المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لهم وحدهم يحلو النشيد



غالب ياسين
06/05/2007, 10:21 PM
لهم وحدهم يحلو النشيد

لهم وحدهم تخشع القلوب إذا ما مسها الطيب المحنى بابتساماتهم

لهم تصهل العاديات إذا ما كبلتها سلاسل القعود و ضاقت صهواتها بالعاجزين

بهم تهيب الأرض إذا ما شققها الظمأ و ضجت بالأنين

بهم يباهي الوطن حواضر العتمة حين يزين كفيه بخضاب دمهم

فهم وخزة الفعل في أطراف القاعدين

هم انتفاضة الثأر تغمر الواهمين باليقين

و هم غرس الصمود النابت من شقوق الجراح

يا غضبة خيل الله في أرجائنا
يا دروعاً ترد عن كرامتنا الأذى و تحمي حياضنا من انتهاكات الأغراب

سلام عليكم و أنتم تتسربلون بالضياء.. تتوضؤون بالطهارة و البهاء.. و تزنرون الجسد بالشظايا.. فإذا هي عليكم برداً و سلاما.. و عليهم وبالاً و سجيلا..

سلام على أمهات أرضعنكم الحماس عزة و شموخا.. و احتبسن الدمع حين عاد الحمام قانيا مغرداً أناشيد الرحيل

سلام على مرابض البطولة التي أنجبتكم، و على صدى المنابر التي غذت عروقكم بعشق امتطاء النجوم

يا بيارق صبرنا الجميل
يا نشوة الفجر في ديار سيجها النشيج المتصاعد من قلوب المستضعفين

حين تحاصر أشلاؤكم أسوارهم يندثر العساكر خائبين، يهترئ (الكاكي) على أجسادهم، يلوذون بعار يردي بأعناقهم، فتتساوى قاماتهم بالتراب، لتطأها خطاكم المتسامقة في كل الآفاق.

و حين تسافر أخبار انتصاراتكم في حواري الصمود الناطرة بشائر الفداء، يطوق الوطن أرواحكم بالرياحين و يزين صدوركم بالنياشين، قبل أن تحملها ملائكة الرحمن إلى دوح الجنان.

إنه الوفاء يا سادة الوفاء في زماننا.. دَين الذين لم يهتك لهم عهد، و يقين الذين آمنوا بأن الأحرار بقسمهم لا بدّ بارّون..

فلا مكان للحزن حين تومض العيون بأفراح الشهادة و حين يحتضر الألم مؤذناً بالرحيل إلى غير عودة

لا مكان للحزن حين يصطف الفرسان في موكب الفداء أسرابا، و حين يسرّون لأمهاتهم بأنهم على موعد مع الزفة الكبرى هناك، حيث ستتحلق حولهم كل النجوم التي قضت نحبها قبلهم و ظلت عيونها معلقة على باب السماء ترقب ركب من كانوا في الانتظار و ما بدلوا تبديلا، فتشير إليهم حين تتلمس الأكف موضع الزناد أن هلموا إلينا، فها هنا يطيب المقام لأنفس لا تظمأ أبدا.
http://www.paldf.net/forum/showthread.php?p=1441181#post1441181

أبو حمزة الوائلي
06/05/2007, 11:18 PM
يا لروعة العبارة يا أساتذ غالب ويا لصدق الإحساس ويا للباقة الوصف ويا لك انت من شاعر كتب نثرا فكانت حروفه أحلى من الشعر المقفى ولا أبالغ إن قلت أحلى من تمر التوحيد . لوددت أن أكون واحدا من هؤلاء الشهداء ولي فخران بذلك أحدهما عند ربي لا يكافئني عليه غيره والآخر عند أمثالك يا أخي المبجل . وهاك هديتي إلى هؤلاء الشهداء وإليك بيتين من الشعر :
وآخر ما أمني القلـــب أني .................. إذا استشهدت .. أمي !! لا تنوحي
بل انتفضي وزيدي النار وقدا ................... فصوت النار ينطق بالفصيـــح