المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من اسرار شهادة التوحيد



ابراهيم خليل ابراهيم
07/05/2007, 06:04 PM
لا اله الا الله محمد رسول الله القاعدة الاولى من قواعد الاسلام الخمس وباب الاسلام والتوحيد
عن ابى عبد الرحمن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(بنى الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت)
ولااله الا الله ذكرت فى الاية 35 من سورة الصافات والاية 19 من سورة محمد
ولااله الا الله مفناح الجنة فقد روى عن معاذ ابن جبل رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مفاتيح الجنة شهادة ان لا اله الا الله )
ومن اسار شهادة التوحيد : ان جميع حروفها جوفية ليس فيها حرف شفوى اشارة الى الاتيان بها من خاص الجوف وهو القلب ، قال صلي الله عليه وسلم ( اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا مخلصا من قلبه)
ولا اله الا الله ليس فيها حرف معجم اشارة الي التجرد من كل معبود سوي الله تعالي
وحروف محمد رسول الله اثنا عشر حرفاً ، وحروف كل اسم من اسماء الخلفاء الراشدين اثنا عشر حرفاً
ولا اله الا الله اثنا عشر حرفاً كشهور السنة ومنها اربعة حرم وهي الجلاله ( الله ) حرف فرد وثلاثة سرد وهي افضل كلماتها وشهور السنة اربعة حرم وهي : ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب ، فمن قال : لا اله الا الله مخلصاً كفرت عنه ذنوب سنة .
وساعات الليل والنهار اربع وعشرون ساعة ، ولا اله الا الله محمد رسول الله اربعة وعشرون حرفاً ، كل حرف منها يكفر ذنوب ساعة .
ولا اله الا الله محمد رسول الله سبع كلمات وللانسان سبعة اعضاء وللنار سبعة ابواب فكل كلمة من هذه الكلمات تغلق باباً من الأبواب السبعة عن كل عضو من الأعضاء السبعة.
روي عن زيد بن ارقم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : من قال لا اله الا الله مخلصاً دخل الجنة ، قيل : وما اخلاصها ؟ قال : ان تحجزه عن محارم الله .
وقد روي البيهقي عن بكر بن عبد الله المزني ان ملكاً من الملوك كان متمرداً علي ربه عز وجل فغزاه قومه فأخذوه سلماً وقالوا : بأي قتله نقتله ؟ فأجمعوا علي ان يتخذوا قمقماً من نحاس عظيم ويجعلوه فيه ويحشوا النار تحته ويقتلوه ليذيقوه طعم العذاب .. ففعلوا ذلك وجعلوا يحشون تحت النار وهو يدعوا الهته واحداً فواحداً : يا فلان الم اكن اعبدك واصلي لك وامسح وجهك وافعل لك كذا وكذا فأنقذني مما انا فيه ؟ فلما رأهم لا يغنون عنه شيئاً رفع رأسه الي السماء وقال : لا اله الا الله وابتهل الي الله تعالي وهو يقول : لا اله الا الله ويكررها فصب الله شعث ماء من السماء فأطفأ تلك النار وجاءت ريح فاحتملت القمقم فجعل يدور بين السماء والارض وهو يقول : لا اله الا الله فقذفه الله تعالي الي قوم لا يعرفون الله وهو يقول : لا اله الا الله فأخرجوه وقالوا له : ويحك؟ ما لك ؟ فقال : انا فلان وكان من امري وكان من امري فأمنوا بالله تعالي وقالوا : لا اله الا الله .
وفي مزرعة بأحدي غابات المانيا وجدت بعض الأشجار تحمل في تنسيق بديع كلمة التوحيد ( لا اله الا الله محمد رسول الله ) وبمجرد اكتشاف هذا الاعجاز الالهي في هذه المزرعة اسلم الكثير من افراد الشعب الألماني الذين شاهدوا هذه الصورة الرائعة وعادوا الي دين الفطرة .
فلا اله الا الله اخلوا بها وحدي
لا اله الا الله افني بها عمري
لا اله الا الله القي بها ربي
لا اله الا الله يغفر بها ذنبي
لا اله الا الله ادخل بها قبري
_________________________
من بحث نشر للباحث / ابراهيم خليل ابراهيم
فى العديد من الدوريات المصرية والعربية

منذر أبو هواش
07/05/2007, 06:38 PM
التقوى والتوحيد
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: التقوى
إن كلمة التقوى هي كلمة التوحيد, وأعظم ما أمر الله - تبارك وتعالى- به هو توحيد الله، هو لا إله إلا الله، وقد سماها الله -تبارك وتعالى- في كتابه الكريم كلمة التقوى وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا [الفتح:26] فهي كلمة الإخلاص وكلمة التقوى، وأضيفت إليها لأهميتها ولتعلقها بها تعلقاً شديداً، فلا تقوى لمشرك، ولا تقوى لمن ارتكب أكبر ذنبٍ عصي الله به إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] فمن عصى الله وأهلك نفسه بالموبقات فلا تقوى له وإن كان من أهل التوحيد؛ فكيف يكون من المتقين من أشرك في عبادة رب العالمين الذي لا إله إلا هو؟!

فأعظم ما ينافي التقوى: الشرك بالله عز وجل، ثم الابتداع في دين الله، فما عصي الله تبارك وتعالى بعد الشرك بذنبٍ أعظم من البدعة، أن يعبد على غير ما شرع وعلى غير ما كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعبده.

فلا إله إلا الله هي كلمة التقوى، كما فسرها السلف الصالح رضوان الله عليهم، فهذا ديننا دين التقوى؛ لأن ديننا كله مجموعٌ في شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وبقدر ما يحقق العبد من التقوى، يكون محققاً للتوحيد الذي هو مناط النجاة في الدنيا والآخرة، والله تبارك وتعالى في أول سورةٍ نقرؤها في كتاب الله بعد فاتحة الكتاب يقول ألم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:2]، جعله تعالى هدىً للمتقين، هذا الكتاب الذي أنزله الله تبارك وتعالى نوراً وهدى وبرهاناً وضياءً يقول: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:1-2] وما جعل الوصف كذلك إلا لأهمية وصف التقوى، وإلا فأوصاف المدح للمؤمنين كثيرة، يقال: المؤمنون، والمحسنون، والمخبتون، والمنيبون، والمتذكرون، والذاكرون، والصائمون، والقائمون, وغير ذلك كما تعلمون، ولكن جاءت الإضافة هنا للتقوى، هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:2]؛ لأن التقوى هي التي ينتفع صاحبها بهدى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هي التي تعصم صاحبها بإذن الله وتثمر له الاستقامة على منهج الله، وألا يزيغ عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ولهذا قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [الأنفال:29] يجعل لكم فرقانا يفرق به المرء بين الحق وبين الباطل، فيستقيم على الصراط المستقيم.

ابراهيم خليل ابراهيم
03/08/2007, 04:26 AM
شرح حديث: ( من قال: لا إله إلا الله، دخل الجنة
قال الاخ الجليل (أبو سارة)
قال عليه الصلاة والسلام:
( من قال: لا إله إلا الله، دخل الجنة)..
افترق الناس في هذا الأثر على قولين:
القول الأول:
أن قول القلب واللسان كاف في دخول الجنة، ولو لم يعمل القائل خيرا قط..
وهذا قول المرجئة الفقهاء..
والغلاة منهم وهم الجهمية قالوا: لو صدق بقلبه أو عرف الله فذلك كاف في دخول الجنة، ولو لم ينطق بالشهادة، ولو لم يعمل خيرا قط، قالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب، ولا تنفع مع الكفر طاعة..
هذا القول انتشر بين المسلمين في العصور المتأخرة حتى طغى على:
القول الثاني القائل:
أن القول (قول القلب واللسان) وحده ليس كاف في دخول الجنة، بل لا بد من العمل ( عمل القلب والجوارح)..
وهذا قول السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين..
ونحن نعتقد اعتقادا جازما أن ما قاله السلف الذين هم أتباع وأصحاب النبي هو الصواب، لكن السؤال هنا:
كيف نجيب عن الحديث الآنف، الذي يصرح بأن النطق بلا إله إلا الله يدخل الجنة؟..
الجواب:
قيل: إن ذلك كان قبل نزول الفرائض، في أوائل الدعوة في مكة..
وقيل: هو في حق من قالها فمات بعدها موقنا بها..
وكان في هذا الجواب رد على المرجئة، غير أنه لا يعني أن السلف كانوا يظنون أن الإيمان قبل نزول الفرائض كان مجردا عن العمل، مقتصرا على تصديق القلب واللسان..
فهذا ما لا يجوز أن يظن بهم وهم أعرف الناس بمعنى لا إله إلا الله وأعلمهم بالواجب الثقيل الذي تلقاه المؤمنون الأولون قبل نزول الفرائض..
إن شهادة التوحيد في أول الدعوة لم تكن كلمة تقال باللسان فحسب، ولا يمكن أن تكون كذلك في أي وقت من الأوقات، وإلا فما معنى تلك المعاناة القاسية التي واجهها الصحابة الأولون وما موجبها؟..
إنما كانت هذه الشهادة نقلة بعيدة، ومعلما فاصلا بين حياتين لا رابطة بينهما، حياة الكفر وحياة الإيمان، وما يستلزم ذلك من فرائض ومشقات أعظم من فريضة الصلاة والزكاة ونحوها، من ذلك:
فريضة التلقي الكامل عن الله ورسوله، ونبذ موازين الجاهلية وقيمها وأخلاقها وأعرافها وتشريعاتها..
ومن ذلك:
الولاء المطلق لله ورسوله، والعداء الصارم للكفار، ولو كانوا آباء أو إخوانا أو أزواجا أو عشيرة..
ومن ذلك:
فريضة الصبر على الأذى في الله، التي لا تطيقه إلا نفوس سمت إلى قمة حمل الواجبات الثقيلة..
وهذا ونحوه هو ما كان يعانيه بلال وهو يسحب في رمضاء مكة وتلقى عليه الأثقال..
وما كان يكابده سعد وهو يرى أمه تتلوى جوعا، فيقسم لها لو أن لها مائة نفس فتظل تخرج نفسا نفسا حتى تهلك لما رجع عن دينه..
وما كان آل ياسر يلقونه من عذاب وغيرهم..
إن في إمكان الإنسان أن يصلى ما شاء وينفق ما شاء دون أن يناله كبير مشقة، ولكن:
أي إنسان هذا الذي يستطيع أن يخالف عادة اجتماعية درج عليها المجتمع والأقارب أجيالا، ويتحدى هؤلاء بمخالفتها؟..
أو يستطيع أن يقلع عن عادة نفسية وصلت به حد الإدمان؟..
فما بالنا إذا كان الأمر ليس مجرد مخالفة عادة أو تقليد، وإنما هو منابذة تامة لكل عبادة جاهلية وقيم جاهلية وشريعة جاهلية، ثم هو مع ذلك زجر للنفس وقطع لشهواتها ومراقبة شديدة لها؟.
أليس في كل هذا عمل يزيد على مجرد التصديق والنطق؟.
ولذا رأينا نماذج كثيرة خلاف تلك النماذج التي ضربت صورا رائعة للصبر على الأذى، فور نطقها بالشهادة ترجع إلى بيتها لتحطم الأصنام وتقطع العلائق بكل وثن كانت تعبده، وتتهيأ لحمل ما يرد عليها من أوامر إلهية.
فلم يكن الأمر أذن مجرد نطق ولو كان معه تصديق..
حتى على المنطق الجاهلي لا يصح أن نتصور الإيمان بدون عمل، وشهادة بلا أثر في واقع الحياة..
وإلا لم كان الجاهليون يقتلون مواليهم ويعذبون أبناءهم وإخوانهم ويقطعون أرحامهم؟..
ألمجرد كلمة تقال باللسان أو نظرية لا تعدو الأذهان؟..
إن كل إنسان كان يسلم في تلك الفترة كان يعلم أن نطقه بالشهادة توجب عليه الانخلاع من كل عبادة والإقبال على عبادة الله وحده، وذلك وحده فيه من العمل والصبر الشيء الكثير، خاصة في تلك الظروف التي كان فيها الإسلام ناشئا، وليس للمسلمين سند ولا قوة ولا أرض ولا دولة..
نعم لم تشرع الفرائض حينذاك، لكن البذل كان أكثر بكثير من مجرد الصلاة والصيام والحج والزكاة، إنهم كانوا مأمورين بالتسليم لله تعالى، وقبول ما يأتي عنه، والقيام بهذا الدين وحمله وتبليغه إلى البشر، وكفى بذلك حملا ثقيلا وعملا خطيرا..
{يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا * إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا }..
أفيجرأ أن يقول إنسان بعد ذلك: إن لا إله الله وحدها، هكذا بالنطق دون عمل، تكفي في دخول الجنة، يستشهد على ذلك بالأثر؟..
إن من يظن ذلك فقد غلط غلطا بينا، وارتكب خطأ فاضحا..
إن هذا الدين دين العمل، وإن الله تعالى سمى العمل إيمانا، فقال تعالى:
{ وما كان الله ليضيع إيمانكم} أي صلاتكم إلى بيت المقدس، كما جاء في صحيح البخاري، نزلت فيمن كان يصلي إلى بيت المقدس ومات قبل أن يدرك الصلاة إلى الكعبة..
ولو كان هذا الدين يقوم على النظرية والكلام وحده دون البذل والصبر وتحمل الأذى في إنكار المنكر والأمر بالمعروف وتبليغ الدعوة إلى الناس وجهاد من عاند واستكبر لما وصل إلينا..
وقد حفظ الله المسلمين الأوائل مما وقع فيه الأواخر، الذين اعتقدوا عدم وجوب العمل، وعدم ضرر المعصية على الإيمان، فضاع إيمانهم فركبهم الأعداء وتسلطوا عليهم..
لقد كانت الجاهلية في أعتم صورها رابضة على قلوب البشر، ففارس تحكم الشرق، والروم تحكم الغرب حكما استبداديا، والأمم الباقية تعيش حياة البائهم يحكمها قانون الغاب، وكم من مصلح أراد أن ينبه قومه إلى خطر ما هم فيه من ظلم وعتو، لكن كلماته ما كانت لتتجاوز الآذان..
فهذا قس بن ساعدة يقوم في الناس خطيبا مذكرا لهم بالموت، لكن من الذي كان يتعظ بكلامه؟..
وهل كان قس يعمل لذلك حتى يكون لكلامه أثر؟..
وقد وجد بعض الصادقين الذين ينشدون الحق إلا أن الأمر كان أكبر منهم، فإن الأرض بلغت في الظلمة غايتها، جاء في الأثر:
( إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب)..
حتى انقطع أمل المتحنفين في إصلاح ما فسد من ملة إبراهيم، فمنهم من اعتزل، ومنهم من هام في البراري، كزيد بن عمرو، ومنهم من تنصر، كورقة بن نوفل، والكل ينتظر الفرج ، فأرسل الله النبي محمدا صلى الله عليه وسلم، فكان أول ما أمر به القراءة باسم ربه:
{اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم}..
أمره بالعلم الذي بغيره لا يأتي العمل، وفي الثانية أمره بالعمل فقال:
{ يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر}..
فابتدأ بالعلم والعمل، فدل على أن هذا الدين دين العلم والعمل..
وما كان يخطر ببال الصحابة أن النطق أو التصديق كاف دون العمل ، لذا ما سأله أحد إن كان يكفيهم النطق بالشهادة، فحملوا الأمانة الثقيلة، وقاموا بها، وتركوا راحتهم ومتاعهم وبيعهم جانبا، ورصدوا أنفسهم للقيام بتبليغ هذا الدين، بالقرآن لمن قبل، وبالسيف لمن أعرض..
فلم تمض عقود طويلة حتى صار الإسلام هو الذي يحكم الأرض، فانحسر الظلم والطغيان وحل محله النور والعدل، وتحقق ما كان قد يئس منه المتحنفون، فهل كان ذلك يكون لو أن تلك الفئة المؤمنة فهمت أن الدين يكفي فيه النطق والتصديق المجرد عن العمل؟..
في معركة أحد، خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقاء في أمكنتهم، وتطلعت نفوس بعضهم إلى الغنائم، فكان ذلك نذير شؤم وسبب هزيمة وخسارة بعد نصر..
فما بالك بأمة تلقي كتاب ربها وراء ظهرها، وتعبد الدرهم والدينار، ولا يخطر على بالها الجهاد قط، وتستحل كثيرا من المحرمات التي لا خلاف في حرمتها، كالربا وموالاة أعداء الله، ولا تحكم بشرع الله تعالى، ثم مع ذلك تحسب نفسها مؤمنة حق الإيمان لأنها تصدق بقلوبها وتقر بألسنتها؟ ..
{ ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا * ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا * ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا}…
إن من الأخطاء التي لا زالت تعصف بالأمة إلى اليوم ربوض الفكر الإرجائي على عقول كثير من المسلمين، فمنهم من لا يرى وجوب الانقياد لله تعالى في كل أموره، ولا يرى أن إيمانه يتضرر بفعل شيء من المعاصي، وهو مع ذلك يتطلع إلى مغفرة الله تعالى..
وما دام هذا الفكر جاثما على صدر هذه الأمة فإن آمال النصر والتمكين بعيدة، حتى ترجع إلى سيرة الأولين، تلك الفئة المؤمنة الأولى التي انتشر وعز الإسلام على يديها، فتعمل كما كانت تعمل، حينذاك ينصرها ويمكنها في الأرض..
جاء في تفسير قوله تعالى :
{ وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين }...
أن رجلا من المهاجرين حمل بالقسطنطنية على صف العدو حتى خرقه، فقال ناس:
" ألقى بيده إلى التهلكة "..
فقال أبو أيوب الأنصاري:
" نحن أعلم بهذه الآية إنما نزلت فينا، صحبنا رسول الله وشهدنا معه المشاهد ونصرناه، فلما فشا الإسلام وظهر اجتمعنا معشر الأنصار نجيا، فقلنا: قد وضعت الحرب أوزارها، فلو رجعنا إلى أهلينا وأولادنا فنقيم فيهم، فنزل فينا، فذكر الآية"..
فكانت التهلكة الإقامة في الأهل والمال وترك الجهاد.. تفسير ابن كثير بتصرف
فقد كان ترك هذا العمل العظيم سببا في الهلاك، ولولا أن العمل ركن في الإيمان لما استوجبوا الهلاك..
ولما تركت الأمة هذه الشعيرة العظيمة سلط عليها الذل والهوان، ولن ينزعه عنهم حتى يرجعوا إلى إيمانهم الصحيح ويعظموا العمل كما يعظمون النطق بالشهادة.
تقبلوا خالص تحياتي
أخوكم

ناهد يوسف حسن
10/03/2008, 08:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لا إله إلا الله محمد رسول الله
جزاك الله خيراً وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك
ناهد حسن

ابراهيم خليل ابراهيم
11/03/2008, 02:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لا إله إلا الله محمد رسول الله
جزاك الله خيراً وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك
ناهد حسن
___
جاء فى مركز الفتوى مايلى :
رقـم الفتوى : 5398
عنوان الفتوى : شهادة أن لا إله إلا الله تقتضي الإيمان والعمل
تاريخ الفتوى : 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
هناك جدل كبير في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه (من قال لا إله إلا الله فقد دخل الجنة) وهل هناك تكملة للحديث تقول وإن زنى وسرق؟ أرجو الاجابة والتوضيح في هذا الأمر بالتفصيل خصوصا في صحة الحديث ومعناه وما هو حق هذه الكلمة العظيمة؟ وهل مجرد النطق والاعتقاد بها يكفي لدخول الجنة؟ وجزاكم الله خيرا على ماتقدمونه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الكرام أزكى وأتم التسليم

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:


فالأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم بشأن الشهادتين كثيرة جداً منها المطلقة ومنها المقيدة، ولا يصح الاحتجاج بالمطلقة دون النظر إلى المقيدة، فمثلاً قوله صلى الله عليه وسلم: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة". رواه الحاكم بسند صحيح، وصححه النووي، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، فقال أبو ذر وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق". رواه البخاري ومسلم، من الأحاديث المطلقة العامة وقد جاء ما يخصصها ويفسرها، كقوله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يُعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله" رواه مسلم. فلابد من الكفر بكل ما يعبد من دون الله، مع قوله لا إله إلا الله.
قال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في قرة عيون الموحدين: ( فيه دليل أنه لا يحرم ماله ودمه إلا إذا قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله فإن قالها ولم يكفر بما يعبد من دون الله فدمه وماله حلال لكونه لم ينكر الشرك ويكفر به، ولم ينفه كما نفته لا إله إلا الله. فتأمل هذا الموضوع فإنه عظيم النفع). انتهى.
ومن الأحاديث المخصصة قوله صلى الله عليه وسلم: "من شهد أن لا إله إلا الله: وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل" رواه البخاري ومسلم.
قال في فتح المجيد: (قوله: "من شهد أن لا إله إلى الله" أي: من تكلم بها عارفاً لمعناها، عاملاً بمقتضاها، باطناً وظاهراً، فلابد في الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولهما، كما قال تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله) [محمد: 19]. وقوله: (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) [الزخرف: 86]، أما النطق بها من غير معرفة لمعناها، ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه: من البراءة من الشرك، وإخلاص القول والعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح ، فغير نافع بالإجماع.
قال القرطبي في المفهم على صحيح مسلم:- باب لا يكفي مجرد التلفظ بالشهادتين، بل لابد من استيقان القلب ـ هذه الترجمة تنبيه على فساد مذهب غلاة المرجئة، القائلين بأن التلفظ بالشهادتين كافٍ في الإيمان، وأحاديث هذا الباب تدل على فساده. بل هو مذهب معلوم الفساد من الشريعة لمن وقف عليها.
ولأنه يلزم منه تسويغ النفاق، والحكم للمنافق بالإيمان الصحيح. وهو باطل قطعاً). انتهى.
"نقلاً عن فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ص(39-40).
وقوله "من شهد" يستفاد منه أن الشهادة لا تصح إلا إذا كانت عن علم، ويقين، وصدق، وإخلاص. وهذه هي شروط لا إله إلا الله التي لابد منها لكي تكون لا إله إلا الله صحيحة مقبولة، من قالها دخل الجنة، فلابد من قولها مع العلم بها لما تقدم من الأدلة، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة" رواه مسلم.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: "فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه، فبشره بالجنة" رواه مسلم. ولابد من الإخلاص في قولها: لقوله صلى الله عليه وسلم: "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله". رواه البخاري ومسلم.
ولابد من الصدق المنافي للكذب لقوله صلى الله عليه وسلم: "وشفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً، يصدق قلبه لسانه، ولسانه قلبه". رواه أحمد.
ولابد من القبول المنافي للرد، وقد أخبر الله أن المشركين يردون هذه الكلمة قال تعالى: (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون) [الصافات: 35].
وهذا هو الشرط الخامس من شروط لا إله إلا الله، أما السادس فهو: الانقياد المنافي للترك، قال تعالى: (وأنيبوا إلى ربكم وأسْلِمُوا له) [الزمر: 54]
(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) [النساء: 65].
والسابع والأخير: المحبة لهذه الكلمة ولأهلها المنافية لضدها، والأدلة على ذلك كثيرة منها: قوله صلى الله عليه وسلم: "من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان" رواه أبو داود. وصححه السيوطي. وقوله تعالى: (والذين آمنوا أشد حباً لله) [البقرة: 165].
هذا بالإضافة إلى الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وبما جاء به، ولابد من معرفة حق هذه الكلمة العظيمة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله" رواه البخاري ومسلم.
قال في فتح المجيد: (وقد أجمع العلماء على أن من قال: "لا إله إلا الله" ولم يعتقد معناها، ولم يعمل بمقتضاها: أنه يقاتل حتى يعمل بما دلت عليه من النفي والإثبات).
والكلام حول حقوق هذه الكلمة يطول، ويمكن الرجوع في ذلك إلى فتح الباري شرح صحيح البخاري، وإلى شرح النووي على صحيح مسلم وغيرهما. والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى
__
أختى ناهد
بارك الله فيك وبك

منى حسن محمد الحاج
10/06/2008, 07:18 PM
جزاك الله خيرًا يا أخي وجعلها في ميزان حسناتك.
لك كل الود والتقدير

ابراهيم خليل ابراهيم
04/07/2008, 08:37 PM
لك كل الود والتقدير
أشار سلفُنا الصالح رحمهم الله إلى أهمية العناية بشروط لا إله إلا الله ووجوب الإلتزام بها، وأنها لا تُقبل إلا بذلك، ومن ذلك ما جاء عن الحسن البصري رحمه الله: " أنه قيل له: إن ناساً يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال: من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة " .
وقال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة. فقال الحسن: نعم العُدة لكن للا إله إلا الله شروطاً فإياك وقذف المحصنات.
وقال وهب بن منبه لمن سأله: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن أتيت بمفتاح له أسنان فُتح لك، وإلا لم يُفتح. يشير بالأسنان إلى شروط لا إله إلا الله (1).
ثم إنه باستقراء أهل العلم لنصوص الكتاب والسنة تبين أن لا إله إلا الله لا تُقبل إلا بسبعة شروط وهي:
1- العلم بمعناها نفياً وإثباتاً المنافي للجهل.
2- اليقين المنافي للشك والريب.
3- الإخلاص المنافي للشرك والرياء.
4- الصدق المنافي للكذب.
5- المحبة المنافية للبغض والكره.
6- الانقياد المنافي للترك.
7- القبول المنافي للرد.
وقد جمع بعض أهل العلم هذه الشروط السبعة في بيتٍ واحدٍ فقال:
علمٌ يقينٌ وإخلاصٌ وصدقك مع *** محبةٍ وانقيادٍ والقبول لها
ولنقف وقفةً مختصرةً مع هذه الشروط لبيان المراد بكل واحدٍ منها، مع ذكر بعض أدلتها من الكتاب والسنة (2).
أمـــا الشــــرط الأول:
وهو العلم بمعناها المراد منها نفياً وإثباتاً المنافي للجهل، وذلك بأن يعلم من قالها أنها تنفي جميع أنواع العبادة عن كل من سوى الله، وتُثبت ذلك لله وحده، كما في قوله سبحان وتعالى: (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )) [سورة الفاتحة:5] أي نعبدُك ولا نعبد غيرك، ونستعين بك ولا نستعين بسواك.
قال الله تعالى: (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ )) [سورة محمد:19]، وقال تعالى: (( إِلا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )) [سورة الزخرف:86] قال المفسرون: إلا من شهد بـ لا إله إلا الله، (( وَهُمْ يَعْلَمُونَ )) أي: معنى ما شهدوا به في قلوبهم وألسنتهم.
وثبت في صحيح مسلم من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسل: (( من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة )) [صحيح مسلم: رقم 26]، فاشترط عليه الصلاة والسلام العلم.
- أمـــا الشــــرط الثاني:
فهو اليقين المنافي للشك والريب، أي أن يكون قائلها موقناً بها يقيناً جازماً لا شك فيه ولا ريب، واليقين هو تمام العلم وكماله، قال الله تعالى في وصف المؤمنين: (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ )) [سورة الحجرات:15]، ومعنى قوله: (( ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا )) أي أيقنوا ولم يشكوا.
وثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقي الله بهما عبدٌ غير شاك فيهما إلا دخل الجنة )) [صحيح مسلم: رقم 27].
وثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة )) [صحيح مسلم: رقم 31]، فاشترط اليقين.
- الشــــرط الثــالــث:
هو الإخلاص المنافي للشرك والرياء، وذلك إنما يكون بتصفية العمل وتنقيته من جميع الشوائب الظاهرة والخفية، وذلك بإخلاص النية في جميع العبادات لله وحده، قال تعالى: (( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ )) [سورة الزمر:3]، وقال تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )) [سورة البينة:5]، وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( أسعدُ الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه )) [صحيح البخاري:رقم99]، فاشترط الإخلاص.
- الشــــرط الــــرابـع:
وهو الصدق المنافي للكذب، وذلك بأن يقول العبدُ هذه الكلمة صادقاً من قلبه، والصدق هو أن يواطئ القلبُ اللسان، ولذا قال الله تعالى في ذم المنافقين: (( إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )) [سورة المنافقون:1]، فوصفهم سبحانه بالكذب، لأن ما قالوه بألسنتهم لم يكن موجوداً في قلوبهم، وقال سبحانه وتعالى: (( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )) [سورة العنكبوت:1-3] وثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صادقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار )) [صحيح البخاري: رقم 128، وصحيح مسلم: رقم 32]، فاشترط الصدق.
- الشـــــرط الخـــامس:
المحبة المنافيه للبغض والكره، وذلك بأن يحب قائلها الله ورسوله ودين الإسلام والمسلمين القائمين بأوامر الله الواقفين عند حدوده، وأن يبغض من خالف لا إله إلا الله وأتى بما يُناقضها من شرك وكفر، ومما يدل على اشتراط المحبة في الإيمان قول الله تعالى: (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ)) [سورة البقرة: 165] وفي الحديث: (( أوثق عُرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله )) [مسند الإمام أحمد: رقم 4/286، وحسن العلامة الألباني في الصحيحة: رقم 1728].
- الشـــــرط الســـادس:
القبول المنافي للرد، فلا بد من قبول هذه الكلمة قبولاً حقاً بالقلب واللسان، وقد قص الله علينا في القرآن الكريم أنباء من سبق ممن أنجاهم لقبولهم لا إله إلا الله، وانتقامه وإهلاكه لمن ردها ولم يقبلها، قال تعالى: (( ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ )) [سورة يونس:103]، وقال سبحانه في شأن المشركين: (( إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ )) [سورة الصافات:35-36].
- الشـــــرط الســــابع:
الانقياد المنافي للترك، إذ لا بد لقائل لا إله إلا الله أن ينقاد لشرع الله، ويُذعن لحكمه ويسلم وجهه إلى الله إذ بذلك يكون متمسكاً بـ لا إله إلا الله، ولذا يقول تعالى: (( وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى )) [سورة لقمان: 22]، أي فقد استمسك بـ لا إله إلا الله، فاشترط سبحانه الانقياد لشرع الله، وذلك بإسلام الوجه له سبحانه.
فهذه هي شروط لا إله إلا الله، وليس المرادُ منها عد ألفاطها وحفظها، فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها ولو قيل له: اعددها لم يُحسن ذلك، وكم من حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم، وتراه يقع كثيراً فيما يناقضها، فالمطلوب إذاً العلم والعمل معاً ليكون المرء من أهل لا إله إلا الله صدقاً، ومن أهل كلمة التوحيد حقاً والموفق لذلك والمعين هو الله وحده، فنسأله سبحانه أن يوفقنا وإياكم لتحقيق ذلك، والحمد لله وحده.
-----------------------------
(1) أورد هذه الآثار ابن رجب في ( كلمة الإخلاص ) ص:14.
(2) وانظر شرحها موسعاً في: معارج القبول للشيخ حافظ حكمي [1/377] وما بعدها.
الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن العباد البدر

ايمان حمد
05/07/2008, 01:19 AM
لا اله الا الله تدخلنا الجنة بعد الحساب
يوم تثقل الميزان فتتطاير صحف المتبقى من الحسنات وترجح كفة لا اله الا الله منفردة
فندخل به الحنة وونجو من النار

شكرا استاذ ابراهيم خليل على هذه الاسرار التى اصبحت علنا

ونشهد انك بلغت .. ونرجو الله ان يعقلها من القى السمع وهو شهيد

تحيتى واحترامى

ابراهيم خليل ابراهيم
30/08/2008, 02:37 PM
لاإله إلا الله محمد رسول الله هى شهادة التوحيد وهى باب الدخول للدين الإسلامى الحنيف
أختى المكرمة
قال سيدي العربي بن السائح في البغية "لا اله إلا الله" هي أشرف الذكر، وكل فضل للذكر على الإطلاق فهو لها، والآي القرآنية المؤذنة بالترغيب في ذكرها كثيرة: قال تعالى (شهد الله أنه لا اله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا اله إلا هو العزيز الحكيم)، وقال سبحانه (الله لا اله إلا هو الحي القيوم)، وقال عز وجل (فاعلم أنه لا اله إلا الله).
ولا إله إلا الله هو شعار الإسلام وركن الدين الأعظم.:
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت إن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى". رواه البخاري ومسلم وأحمد
ولا إله إلا الله حصن الله ومفتاح الجنة وأمان من العذاب :
ففى الحديث القدسي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يقول الله تعالى لا إله إلا الله حصني فمن دخله أمن عذابي"؛ مسند الشهاب.
وعن عثمان بن عفان عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه فيموت على ذلك إلا حرمه الله على النار: لا اله إلا الله", رواه ابن حبان فى صحيحه.
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل هذا ثم يقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون فيقول لا يا رب فيقول أفلك عذر فيقول لا يا رب فيقول بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فقال إنك لا تظلم قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء" رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب، وابن حبان في صحيحه، والحاكم والبيهقى، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
وعن أبى ذر رضي الله عنه قال أتيت النبي الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فقال: "ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر"؛ رواه البخارى.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مفاتيح الجنة شهادة أن لا اله إلا الله" رواه أحمد.
وعن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله فمن قالها عند موته وجبت له الجنة قالوا يا رسول الله فمن قالها في صحة قال تلك أوجب وأوجب ثم قال والذي نفسي بيده لو جئ بالسماوات والأرضين ومن فيهن وما بينهن وما تحتهن فوضعت في كفة الميزان ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن" رواه الطبرانى.
وعن أبى موسى عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعي نفر من قومي فقال: "ابشروا وبشروا من وراءكم، أنه من شهد أنه لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة" فخرجنا من عند النبي صلى الله عليه وسلم نبشر الناس، فاستقبلنا عمر بن الخطاب، فرجع بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إذا يتكل الناس، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات.
ولا إله إلا الله أكبر سبب لمغفرة الذنوب وموجبة لشفاعة النبى صلى الله عليه وسلم:
ففى الصحيح عن أبى هريرة رضي الله عنه قال "قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا اله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه" رواه البخاري.
وعن أنس قال قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم: "ما قال عبد لا إله إلا الله في ساعة من ليل أو نهار إلا طمست ما في صحيفته من السيئات حتى يسكن إلى مثلها من الحسنات"؛ رواه أبى يعلى التميمى فى مسنده.
ولا إله إلا الله هى أفضل الذكر, وليس بينها وبين الله حجاب :
عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: "أفضل الذكر لا إله إلا الله وافضل الدعاء الحمدلله" رواه الترمذي وقال: حديث حسن, والحاكم وقال صحيح الأسناد.
وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التسبيح نصف الميزان والحمد يملأه ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه" رواه الترمذى.
وعن طلحة بن عبيد الله بن كريز ان رسول الله الله صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له"؛ رواه الأمام مالك.
فضل ذكر لا إله إلا الله والحث على المداومة عليه:
عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أكثروا من شهادة أن لا اله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها" رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
وعن يعلى بن شداد قال حدثني أبي شداد بن أوس وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه قال إنا لعند رسول الله الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: "هل فيكم غريب يعني أهل الكتاب قلنا لا يا رسول الله فأمر بغلق الباب فقال ارفعوا أيديكم فقولوا لا إله إلا الله فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال الحمد لله اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة إنك لا تخلف الميعاد ثم قال أبشروا فإن الله قد غفر لكم" رواه الحاكم وأحمد والطبراني وابن حبان.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال موسى عليه السلام يا رب علمني شيئا اذكرك به وأدعوك به قال يا موسى قل لا إله إلا الله قال يا رب كل عبادك يقول هذا قال قل لا إله إلا الله قال لا إله إلا أنت يا رب إنما أريد شيئا تخصني به قال يا موسى لو كانت السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله" رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد، ورواه النسائى وابن حبان في صحيحه.
وعن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت قلت يا نبي الله إني امرأة قد كبرت وضعفت فدلني على عمل, قال: "كبري الله مائة مرة واحمدي الله مائة مرة وسبحي الله مائة مرة فهو خير لك من مائة بدنة متقبلة وخير من مائة فرس مسرج ملجم في سبيل الله وخير من مائة رقبة متقبلة وقول لا إله إلا الله لا يترك ذنبا ولا يشبهها عمل" رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد.
وعن أبي الدرداء عن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبد يقول لا إله إلا الله مائة مرة إلا بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ولم يرفع لأحد يومئذ عمل أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد"؛ رواه الطبرانى فى مسند الشاميين.
وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا منشرهم وكأني أنظر إلى أهل لا إله إلا الله وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن"؛ أخرجه الطبراني وأبو يعلى والبيهقى في الشعب.
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "جددوا إيمانكم، قيل: يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟ قال أكثروا من قول لا اله إلا الله"؛ رواه الحاكم وقال صحيح الأسناد.
شكرا على مرورك هنا ولك صادق الدعوات وكل عام وأنت وشعبك والأمة المحمدية بخير وسعادة

عبدالقادربوميدونة
30/08/2008, 04:46 PM
بارك الله في عملك الأستاذ المكرم ابراهيم خليل ابراهيم وجزاك خيرا عن كل ما قدمت من فائدة ...

ابراهيم خليل ابراهيم
30/08/2008, 08:56 PM
بارك الله في عملك الأستاذ المكرم ابراهيم خليل ابراهيم وجزاك خيرا عن كل ما قدمت من فائدة ...
_
أخى المكرم عبد القادر
جزاك الله كل الخير
كل عام وأنت بخير
ولاإله إلا الله محمد رسول الله

ندى احمد
16/11/2009, 03:18 AM
::
جزاك الله كل الخير استاذ ابراهيم..
ولاإله إلا الله محمد رسول الله ..
بحث رائع واتمنى أن تنشر لنا مثل هذه الأبحاث المفيدة ..
وأثابك الله خير الدارين..

::
ندى

السعيد ابراهيم الفقي
16/11/2009, 05:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ ابراهيم خليل ابراهيم
شغلنا الله واياك بالتفكر وبالشهادة
بورك عقلك وبورك تفكيرك
وانار الله قلبك بشهادة التوحيد

ابراهيم خليل ابراهيم
22/07/2010, 02:40 PM
اللهم تقبل
كل التحية والتقدير