المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مؤتمر أبوظبي الدولي الأول لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: تجارب وطموحات



خالد حسين أبو عمشة
04/01/2014, 01:45 PM
مؤتمر أبوظبي الدولي الأول لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: تجارب وطموحات
برعاية دار زايد للثقافة الإسلامية
الذي عقد يومي 18 و19 ديسمبر 2013
بفندق الريتز كارلتون في أبوظبي

تأكيدا لرؤية دار زايد للثقافة الإسلامية ورسالتها، واستشعاراً بالمسؤولية تجاه نشر اللغة العربية وتعليمها للناطقين بغيرها، نظمت الدار مؤتمر أبوظبي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في دورته الأولى، وذلك بفندق ريتز كارلتون أبوظبي في الثامن عشر ديسمبر الجاري.
وهدف المؤتمر إلى تعزيز مكانة اللغة العربية لكونها جزءاً مهما من الهوية الوطنية لدولة الامارات العربية المتحدة ، و استعراض الجهود والتجارب المختلفة في تطوير المناهج والأساليب المطبقة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ومناقشة المتطلبات العلمية والمعايير الدولية لرفع كفاءة تعليمها. بالإضافة إلى تحديد متطلبات تطوير أساليب تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وفق التطورات في تكنولوجيا التعليم والاتصال الشبكي وتقنيات التعلم الالكتروني.
وشارك في المؤتمر أكثر من خمسة عشرين مشاركاً من الباحثين والمختصين في المجال ذاته، يمثلون أكثر من 15 دولة، حيث ناقشوا عدة محاور تتعلق بعملية تعلم وتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بمكوناتها المختلفة: اللغة وثقافتها، والمناهج والمقررات في ضوء الأطر المختلفة، والأساليب والوسائل والاتجاهات الحديثة، والتجارب والأبحاث وجهود المراكز والمعاهد والجامعات وحظي المؤتمر بحضور شخصيات متخصصة باللغة العربية وبارزة في هذا المجال، بالإضافة إلى متحدثين وإعلاميين وشخصيات اجتماعية معروفة.
وعلى هامش المؤتمر أقيم معرض الخط العربي وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والذي سيبرز فن الخط العربي بمنـزلته الرفيعة المميزّة إلى جانب تعبيره الفني الجمالي الذي لا يمتلكه أي حرف في أية لغة من لغات العالم. وبهذه المناسبة أطلقت دار زايد للثقافة الإسلامية الموقع الالكترونيwww.adfta.com لتتيح للمهتمين متابعة أخبار مؤتمر أبوظبي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، والتعرف على آخر المستجدات والأنشطة.
وجدير بالذكر أن دار زايد للثقافة الإسلامية تنظم على مدار العام في المركز الرئيسي للدار بالعين وافرعها بأبوظبي وعجمان دورات برنامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها يضمن الالتزام بمعايير الكفاءة اللغوية ويخدم المهتدين الجدد و المهتمين.
بدأت فعاليات مؤتمر أبوظبي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، تحت عنوان "تجارب وطموحات" الذي تنظمه دار زايد للثقافة الإسلامية، ويستمر يومين في فندق أبوظبي ريتز كارلتون حيث أكد الدكتور محمد مطر الكعبي مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل الجهود المخلصة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في الاهتمام باللغة العربية لغة القرآن، كان ومازال لها سبق الريادة في تعزيز مكانة اللغة العربية بين لغات العالم الأخرى، وفي الحرص على تعليمها لغير الناطقين بها، وهو ما أكده اهتمام المغفور له بإذن الله مؤسس الدولة رحمه الله، بجعل تعليم اللغة العربية في مدارس الجاليات أساسياً وليس اختيارياً، وهي التوجيهات التي صادق عليها المجلس الوطني الاتحادي بالموافقة والترحيب في إحدى جلساته السابقة، وكان ذلك إيماناً من المغفور له بإذن الله، بأن تعلم الجاليات الأجنبية التي تعيش بيننا للغتنا العربية من شأنه أن يدعم عرى الصداقة والتعاون والتواصل بين شعوب العالم والشعب العربي، وسار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على النهج نفسه، ويولي سموه اهتماماً لا محدوداً باللغة العربية، وتعزيز جهود مؤسسات الدولة كافة وعلى رأسها دار زايد للثقافة الإسلامية، من أجل نشر ثقافة الإسلام الوسطي بين شعوب العالم بلغة عربية سلسة .
وقال الكعبي: إن تنظيم دار زايد للثقافة الإسلامية مؤتمر أبوظبي للغة العربية تجارب وطموحات في اليوم العالمي للغة العربية، خطوة رائعة جاءت في وقتها الصحيح، لبحث سبل تطويرها والاستفادة من الخبرات والتجارب الناجحة في تطوير اللغات الأخرى، من أجل الارتقاء بمكانة لغتنا الجميلة
وشهد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمة لكل من خولة المعلا وكيلة وزارة التربية المساعدة للشؤون التربوية، وعفرة الصابري وكيلة وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالإنابة، والدكتور محمد مطر الكعبي مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، رئيس مجلس إدارة دار زايد للثقافة الإسلامية، والدكتور مروان حمادة المستشار بديوان سمو ولي عهد أبوظبي، والدكتور علي بن تميم كاتب وأكاديمي إماراتي ورئيس تحرير موقع 24 الإخباري، وعدد من المتخصصين يمثلون نحو 15 دولة وحضور واسع من المهتمين .
وألقت د . نضال الطنيجي المديرة العامة لدار زايد للثقافة الإسلامية كلمة افتتحت بها المؤتمر، أكدت من خلالها أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت بحمد الله في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، دولة ناهضة ومتقدمة، تمثل منارة للعلم والحضارة، ورمزًا حيًا لتلاقي الشعوب والحضارات
وأضافت: لقد دفعت رغبة التميز والريادة، التي تنشدها الحكومة، إلى وضع استراتيجيات واضحة في الاهتمام بلغتنا العربية، وتأكيد مكانتها المرموقة بين لغات العالم أجمع، من خلال مؤسساتها الداعمة لنشر، وتعليم اللغة العربية، مؤكدة حرص دار زايد للثقافة الإسلامية على أن تسهم في تحقيق رؤى قادة الوطن في تعزيز مكانة هذه اللغة والمحافظة عليها، فهي لغة الإسلام والسلام .
وعقب كلمة الافتتاح قدم الدكتور طلال الجنيبي بعض الأبيات الشعرية عن "العربية الحسناء"، نالت استحسان الحصور، وبدأت بعد ذلك جلسات العمل حيث خصصت الجلسة الأولى لمناقشة محور تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها "الإطار النظري والتاريخي"، ثم الجلسة الثانية، وناقشت محور مناهج تعليم اللغة العربية، والجلسة الثالثة، وناقشت تقنيات تعليم وتقويم اللغة العربية.
فيما أكد الدكتور مروان حمادة المستشار بديوان سمو ولي عهد أبوظبي أن الإقبال على تعلم العربية من غير الناطقين بها يتعاظم في العالم، مؤكداً ضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة في تطوير اللغات الأخرى .
جلسات اليوم الأول
عقدت الجلسة الاولى لمحور تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ـ الاطار النظري والتاريخي برئاسة الدكتور صبحي البستاني أستاذ الادب العربي الحديث في معهد الوطني للغات والحضارات الشرقية ومدير قسم الدراسات العربية في فرنسا . وقدم فيها الدكتور محمود كامل الناقة الأستاذ في كلية التربية بجامعة عين شمس بمصر ورقة بعنوان مخطط اجرائي لاعداد كتاب اساس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وقدم الدكتور صائل شديد استاذ جامعي بكليات التقنية العليا بابو ظبي مناهج اللغة العربية للناطقين بغيرها "الاستراتيجيات والطرق" وورقة ثالثة للدكتور فكري عبدالمنعم النجار بعنوان خصائص الخطاب اللغوي في مقررات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في ضوء اللسانيات التطبيقية / سلسلة أحب العربية نموذجا.
وترأس الدكتور محمود كامل الناقة الجلسة الثانية لمحور مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وقدم فيها الدكتور محمد عديل عبدالعزيز أستاذ العلوم اللغوية بجامعة الامارات ورقة عمل عن مقاصد إبلاغ ومسالك التخاطب ـ مقاربة وظيفية تداولية في خطاب دارسي العربية وورقة أخرى للدكتور توفيق قريرة أستاذ بدار المعلمين بتونس عن طريقة الانغماس اللغوي و تطبيقها على تعليم العربية للناطقين بغيرها، وقدمت الدكتورة رحاب زناتي عضو هيئة التدريس بجامعة الازهر ورقة حول معايير معلم اللغة العربية للناطقين بغيرها في ضوء المعايير العالمية والحاجات التدريبية للمعلمين (عربا أو ناطقين بغير العربية) إليها
واختتمت الجلسة الثالثة والأخيرة لليوم الاول للمؤتمر برئاسة الدكتور خالد أبو عمشة المتخصص في اللسانيات التطبيقية ومناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها للناطقين بغيرها والمدير الأكاديمي لمعهد قاصد والأستاذ الزائر في جامعة BYU بمحور تقنيات تعليم وتقويم اللغة العربية للناطقين بغيرها
وتحدث في هذه الجلسة الدكتور إكيهارد شولتس استاذ بجامعة لايبزيك الالمانية عن منهج محوسب لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها واختبار الكفاءة فيها وقدم الدكتور محمود عبده فرج مدير مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية بجمهورية مصر العربية ـ الازهر ورقة بعنوان استخدام استراتيجية التحليل الصوتي في علاج الصعوبات الصوتية لدارسي المستوى الأول من الناطقين بغير اللغة العربية
كما قدم الدكتور محمد الجناش بجامعة سيدي محمد بن عبدالله ـ المغرب ورقة عمل حول تقانات بناء اختبار عالمي لقياس مهارات الناطقين بغير العربية وورقة بعنون تحليل الأخطاء الإملائية عند متعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها وأثره في المنهاج وتطويره وتحسين دور المعلم والطالب للدكتور خالد خميس فراج .
جلسات اليوم الثاني
بدأت جلسات اليوم الثاني بالتركيز على التجارب الإماراتية والعربية في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وترأس الجلسة الأولى الدكتور سيف المحروقي عميد كلية العلوم الإنسانية بجامعة الإمارات، وتحدث خلال الجلسة الدكتور محمد شهمات مدير برنامج اللغة العربية في دار زايد، عن تجربة الدار في تعليم اللغة العربية، متناولاً التعريف بدار زايد وأنشطتها ودورات التدريب التي تقوم بتنفيذها وطرق التدريس والمناهج، ثم تحدث الدكتور خالد حسين أبو عمشة من الأردن عن تجربة معهد متخصص في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في الأردن، وركز خلال حديثه الذي وصفه المشاركون بالشيق، على المنهج وطريقة اختيار المدرسين التي يصل في نهايتها إلى اختيار أفضل الأشخاص استيعاباً، لتدريب متخصص يقوم به المعهد أو أي مؤسسة متخصصة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، حيث قال: يتقدم نحو 500 معلم للعمل في هذا المجال، يتم اختيار 200 منهم للمقابلة الشخصية، تتم تصفيتهم إلى 30 حيث يتم إخضاعهم لدورة تدريبية تخصصية مجانية لمدة أسبوعين، ثم يتعرضون لممارسة درس تجريبي، ويختار من بينهم 5 أو 6 أشخاص ممن يثبتون استيعابهم للتدريب والأساليب المتقنة في التدريس .

وخلال الجلسة الثانية تم عرض تجارب آسيوية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وأدار الجلسة الدكتور عقيل مرعي، وتحدث خلال تلك الجلسة الدكتور يوسف سراج عن تجربة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في الصين، والدكتور يا يانغ يانغ عن تعليم العربية للطلبة الصينيين، ثم تحدث الدكتور أوريال بحر الديت عن المشاريع الجديدة لتعليم العربية لغير الناطقين بها في إندونيسيا، فيما تحدث الدكتور أحمد صنوبر من تركيا عن المشكلات التي تواجه تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في بلده، ومنها اختيار المدرسين وتصنيف الطلاب من حيث مستوياتهم .

بعد ذلك عقدت الجلسة الثالثة التي ناقشت محور استراتيجيات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وأدارها الدكتور فكري عبدالمنعم، ثم الجلسة الرابعة وتناولت محور تجارب أوروبية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وأدارها الدكتور هاديا عادل خزنة كاتي .

وأعرب المشاركون عن شكرهم لدار زايد للثقافة الإسلامية على تنظيمها لهذا المؤتمر، مؤكدين أن المؤتمر كان فرصة للاطلاع على تجارب وخبرات الدول في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

هذا وقد أوصى مؤتمر أبوظبي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بإنشاء مؤسسة عربية توحد الجهود المتفرقة وتهدف بشكل رئيسي إلى تصميم اختبار دولي للكفاءة اللغوية للغة العربية مثل امتحان التوفل والأيلتس ووضع إطار عام فلسفي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها عبر مستوياتها المتعددة يكون مرجعا لكل العاملين في هذا الميدان كالإطار الأوروبي ومعايير المجلس الأميركي للغات.
كما أوصى المؤتمر بدورته الأولى بعنوان " تجارب وطموحات" ببناء مناهج تعليمية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها تقوم على أسس فلسفية وثقافية واجتماعية ونفسية ولغوية ووضع مخطط علمي بين يدي مؤلفين ذوي كفاءة وأهلية لإعداد كتاب أساسي يغطي جميع المستويات ذي منهجيات علمية يمكن أن يعتمد في الميدان ويكون مرجعا لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
وتضمنت التوصيات ضرورة إقامة مثل هذا المؤتمر بصفة دورية على أن تختار موضوعاته في المستقبل بما يواجه المشكلات الرئيسية لتعليم العربية كلغة عالمية.
وعقد المؤتمر بحضور شخصيات متخصصة باللغة العربية وبارزة في هذا المجال بالإضافة إلى متحدثين وإعلاميين وشخصيات اجتماعية معروفة ومختصين وكبار مسؤولين ومفكرين داخل الدولة وخارجها إضافة الى حشد كبير من مختلف الجنسيات وبمشاركة نخبة من المتحدثين والخبراء الإقليميين والعالميين من مؤسسات وجامعات رائدة ومهتمة بمجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها؛ من أبرزها جامعة الأزهر الشريف من جمهورية مصر العربية وجامعة مولاي إسماعيل من المغرب ومركز اللغات بالجامعة الأردنية ودار المعلمين العليا من تونس وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من أندونيسيا ومعهد قاصد لتعليم اللغات في عمان – الأردن.

إعداد:
د. خالد حسين أبو عمشة
المدير الأكاديمي - معهد قاصد لتعليم اللغات
المدير التنفيدي لبرنامج كاسا - عمّان