المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعلم



سعد الطائي
04/03/2014, 11:17 PM
المعلم
هذا الذي يصطفي من مائِهِ العذبِ ... كلُّ الأنامِ وذا من سالفِ الحقبِ

لولاهُ ما عاشتِ الأقوامُ في دعةٍ ... ولا استساغتْ علوماً أتليتْ لنبي

ولم تكنْ في ذرى الآفاق قاعدة ... ولم تكنْ تصطلي نوراً من الكتبِ

لو أنَّ تقبيلَ أيدي الناسِ واجبةٌ ... لأوجبوا الأمرَ في كفينِ من ذهبِ

أو كان يسجدُ أنسيٌّ لصاحبِهِ ... لما عدوهُ، ولكنْ ذاكَ لم يجبِ

يذوبُ من أجل نشءٍ قادمٍ، وبه ... فيضُ العطاءِ كبحرٍ غيرِ ذي صخبِ

ويرتوي حين يسقي النشءَ من ظمأ ... وينتشي حينما يُروون من عذبِ

مشاعلُ الهمةِ العلياءِ يحملُها ... بفكرِهِ، كي يُنيرَ الكونَ في عجبِ

إنَّ المعلّمَ لا يرقى لهمَّتِهِ ... جنٌ من الجانِ في شهبٍ من الشهبِ

(قمْ للمعلم) يا شوقيُّ قاصرة ... في حقِّه إنْ طلبتَ الحقَّ عن كثبِ

هو(الرسولُ) فلا تبخسْ مكانتَهُ ... يوماً بـ(كاد) التي تُدني من الرتبِ

لبانة ُالناسِ لا تفنى صحائفُها ... وصبرُهُ صبرُ أيوبٍ على العطبِ

معلّم ٌزانهُ في العلم مرتبةً ... صبرٌ على رغم ما يبغي من الأربِ

فحسبُهُ أنْ يرى زيداً بلا كربٍ ... وحسبُهُ أنْ يرى هنداً بلا نصبِ

يكفيه فخرٌ إذا ما قال قائلُهم ... في مجلسٍ إنّني أحببتُهُ كأبي

نايف ذوابه
05/03/2014, 08:22 AM
المعلم
هذا الذي يصطفي من مائِهِ العذبِ ... كلُّ الأنامِ وذا من سالفِ الحقبِ

لولاهُ ما عاشتِ الأقوامُ في دعةٍ ... ولا استساغتْ علوماً أتليتْ لنبي

ولم تكنْ في ذرى الآفاق قاعدة ... ولم تكنْ تصطلي نوراً من الكتبِ

لو أنَّ تقبيلَ أيدي الناسِ واجبةٌ ... لأوجبوا الأمرَ في كفينِ من ذهبِ

أو كان يسجدُ أنسيٌّ لصاحبِهِ ... لما عدوهُ، ولكنْ ذاكَ لم يجبِ

يذوبُ من أجل نشءٍ قادمٍ، وبه ... فيضُ العطاءِ كبحرٍ غيرِ ذي صخبِ

ويرتوي حين يسقي النشءَ من ظمأ ... وينتشي حينما يُروون من عذبِ

مشاعلُ الهمةِ العلياءِ يحملُها ... بفكرِهِ، كي يُنيرَ الكونَ في عجبِ

إنَّ المعلّمَ لا يرقى لهمَّتِهِ ... جنٌ من الجانِ في شهبٍ من الشهبِ

(قمْ للمعلم) يا شوقيُّ قاصرة ... في حقِّه إنْ طلبتَ الحقَّ عن كثبِ

هو(الرسولُ) فلا تبخسْ مكانتَهُ ... يوماً بـ(كاد) التي تُدني من الرتبِ

لبانة ُالناسِ لا تفنى صحائفُها ... وصبرُهُ صبرُ أيوبٍ على العطبِ

معلّم ٌزانهُ في العلم مرتبةً ... صبرٌ على رغم ما يبغي من الأربِ

فحسبُهُ أنْ يرى زيداً بلا كربٍ ... وحسبُهُ أنْ يرى هنداً بلا نصبِ

يكفيه فخرٌ إذا ما قال قائلُهم ... في مجلسٍ إنّني أحببتُهُ كأبي




أهلا بك أخي سعد في قصيدتك الجميلة المحكمة مبنى ومعنى .. أنصفت المعلم وليت بني قومي ينصفونه ويضعونه في السلم الاجتماعي الذي يليق به وليتهم يوفرون له الحياة الكريمة التي تمكنه من أن يؤدي دوره الخطير .. لكن المعلم الذي تتحدث عنه .. القدير الصبور الذي يحتسب عمله لله ويقوم به بأمانة ويشعر بلذة الإخلاص ويسعد بجنى تعبه أصبح ندرة وعملة صعبة بل أصبح من يرتادون هذه المهنة هم الأقل تحصيلا ودرجات لذلك كانت الكارثة .. لم يعد المعلم قدوة ولم يعد أمينًا ولم يعد صاحب رسالة هي رسالة الأنبياء والمفكرين العظماء .. هذا في الجملة .. وما أصعب أن يؤدي المعلم واجبه كصاحب رسالة في هذا الزمان الصعب الشديد لأنه سيضع النقاط على الحروف وسيقف على الحقائق المهملة التي يجري التعتيم عليها وسيهتك ستر الباطل ويفضح الظالمين وأعوانهم .. شكرا لحضورك الغني الهادف الملتزم ..

سعد الطائي
05/03/2014, 08:09 PM
الأستاذ الفاضل نايف
ما قلته عن واقع المعلم بشكل خاص والمجتمع بشكل عام حقيقي وملموس ولكني تعودت أن لا أكتب إلا عن تجربة حقيقية والحق يقال وجدت قربي ـ من المعلمين ـ أناس يستحقون هذا الاطراء وهذه القصيدة.
لك مني أجمل التحايا لمرورك الكريم ودمت أخا وأستاذا.