المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقه النوازل الإنقلابية



د/جمال القرمة
13/04/2014, 06:43 PM
== مجرد أسئلة للمشايخ الذين تخاذلوا فى هذه المحنة ==
من باب { فقه النوازل الإنقلابية }:
1- إذا كنا نصلي وأثناء الصلاة " انهمر الرصاص على المسجد " فهل يجوز قطع الصلاة لنحتمى من الرصاص أم نكمل الصلاة ؟
2- إذا فقدت المرأة كل" أبنائها وزوجها بين شهيد و أسير" وارتفع صوتها بالبكاء ليصل إلى بيوت الجيران فهل عليها إثم لعلو صوتها ونواحها ؟
3- لاحظنا أن من وسائل انتزاع الاعترافات من الإرهابيين " تعليقهم من أرجلهم كالذبيحة مع جلدهم " فهل يجوز لهم الصلاة على هذه الحالة وإن لم يحسنوا استقبال القبلة فى هذا الوضع ... أفيدونا؟
4- هل نصلى الجنازة على من" قتل بالغاز فى سيارة الترحيلات ثم حرقت جثته" مرة واحدة أم مرتين..... نرجو التوضيح؟
5- هذه الأيام يكثر المتظاهرون من الصيام التطوعي لذا فمن الهام معرفة ما إذا كان "استنشاق قنابل الغاز " ينقض الصيام؟
6- هل يجوز القراءة من مصحف جزء منه محروق مثل " مصاحف مسجدى رابعة و الفتح"؟
و أخيرررررا....هل يقبل الله عبادة وعمل عالم يكتم الحق ولا يبينه للناس؟؟؟

علاء خير
13/04/2014, 08:49 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد و آله الصالحين الطيبين و صحبه المكرمين الثابتين و على من اهتدى بهديه و استن بسنته إلى يوم يبعثون . أما بعد
نشكر السائل و الناقل و المنقول عنه و المنقول لهم لهذه الأسئلة الواردة في أحد أبواب الفقه المستحدثة و التي تصيب قلب الضريبة من شأن المسلمين اليوم في أحد الأمصار الطيبة زادها الرب الكريم خصبا و زكاة و صلاحا فنقول و بالله تعالى التوفيق :
إن فقه السادة العلماء المكرمين المسؤولين كان تطويه دفات الكتب من قديم الزمان و لكننا اتخذناه وراءنا ظهريا فنبذناه و استحمقنا عالمه و استجهلنا كاتبه و استحللنا بالغبية و النقيصة عرض ناشره ثم سفهنا أحلام المصدق به و العامل به و ظننا أن فهمنا هو المفهم و أن علمنا هو العلم و أن من سوانا ضلال طريق و أنه يتوجب عليهم للنجاة التمسك بالأذيال المباركة للأخ المرشد حفظه الرب الكريم و فك قيده و آنسه و أكرمه و هذا دعاء من القلب طيب مقصود ثم لما وقعنا في شر العمل و أحاق بنا عباب الزلل و استشرفنا هاوية الخطل لوينا أعناقنا نسب و نشتم و ننتقص على قدر ما سلف من العقيدة الراسخة لدينا من أننا خير الناس علما و فهما و أحسنهم سلوكا و منهجا و عملا ...
فأما الاستفسار الأول : فإن قتل النفس المؤمنة شر شنيع و عمل فظيع فإذا لابس عمل القتل ظرف تكون فيه النفس في طاعة و عبادة كان التحريم أفظع و العمل أشنع و لكن المؤمن يتحاشى حفظا لنفسه أن يهيج السفهاء إن كانوا أهل سطوة و قوة و منعة أن يصيبوا منه و إلا سئل معهم عن قتلته و ناله معهم ما يصيبهم عقوبة على محنته و وجب على المؤمن الحصيف أن لا يلقي بنفسه إلى التهلكة و سياسة الناس اليوم تهلكة ماوراءها تهلكة و إن من أمر النبي المصطفى و الرسول المرتضى عليه السلام عدم منازعة الأمر أهله الذين إنما حازوه بجهد جهيد و نالوه إبان عمر مديد فلا يأتي اليوم كريم يظن أنه أحق بالملك منهم يلعب معهم لعبة الإفرنجة و يرتقي فإذا صار في ذؤابة البيت كسر ما يصير بهم إلى رتبته و اكتفى من الملك له و لهم بنوبته .
و أما سؤال المستفتي التالي : فإن الإثم على الكريم إذا لم يسمع صراخ الثكلى بأذنه و لم يحزن بقلبه و يدمع يعينه و يسرع إلى النجدة و المواساة و يتضرع بالدعاء و المناجاة لينتقم الرب من الآثم الغادر الوارد و الصادر المأمور و الآمر رئيس الأركان ووزير الداخلية و كل جندي و جندية و صحفي و صحفية و كل من جلس وراء السيسي بما فيهم ممثل حزب النور يوم الانقلاب على الأخ الشيخ المجاهد محمد مرسي .
و أما الرد على السؤال الثالث : فإن إجابته لا تُستشكل فالمؤمن لا يصلي برجله و لا بجبينه بل يكون المصلي القلبُ و الفؤاد , و على الأعضاء و الأركان فيما بعد الانقياد و الاستعداد . فيصلي حسبما يستطيع و الرب الكريم يقبل و يثيب .
و أما الرد على الاستفسار التالي :
فإن الروح إنما تخرج من البدن مرة و احدة لا مرات عديدة و لو ظل المؤمن يُقتل مرة بعد مرة فإنه إن يكن شهيدا مقبلا غير مدبر إنما خرج لتكون كلمة الله هي العليا فإنه لا يُغسل و دمه العطر و لا يُكفن و جلدته الحرير و لا يُصلَى عليه كيف و من خير الملائك من يصلي عليه بل يدفن و يترك حيا يرزق و لا يُظن به ظن الموت بل حياته أكمل من حياتنا و جائزته نواة تمرتها خير مما بين أيدينا في دنيا القمامات هاته التي ننازع فيها العسكر جثة الحمار الشائل المتعفن ...
و أما جواب السؤال الخامس فإن طبيعة الغاز مؤذية غير مغذية فإنها لا تزيد البدن قوة و صحة و طاقة و عافية إنما تضره و هو غير مفطر باتفاق مالم يتحسس المؤمن أنه مما يضاف له بعض من العطور التي تخفف حدته فيكون فيه مزيج من الضار و النافع فوجب على المؤمن أن لا يتحرى استنشاقه و أن يدع اتباعه بل يكمم خياشيمه و فمه ما استطاع فإذا كانت ساعة إفطاره دعا للأمة بالهدى و السداد و لنفسه و غيره بالخير و الرشاد .
و أما جواب آخر الأسئلة :
فإن المؤمن يقرأ ماتيسر ... لكن العبرة ليست بالقراءة فحسب بل باتباع القراءة بالطاعة والعمل و التجافي عن الخطل و الزلل و أن يترك مسجد الله العظيم لربه الكريم , لا يدعو معه فيه لشيخ و لا رئيس و لا ينوح فيه و لا يفرح بل عليه إن كان سيدا صنديدا أن يهاجر إلى أرض العدالة و النصيحة و يترك الأرض القبيحة , و القبح في الأرض ما تَرك أهلها طاعةَ كتاب ربهم و اتباع سنة نبيهم بفهم سلف الأمة الصالح .
وأما عن قبول العبادة و العمل فإن ذلك لله العظيم و ليس لسواه فهو سبحانه المطلع على خفي الخواطر و ما تكنه الضمائر و تطويه السرائر يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور و لعل عالما خاف على نفسه و عياله فصمت لا رضا بما يعمل الظالمون بل خوفا من جبروتهم و بطشهم و إن كان الأولى به أن يصدع بالحق و ينطق بالصدق يقول كلمة الحق بين يدي سلطان جائر مالم يكن قد نصح بين يدي الفتن فردت نصيحته و قيل فيه إنه متخاذل متكاسل فهنا يعود الأمر في المسؤولية عن الضرر على الذي اقتحم وعصى و ليس على الذي وعظ و وفى .
و الله تعالى الأعلم .
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .

د/جمال القرمة
14/04/2014, 01:57 PM
جزاكم الله خيراوشكر الله لكم اخي الكريم الشيخ علاء خير
ونفع الله بعلمك