المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القطــــــــــــــــــــــــة ..!!



علاء الدين هدهد
09/02/2014, 12:23 AM
https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash2/t31/s720x720/458214_196836260436420_1281013809_o.jpg



قصة قصيرة بقلمى / علاء الدين هدهد

استيقظ متأخرا هذا الصباح..... ارتدى ملابسه على عجل .......فضل الا يتناول الافطار فى البيت حتى لا يتأخر عن موعد العمل ...فتح باب الشقة وما كاد يخطو خطوة واحدة حتى رفع قدمه عن الارض وتراجع خوفا من صوت الفحيح المفزع ....كانت هناك قطة نائمة امام باب الشقة على الدواسة وبين اقدامها خمسة من القطط الوليدة .....نظر اليها فى دهشة ....متى جاءت ؟؟ ومتى ولدت ؟؟ ولماذا هنا ؟؟
حاول ازاحتها بقدمه ليمر الا انها زادت من فحيحها المرعب وتقوس ظهرها ثم اطلقت صيحة مواء عالية جعلته يتراجع داخل الشقة مفزعا وبسرعة اغلق الباب ...لحظات تمالك فيها نفسه من اثر الخوف ومن جديد فتح الباب ببطىء وما لبث الصوت المرعب الا وقد انطلق اعلى من ذى قبل ..
اغلق الباب ثانيا وهو ينظر الى ساعة يده ...فكر قليلا ....توجه الى المطبخ ..احضر قطعة من الدجاج ...ومن جديد فتح باب الشقة بهدوء ...اخرج يده بقطعة الدجاج ليلقى بها بعيدا الى اسفل السلم ....وكما توقع قامت القطة مسرعة تلحق بالقطعة المغرية ...خرج مسرعا وهم بالنزول وفى لحظة تراجع ناظرا الى القطط الوليدة ....فليبعدها عن الباب افضل ....وبسرعة جذب الدواسة الى اخر الممر امام الشقة فى اتجاه السلم الصاعد ....استدار عائدا عندما سمع الصوت من خلفه حادا رفيعا صارخا ....التفت ليرى قطا اسودا ضخما أتيا من اعلى الدرج وقد التهم احد القطط الوليدة ....فزع للمنظر جرى بسرعة يخيف القط الذى التقم وليدا ثانيا بين اسنانه وقفز الدرجات راجعا من حيث اتى ....وفى اللحظة نفسها جاءت القطة الام تمسك بين اسنانها بقطعة الدجاج ....اقتربت من باب الشقة واطلقت موائها كأنما تبحث عن قططها ...ثم استدارت تجاههم مسرعة فجرى هو الى السلم لينزل عندما انطلقت من بين قدميه ....
.............كان يوما عصيبا عليه .....قص ما حدث لزملاءه فى العمل ...ضحكوا ...تفكهوا عليه طوال اليوم ...الا واحد منهم ...رمقه بنظره حادة ..ثم قال له ووجهه جامد القسمات ...قاسى الملامح .....لو كنت فى وضعك لاتخذت الحيطة والحذر ....!!
كان يصعد السلم وهو يفكر فى القطة ....هل ستفطن الى القطين الناقصين ؟؟؟ وهل مازالت مكانها ؟؟
اقترب من الشقة ....حمدا لله ...ليست هنا ....نظر الى حيث ازاح الصغار ...لا يوجد غير الدواسة ولا شيء اخر .....دخل الشقة محدثا نفسه ...
لعلها اخذتهم لمكان اكثر امن ....
..فى المساء ....توجه لحجرة نومه عندما طرق سمعه الصوت ....مواء القطة ...مواءا حزينا .....كأنه بجوار باب الشقة من الخارج ....اصابته الرعدة ...جمد فى مكانه لحظات .....المواء يتردد ممدودا له صدى يقشعر منه النفس قبل الجسد ...اقترب من الباب ببطىء ...نظر من العين السحرية ...لا يرى شيئا ...المشهد لا يظهر اسفل الباب ...هل يفتح ...لا ......من الجنون ان يفعل ذلك ...لكن هذا الصوت لا ينقطع ....يريد ابعادها لا اكثر ...دنا من الباب ...ألصق اذنه به ...ميأأأأأأأأأأأأأأأأووووووو ....انطلق الصوت بعنف وارتطم شيء بالباب بقوة ....اطلق صرخة رعب وألقى بنفسه ارضا بعيدا عن الباب .....تنفسه يتسارع ....قلبه يكاد يخترق صدره ...ونظره مثبت على الباب فى دهشة ورعب ....يده ترتعش ....قاوم خوفه ونهض متجها الى الباب ..اصاغ السمع ...لا شيء ....اقترب اكثر ....لا شيء ......طرق بيده على الباب وتراجع كأنما هناك من سيهاجمه ....لا شيء ايضا ....تشجع ادار مقبض الباب ...من فرجة صغيرة جدا نظر ...لا يرى شيء ....ازدادت شجاعته ....فتح جزءا اكبر ليخرج رأسه وينظر الى طول الممر امام الشقة .....لا شيء ....تنفس الصعداء وهم باغلاق الباب واذا بصوت الحفيف مهرولا اتيا من اسفل السلم بسرعة ....كاد يغلق الباب على راسه من شدة الارتباك ورغبته فى غلق الباب بسرعة .....
انسحب الى الشقة واغلق بابها بالمفتاح وهو يستعيذ بالله واضعا يده على قلبه .....اللعنة !!!!
توجه للنوم ....حدث نفسه مشجعا .....ما هذا الهراء ...؟؟ ااخاف من قطة ؟؟؟ ............ ثم ابتسم ساخرا من مشاعره ..
دلف الى الفراش....شرب بضعة رشفات من كوب اللبن الدافىء ووضعه بجوار الفراش وهم ان يطفىء النور المجاور عندما ألتفت بسرعة ببصره خارج باب الحجرة المفتوح .....ماهذا ؟؟ .....خيل اليه انه شاهد شيئا يمرق بسرعة شديدة ....اعتدل فى جلسته على الفراش ....بصره يحدق متوترا .....ها هى اوهامه تهاجمه مجددا ......لو كنت فى وضعك لاتخذت الحيطة والحذر ....!!.....دقائق ....لم يحدث شيء ....زفر هازا رأسه استنكارا .....اطفأ النور ...ثم استلقى فى فراشه جاذبا الغطاء الى عنقه .....وما هى الا دقائق وشعر بالنوم يغالبه .....
السكون يسود الحجرة الا من تنفسه المنتظم .....تقلب فى الفراش ..
انتبه ....ما هذا ؟؟..يشعر بحركة أعلى الفراش .......كأنما قفز اليه شيء ما ...مجرد حركة بسيطة ضعيفة ....دقات قلبه تتزايد متسارعة....من فوق حافة الغطاء مد بصره خائفا .....الظلام لا يمنحه رؤية واضحة .....هنالك من يمشى فوقه أعلى الغطاء ......تنفسه يتسارع ....الضغطات تقترب من بطنه .... انها هى بلا شك .....أنفاس ساخنة تصل الى وجهه ...يود ان يقذف بالغطاء ويهب بسرعة من الفراش .....الرعب يشل حركته ....الضغطات الزاحفة تصل الى صدره ....جذب طرف الغطاء اكثر ليغطى وجهه ....الأنفاس تلفح أعلى رأسه ....جسده يرتعد تحت الغطاء .......همهمات تخرج منه بلا معنى ....شيء يجذب الغطاء عن وجهه ...يداه ترتعدان ....الغطاء ينسحب عنه .....ميأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ ووووووووووووو. ....... لآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآ ......
انطلقت صرخته المرعبة الفزعة تمزق السكون وترج الحجرة ....هب من الفراش قاذفا بالغطاء ...مد يده فاضاء النور ....لا شيء فى الحجرة ..!!!!
.... تلفت حوله ..نظر الى جسده ...مسح بيده على وجهه .......يشعر بجفاف حلقه ... مد يده فامسك بكوب اللبن المجاور ..... افرغ القليل منه على كفه الأيسر وشرع يلعقه ببطىء ....عندما رفع بصره ووميض غريب يبرق من عينيه ......

........................... تمــــــــــــــــــــــــــــــــت ......................
قصة قصيرة بقلمى / علاء الدين هدهد


https://fbcdn-profile-a.akamaihd.net/hprofile-ak-ash3/t1/p320x320/1554522_494013917385318_1781623770_n.jpg