المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د.محمد خير بن محمود البقاعي و سطوه على كلود جيليو



رياض بن يوسف
26/02/2014, 04:26 AM
حين كنت أحضر لمداخلتي عن ترجمة اندريه شوراكي للقرآن الكريم و قد شاركت بها في ملتقى دولي بجامعة باتنة شهر ماي 2013، منقبا في المراجع العربية ورقيا و الكترونيا ، لفتت انتباهي دراسة بعنوان "ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية رينيه خوام، وأندريه شوراكي، وجاك بيرك نموذجاً" و الذي لفتني هو تشابه عنوانها مع عنوان دراسة للمستشرق الفرنسي كلود جيليو Claude Gilliot و عنوانها بالفرنسية "Le Coran: trois traductions récentes
Le Coran by Jacques Berque; Le Coran. L'Appel by André Chouraqui; Le Qoran by René R.
Khawam" أي أن موضوع الدراستين واحد. و حين قرأتهما أدركت أن البقاعي قام بالسطو اللئيم على دراسة جيليو و نقل عنه كثيرا من كلامه و استنتاجاته حرفيا دن ان يشير إليه أدنى إشارة.رغم أنه حين ينقل عن الباحثين العرب كحسن العزوزي و زينب عبد العزيز يشير إليهم بوضوح مع الاقتباس الطويييييييييييل عنهم !
و قد حاول البقاعي التمويه على القارئ و إخفاء سرقته بأن جعل لمقاله المسروق مقدمة طويلة لا قيمة لها لأنها خارج الموضوع ، كما اقتبس ، مثلما أشرنا إليه من باحثين عرب ، فموضوع بحثه المسروق هو تلك الترجمات الثلاث و كل كلامه عنها مسلوخ من دراسة كلود جيليو المنشورة بمجلة Studia Islamica العدد 75 سنة 1992 من ص 159 إلى ص 177 .
و هذه نماذج مصورة من دراسة كلود جيليو :

http://i56.servimg.com/u/f56/18/75/80/57/112.png (http://www.servimg.com/image_preview.php?i=11&u=18758057)
http://i56.servimg.com/u/f56/18/75/80/57/211.png (http://www.servimg.com/image_preview.php?i=12&u=18758057)
http://i56.servimg.com/u/f56/18/75/80/57/311.png (http://www.servimg.com/image_preview.php?i=13&u=18758057)
http://i56.servimg.com/u/f56/18/75/80/57/411.png (http://www.servimg.com/image_preview.php?i=14&u=18758057)

و فيما يلي نموذج مقتطع من كلام البقاعي و قارن أيها القارئ!!!
"...في عمل "شوراكي" الذي يقوم بما يُسمّى بالفرنسيةSoutraductin = الترجمة الفوقية؟
وتبدأ هذه العملية من سورة الفاتحة فهو يترجم: "بسم الله الرحمن الرحيم" بـ Au nom D’ Allah le Matriciant le Matriciel
بحجة أن كلمة "رحيم" تعني "رحِم"، ولكن هذه العملية تخلط بين أمرين هما: القرابة اللغوية والصرف، لأن العربية لها قوانينها الخاصة، وثوابتها الصرفية، التي لا يمكن أن نتجاهلها عندما نترجم نصاً مكتوباً بهذه اللغة فكلمة "رحمن" هي على وزن فعلان وهو وزن يدل على الكثرة وقد ترجمه كل المترجمين بـ
Au nom de Dieu le très miséricordieux, le tout miséricoredieux
[ حميد الله ]
Au nom D’Allah, le Bienfaiteur misericordieux
[بلاشير].
إن "الرحمن" و"الرحيم" كلمتان من أصل واحد هو "رَحِم"، وإنّه من المباح أن يلاحظ المرء علاقة هذا الأصل "بالرَّحم"، ولكنّه ليس من المباح أن تترجم الكلمة بما قام به شوراكي؛ لأن اللغة الفرنسية لا تساعد على فهم المعنى. فعندما ترجم كلمة الرحمن إلى Matriciant لا يستطيع الفرنسي أن يرى لها أي علاقة بمعنى الرحمة Misericordeالتي تعنيها العربية، وإن كان هذا الجذر "رحم" موجوداً بالعبرية بالمعنى الذي ترجم به إلى الفرنسية؛ فذلك لا يعنى أن "الرحمن" القرآني يجب أن يحمل هذا المعنى إلاّ في أذهان أولئك الذين يودّون البرهنة على شيء ما.
لذلك يبدو أن هذه الكلمة لا تصلح أبداً إنْ كان القرآن مما نودّ ترجمته. إنّ مشروع "شوراكي" يعج بالأخطاء والمخالفات لأنه ينطلق من أصول كلمات في لغة –العبرية- لها صلة قرابة بلغة أخرى –العربية- من دون أن يأخذ بعين الاعتبار التطور الذي أصاب الكلمات في رحلتها بين اللغتين.
إنّ هذه الترجمة مثال حقيقي لسوء النية، ويبدو لي أن شوراكي لا يتقن العربية إتقاناً يسمح له بالإقدام على مثل هذه التجربة، وأن مذهبه الصهيوني، ومعرفته العبرية دفعتاه إلى هذا المشروع المغرض.
أمّا الترجمتان الأخريان فهما ترجمة المستشرق المشهور جاك بيرك( ) Jacques
Berque 1910-1995م الذي سبق له ترجمة المعلقات وغير ذلك، والأخرى لمترجم اسمه رينيه خوام René Khawamصدرت له ترجمة لألف ليلة وليلة، ثم تلتها ترجمة لمعاني القرآن. صدرت ترجمة بيرك عن دار النشر سندباد في باريس 1990م وصدرت ترجمة خوام عن دار النشر ميزنوف ولاروز، باريس 1990م أيضاً. وسنحاول الموازنة بين الترجمتين، ولكننا نأسف لغياب الحواشي الموضّحة عند خوام، الذي يكتفي غالباً بالإحالة على أماكن أخرى في القرآن، فيها معان موازية لما يترجمه. أما بيرك فإنّ حواشيه الموضّحة مفيدة، وهي حواشٍ لغوية وتفسيرية، وقد أحس بعدم جدوى الإحالة إلى الأماكن الموازية في القرآن؛ لأنّ المترجم الألماني رودي باريت( ) R. Paret، كان قد قام بهذا العمل على أحسن وجه، وكان –فضلاً عن ذلك- يشير إلى الدراسات الغربية، التي تعالج تلك السورة أو هذه الفقرة، التي تطرح بعض المشكلات.
أما فيما يخص الترجمة والمصطلحات المستخدمة، فيبدو أنّ بيرك قد فكر ملياً بتناغم الحقول الدلالية المختلفة، ويبدو هذا من سورة الفاتحة.
فخوام يترجم "الرحمن" بـ Le Maitre de Miséricordeفي حين أنّ كلمة "الربّ" مترجمة أيضاً Maitre، ولسنا ندري لماذا ترجم كلمة "رحيم" بـ Source de Miséricorde. وإن كان ما يقوله خوام من أنّ "رحيم" تدل على كثرة لا تعني الكثرة المحسوسة مثل المصطلح الفرنسي Miséricordieux، ولكنها تصعد إلى الينابيع Source، إنّ أداة التعريف LE هي التي تدل على هذا العموم.
إنّ وزن فعيل الذي جاء عليه كثير من الصفات التي وصف الله بها نفسه تتميز من اسم الفاعل بأنّها أكثر ديمومة. وخوام يترجم كثيراً من هذه الصفات بـ … Source de، ولا نجد ما يسوغ هذه الترجمة لا صرفياً، ولا في قواعد علم التفسير، فهو يترجم "عليم" Source de Connaissance، بينما يترجمه بلاشير بـ Omniscient، وتبعه في ذلك حمزة بوبكر، أمّا بيرك فيترجمه بـ Connaissant.
ولسنا نرضى بما جاء به المترجمان في ترجمة "يوم الدين"؛ إذْ يترجمها "خوام" بـ jour de la créance، وبيرك بـ jour de Ľ allégeance إنّ كلمة "الدين" في العربية متعددة المعاني، وهي في القرآن كذلك، ففي السورة 3 الآية 19 لها معنى religion، وقد ترجمها كذلك كلّ من المترجمين. ولها في السورة 12 الآية 76 معنى القانون وترجمها بيرك بـ Loi وكذلك كازيمرسكي وبوبكر، وترجمها بلاشير بـ CAUTION. إنّ أفضل الترجمات لـ "يوم الدين" هي في رأينا ترجمة كازيمرسكي، الذي يترجم بـ Jour de la rétribution وهي عند بلاشير Jour du Jugement‎ وتبعته في ذلك دنيس ماصون( ) D.Masson.
"

لعلي أعود للموضوع بمزيد من التفصيل إن شاء الله

كتبه الدكتور/ رياض بن يوسف. أستاذ محاضر في قسم الآداب و اللغة العربية. جامعة قسنطينة 1. الجزائر

الرابط: http://antiplagiat.moontada.net/t19-topic

نايف ذوابه
27/02/2014, 09:11 AM
أخي الدكتور رياض بن سيف أهلا وسهلا بك وأرجو أن تكون بصحة وخير وعافية .. أظن أن أقلام كانت تجمعنا بها أيها الأخ الطيب ..

قرأت موضوعك الهام والجدير بالمتابعة والحوار أنتظر عودتك لتكمل ما بدأت به .. والموضوع ينتظر أهل الاختصاص للوقوف على ما سطرت .. وإبداء رأيهم فيه على ثقتنا ومحبتنا لك .. والحقيقة بنت الحوار وأسأل الله أن يوفقنا لخدمة الإسلام وحراسته من كل أعدائه وحساده ..

الأخذ عن الآخرين يقتضي الاعتراف والإشارة سواء كان ذلك باللفظ أو بالمعنى نتيجة الاطلاع على دراسة بهذا الخصوص حفاظا على الملكية الفكرية .. هناك من يسرقون بالنص وهناك من يسطون على الأفكار الخلاقة دون الإشارة إلى مصدرها وصاحبها لتنسب إليهم .. وليس بالضرورة تبييت سوء النية وقد يكون الأمر جهلا بخطورة الأمر أو نسيان من أوحى له بهذه الفكرة حتى صارت من بنات أفكاره وحجر زاوية في نظرية أو تفسير أو تأويل أو نحوه لكن أصول البحث والأمانة تقتضي الإشارة في كل حال

أهلا وسهلا بك .. بانتظارك

رياض بن يوسف
28/02/2014, 12:34 AM
العزيزنايف ذوابة
شكرا جزيلا لك
أعتقد أن السرقة ثابتة بالدليل الذي أوردته ، و ما ينقص هو ترجمة كلام جيليو و هو أمر لم أستطع التفرغ له حاليا.لعلي أتفرغ له في الأيام القادمة إن شاء الله .