المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حليمة الأوسطة



حسين أحمد سليم
19/02/2014, 10:41 PM
حليمة الأوسطة
كاتبة النّثائر الفنّيّة وفنّانة الأشغال اليدويّة الجميلة
رائدة نسائيّة ناشطة من بلادي

بقلم: حسين أحمد سليم (آل الحاج يونس)
لبنان - بعلبك

السّيّدة حليمة أوسطة إمرأة جنوبيّة ناشطة على أكثر من صعيد أدبي وفكري وفنّي من مدينة صيدا اللبنانيّة وترتيبها الثانية في عائلة مكونة من تسعة اولاد. عاشت في جو متآلف حنون ومتضامن.
منذ طفولتها تعشق الصّداقة ولها رفاق وأصدقاء كثيرون, تعلّمت الفنون اليدويّة من إمّها وعمّتها, فكانت تجلس الى ماكينة الخياطة وهي في العاشرة من عمرها لتخيط المفارش للأسرة وأيضا السّراويل وتطريزها.
عندما كانت في الصّفوف الإبتدائيّة وخاصّة في الثّاني منها, كانت دائما تردّد أمام معلمتها في اللغة العربيّة: إنّها تريد أن تكتب قصّة, فطانت تشجّعها معلّمتها على ذلك...وكانت السّيّدة حليمة أوسطة شغوفة بحركة فعل الأشغال اليدويّة وممارسة فنون القصّ واللصق وتشكيل المجسّمات والأشكال الهندسيّة الجميلة عن طريق طيّ الورق بطريقة فنّيّة محكمة إضافة لتشكيل فنون عمليّة أخرى من القماش والخيوط والزّخرفة... وكانت تقوم بقصّ الصّور من المجلاّت والجرائد وتقوم بلصقها على دفتر سميك ما تزال محتفظة به الى الآن...
مارست الكتابة الصّحفيّة باكرا بحيث كانت ما تزال في الصّفوف الثّانوية عندما بدأت الكتابة في مجلّتيّ الحسناء والشّرقيّة بمواضيع عن البخلاء من الجيران, وعن العمالقة في الغناء مثل: السّيّدتين اللّبنانيّتين: فيروز وصباح, ومارست السّيّدة حليمة أوسطة أيضا بعض الخواطر النّثرية الجميلة...
الكتابة تسعد السّيّدة حليمة أوسطة, فتشعر بالحروف تزغرد فرحة بإنطلاقها إلى الفضاء الرّحب, فتنتاب دواخلها وكوامنها مشاعر وأحاسيس الهدوء والإرتياح والطّمأنينة... وهي تكتب عن تجربتها كإمرأة وما تراه من حولها وتفرح عندما ترى تجاوبا من الجهات المختصّة والإصلاح, وهي تشعر أنّ هناك أمورا كثيرة تحسّنت من حولها...
كل كلمة لها احترامها عند السّيّدة حليمة أوسطة, فهي من النّوع الّذي تقدّس الكلمة وتبهرها الحروف, وتعني لها الكلمة الجميلة والّتي تتغلغل في أعماقها, وكلّ كلمة لها مكانتها عند السّيّدة حليمة أوسطة, وكلّ إنسان له إتّجاه معيّن يسلّط الضّوء عليه, وهي تهتم للآخرين بأفراحهم وأتراحهم, وتنشدّ لبؤسهم ويرضيها قناعتهم...
الفلسفة التي تحملها السّيّدة حليمة أوسطة, تشير إلى أنّ كلّ كتابةّ صادقة تخترق الشّريان والوريد بمحبة وإطمئنان... وكما لكلّ سيّدة تمنّياتها فكذلك للسّيّدة أوسطة تمنيات تراود خيالاتها في البعد المأمول والمرتجى, ولا بدّ أن يتحقّق بعضها, وأهمّها أن يُمحى الجهل والفقر والإستبداد من قاموس النّاس والبشر بإذن الله, وأن تمتليء قلوب النّاس بالمحبّة والرّأفة والإيمان...
ترى السّيّدة حليمة أوسطة أنّ الكاتب يتأثّر بالقضايا البيئيّة من حوله لأنّه جزء منها, وكلّ قضيّة بحاجة للصّدق والصّبر والعمل الدؤوب كي يتم تحقيقها, وهي ترى بخبرتها الطّويلة أنّ الصّدق يعطي نتيجة إيجابيّة رائعة... وخاصّةّ عندما يتوجّه الكاتب بكتاباته إلى المجتمع الّذي يعيشه, وينطلق من الحيّ إلى الشّارع وإلى المحيط والوطن... بحيث أنّ التّعاون في العمل يفرح قلوب العاملين به...
السّيّدة حليمة أوسطة تكتب ما يؤثّر بها وتتأثّر به من حالات إنسانية وإجتماعية وتتمنّى أن ترى المدينة الفاضلة, الّتي نادى بها فيلسوف اليونان أفلاطون... وتعتقد أنّ كلّ أنواع الكتابة هامّة بصدقها ونقائها, وهي تحترم الكلمة الجميلة الحانية وتعشقها, وهي تأثّرت بشعر المتنبّي وكتابات المعتمد بن عبّاد ومؤلّفات جبران خليل جبران... وترى أنّ الكلمة الحرّة تشحن الهمم وتحرّك الشعوب, وأنّ الكاتب الحرّ والصّادق هو قائد عظيم ينير القلوب والفكر, والكلمة تخلق ثورة, وما أروعها عندما تكون مجرّدة من المصلحة الخاصّة والصّفقات الدّونيّة...
من جهة ثانية ترى السّيّدة حليمة أوسطة أنّ دور الحبّ له الأهمّيّة الكبرى في حركات فعل إبداع الكاتب ونجاحاته وتحليقه عاليا في الفضاءات الإبتكاريّة, فالحبّ كما ترى السّيّدة أوسطة يحوّل الظّلام إلى عالم من الضّوء والنّور, ويحيل الخمول إلى حركة ونشاط, ويبدّل الحزن إلى فرح, ويغيّر الكسل إلى إجتهاد وحركة, ويدفع البخيل إلى البذل والعطاء... كلّ ذلك وأكثر يكون مع الحبّ والعشق حيث الكلمة تنضح برائحة ذكيّة سهلة الهضم وحلوة المذاق...
تعيش السّيّدة حليمة أوسطة حالة التّجاذبات بين البعد المرتجى ذلك البعد المأمول ذات يوم بالتّحقيق, وبين الواقع الضّاغط المؤلم حيث يقع الصّراع الفعلي والمعركة الواقعيّة بين حال واقع أليم قاهر في هذا الزّمن اللّئيم, ورؤى مستقبل يزخر بالأمل...
السّيّدة حليمة أوسطة كاتبة الخواطر المنثورة وفنّانة الأشغال اليدويّة الجميلة, سيّدة ناشطة وعصاميّة وشفيفة النّفس وجليّة الخيال ونقيّة الوجدان لها إبداعاتها الّتي تحكي سيرتها عبر حقب الأيّم والسّنوات, ورغم تقدّمها في العمر لاّ أنّها ما زالت فاعلة وناشطة على أكثر من صعيد وتشارك في العديد من النّشاطات والمعارض في مدينتها صيدا حيث معقل إقامتها... وهي تعتمد موقع صيداويات الرّقمي الّذي هو المتنفّس الوحيد لطموحها بمدوّنة لها, تكتب جرأة بوحها فيه تحت عنوان: خواطر ميمي, فتكتب وتنشر ما يتراءى لها وما يخطر ببالها من فنون النّثر الجميل...