمة، أو الطرفة، أو الغريب...

أو ما إلى ذلك من أغراض الشعر وأبوابه...

قطعا كان بإمكان الشاعر أن يضع بيته (تيه) في قصيدة تقصر أو تطول بناء على رغبته

خاصة وأنه يمتلك صنعة النظم وناصيته... لكنه لم يفعل...

" "

أعتقد أن النقاش حول "القصة القصيرة جدا" يشبه هذا إلى حد كبير...

في كثير من الأحيان، وأنا أقرأ رواية أو قصة قصيرة...

أجد بناء متراكما من "الومضات" أقصد من القصص القصيرة جدا...

وضعت إلى جانب بعضها البعض، أو فوق بعضها البعض، لتؤلف مجموع النص...

هذا النوع من القصص يستهويني أكثر من غيره، وهذه ذائقتي التي لا ألزم بها أحدا قطعا...

لكني أحس في العمل نوعا من التعب.. من المجهود في البناء...

لذلك فإنه يشد القارئ من ألفه إلى يائه...

فيما بعض القصص، أو الروايات، الأخرى... يمكن للقارئ فيها أن يقفز على فقرات أو حتى صفحات،

دون أن تتضرر قراءته أو متابعته للغة أو الأحداث...

أعتقد أن اللون يفرض نفسه تبعا لجودته:

كانت هناك، منذ القديم، القصة والطرفة والنادرة والحكاية والمقامة والملحمة... و... و...

في البدء كان الإنتاج... الإبداع...

ثم جاء التصنيف... النقد... لاحقا للاشتغال عليه...

و"الجودة" - التي يفرضها غربال النقد - هي المحدد لصمود اللون الإبداعي أو انقراضه...

" "

مجرد ملاحظات من وحي اللحظة،

بعد متابعة هذا الحوار المبهر بين كبيرين بحجم الغرباوي والسقال...

وثالث لا يقل عنهما روعة: النوالي...

لهم جميعا.. ولكل من مر من هنا:

خالص مودتي وتقدير

شوقي بن حاج
20/10/2008, 12:47 AM
الأساتذة الكرام

قرأت النص ثم وجدت نفسي

بعيدا عن الوحدة قريبا من جمعكم ومن النقاش

الذي يمكن أن يكون أطول وأفيد

لكم الفل كله