المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزوة واشنطن والرئيس عباس..!!



سميح خلف
20/03/2014, 09:16 PM
عاد الرئيس عباس من واشنطن الى مقر الرئاسة متخطيا ما اذاعته سابقا بعض وكالات الانباء من لقاء مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في طريق عودته ليطلعه على نتائج اللقاء مع الرئيس الامريكي اوباما المملكة التي تحفظت على خطة الاطار لكيري، وليصل مباشرة الى مقر الرئاسة وحشود ضئيلة من طلبة المدارس الذين تذمروا من ممارسة اجهزة الامن عليهم بعدم السمح لهم بالمغادرة الا بعد خطاب الرئيس.
من المشهد الاول لاستقبال الرئيس عباس وتواضعه وتخطي المركزية والثوري والتنفيذية البروتكول وعدم حضورهم استقبال الرئيس بعد غزوة واشنطن وامتشاق العالول المنصة ليرفع معنويات الحضور ومعنويات عباس وملامحه بين التأزم النفسي والبؤس والشعور بالاحباط ، لياخذ الرئيس الكلمة ولاقصر خطاب في التاريخ لا يزيد عن 14 كلمة مفرداتها غامضة ومعومة وغيرد محددة سياسيا ووطنيا ليختم ويقول نحن على العهد ولن نفرط.
غزوة عباس الاولى وذهابه الى الجمعية العامة ليأخذ دولة مراقب والتي مقابلها وفي نفس الخطاب في الجمعية العامة قال "" لم اتي الى هنا لنزع شرعية اسرائيل"" بل نريد دولة في الضفة وغزة ولم يتطرق لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع، فاخذت اسرائيل اعترافا اكبر واوسع واشمل مما قدمته منظمة التحرير في السابق"" حيث اكد على شرعية الوجود اليهودي على لارض فلسطين" وفي ظل تلك الاجواء ارتفقت رايات النصر وكلنها احد روايات الفاتحين لعمق مهزوم ماساوي من استيطان وابتلاع للقدس وانقسام وفساد وعبث في المستقبل الفلسطيني .

اما الغزوة الثانية والتي قدم لها الاعلام مقدمات بان الرئيس يتعرض لضغوط كبرى ويمكن ان يكون مصيره كمصير عرفات ، وهو المحافظ على الثوابت ، تلك الثوابت التي اصيب مصطلحها وطنيا بتفسيرات متعددة تبدأ بثوابت تحرير فلسطين وتنتهي بثوابت الرئيس الفلسطيني في دولبة في الضفة وتبادل الاراضي وعاصمة خارج القدس وحل عادل ومتفق عليه للاجئين.
ولكن لحظات وقف فيها الرئيس عباس امام من احتشدوا وغادروكأن هناك شيء ما يطبخ باطنيا بين عباس والادارة الامريكية والاسرائيليين، وكالعادة لم يكن يوما حقا للشعب الفلسطيني ان يطلع على ما دار بينه وبين الادارة الامريكية حتى لمن جددوا البيعه له في غزوته لواشنطن.
في الغرب احيانا لا شيء يخبأ وخاصة فيما يتعلق بفلسطين في ظل معادلة تفاوض اسرائيل نفسها وتعرض على الامريكان ما تم التفاوض فيه مع نفسها...!!
في القاء بين كيري وعباس كان كيري هو المنقذ لعباس من ورطته التي يمكن ان تطيح به وهي الاعتراف بيهودية الدولة، ولذلك كانت الادارة الامريكية وكيري رحيمتين عليه حيث اعفيتاه من الاعتراف بيهودية الدولة في مخرج واخراج امريكي لفتح نصوص القرار 181 وهو قرار التقسيم الذي ذكر فيه الشعب اليهودي 33 مرة وليكون الاعتراف امميا ودوليا بدون الرجوع الى القيمة السياسية والجغرافية لقرار التقسيم،
لقاء كيري عباس مع منظمة الايباك اللوبي الصهيوني الذي طلب كيري منهم ان يرحموا عباس من الضغط امام شعبه والاحراج ليحتفظ بجزء من ماء الوجه وان لا يضغطوا في اتجاه الاعتراف بيهودية الدولة واصفا كيري الرئيس عباس """ بصديقكم" وهناك مخرج ليهودية الدولة في القرار 181.
وفي اطار مبادرة كيري تم تكليف خبراء لرسم خرائط جغرافية للدولة الفلسطينية في الضفة التي تكون مقراتها الحكومية ""بيت حنينا "" في حين بادر عباس بتفضيل "" شعفاط وحي ابو ديس"" مع تبادلية الاراضي مع المستوطنات وهو الجزء المتعلق بالقدس.
كيري كان حريصا في اللقاء وكذلك اوباما ان يعطي عباس نصرا امام شعبه ولو نصرا وهميا حين ضغطت الادارة الامريكية بالافراج عن 24 اسيرا مطلب عباس ان يكون منهم 15 اسير من فلسطينيي 48
ولذلك كانت الادارة الامريكية حريصة ان يعود عباس بتحقيق نصر وحصول على مكتسبات منها يهودية الدولة التي ستكون تحصيل حاصل بقرار اممي واعتراف فلسطيني وعربي وصفقة عدد من الاسرى وتانتهي غزوة واشنطن بنتائجها ويبقى لاسرائيل قراراتها بدون معوق او معيق ففي اثناء اجتماع عباس مع اوباما اعلنت اسرائيل عن بناء عدد من الوحدات الاستيطانية في القدس، ويبقى الوضع الفلسطيني تنقصه المبادرة والانجاز فهو متلقي وليس له ضلع في رسم السياسة الجغرافية وفي ظل انقسام حاد في فتح وانقسام وطني وشعبية متدنية للرئيس وفساد وفقر ومطالب ملحة وطنية وانسانية للشعب الفلسطيني

سميح خلف