المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صاحبة الجلالة ذات العشق الأبدي..د . أكرم جميل قُـنبـس



محمود إبراهيم محمد علي
04/04/2014, 10:42 AM
"بادئ ذي بدء فلست الآن في معرض تقييم لشاعرنا الأبي الوفي د . أكرم جميل قُـنبـس، ولكني في معرض تقديم لقصيدته الجديدة « صاحبة الجلالة ذات العشق الأبدي » و أنا من أنا حتى أتكلم عن عاشق طوى كل أزمنة العشق الأبدي ؟! وأقرر أن :
لغة الكلام على فمي ثكلى ** ولولا الحب لم أتكلم.
إن وجه الشبه بيننا وبين شاعرنا أنا لما شببنا عن الطوق واستحكم فينا الشوق.أحببناها كما أحبها لكنه قدم لها مهرا وبنى لها قصرا !.
لقد عرفتُ شاعرنا مذ عرفتُه عابدا في محرابها لا ينفك عن أداء فرائضها بل زاده العشق وصلا بها ، فاجتهد في ممارسه سننها الراتبة ونوافلها فانكشفت له في فضاء جمالها وانزاحت له أستارٌ في أسرار بهائها ! هو بعينه من قال :
لِساني دائماً يشــدو مُـنـــــاها وقـلـبي ما تـعـلَّـقَ في سِــواها
بانت سعاد في غزليته بيد أن شاعرنا هام هام فسيطرت على أفكاره ومشاعره(سعاد)
فـأحبها حبا وعبادها عبادة وسكنت هي فيه وطنا ، فتراه دائما يشدو :
أنا العربيّةُ الفُصحى، لساني ** شموخٌ دائمٌ بينَ الكِرامِ
وأبذلُ من كؤوسِ الحُبِّ شُهداً ** بِهِ يشفى العليلُ من السّقامِ
لم أره إلا مُلاما في هواها، مذاعا سره ، مفضوحا أمره بل انبرى يبرز محاسنها ومفاتنها غيور عليها ، فهل من العيب أن يبيح بأسرار محبوبته لنا؟!
إنه يرى أن الأمانة تقتضي إفشاء سرها كلما لاحت له فرصة ، فهي من مكنته وأطلعته على خصوصياتها ، وبادلته حبا بحب وشوقا بشوق فكانت محور دواوينه الشعرية المتعددة من مثل : «الشّوقُ يرحلُني - دمعة الضَّـــــاد - قهوةُ العربيّة الفُصحى ». ويكفينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: حين شجّع أصحابه على تعلّم اللّغة فقال : « تعلّموا العربيّة وعلّموها النّاسَ ». وجوابه حينما قيل له صلى الله عليه وسلم : ما الجمال في الرّجُل ؟ قال : « فَصاحةُ لسانهِ » ولا دنيا تأتي ولا دين يهدي إلا بها فرآها شاعرنا « صاحبة الجلالة ذات العشق الأبدي » وإليكم القصيدة :

شَوقي إليكِ مَدى الأيّامِ يَرحلُني ****** وكيفَما عِشْتُ عُمري لا يُفارقُني
أمضي إلى قَدَري المعشوقِ مُبتهجاً ****** لأنّ وَجهَكِ أنّى سِرتُ يُلهمُني
غَريبةٌ أنتِ في هذا الغرامِ، فهلْ ****** في سِحرِ عَينيكِ فَجرُ الحُبِّ دَثَّرَني
عَشِقتُ روحَكِ عِشقاً ما غَدَرتُ بِهِ ****** يوماً، وما كانَ هذا العِشْقُ يَحلُمُني
قد ذُبْتُ فيكِ غَراماً عِشتُهُ وَلَهاً * ***** حتّى شَعرتُ بأنّ الحُبَّ طَهَّرَني
فُتونُ وَهجِكِ أغراني إلى أَمَلٍ ****** وأغرقَ القلبَ في حُسنٍ يُغازلُني
ترِفُّ روحي إليكِ، وهي ساكنةٌ ****** فيكِ، فكيفَ شَذاكِ لا يُغادرُني
أشمُّ هَمسَكِ إحساساً يفيضُ هوىً ****** أراهُ دوماً إلى لُقياكِ يَجذبُني
ما سِرُّ وَصلِكِ في روحي وفي أَلَقي ****** ما سِرُّ عِطرِ أَثيرِ الضّادِ يملكُني
لو كانتِ امرأةً ما عِشْتُها أَرَقاً ****** ولا أَرَقتُ على تَرحالِها شَجني
لكنّها وَحيُ قُرآنٍ لهُ خَفقَتْ* ***** هذي القلوبُ فَأنجَتْنا من الفِتَنِ
هذي البتولُ طوالَ الدّهرِ ليسَ لها ****** نِدٌّ من الحرفِ أوْ نِدٌّ من الحُسُنِ
هذي مُدَلّلةُ الأشواقِ مِنْ قِدَمٍ ****** وليسَ في وَصلِها غَدرٌ يُداهمُني
هذي التي وُلِدَتْ كالشّمسِ مُثمرةً ******وَخيرُها من هَجيرِ الشّركِ أنقذني
هذي التي حُبُّها صِدقٌ وَعافيةٌ ****** وليسَ في قَلبِها مَكْرٌ يُفاجئني
هذي التي مَلَكتْ قلبي بِفتنتِها ****** فَمَنْ سِواها بِعطرِ الحُبِّ تَفتنُني؟
هذي التي نَسَجتْ ثَوبي وأشرعتي * ***** لِكُلِّ مَجدِ أَثيلِ النّورِ يعشقُني
قلبي سَيمكثُ في رَوضاتِ كَوثرِها****** يَشدو لها بينَ أرضِ الشّامِ وَاليَمَنِ
فما اعتراني فُتورٌ في مَحبّتِها ****** وما تَلعثمْتُ في حَرفٍ يُطاوعُني
قد زادَني اللهُ إيماناً وَتكرِمَةً****** في وَحْيِ" اقرَأْ "، فطارَ الكَوْنُ يَحضُنُني
أَمَدّني بِشُعاعِ الضّادِ مُرتوياً ****** نُطقاً زُلالاً، فَنَهْرُ الضّادِ كَوْثَرَني
حتّى دَهانا زَمانٌ ليسَ يُنصفُها* ***** والجيلُ يَقذفُها في السِّرِّ والعَلَنِ
فيا لَقلبي إذا ما انتابَها وَجَعٌ ****** حتّى كأنّ عُقوقَ الضّادِ يَنحرُني
تجري نَوازِفُها ما بَينَنا عَلَناً ****** وَنحنُ نَحنُ غُثاءُ السّيلِ في مُدُني
فكيفَ نُعرِضُ عن خَيراتِها جُنُفاً ****** ولا نَخافُ عَليها غِيلةَ المِحَنِ
كمْ طائرٍ ظَلَّ يَشدوها بِزَقزقةٍ ****** كأنّهُ في هَوى الفُصحى يُتوّجُني
كأنّ فيهِ غَراماً ليسَ في بَشَرٍ ****** إليهِ رَقَّ حَنينُ الرّوحِ في الغُصُنِ
فصارت الأرضُ والأطيارُ هائمةً ****** فيها، وصارَتْ حروفُ الضّادِ تَعزفُني
وَكُلُّ ما في المَدَى يَقتاتُ هَمستَها ******* لأنّها بَلسمٌ للقلبِ والبَدَنِ
بَرعمتُ فيها شُعوري مثلما رَغِبَتْ ****** وكيفَ لا وَهيَ للعَليا تُبرعمُني؟!
نَصرتُها حينما الخِذلانُ داهمَها ****** فأَلبَسَتني فَخاراً لا يُفارِقُني
وحينما طَعَنَ الباغونَ مُقلَتَها ****** نامَتْ على كَتفي حتّى تُبَرّئني
أسعفتُها وَدموعُ القلبِ تَغسِلُها ****** فَعِشقُها دائماً في اللهِ يَنصُرُني
قد أَنجبَتني على حُبٍّ مَشاعرُها ****** ولمْ تَكُنْ رِحلةُ الإنجابِ تُرهقُني
لأنّني اِبنُها البارُّ الذي رَسَخَتْ ****** فيهِ مَحبَّتُها أُمّاً تُزَمِّلُني
أَطعتُ فيها كِتابَ اللهِ حافظِها ****** لأنّها لإلهِ الكَوْنِ تُرشِدُني
أُوحّدُ اللهَ فيها، وَهوَ خالِقُها ****** لأنّها لُغَةٌ في اللهِ توصِلُني
خاطَبْتُهُ بِلِسانِ الضّادِ مُفتخراً ****** لأنّهُ بِلسانِ الضّادِ خاطبني
فَمَنْ لهُ مثلما للضّادِ من صِلَةٍ ****** باللهِ، أوْ مِثلما ضادي تُدَلّلنُي
فما عَصَتني بأوصافٍ وَصفْتُ بها ****** كَوْناً، فأوصافُها في الحُسنِ تُنجدُني
والاشتقاقُ مُحيطٌ لا حدودَ لهُ******* وَمَوْجُهُ في كِتابِ الضّادِ طاوَعَني
لا تَتركوا جَفنَها يَرتدُّ مُنكسراً ****** ما بَيْنَكُمْ، إنّ جَفنَ الضّادِ يُدفئني
صانَتْ تُراثاً لنا فيهِ صَحائفُنا ****** ولمْ تَكُنْ عن لُغاتِ الكَوْنِ تَحجبُني
تَرجمتُ فيها علومَ النّاسِ قاطبةً ****** والكَوْنُ منها لِغيرِ الضّادِ تَرجمَني
لقد عَشِقنا شَذاها، فَهيَ عامرةٌ ****** بالحُبِّ والفَضلِ والإحسانِ للوطَنِ
كونوا لها مثلما كانتْ لَكُمْ سَنَداً ****** فإنّ مِصباحَها الوهّاجَ يُبهجُني
هذي هي الضّادُ فاستوصوا بها كَرَماً ****** فإنّها نَخلةٌ بالخيرِ تَغمُرُني
أذوبُ فيها بَياناً، فَهيَ مُلهمتي ****** وَهيَ التي بِلسانِ الحقِّ تَنصرُني
ألفاظُها أَسَرَتْ قلبي بِفتنتِها ****** وكيفَ لا وَعذارى الضّادِ تأسِرُني
أحيا بها دائماً عِشقاً أُؤَبِّدُهُ****** وَلتعلموا أنّ هذا العِشقَ يَسكُنُني
"قَيسٌ"أنا أوْ"جَميلٌ " أوْ"عُنَيْتِرَةٌ " ****** وَعِشقُ"عَبلَتِهِ"حَيٌّ مَدى الزَّمَنِ

عبدالله بن بريك
05/04/2014, 05:42 AM
شعرٌ أجادَ التعبير،و تقديمٌ أحسنَ الإضاءة.

نايف ذوابه
05/04/2014, 07:43 AM
"بادئ ذي بدء فلست الآن في معرض تقييم لشاعرنا الأبي الوفي د . أكرم جميل قُـنبـس، ولكني في معرض تقديم لقصيدته الجديدة « صاحبة الجلالة ذات العشق الأبدي » و أنا من أنا حتى أتكلم عن عاشق طوى كل أزمنة العشق الأبدي ؟! وأقرر أن :
لغة الكلام على فمي ثكلى ** ولولا الحب لم أتكلم.
إن وجه الشبه بيننا وبين شاعرنا أنا لما شببنا عن الطوق واستحكم فينا الشوق.أحببناها كما أحبها لكنه قدم لها مهرا وبنى لها قصرا !.
لقد عرفتُ شاعرنا مذ عرفتُه عابدا في محرابها لا ينفك عن أداء فرائضها بل زاده العشق وصلا بها ، فاجتهد في ممارسه سننها الراتبة ونوافلها فانكشفت له في فضاء جمالها وانزاحت له أستارٌ في أسرار بهائها ! هو بعينه من قال :
لِساني دائماً يشــدو مُـنـــــاها وقـلـبي ما تـعـلَّـقَ في سِــواها
بانت سعاد في غزليته بيد أن شاعرنا هام هام فسيطرت على أفكاره ومشاعره(سعاد)
فـأحبها حبا وعبادها عبادة وسكنت هي فيه وطنا ، فتراه دائما يشدو :
أنا العربيّةُ الفُصحى، لساني ** شموخٌ دائمٌ بينَ الكِرامِ
وأبذلُ من كؤوسِ الحُبِّ شُهداً ** بِهِ يشفى العليلُ من السّقامِ
لم أره إلا مُلاما في هواها، مذاعا سره ، مفضوحا أمره بل انبرى يبرز محاسنها ومفاتنها غيور عليها ، فهل من العيب أن يبيح بأسرار محبوبته لنا؟!
إنه يرى أن الأمانة تقتضي إفشاء سرها كلما لاحت له فرصة ، فهي من مكنته وأطلعته على خصوصياتها ، وبادلته حبا بحب وشوقا بشوق فكانت محور دواوينه الشعرية المتعددة من مثل : «الشّوقُ يرحلُني - دمعة الضَّـــــاد - قهوةُ العربيّة الفُصحى ». ويكفينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: حين شجّع أصحابه على تعلّم اللّغة فقال : « تعلّموا العربيّة وعلّموها النّاسَ ». وجوابه حينما قيل له صلى الله عليه وسلم : ما الجمال في الرّجُل ؟ قال : « فَصاحةُ لسانهِ » ولا دنيا تأتي ولا دين يهدي إلا بها فرآها شاعرنا « صاحبة الجلالة ذات العشق الأبدي » وإليكم القصيدة :

شَوقي إليكِ مَدى الأيّامِ يَرحلُني ****** وكيفَما عِشْتُ عُمري لا يُفارقُني
أمضي إلى قَدَري المعشوقِ مُبتهجاً ****** لأنّ وَجهَكِ أنّى سِرتُ يُلهمُني
غَريبةٌ أنتِ في هذا الغرامِ، فهلْ ****** في سِحرِ عَينيكِ فَجرُ الحُبِّ دَثَّرَني
عَشِقتُ روحَكِ عِشقاً ما غَدَرتُ بِهِ ****** يوماً، وما كانَ هذا العِشْقُ يَحلُمُني
قد ذُبْتُ فيكِ غَراماً عِشتُهُ وَلَهاً * ***** حتّى شَعرتُ بأنّ الحُبَّ طَهَّرَني
فُتونُ وَهجِكِ أغراني إلى أَمَلٍ ****** وأغرقَ القلبَ في حُسنٍ يُغازلُني
ترِفُّ روحي إليكِ، وهي ساكنةٌ ****** فيكِ، فكيفَ شَذاكِ لا يُغادرُني
أشمُّ هَمسَكِ إحساساً يفيضُ هوىً ****** أراهُ دوماً إلى لُقياكِ يَجذبُني
ما سِرُّ وَصلِكِ في روحي وفي أَلَقي ****** ما سِرُّ عِطرِ أَثيرِ الضّادِ يملكُني
لو كانتِ امرأةً ما عِشْتُها أَرَقاً ****** ولا أَرَقتُ على تَرحالِها شَجني
لكنّها وَحيُ قُرآنٍ لهُ خَفقَتْ* ***** هذي القلوبُ فَأنجَتْنا من الفِتَنِ
هذي البتولُ طوالَ الدّهرِ ليسَ لها ****** نِدٌّ من الحرفِ أوْ نِدٌّ من الحُسُنِ
هذي مُدَلّلةُ الأشواقِ مِنْ قِدَمٍ ****** وليسَ في وَصلِها غَدرٌ يُداهمُني
هذي التي وُلِدَتْ كالشّمسِ مُثمرةً ******وَخيرُها من هَجيرِ الشّركِ أنقذني
هذي التي حُبُّها صِدقٌ وَعافيةٌ ****** وليسَ في قَلبِها مَكْرٌ يُفاجئني
هذي التي مَلَكتْ قلبي بِفتنتِها ****** فَمَنْ سِواها بِعطرِ الحُبِّ تَفتنُني؟
هذي التي نَسَجتْ ثَوبي وأشرعتي * ***** لِكُلِّ مَجدِ أَثيلِ النّورِ يعشقُني
قلبي سَيمكثُ في رَوضاتِ كَوثرِها****** يَشدو لها بينَ أرضِ الشّامِ وَاليَمَنِ
فما اعتراني فُتورٌ في مَحبّتِها ****** وما تَلعثمْتُ في حَرفٍ يُطاوعُني
قد زادَني اللهُ إيماناً وَتكرِمَةً****** في وَحْيِ" اقرَأْ "، فطارَ الكَوْنُ يَحضُنُني
أَمَدّني بِشُعاعِ الضّادِ مُرتوياً ****** نُطقاً زُلالاً، فَنَهْرُ الضّادِ كَوْثَرَني
حتّى دَهانا زَمانٌ ليسَ يُنصفُها* ***** والجيلُ يَقذفُها في السِّرِّ والعَلَنِ
فيا لَقلبي إذا ما انتابَها وَجَعٌ ****** حتّى كأنّ عُقوقَ الضّادِ يَنحرُني
تجري نَوازِفُها ما بَينَنا عَلَناً ****** وَنحنُ نَحنُ غُثاءُ السّيلِ في مُدُني
فكيفَ نُعرِضُ عن خَيراتِها جُنُفاً ****** ولا نَخافُ عَليها غِيلةَ المِحَنِ
كمْ طائرٍ ظَلَّ يَشدوها بِزَقزقةٍ ****** كأنّهُ في هَوى الفُصحى يُتوّجُني
كأنّ فيهِ غَراماً ليسَ في بَشَرٍ ****** إليهِ رَقَّ حَنينُ الرّوحِ في الغُصُنِ
فصارت الأرضُ والأطيارُ هائمةً ****** فيها، وصارَتْ حروفُ الضّادِ تَعزفُني
وَكُلُّ ما في المَدَى يَقتاتُ هَمستَها ******* لأنّها بَلسمٌ للقلبِ والبَدَنِ
بَرعمتُ فيها شُعوري مثلما رَغِبَتْ ****** وكيفَ لا وَهيَ للعَليا تُبرعمُني؟!
نَصرتُها حينما الخِذلانُ داهمَها ****** فأَلبَسَتني فَخاراً لا يُفارِقُني
وحينما طَعَنَ الباغونَ مُقلَتَها ****** نامَتْ على كَتفي حتّى تُبَرّئني
أسعفتُها وَدموعُ القلبِ تَغسِلُها ****** فَعِشقُها دائماً في اللهِ يَنصُرُني
قد أَنجبَتني على حُبٍّ مَشاعرُها ****** ولمْ تَكُنْ رِحلةُ الإنجابِ تُرهقُني
لأنّني اِبنُها البارُّ الذي رَسَخَتْ ****** فيهِ مَحبَّتُها أُمّاً تُزَمِّلُني
أَطعتُ فيها كِتابَ اللهِ حافظِها ****** لأنّها لإلهِ الكَوْنِ تُرشِدُني
أُوحّدُ اللهَ فيها، وَهوَ خالِقُها ****** لأنّها لُغَةٌ في اللهِ توصِلُني
خاطَبْتُهُ بِلِسانِ الضّادِ مُفتخراً ****** لأنّهُ بِلسانِ الضّادِ خاطبني
فَمَنْ لهُ مثلما للضّادِ من صِلَةٍ ****** باللهِ، أوْ مِثلما ضادي تُدَلّلنُي
فما عَصَتني بأوصافٍ وَصفْتُ بها ****** كَوْناً، فأوصافُها في الحُسنِ تُنجدُني
والاشتقاقُ مُحيطٌ لا حدودَ لهُ******* وَمَوْجُهُ في كِتابِ الضّادِ طاوَعَني
لا تَتركوا جَفنَها يَرتدُّ مُنكسراً ****** ما بَيْنَكُمْ، إنّ جَفنَ الضّادِ يُدفئني
صانَتْ تُراثاً لنا فيهِ صَحائفُنا ****** ولمْ تَكُنْ عن لُغاتِ الكَوْنِ تَحجبُني
تَرجمتُ فيها علومَ النّاسِ قاطبةً ****** والكَوْنُ منها لِغيرِ الضّادِ تَرجمَني
لقد عَشِقنا شَذاها، فَهيَ عامرةٌ ****** بالحُبِّ والفَضلِ والإحسانِ للوطَنِ
كونوا لها مثلما كانتْ لَكُمْ سَنَداً ****** فإنّ مِصباحَها الوهّاجَ يُبهجُني
هذي هي الضّادُ فاستوصوا بها كَرَماً ****** فإنّها نَخلةٌ بالخيرِ تَغمُرُني
أذوبُ فيها بَياناً، فَهيَ مُلهمتي ****** وَهيَ التي بِلسانِ الحقِّ تَنصرُني
ألفاظُها أَسَرَتْ قلبي بِفتنتِها ****** وكيفَ لا وَعذارى الضّادِ تأسِرُني
أحيا بها دائماً عِشقاً أُؤَبِّدُهُ****** وَلتعلموا أنّ هذا العِشقَ يَسكُنُني
"قَيسٌ"أنا أوْ"جَميلٌ " أوْ"عُنَيْتِرَةٌ " ****** وَعِشقُ"عَبلَتِهِ"حَيٌّ مَدى الزَّمَنِ


الأخ الشاعر الأستاذ محمود إبراهيم علي
ما أجمل ما قدمت به قصيدة الشاعر الكبير أكرم قنبس .. لقد هيجت أشواقنا للقصيدة التي كانت فعلا قلادة جميلة في جيد الضاد ووفاء تستحقه منا لغة نتعبد بها صباح مساء ويتحدث بها أهل الجنة .. كان تقديمك رائعا وآسرا حتى إذا ما وصلنا إلى القصيدة بلغنا النشوة ذراها وأحسسنا بعمق عشق الشاعر للغة العربية التي أكرم الله بها العرب حين اختارها لغة لكتابه ومعجزة له بيانًا وجمالا وجلالا حتى تقوم الساعة ... شكرا لك ولصديقك د. أكرم قنبس أيها الوفي الجميل