المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نص وعد "بوشفور"



غالب ياسين
08/05/2007, 03:37 PM
نص وعد "بوشفور"
16-04-2004

فيما يلي نص رسالة الرئيس الأمريكي جورج بوش (وعد بوشفور) إلى رئيس وزراء إسرائيل إريل شارون، حسبما نشرتها صحيفة "الحياة" الجمعة 16-4-2004

"السيد رئيس الوزراء..

أشكرك على رسالتك التي عرضت فيها خطتك لفك الارتباط. إن الولايات المتحدة تبقى آملة ومصممة على إيجاد وسيلة إلى الأمام نحو حل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. وأنا أبقى ملتزماً رؤيتي التي عرضتها في 24 يونيو 2002، لقيام دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن كمفتاح للسلام ؤبـ"خريطة الطريق" إليها.

إننا نرحب بخطة فك الارتباط التي قمت بتحضيرها، التي بموجبها ستسحب إسرائيل منشآت عسكرية معينة وكل المستوطنات من غزة، كما تسحب منشآت عسكرية معينة ومستوطنات في الضفة الغربية. هذه الخطوات التي وصفتها خطتك ستسجل تقدماً حقيقياً نحو تحقيق رؤيتي التي طرحتها يوم 24 يونيو 2002، وستقدم مساهمة حقيقية نحو السلام. كما أننا نفهم أن إسرائيل تعتقد أنه في هذا الإطار من المهم المجيء بفرص جديدة إلى النقب والجليل. ونأمل بأن خطوات وفقاً لهذه الخطة، يتماشى ويتماسك مع رؤيتي، ستذكّر جميع الدول والأطراف بالتزاماتها بموجب "خريطة الطريق".

إن الولايات المتحدة تقدر المخاطر التي ينطوي عليها هذا المشروع. وعليه، أريد أن أعيد طمأنتك فيما يخص نقاطاً عدة:

أولاً- أن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة رؤيتي وتنفيذها كما وصفت خريطة الطريق، والولايات المتحدة ستبذل قصارى جهدها لمنع أي محاولة من جانب أي كان لفرض أي خطة أخرى. بموجب خريطة الطريق يجب على الفلسطينيين أن يأخذوا على عاتقهم الوقف الفوري للنشاط المسلح، وجميع أعمال العنف ضد الإسرائيليين أينما كان، ويجب على جميع المؤسسات الفلسطينية الرسمية إنهاء التحريض ضد إسرائيل. يجب على القيادة الفلسطينية أن تتصرف بحسم ضد الإرهاب، بما في ذلك القيام بعمليات معززة ومستهدفة وفاعلة لإيقاف الإرهاب ولتفكيك القدرات والبنية التحتية الإرهابية. يجب على الفلسطينيين أن يشرعوا بإصلاح سياسي شامل وجذري يتضمن ديمقراطية برلمانية قوية ورئيس وزراء بصلاحيات وسلطة.

ثانياً- لن يتوافر الأمن للإسرائيليين أو للفلسطينيين إلا عندما يتكاتفون هم وجميع الدول في المنطقة وبعدها، في الحرب على الإرهاب وتفكيك المنظمات الإرهابية. إن الولايات المتحدة تؤكد مجدداً التزامها الراسخ بأمن إسرائيل، بما في ذلك حدود آمنة يمكن الدفاع عنها، وبصيانة وتقوية قدرات إسرائيل على الردع وعلى الدفاع عن نفسها، بنفسها، ضد أي تهديد أو مزيج ممكن من هذه التهديدات.

ثالثاً- ستحتفظ إسرائيل بحق الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب، بما في ذلك اتخاذ إجراءات ضد المنظمات الإرهابية. والولايات المتحدة ستقود الجهود، وبعمل مشترك مع الأردن ومصر وآخرين في الأسرة الدولية، لمنع المناطق التي تنسحب منها إسرائيل من تشكيل تهديد يتطلب معالجته بأي طرق أخرى. والولايات المتحدة تفهم أن بعد انسحاب إسرائيل من غزة و/أو من أجزاء من الضفة الغربية، إلى حين اتفاقات على ترتيبات أخرى، أن الترتيبات المعنية بالسيطرة على الأجواء، والمياه الإقليمية، والمعابر البرية في الضفة الغربية وغزة، ستستمر.

إن الولايات المتحدة تلتزم بقوة أمن ورفاه إسرائيل دولة يهودية. ويبدو واضحاً أن إطارا لحل توافقي وعادل ومنصف وواقعي لقضية اللاجئين الفلسطينيين، كجزء من أي اتفاق على الوضع النهائي، يجب التوصل إليه من خلال إقامة دولة فلسطينية وتوطين اللاجئين الفلسطينيين هناك بدل إسرائيل.

وعلى إسرائيل، ضمن تسوية نهائية سلمية، أن تحصل على حدود آمنة ومعترف بها دوليا يجري التوصل إليها من المفاوضات بين الأطراف متماشيا مع قراري مجلس الأمن 242 و338 . وعلى ضوء الوقائع على الأرض، من ضمن ذلك المراكز السكانية الإسرائيلية الرئيسية المتواجدة، لا يمكننا واقعياً أن نتوقع أن تكون نتيجة مفاوضات الوضع النهائي العودة الكاملة والشاملة إلى خطوط هدنة 1949، وهي النتيجة نفسها التي توصلت إليها كل الجهود السابقة للتفاوض على حل الدولتين. ومن الواقعي أن لا ننتظر التوصل إلى أي اتفاق على الوضع النهائي إلا على أساس تغييرات متبادلة متفق عليها تعكس هذه الوقائع.

أعرف، كما ذكرت في رسالتك، أنك تدرك أن هناك مسؤوليات معينة أمام دولة إسرائيل. من بين هذه ما أعلنته حكومتك عن أن الجدار الذي يتم إنشاؤه من قبل إسرائيل يجب أن يكون جداراً أمنياً وليس سياسياً، وأن يكون مؤقتا وليس دائماً، وهو تبعاً لذلك لا يستبق أياً من قضايا الوضع النهائي ومن بينها الحدود النهائية، وأن على ترسيمه أن يضع في الاعتبار، متماشياً مع المتطلبات الأمنية، تأثيره على الفلسطينيين الذين لا يقومون بنشاطات إرهابية.

الولايات المتحدة، كما تعلم، تدعم قيام دولة فلسطينية قادرة على البقاء ومتواصلة (جغرافيا) وسيدة ومستقلة، لكي يتمكن الفلسطينيون من بناء مستقبلهم حسب رؤيتي التي طرحتها في يونيو 2002 والدرب الذي رسمته خريطة الطريق. وستنضم الولايات المتحدة إلى آخرين في المجتمع الدولي لرعاية تطوير مؤسسات سياسية ديمقراطية وقيادة جديدة تلتزم تلك المؤسسات، إضافة إلى إعادة ابتناء المؤسسات المدنية، ونمو اقتصاد حرّ ثري، وإقامة مؤسسات أمنية فاعلة تلتزم إدامة القانون والنظام وتفكيك المنظمات الإرهابية.

إن لتسوية تفاوضية بين الإسرائيليين والفلسطينيين أن تأتي بخير عميم ليس فقط للشعبين بل لشعوب المنطقة كلها. من هنا تعتقد الولايات المتحدة أن لكل من دول المنطقة مسؤولياتها: أي دعم بناء مؤسسات دولة فلسطينية، القتال ضد الإرهاب، وقطع كل أنواع المساعدة عن الأشخاص والمجموعات التي تمارس الإرهاب، وأن تـــبدأ الآن بالتحرك نحو علاقات أكثر طبيعية مع دولة إسرائيل. وستشكل هذه الخطوات مساهمة حقيقية في إقامة السلام في المنطقة.

السيد رئيس الوزراء: لقد قدمت مبادرة شجاعة وتاريخية يمكن أن تقدم مساهمة مهمة في السلام. إنني أحيي وأدعم جهودك وقرارك الشجاع. الولايات المتحدة، باعتبارها صديقاً وحليفاً مخلصاً، تعتزم التعاون الوثيق معك للمساعدة على إنجاحها.

المخلص جورج دبليو بوش"