المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دحلان والمسؤولية الوطنية..



سميح خلف
10/07/2014, 09:04 PM
دحلان والمسؤولية الوطنية..

من السهل أن يصبح الإنسان رئيساً، أو وزيراً أو ذو مركز مرموق، ولكن من الصعب أن يتمتع بصفات القيادة، أصبح دحلان في عالم السياسة والنضال والدبلوماسية رقماً لا يمكن تجاوزه فربما يوصف وطنياً بما أضفته عليه تصريحاته وأقواله وسلوكه وممارسته بأنه جيفارا فلسطين القادم، جيفارا الذي يلم بتطور المرحلة مع الفهم الكامل للعلاقات الدولية والإقليمية وتشابكاتها، هكذا يمكن أن يكون الإنسان قائداً، دحلان بالبعد الوطني هو الملتزم بأخلاقه الوطنية والحركية التي استفزت الآخرين وجعلت منه عدواً لها، سلوكاً وطنياً واضحاً وسهلاً وممتنعاً لا يتنازل عن الثوابت الفلسطينية والتحررية للشعب الفلسطيني مع الأخذ بالمتغير الإقليمي والمتغير الدولي وتجييره لصالح رؤية سياسية وطنية جامعة لا مفرقة.
يتمتع دحلان بعلاقات دولية وإقليمية تنال إحترام الدول سواء على مستوى الإقليم أو على المستوى الدولي، أما على المستوى الفلسطيني والوطني وبرغم الحملة الشعواء والضالة والمستفزة والكاذبة والملفقة مازال دحلان يخطو ويسمو للأعلى ليس قولاً بل من خلال أفعاله في خدمة أبناء شعبه، وهذا ما جعله يتمتع بقاعدة عريضة من المؤيدين والمناصرين ليس على مستوى فتح فقط بل على مستوى فصائلي وعلى مستوى المستقلين في الساحة الفلسطينية.
في كل المنعطفات ومنذ انتفاضة الألفين وقف دحلان أمام العنجهية الإسرائيلية متحدياً ومستنهضاً شعبه للرد بالمثل على العدوان الصهيوني الإحتلالي للضفة الغربية، ودفعت الأجهزة من خيرة كوادرها في مرحلة العطاء والشهادة من أجل الوطن.
دحلان هو من يمثل تيار الإصلاحيين المحاربين للفساد وفساد السلطة وتنسيقها الأمني الذي أتى على حساب الشعب الفلسطيني ولم يأتي بفائدة على الشعب الفلسطيني، بل كان وبالاً وكان تسهيلاً مطاعاً أدى إلى حركة متزايدة من الاستيطان والمستوطنين والتعدي على الحريات الفلسطينية والإنسان الفلسطيني في الضفة الغربية في ظل تكبيل للحريات وتكبيل قوى المقاومة الشعبية في الضفة الغربية بموجب هذا التنسيق الذي انتقده دحلان وطلب محاسبة من هم مستمرين في ممارسته، أما في مجال محاربة الفساد الإقتصادي فقد طالب دحلان بحصر أموال صندوق الاستثمار والأموال الحركية وبأن لا تكون حكراً وسلوكاً وصلاحيات لرئيس السلطة.
دحلان وبعد الانقسام لم ينسى غزة، ولم ينسى مخيماتها، ولم ينسى الكوادر الشرفاء في حركة فتح بل بمنطق الالتزام الوطني الذي لا يحيد بقي ملتزماً بأهله وبإخوته وبحركته وبالرغم الغدر والمكر والدهاء في حالة استئصال ظاهرة محمد دحلان والإصلاحيين في حركة فتح.
لو بحثنا ودققنا في مجمل تصريحات محمد دحلان نجد أنها تدعو للوحدة الوطنية وتصليب المقاومة والمناشدة الدائمة لحماس والقوى الفلسطينية الأخرى بصياغة معادلة وطنية أخرى جادة في داخل قطاع غزة تسمح بفتح المعابر وفي نفس الوقت بدون خسائر مرحلة تبني ولا تدمر، مرحلة تعد الإنسان الفلسطيني في عملية الصراع مع المشروع الصهيوني في المنطقة، هذا هو القائد محمد دحلان بكل أطروحاته الإنسانية والوطنية والأخلاقية.
لم يكن محمد دحلان صورة متداولة بين هذا وذلك، بل كانت حقيقة وفعل وممارسة من العطاء والإلتزام الوطني في كل الظروف والمناخات والمنحنيات والمنعطفات التي مرت أو قد تمر على الساحة الفلسطينية، فمحمد دحلان لم ينسى غزة كما قلنا، وفي غزة وهي تحت النار وفي أكثر من مواجهة مع العدو الصهيوني سجل محمد دحلان انسجامه ومشاركته ومتابعته وتأييده لقوى المقاومة وإنجازاتها وإن كان هناك خلافاً فكرياً ولكن هناك اتفاقا وطنياً وهناك لقاء نحو فلسطين ونحو البناء للانسان الفلسطيني سواء في الضفة أو غزة أو في الشتات.
لم ينسى محمد دحلان شعبه الفلسطيني في غزة وهو يذبح ومنذ أربعة أيام من قوى العنجهية الصهيونية الاحتلالية لفلسطين، أبدى دحلان استعداده لتطويع كل طاقاته من أجل فك الحصار عن غزة وهو مشروع قد حمله دحلان وتحدثنا به منذ أكثر من عامين، ولكن هل ينسى دحلان وهو المنتمي للطبقة الفقيرة في الشعب الفلسطيني بمخيماته وبفقراه، هل ينسى أن هذا العدو لابد أن يرحل عن سمائنا وأرضنا وأطفالنا ونسائنا وشيوخنا؟، من هنا قادته إلتزاماته الوطنية وباتصالات مستمرة مع الإخوة في مصر وبالتحديد مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في البحث عن سبل واقعية لفك الحصار عن غزة وعن شعبه وفتح المعابر واستقبال جرحى العدوان الإسرائيلي على غزة لعلاجهم في مستشفى مصر، نعم إنه دور أتى في الوقت المناسب وفي ظل غياب كامل لإطارات القيادة في رام الله والتخلي عن مسؤولياتها الفعلية تجاه غزة هذا هو القائد محمد دحلان الذي ينتمي لشعبه والذي كما علمنا لا ينام ليلاً وهو يفكر كيف يمكن أن يفك هذا الحصار عن غزة.
أصبحت قضية غزة بالنسبة لدحلان هي قضية المشروع الوطني الممتد إلى الضفة الغربية والذي يكتمل بفلسطينيي الشتات فبعلاقاته التي يحترمها الآخرين كما هو يحترم إرادة الآخرين ومحاولة الوصول إلى تفاهمات لمساعدة غزة مع الإخوة في الإمارات والقائد العربي الشيخ خليفة بن زايد وإن كان هناك ملاحظات على أداء حماس في داخل قطاع غزة، ولكن هناك توجه بأن غزة للجميع وللشعب الفلسطيني، وتبقى حماس قوة مقاومة يجب دعمها ولأنها جزء من هذا الشعب ومكوناته، هكذا هو موقف محمد دحلان وهكذا ترسم ملامح القائد الذي يمكن أن يدير الصراع في المرحلة القادمة بما يحقق الأمن والرفاهية والحرية والتحرير للشعب الفلسطيني.
بقلم/ سميح خلف

محمد خطاب سويدان
10/07/2014, 10:44 PM
دحلان والحرب على غزة
كلمة السر في الحملة على غزة ؛ دحلان ، ذاك الشيطان المشئوم الذي لا يعلم من هو شر منه في العصر الحديث على فلسطين عموما ، وأهل غزة خصوصا . فمنذ عدة سنوات ودحلان يعمل مسئولا أمنيا واستخباراتيا لحكام الإمارات ، ويقوم بمهام الاتصال مع الصهاينة من أجل تنسيق المواقف الإقليمية والدولية ضد حركة حماس والتيارات الإسلامية والحركات الجهادية ، لذلك كانت بصمات الشيطان ظاهرة على كل حدث جلل يقع في المنطقة ، بداية من العدوان على غزة سنة 2008 حتى الانقلاب المصري في 2013 ، وانتهاء بحملة الجرف الصامد على غزة الآن .
دور دحلان الإقليمي قد تطور كثيرا بعد وقوع الانقلاب المصري في 3 يوليو 2013 ، فبعد شهر من تولي السيسي قيادة مصر عسكريا وإطاحته بحكم الإخوان والرئيس المصري المعزول محمد مرسي، قال مقربون من القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، إن أسهم الرجل في مصر آخذة بالارتفاع ويجتمع بأعضاء هيئة الأركان الحربية على أعلى المستويات بتوصية مباشرة من السيسي نفسه.وتحط طائرته بمطار القاهرة ويتكفل به رجال الحماية المصرية وحراسة النظام ويجتمع مع أعلى الرتب العسكرية المصرية ، وقد أسفر هذا التقارب المدعوم بالمال الإماراتي لتشديد الحصار على غزة ، وقطع كل شرايين الحياة عنها ، لإرغام حركة حماس على التنازل عن حكم غزة ، وإعادة سلطان حركة فتح عليها ، ولكن مع انفجار الصراع بين محمود عباس ودحلان (كلاهما يخدم الصهاينة وكلاهما متهم بقتل ياسر عرفات ) ، وشروع عباس في المصالحة مع حماس ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية ، هاج محور الانقلاب وماج ، وبدأت سلسلة من الإجراءات العقابية والتأديبية لعباس ، وصلت لذروتها في حفل تنصيب السيسي ، عندما أصر السيسي على حضور دحلان حفل التنصيب مما دفع محمود عباس للتهديد بالانسحاب ، وتكهرب أروقة الحفل ، وهمّ عباس بالمغادرة لولا تدخل مسئولين سعوديين بإقناع السيسي بعدم حضور دحلان ، وكان الفتور باديا بشدة على مصافحة الرجلين في الحفل ، وحتى يحتوي السيسي غضب محمد بن زايد الذي حضر دحلان على طائرته ، قام بدعوتهما لحفل خاص بعد انتهاء الحفل الرسمي . وبهذا السيناريو انكشفت نوايا قادة الانقلاب تجاه غزة ، حيث قررت مصر المراهنة على دحلان بدلا من المراهنة على مآلات المصالحة بين فتح وحماس ، مما كشف عن نوايا محور الانقلاب ؛ ممولين ومنفذين ، على خيار تصفية المقاومة الإسلامية في غزة ، ومن ثم كان التحريض الدحلاني للصهاينة على شن الضربات العسكرية المعروفة بالجرف الصامد .
دحلان وثيق الصلة بدوائر صنع القرار في مصر خاصة جهاز الاستخبارات الذي يرأسه أكثر الناس كراهية وعداوة للمقاومة الإسلامية ؛ محمد التهامي ، عقد جلسات سرية كشف عنها مقربون تناولت التنسيق الأمني بين الجانب المصري والإسرائيلي قبل الهجوم على غزة بأيام ، وقد ظهر ذلك جليا في عمليات الاستهداف النوعية التي قامت بها الطائرات الصهيونية لمقاومين من حماس مثل القائد محمد شعبان ورفاقه ، وبيوت أبطال القسّام ، مما كشف عن وجود عشرات الجواسيس الذين يعلمون على الأرض في غزة ، مما حدا بحماس بشن حملة اعتقال واسعة بحق المشتبه بهم ، أيضا الزيارات المتكررة للتهامي للكيان الصهيوني واجتماعاته المكثفة مع قادة الشاباك والموساد والقيادات العسكرية والاستخباراتية بتل أبيب ، وهي الاجتماعات التي كشف فيها الجانب المصري أن قادة حماس يتجاهلون الاتصالات المصرية ، ولا يردون على الهواتف . مما جعل الطرفان المصري والصهيوني يقرران الهجوم على غزة ، استلهاما لتجربة الهالك عمر سليمان مع حماس سنة 2008 والتي أدت للهجوم الصهيوني المروع على غزة .
دحلان المدفوع بأحقاده القديمة ضد غزة وحماس ، والممول إماراتيا ، والمسكون بطموحات الزعامة وقيادة حركة فتح ، لم يكتف هذه المرة بتوريط الصهاينة في مستنقع غزة بل ورط معهم الانقلابيين في مصر ، بعد أن وضح بقوة الدور المصري في الهجوم على غزة سواء من ناحية تشديد الحصار وغلق المعابر كالذي يجهز الضحية للذبح ، أو من ناحية التنسيق الأمني والمخابراتي في التخطيط للهجوم ، فدحلان يدفع الصهاينة ومحور الانقلاب نحو حرب شاملة ضد غزة للقضاء نهائيا على حماس ، ولن يصل لمبتغاه أبدا بإذن الله ، وستنتهي الحملة كسابقتها بالفشل الذريع ، وسيدفع نتنياهو ثمن هذه الحملة بسقوطه سياسيا وعسكريا كما حدث مع سلفه أولمرت سنة 2008 ، وستجد إسرائيل نفسها في النهاية لوقف الحملة وطلب الهدنة ، وربما تشرع في مفاوضات سياسية مباشرة مع حماس التي تعتبر القوة الوحيدة التي يعمل لها الصهاينة ألف حساب .