المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسامير وأزاهير 332 ... لولا أن محمداً عربيٌ لكفرت بعروبتي!!.



سماك العبوشي
19/07/2014, 10:14 PM
مسامير وأزاهير 332

لولا أن محمداً عربيٌ لكفرت بعروبتي!!.

بادئ ذي بدء أقول ودونما خجل ولا وجل ولا ندم... أنني تالله ولولا أن نبينا الكريم محمدً بن عبدالله "صلى الله عليه وسلم" كان عربيا لكنت قد كفرت بعروبتي، وأنني والله وبالله لولا أن قرآننا المجيد قد نزل بلسان عربي فصيح وأن لغة أهل الجنة هي العربية لكنت قد قطعت لساني وتبرأت من الضاد!!.

كيف لا ... ونحن نعيش ومنذ عقود خلت إسفافا عربيا مستمرا وهوانا وذلا بين أمم الأرض طال أمده واستفحل أساسه، إسفاف وهوانا وذلا من مسلسل مأساوي مرير قديم جديد تتجدد فصوله الدامية كل سنتين تقريبا من خلال عدوان صهيوني غاشم مستمر على غزة الإباء والشمم في ظل تواطؤ مخز لأنظمة وجامعة تدّعيان العروبة وسكوت أممي مهين لا يقيم لنا وزنا ولا اعتبار!!.

كيف لا أعلن عن ضيق صدري وكبر همي وحجم غمي وضجري ونحن إزاء مؤامرة خبيثة تسعى لإنهاء ما تبقى من أمل في مقاومة وطنية فلسطينية شريفة وإركاع أرادتها وتطويعها وتدجينها وإطفاء جذوتها وإلى الأبد، وما يزيد الطين بلـّة أنها جاءت هذه المرة للأسف الشديد في أعقاب ربيع عربي جميل كنا قد انتظرناه طويلا لتصحيح واقعنا العربي المزري والذليل فجرى الانقضاض عليه في غفلة من زمن فحُرّفت مسيرته وسلبت مكتسباته بأحداث جسام مروعة جرت ومازالت تجري حتى يومنا هذا في بعض أقطارنا العربية المحاذية لفلسطين المغتصبة، كان لـ (بعض) ذليل من أبناء جلدتنا من ضعاف النفوس والإرادة دور أساس فيه للأسف الشديد!!.

لقد تنبأ رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" قبل ألف وأربعمائة ونيف من السنين بهؤلاء الأراذل من بعض أبناء جلدتنا، فحدثنا عن استباحة هذا (البعض) لحرماتنا إنحيازاً منهم وسعيا لأهداف ومكاسب دنيوية زائلة تخدم أعداءنا قولا وممارسة، فلقد جاء بالحديث الشريف: "إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّي قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا"، وهذا لعمري ما جرى ويجري في كل أزمة تعصف بكيان هذه الأمة، فما أن ابتدأ العدوان الصهيوني الهمجي من جديد على غزة الصمود والرباط حتى سارعت حكومة الانقلاب في مصر الكنانة للإعلان عن مبادرتها التي قيل أنها لإيقاف (نزيف الدم الغزاوي!!)، فسارعت حكومة تل أبيب لتعلن عن موافقتها غير المشروطة، تبعتها قيادة السلطة الفلسطينية بالتهليل والتبريك، وساندتها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أوربية، فيما رفضتها فصائل المقاومة الفلسطينية لأسباب موضوعية منطقية تتلخص بمطالبتها بتعديل تلك البنود وبما يحقق لابناء غزة المحاصرين المكتوين بنار الحصار رفع الضيم والظلم وإلى الأبد مع ضرورة وجود ضامن دولي اممي هذه المرة يرعى تنفيذ بنود تلك المبادرة بعد تعديلها.

وكالعادة دوما، فقد بدأت جوقة المطبلين والمزمرين المتمثلة بإعلاميي الإنقلاب في مصر ومن يؤازرهم ويساندهم من عرب الانبطاح وفلسطينيي التسوية المهلهلة بالتمجيد والتهليل لبنود تلك المبادرة على بعض القنوات الفضائية العربية والرسمية المصرية والفلسطينية تارة، ويلقون التهم جزافا على عاتق حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية باعتبار أنها السبب الذي دفع حكومة تل أبيب لشن عدوانها الغاشم على غزة تارة أخرى!!، وراح هذا الإعلام (العربي!!) المشبوه يتباكى ويذرف دموع التماسيح على أرواح الشهداء في غزة ومحملا في الوقت ذاته رفض حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة البات للمبادرة المصرية بصيغتها الحالية واستنكارهم لاستمرار تلك الفصائل البطلة بإطلاق صواريخهم التي أقلقت العدو الصهيوني لمدياتها الجديدة وتقنيات إطلاقها الحديثة!!.

لقد تناسى هذا الإعلام الأصفر المأجور حجم الجريمة التي اقترفها النظام المصري أيام اللامبارك المخلوع بحق أبناء غزة جراء فرضه الحصار على غزة وابنائها وأغلاقه الدائم والمستمر لمعبر رفح ومنع الغذاء والدواء والوقود ومستلزمات تشغيل المشافي إليهم ومنع قوافل المساعدات العربية والدولية من عبور معبر رفح باتجاه غزة، وزادت وتائر التضييق تلك في عهد الرئيس السيسي الذي أمر بجرف الأنفاق عن بكرة أبيها بحجة حماية الأمن القومي المصري!! ... فمن هو المجرم الحقيقي إذن!!؟، ومن هو المتسبب الحقيقي باستمرار معاناة أبناء غزة يا ترى!!؟.

ولا يقتصر استهجاننا واستنكارنا واستغرابنا ما خرج من مواقف بغيضة مشوهة للحقائق من إعلاميي الانقلاب في مصر أو إعلاميي التسوية الفلسطينية المهلهلة المعطلة، فها هي قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية ترحب بدورها وتمجد المبادرة المصرية وتصفها بأنها طوق النجاة لأبناء غزة من بطش جيش الاحتلال الصهيوني وأنها ستنهي جريمة العدوان على غزة وتضع حدا لمعاناة أبنائها، كما ان رئاسة السلطة الفلسطينية أعلنت شجبها لحملة التشكيك الصادرة بحق المساعدات المصرية لشعب غزة، في وقت تناست قيادة السلطة الفلسطينية دور نظام مصر بتشديد الخناق على أبناء فلسطين في غزة في محاولة يائسة (بإذن الله تعالى) منه لكسر شوكة المقاومة وتطويعها لصالح الكيان الصهيوني وبأوامر أمريكية مباشرة، في وقت كان الأجدر بمن يدّعي أنه الممثل الشرعي لشعب فلسطين أن يتبنى مواقف مؤازرة ومساندة لمطالب فصائل المقاومة الفلسطينية الداعية لتحسين وتعديل بنود المبادرة المصرية ووضع حلول جذرية لمعاناة أبناء شعبها في غزة من أجل الخروج بمكاسب حقيقية ناجعة لشعب غزة الصامد والمرابط، لا أن يسارع بتأييد المبادرة حال الإعلان عنها تماما كما فعلت حكومة تل أبيب!!!.

إننا في حقيقة الأمر لم ولن نستغرب موقف السلطة الوطنية الفلسطينية هذا، إذا ما وضعنا في حسباننا أن حقوق شعب فلسطين وطموحاته وآماله مازالت تراوح في المربع الأول طيلة عقدين ونيف من سنوات عجاف لتسوية مهلهلة انطلقت إثر مؤتمر أوسلو وما رافقتها من مؤتمرات ومباحثات ومفاوضات مباشرة وغير مباشرة فاشلة عبثية عقيمة بإشراف أمريكي وأوربي زادتنا بؤساً وشقاءً وتمزقاً وتفتتاً وتهميشاً وإقصاءً في الوقت الذي ازداد فيه عدونا الصهيوني غطرسة ولؤماً وطمعاً وتقتيلاً واتساعاً جغرافياً من خلال زيادة في عدد المستوطنات المقامة!!، وما زادنا يقينا على يقين أن السلطة الوطنية الفلسطينية قد كبلت يديها بموازين قوى دولية وإقليمية وصارت بالتالي رهنا لها، بعكس ما نتلمسه في قرارات فصائل المقاومة الافلسطينية غير المرهونة وغير المقيدة بموازين قوى بالمرة مما يجعلها في حل من الالتزام بها إن لم تكن توازي أحلام وتطلعات أبناء فلسطين، مما جعلها حرة في قراراتها واختياراتها وأكثر قربا والتصاقا من هاجس أبناء فلسطين!!.

رُبّ قارئ كريم لمقالنا المتواضع هذا سيراود ذهنه التساؤل التالي: عجبا!!، ما بال كاتبنا هذا ينكر تلك النصوص التي وردت في المبادرة المصرية الحالية والتي تدعو صراحة إلى فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع، وذاك ما يتطابق و(بعض) طلبات الفصائل الفلسطينية، وأن بالإمكان إيقاف سفك الدم الفلسطيني المهدور أولاً ليتم بعدها مناقشة باقي شروط المقاومة التي تطالب بها، فأرد عليه بالقول، لا تكن أيها القارئ الكريم حسن النية هكذا، فلعلك قد نسيت أو تناسيت أن نصوص هذه المبادرة هي ذاتها التي وردت في مبادرة عام 2012 غير أنها ظلت حبرا على ورق، كما ولا تنس أخي الكريم كيف أعادت قوات الاحتلال الصهيوني إعادة إلقاء القبض على أسرى صفقة شاليط من جديد بالضفة الغربية، ولا تنس أيضا ثالثة الأثافي المتمثلة بالحصار المصري لغزة الذي استمر حتى يومنا هذا!!، بل وزاد خناقه واشتدت وتائره من خلال قرار رئاسي مصري بتدمير (أنفاق شريان وديموة الحياة) التي أجبر الفلسطينيون المحاصرون على حفرها لتأمين معيشتهم اليومية!!.

وكما نوهت في مستهل مقالي هذا عن حديث رسولنا الكريم الذي حذرنا به من ممارسات بعض أبناء جلدتنا وسعيهم لتدمير مستقبلنا، فقد بشرنا رسولنا الكريم بوجود طائفة من المسلمين مستمسكين بالحق حتى يوم القيامة كدلالة على تعافي هذه الأمة وصمودها حيث قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في رواية الشيخين من حديث المغيرة بن شعبة "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله"، ومن هذا المنطلق أقول لأبناء جلدتنا ممن ارتضى أن يسير بركاب صهيون، خاب فألكم وحبط عملكم، وأخزاكم الله في الدنيا كما سيخزيكم في الآخرة: "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ"...(البقرة: 120)، وأقول للصابرين المرابطين في غزة وباقي بقاع العرب والمسلمين، هنيئا لكم صبركم ومرابطتكم ورباطة جأشكم، فلقد والله فزتم في الدنيا والآخرة: "وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"... (البقرة: 154 – 155).
ليخسأ المنبطحون والمتخاذلون والراكعون!!.

سماك العبوشي
19 تموز /يوليو/ 2014

نايف ذوابه
20/07/2014, 01:05 AM
أخي سماك .. إذا أخطأنا في تشخيص المرض أخطأنا في وصف العلاج .. إسرائيل هذا الكيان المصطنع المسخ صنعه الغرب وأمده بأسباب الحياة من مال وسلاح ولكن ذلك لم يكن ليحميه لولا حكام أشرار صنعهم الغرب على عينه ويده .. عملاء لا يخجلون بعمالتهم وخيانتهم ليهود مباشرة وللغرب عامة وهم الذي يحمون كيان يهود .. لا بد من تحرير أمتنا ممن حفر خنادق العداء بين شعوبها وحال دون وحدتها وحارب عقيدتها بالنيابة عن الغرب وعن يهود وأطلق على المجاهدين إرهابيين وعلى الجهاد إرهابا .. هذه الأنظمة التي جعلت شغلها الشاغل محاربة المسلمين والمخلصين العاملين لوحدة الأمة الإسلامية هي العدو وزوالها هو طريق النجاة والخلاص .. نسأل الله أن يجمع شمل أمتنا وأن يوحد صفوفها وأن ينتقم من حكامها الذين هم ألد أعدائها والساعين بفرقتها والحارسين ليهود ..

علينا أن نبحث عن العلاج وألا يذهب بنا الغضب عن الحل الصحيح والتفكير الصحيح .. علينا أن نسعى لمرضاة ربنا وعدم القبول بشرع غير شرعه ولعله عز وجل يطلع على قلوبنا فيرى منها إخلاصا وصدقا فينصرنا ويؤيدنا ..

سماك العبوشي
21/07/2014, 03:13 PM
الكاتب القدير نايف ذوابه المحترم.
حياك الله وبياك.
لقد وضعت إصبعك على أس البلاء في بلوانا، ألا وهو ولاة أمرنا "قسرا!!" الذين تسيدوا مشهد بلداننا العربية وتمترسوا في أماكنهم متمسكين بكراسيهم وعروشهم غير مبالين بصيحات ودعوات وأحلام أبناء شعوبهم!!.

يكفينا فخرا وزهوا وهو عزاؤنا في حياتنا هذه ما جاء بحديث الرسول الكريم محمد "صلى الله عليه وسلم" وهذا نصه: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله"... صدق رسول الله.
دمت بخير أخي الكريم.

علي حسن القرمة
22/07/2014, 02:11 PM
مسامير وأزاهير 332

لولا أن محمداً عربيٌ لكفرت بعروبتي!!.

بادئ ذي بدء أقول ودونما خجل ولا وجل ولا ندم... أنني تالله ولولا أن نبينا الكريم محمدً بن عبدالله "صلى الله عليه وسلم" كان عربيا لكنت قد كفرت بعروبتي، وأنني والله وبالله لولا أن قرآننا المجيد قد نزل بلسان عربي فصيح وأن لغة أهل الجنة هي العربية لكنت قد قطعت لساني وتبرأت من الضاد!!.

كيف لا ... ونحن نعيش ومنذ عقود خلت إسفافا عربيا مستمرا وهوانا وذلا بين أمم الأرض طال أمده واستفحل أساسه، إسفاف وهوانا وذلا من مسلسل مأساوي مرير قديم جديد تتجدد فصوله الدامية كل سنتين تقريبا من خلال عدوان صهيوني غاشم مستمر على غزة الإباء والشمم في ظل تواطؤ مخز لأنظمة وجامعة تدّعيان العروبة وسكوت أممي مهين لا يقيم لنا وزنا ولا اعتبار!!.

كيف لا أعلن عن ضيق صدري وكبر همي وحجم غمي وضجري ونحن إزاء مؤامرة خبيثة تسعى لإنهاء ما تبقى من أمل في مقاومة وطنية فلسطينية شريفة وإركاع أرادتها وتطويعها وتدجينها وإطفاء جذوتها وإلى الأبد، وما يزيد الطين بلـّة أنها جاءت هذه المرة للأسف الشديد في أعقاب ربيع عربي جميل كنا قد انتظرناه طويلا لتصحيح واقعنا العربي المزري والذليل فجرى الانقضاض عليه في غفلة من زمن فحُرّفت مسيرته وسلبت مكتسباته بأحداث جسام مروعة جرت ومازالت تجري حتى يومنا هذا في بعض أقطارنا العربية المحاذية لفلسطين المغتصبة، كان لـ (بعض) ذليل من أبناء جلدتنا من ضعاف النفوس والإرادة دور أساس فيه للأسف الشديد!!.

لقد تنبأ رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" قبل ألف وأربعمائة ونيف من السنين بهؤلاء الأراذل من بعض أبناء جلدتنا، فحدثنا عن استباحة هذا (البعض) لحرماتنا إنحيازاً منهم وسعيا لأهداف ومكاسب دنيوية زائلة تخدم أعداءنا قولا وممارسة، فلقد جاء بالحديث الشريف: "إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّي قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا"، وهذا لعمري ما جرى ويجري في كل أزمة تعصف بكيان هذه الأمة، فما أن ابتدأ العدوان الصهيوني الهمجي من جديد على غزة الصمود والرباط حتى سارعت حكومة الانقلاب في مصر الكنانة للإعلان عن مبادرتها التي قيل أنها لإيقاف (نزيف الدم الغزاوي!!)، فسارعت حكومة تل أبيب لتعلن عن موافقتها غير المشروطة، تبعتها قيادة السلطة الفلسطينية بالتهليل والتبريك، وساندتها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أوربية، فيما رفضتها فصائل المقاومة الفلسطينية لأسباب موضوعية منطقية تتلخص بمطالبتها بتعديل تلك البنود وبما يحقق لابناء غزة المحاصرين المكتوين بنار الحصار رفع الضيم والظلم وإلى الأبد مع ضرورة وجود ضامن دولي اممي هذه المرة يرعى تنفيذ بنود تلك المبادرة بعد تعديلها.

وكالعادة دوما، فقد بدأت جوقة المطبلين والمزمرين المتمثلة بإعلاميي الإنقلاب في مصر ومن يؤازرهم ويساندهم من عرب الانبطاح وفلسطينيي التسوية المهلهلة بالتمجيد والتهليل لبنود تلك المبادرة على بعض القنوات الفضائية العربية والرسمية المصرية والفلسطينية تارة، ويلقون التهم جزافا على عاتق حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية باعتبار أنها السبب الذي دفع حكومة تل أبيب لشن عدوانها الغاشم على غزة تارة أخرى!!، وراح هذا الإعلام (العربي!!) المشبوه يتباكى ويذرف دموع التماسيح على أرواح الشهداء في غزة ومحملا في الوقت ذاته رفض حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة البات للمبادرة المصرية بصيغتها الحالية واستنكارهم لاستمرار تلك الفصائل البطلة بإطلاق صواريخهم التي أقلقت العدو الصهيوني لمدياتها الجديدة وتقنيات إطلاقها الحديثة!!.

لقد تناسى هذا الإعلام الأصفر المأجور حجم الجريمة التي اقترفها النظام المصري أيام اللامبارك المخلوع بحق أبناء غزة جراء فرضه الحصار على غزة وابنائها وأغلاقه الدائم والمستمر لمعبر رفح ومنع الغذاء والدواء والوقود ومستلزمات تشغيل المشافي إليهم ومنع قوافل المساعدات العربية والدولية من عبور معبر رفح باتجاه غزة، وزادت وتائر التضييق تلك في عهد الرئيس السيسي الذي أمر بجرف الأنفاق عن بكرة أبيها بحجة حماية الأمن القومي المصري!! ... فمن هو المجرم الحقيقي إذن!!؟، ومن هو المتسبب الحقيقي باستمرار معاناة أبناء غزة يا ترى!!؟.

ولا يقتصر استهجاننا واستنكارنا واستغرابنا ما خرج من مواقف بغيضة مشوهة للحقائق من إعلاميي الانقلاب في مصر أو إعلاميي التسوية الفلسطينية المهلهلة المعطلة، فها هي قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية ترحب بدورها وتمجد المبادرة المصرية وتصفها بأنها طوق النجاة لأبناء غزة من بطش جيش الاحتلال الصهيوني وأنها ستنهي جريمة العدوان على غزة وتضع حدا لمعاناة أبنائها، كما ان رئاسة السلطة الفلسطينية أعلنت شجبها لحملة التشكيك الصادرة بحق المساعدات المصرية لشعب غزة، في وقت تناست قيادة السلطة الفلسطينية دور نظام مصر بتشديد الخناق على أبناء فلسطين في غزة في محاولة يائسة (بإذن الله تعالى) منه لكسر شوكة المقاومة وتطويعها لصالح الكيان الصهيوني وبأوامر أمريكية مباشرة، في وقت كان الأجدر بمن يدّعي أنه الممثل الشرعي لشعب فلسطين أن يتبنى مواقف مؤازرة ومساندة لمطالب فصائل المقاومة الفلسطينية الداعية لتحسين وتعديل بنود المبادرة المصرية ووضع حلول جذرية لمعاناة أبناء شعبها في غزة من أجل الخروج بمكاسب حقيقية ناجعة لشعب غزة الصامد والمرابط، لا أن يسارع بتأييد المبادرة حال الإعلان عنها تماما كما فعلت حكومة تل أبيب!!!.

إننا في حقيقة الأمر لم ولن نستغرب موقف السلطة الوطنية الفلسطينية هذا، إذا ما وضعنا في حسباننا أن حقوق شعب فلسطين وطموحاته وآماله مازالت تراوح في المربع الأول طيلة عقدين ونيف من سنوات عجاف لتسوية مهلهلة انطلقت إثر مؤتمر أوسلو وما رافقتها من مؤتمرات ومباحثات ومفاوضات مباشرة وغير مباشرة فاشلة عبثية عقيمة بإشراف أمريكي وأوربي زادتنا بؤساً وشقاءً وتمزقاً وتفتتاً وتهميشاً وإقصاءً في الوقت الذي ازداد فيه عدونا الصهيوني غطرسة ولؤماً وطمعاً وتقتيلاً واتساعاً جغرافياً من خلال زيادة في عدد المستوطنات المقامة!!، وما زادنا يقينا على يقين أن السلطة الوطنية الفلسطينية قد كبلت يديها بموازين قوى دولية وإقليمية وصارت بالتالي رهنا لها، بعكس ما نتلمسه في قرارات فصائل المقاومة الافلسطينية غير المرهونة وغير المقيدة بموازين قوى بالمرة مما يجعلها في حل من الالتزام بها إن لم تكن توازي أحلام وتطلعات أبناء فلسطين، مما جعلها حرة في قراراتها واختياراتها وأكثر قربا والتصاقا من هاجس أبناء فلسطين!!.

رُبّ قارئ كريم لمقالنا المتواضع هذا سيراود ذهنه التساؤل التالي: عجبا!!، ما بال كاتبنا هذا ينكر تلك النصوص التي وردت في المبادرة المصرية الحالية والتي تدعو صراحة إلى فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع، وذاك ما يتطابق و(بعض) طلبات الفصائل الفلسطينية، وأن بالإمكان إيقاف سفك الدم الفلسطيني المهدور أولاً ليتم بعدها مناقشة باقي شروط المقاومة التي تطالب بها، فأرد عليه بالقول، لا تكن أيها القارئ الكريم حسن النية هكذا، فلعلك قد نسيت أو تناسيت أن نصوص هذه المبادرة هي ذاتها التي وردت في مبادرة عام 2012 غير أنها ظلت حبرا على ورق، كما ولا تنس أخي الكريم كيف أعادت قوات الاحتلال الصهيوني إعادة إلقاء القبض على أسرى صفقة شاليط من جديد بالضفة الغربية، ولا تنس أيضا ثالثة الأثافي المتمثلة بالحصار المصري لغزة الذي استمر حتى يومنا هذا!!، بل وزاد خناقه واشتدت وتائره من خلال قرار رئاسي مصري بتدمير (أنفاق شريان وديموة الحياة) التي أجبر الفلسطينيون المحاصرون على حفرها لتأمين معيشتهم اليومية!!.

وكما نوهت في مستهل مقالي هذا عن حديث رسولنا الكريم الذي حذرنا به من ممارسات بعض أبناء جلدتنا وسعيهم لتدمير مستقبلنا، فقد بشرنا رسولنا الكريم بوجود طائفة من المسلمين مستمسكين بالحق حتى يوم القيامة كدلالة على تعافي هذه الأمة وصمودها حيث قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في رواية الشيخين من حديث المغيرة بن شعبة "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله"، ومن هذا المنطلق أقول لأبناء جلدتنا ممن ارتضى أن يسير بركاب صهيون، خاب فألكم وحبط عملكم، وأخزاكم الله في الدنيا كما سيخزيكم في الآخرة: "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ"...(البقرة: 120)، وأقول للصابرين المرابطين في غزة وباقي بقاع العرب والمسلمين، هنيئا لكم صبركم ومرابطتكم ورباطة جأشكم، فلقد والله فزتم في الدنيا والآخرة: "وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"... (البقرة: 154 – 155).
ليخسأ المنبطحون والمتخاذلون والراكعون!!.

سماك العبوشي
19 تموز /يوليو/ 2014


أخي الحبيب وأستاذي سماك العبوشي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

كلنا يعرف ونتمسك بالآية الكريمة: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
وكلنا أيضا (ومنا المؤمنون الذين يؤمنون بأن الحكمة القائلة:) كن مع الله ولا تبال، صحيحة ولا يطالها أدنى شك.
وكنتيجة، وما يتراءى لي "ما رميت إذ رميت، ولكن الله رمى".

فالله سبحانه وتعالى موجود ومطلع ويتجلى، وهو الناصر والنصير، يعرف من يركع له ومن يركع لغيره، والله أكبر وله العزة ثم لمن بتوكل عليه.

أبشر أخي الحبيب فإنني أرى النصر قريبا، ونحن مجتهدون، وهذا مطلوب، ومفروض، وواجب، خصوصا على المؤمنين به وبالله صانعه.

سماك العبوشي
24/07/2014, 04:06 PM
الكاتب القدير علي حسن قرمة المحترم...
السلام عليكم أخي الكريم.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أجل أخي العزيز، فليس لنا إلا الله العظيم الكريم، الحميد المجيد، اللطيف الخبير، فهو ملجأنا وملاذنا وبه نجاتنا وخلاصنا.
"فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ * إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ" ... (النمل: 79 – 80).
"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ" ... ( الأنعام: 123).

شاكرا لك زيارتك الكريمة لمقالتنا المتواضعة وما أدليت به من رد يثلج الصدر ويريح النفس.
والسلام عليكم.