المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النظام السوري يبدأ رسميا بلبننة سوريا



عزت السيد أحمد
22/01/2014, 04:19 PM
النظام السوري يبدأ رسميا بلبننة سوريا
الدكتور عزت السيد أحمد

لا مزاج لي للكلام اليوم
الصداع يأكل رأسي
ولكن الذي فلق رأسي نصفين ألماً هو وزير الأوقاف السوري الحيوان محمد عبد الستار السيد ومن يقف وراءه في هذا القرار رقم 101 الصادر قبل أيام والذي يقضي بأن تصبح مشيخة عقل الطائفة الدرزية شخصية اعتبارية تمثل الطائفة وتدير عقاراتها وتدافع عنها...
حلوة هذه: تدافع عنها...
طبعاً هذا تعليق عابر على نص القرار الذي يستحق أصلاً وقفة قانونينة مطولة على الرغمن من أنه مادتين جد صغيرتين. فالمادة الثانية الشارحة تتجاوز الشخصية الاعتبارية التي لا يمكن فيهما ضمن أي سياق قانوني، فكيف لشيخ العقل أن ينوب عن الجميع في قضاياهم ومشكلاتهم مع الدولة وغيرها؟
على أي حال، لا أعرف ما التعليقات التي كانت وستكون على هذا القرار، ولكني لا استطيع إلا القول إنه أسوأ من احتلال العراق بألف مرة، لأنه شرعنة من نظام بشار الأسد لجعل سوريا نسخةً من الطائفية التي تحكم لبنان...
لبنان في المسألة الطائفية أسوأ من العراق بألف مرة، الطائفية في العراق تقوم على أساس قوى سياسية، والمحاصة على أساس انتخابات؛ بغض النظر عن شرعيتها وديمقراطيتها. ولكن أمراء الطوائف في لبنان هم الذين يقررون كل شيء مهما كانوا خونة أو عملاء أو أغبياء... بيدهم القرار، وملزمون بالجلوس مع بعض بعد كل جولة خيانة أو خراب... وكأن شيئاً لم يكن!!!!
يأتي هذا القرار تكميلاً لتقسيم المحافظات على أساس طائفي... وسيصدر مثل هذا القرار للعلويين، وآخر للمسيحيين...
لم يكتف النظام بقتل مئات الألوف، واعتقال مئات الألوف، وتشريد الملايين، وتدمير أكثر من نصف سوريا... ها هو يدق آخر إسفين في جسد الوطن.. إنه يدمر سوريا حضاريا واجتماعيا.
الأمر ليس بهذه السهولة التي تبدو عليها أبداً. الأمر أخطر بكثير مما تتخيلون، إنه خطير على الجميع وليس على طرف واحدً من الأطراف أبداً. حتى الدروز الذي سيفرحون بهذا القرار سيكونون مخطئين. وأي طائفة تقبل بهذا القرار ستكون شريكا في الفوضى والاحتراب الذي يدمر سوريا أكثر مما هي مدمرة.
للتوضيح أقول: الطوائف لها مراجعياتها التي تأتمر بأمرها، ولا أحد يجهل ذلك، ولم يعترض عليه أحد. ولكن أن تكون المرجعية شخصية اعتبارية في الدولة فهذا ما لا يقبل، ولا يجر إلا الويلات. لأن هذه المرجعيات ستكون أركان الدولة، وهذا ما لا يتسق مع أي إمكانية لقيام دولة قادرة على التقدم خطوة إلى الأمام. لن يقبل ذلك أو يفرح به إلا الأغبياء أو الذي يريدون تدمير الوطن دماراً لا قومة منه أبداً.
يا سائرين في الظلام تحسبون ما تحت أقدامهم حطباً
أجسادكم هذي وأجساد أبنائكم وليست حطبا ....