المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آثام بوكو حرام



كاظم فنجان الحمامي
12/05/2014, 08:33 AM
آثام بوكو حرام


كاظم فنجان الحمامي

حتى الديانات الوثنية آمنت إيمانا مطلقا منذ قرون وقرون بكل المفاهيم والتوجهات العلمية التي حملتها لنا رسالتنا السماوية, فسارعت إلى تطبيقها وتفعيلها وتعميقها, بينما ظلت البؤر المعادية للإسلام, والمتسترة هذه الأيام بلباس الورع والتقوى تتحين الفرص المعلنة والمبطنة لتصب جام غضبها على العلوم والفنون والآداب, وتشن غاراتها على المراكز العلمية, فتُحَرِّم تعليم البنات باسم الدين, وتمنع الدراسات التخصصية للنساء باسم الدين, وتدعو المرأة للجهل والأمية بذريعة الحفاظ على الدين.
لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالاستزادة من العلم, فقال: (وقل رب زدني علماً), فشمل بقوله النساء والرجال, وكان للإسلام موقفاً رائعاً من العلم لا يُدانيه في ذلك دين آخر, تجلى في حث الناس على العلم والتعلم, والترغيب في تحصيله, فصدح منذ عصر الرسالة بباقة فواحة من الأحاديث الشريفة, تحثهم على طلب العلم:-
أطلبوا العلم ولو كان في الصين
اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد
من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع
فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم
اغد عالماً أو متعلماً ولا تكن الثالث فتهلك
حتى جاء اليوم الذي أصبح فيه طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة, فازدهرت أحوالنا, وتألقنا في فردوس التحضر, وأشرقت شمسنا على الشرق والغرب. ثم ظهرت علينا المنظمات الظلامية بمعاولها الهدامة, لتقلب مفاهيمنا السامية رأساً على عقب, وتعلن الحرب الضروس على قواعد التعليم, وتحرمه على كل مسلم ومسلمة, فتدهورت أحوالنا وتراجعنا إلى الوراء, حتى لم يعد وراءنا وراء.
وها نحن اليوم نسمع ونرى جرائم عصابات (بوكو حرام) النيجيرية, وتفاخرها بخطف مئات الطالبات من مقاعد الدراسة في المعاهد والكليات, فعبارة (بوكو حرام): تعني التعليم حرام. والمقصود هنا تحريمه على النساء كافة, من الفتيات الصغار إلى البنات الكبار, ولكافة المراحل العمرية والمستويات الدراسية.
http://im82.gulfup.com/VMAgMa.jpg (http://www.gulfup.com/?0JqlTR)
تأسست هذه العصابات الإرهابية المتوحشة عام 2002 على يد المتطرف (محمد يوسف), ويقودها الآن المجرم السفاح (أبو بكر شيكو), الذي يتزعم قطعان المجانين والسفهاء والمتخلفين, فعاث في الأرض فساداً, وأعلن مسؤوليته عن اختطاف عشرات الفتيات المسلمات والمسيحيات, وأمر جماعته باغتصابهن ومعاملتهن على أنهن سبايا, وهدد ببيعهن في سوق النخاسة بسعر (12) دولار لكل فتاة, ثم أطلق شعارات تقول: (لا مدارس للفتيات بعد اليوم), و(لا حاجة لنا للمدرسة), و(لا تعليم بعد الآن).
جيش من الأميين يقوده معتوه, وأوكار عدوانية غبية تمولهم بالمال والسلاح. لا شك أن جماعة (بوكو حرام) تمثل مأساة جديدة من مآسي الفهم السقيم للإسلام, ذلك الفهم الذي تشوهت بخناجره معالم ديننا الحنيف, وأزهقت من جرائه أرواح الفتيات البريئات, فأخليت المدارس والجامعات, وأحرقت الكتب والمقررات الدراسية, وتعطلت مسيرة النهضة العلمية في نيجيريا والبلدان القريبة منها.
ترى هل ستنحرف بوصلتنا نحو الغرق في أوحال الجهل والأمية ؟, وهل سنصبح من البلدان الحاضنة لبؤر الإرهاب الجامعي ؟, وهل سنعود إلى فردوس العلوم والمعارف بعد هذه الغارات الهمجية, التي أطاحت برؤوس العلماء الأعلام, فكان الإقصاء والتنكيل والتهميش والتهجير والتسفيه والتغييب والاستبعاد من نصيبهم ؟.
والله يستر من الجايات