المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التغيير مع وقف التنفيذ



كاظم فنجان الحمامي
26/03/2014, 11:31 PM
التغيير مع وقف التنفيذ


كاظم فنجان الحمامي

استعدت الكيانات السياسة المرشحة لخوض الانتخابات العراقية القادمة, فتوحدت كلها في التلويح بشعارات التغيير مع احتفاظها باللاعبين الأساسيين, الذين فشلوا حتى الآن في تحريك أبسط أدوات التغيير والتفعيل في الملعب السياسي, وكأنهم لا يعلمون أن أولى خطوات التغيير تستلزم الاستغناء عن الطاقم القديم, وتستوجب إصلاح مكونات قاعدة التنظيم الحزبي الساعي للتغيير, ومن ثم التحول نحو استبدال المشاريع والخطط السياسية, بما يضمن تجاوز كبوات الطواقم القديمة, التي لم تسجل أي نشاط في المرحلة الماضية, ولم يكن لها أي دور يُذكر في تحسين أحوالنا وترميم أوضاعنا, ولم ترتق بمستوانا نحو الأفضل.
كيف يكون التغيير من دون المباشرة بالإصلاح الذاتي من الداخل ؟, وكيف يكون التغيير من دون استبعاد البيادق الضعيفة ؟, وكيف يكون التغيير من دون استبدال الوجوه القابعة منذ سنوات في متاحف الجمود والركود ؟, وهل يمكن تغيير الكيانات السياسية بمجرد الحصول على عناوين رقمية جديدة من المفوضية العليا للانتخابات؟, أم أن المرشحين سيكونون نسخة طبق الأصل عن التشكيلات المملة المرفوضة ؟, فالكيانات التي أنتجت رموز الفساد, وأسهمت في زرع الفتن يمكن أن تعيد إنتاجهم مرة أخرى طالما لم تتغير العقليات الطائفية السائدة هذه الأيام في الوسط السياسي, وكان من المفترض أن يترافق التغير المرتقب مع التحولات السياسية الشاملة.
لقد فقدنا الأمل عندما علمنا بأن معظم الأسماء المدرجة على قوائم الترشيح ما هي إلا استنساخ مكرر للأقنعة المُستهلكة, وأن معظمها ستظهر من جديد على مسرح الأحداث وهي ترتدي الجلباب نفسه, وتحمل الفكر نفسه, وتسير على المسار نفسه, فمن أين يأتي التغيير في ظل القوالب المتناظرة, الموروثة من المحاولات السياسية المتعثرة ؟, وما قيمة التغيير إذا كنا ندور في حلقة مغلقة ؟.
ثم أن استبدال الرؤوس من دون تغيير النفوس سيكون أشبه بقطع رأس جبل الجليد الظاهر فوق سطح البحر, والذي يشكل عادة سوى خمسة بالمائة من الجبل المغمور بالماء.
أن أول ما ينبغي على الكيانات السياسية فعله, إذا كانت صادقة في التغيير, ولا تريد توريث الرموز السابقة, هو ضرورة قيامها بنهضة شاملة, تُصلح فيها الأنماط الفكرية المترسخة في العقول المُشفرة, ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
لاشك أن المرحلة الانتخابية القادمة تعد من الأحداث المصيرية في رسم مستقبل العراق, لأنها المقدمة الصحيحة للبدء بالتغيير الحقيقي, لذا يتعين على من يسعى إلى التغيير الجذري أن لا يكتفي بترديد الشعارات الببغاوية, ثم يقول لنفسه: نجحنا في تحقيق بعض المكاسب الإعلامية, وسيكون الفوز من نصيبنا.
عندئذ سيكون من حقنا أن نقول بحسرة: أن الكيانات التي صنعت الكبوات والهفوات والتراجعات مازالت موجودة بيننا, ومازالت تعزف على الوتر النشاز, وتريد تطبيق تجاربها الفاشلة, وربما تسعى لعرض أفلام الكوابيس القديمة المرعبة على الشاشة العراقية المصبوغة بلون الجزع.
والله يستر من الجايات