المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نهاية عهد الرئيس



رامي
08/05/2007, 06:04 PM
نهاية عهد الرئيس
تقديم/رامي الغف
تتداول الصحافة الأمريكية تنبؤات بقرب نهاية عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش و ذلك قبل انتهاء فترته الرئاسية الثانية , و أن مغادرته للبيت الأبيض سوف لن تتم على وقع الموسيقى الحماسية و قرع طبول النصر على " قوى الإرهاب و التخلف " . و لأن حرب بوش سلطت قوى أكثر تخلفا و فاشية على رقاب الشعب العراقي و أنها شنت نتيجة دوافع وأسباب واهية أثبتت الأيام خطلها , فإن موسيقى جنائزية حزينة ترافقها آلاف التوابيت لجنود أمريكان سقطوا في حرب خاسرة وسترافقه من مكتبه في البيت الأبيض حتى باب الخروج مئات الآلاف من الأرامل العراقيات و مئات الآلاف من الأيتام و ملايين الفقراء و العاطلين عن العمل , و ربما سيتلقفه المتظاهرون الأمريكيون جينها و يقذفونه بالبيض و الطماطم.
و سوف لن تقل فضيحة بوش عن فضيحة "ووتر غيت" الشهيرة، التي أسقطت الرئيس الأميركي الأسبق "ريتشارد نيكسون". ليس بسبب عجزها عن إدارة شؤون الولايات المتحدة الخارجية في الداخل، إنما أيضاً بسبب عمليات "النصبْ" و"الآثام الشنيعة" التي ارتكبتها بحسب تعبير افتتاحية صحيفة "االنيويورك تايمز"التي ترى أنّ حقائق كثيرة تتكشف يومياً، خاصة تلك التي تتعلق بغزو العراق والحرب على الإرهاب. فبوش "استخدم حزبه الجمهوري ليدخل الشعب الأميركي في ظلام دامس"، كي يعلن حرباً لم يناقشها ولم يستند فيها إلى أدلة مخابراتية صحيحة باعتراف رئيس جهاز المخابرات السابق "جورج تينيت"، بل "زيّف ما احتاجه" من أدلة، وأنّ ذلك كله هو الذي أدى الى ادخال العراق في فوضى لا يـُعرف لها نهاية. وأنه فرض على الصعيد الداخلي برامج تجسس غير شرعية.
وقالت صحيفة "االنيويورك تايمز" في افتتاحية لاذعة اللهجة نشرتها تحت عنوان (مازلنا بانتظار الإجابة): بالتأكيد لا أحد سوى حفنة من الجمهوريين (أعضاء الكونغرس) الذين يخادعون أنفسهم، فوجئوا بما كشفه جورج تينت المدير السابق لوكالة المخابرات الأميركية، الذي أكد أنّ إدارة بوش لم تناقش بشكل جدي مسألة فيما إذا كان العراق زمن الرئيس السابق صدام حسين، يشكل تهديداً للولايات المتحدة الأميركية أم لا. وأوضحت أنّ بوش يريد تصعيد الحرب المستمرة في العراق بالأساطير نفسها التي روّجها حول صدام. وأكدت أن شعب الولايات المتحدة ليس بحاجة الى أساطير جديدة. بل إن أسئلته الكثيرة بحاجة الى إجابات.
وكشفت "النيويورك تايمز" إنّ الرئيس الأميركي جورج بوش قرر غزو العراق أولاً، ثم بنى تصوراته المتداعية لما بعد لحرب. ولهذا –تقول الصحيفة- يجب أنْ نسأل: لماذا بعد كل هذا الوقت يبقى الأميركان في ظلامهم الدامس، ولا يحاولون فهم تلك الحملة ضد العراق؟. ولماذا لا يعرف الأميركان الحقيقة الكاملة عن برنامج التجسس الداخلي غير الشرعي الذي فرضه بوش، او قراراته بكيفية معاملة سجناء الحرب على الإرهاب؟ وفي الوقت الحاضر هناك أسئلة تستجدي إجاباتها حول حملة تطهير المدعين العامين الفدراليين ونشاطات الحملة في وكالات السلطة التنفيذية التي ربما تكون قد انتهكت قانوناً اتحادياً.
لست سينين –تقول الصحيفة- وأكثرية الجمهوريين في الكونغرس يتجاهلون ما تمارسه إدارة بوش من عمليات "النصْب" و"الآثام" و"الأفعال العاجزة" أو بضغوطها على الكونغرس لصناعة قوانين سيئة، كانت غطاء شرعياً لبعض انتهاكات بوش الشنيعة واساءته استعمال سلطاته. أما الآن –تؤكد الصحيفة- فإن الديمقراطيين هم الذين يسيطرون على الكونغرس. ولقد فتحوا أبواب الحكومة بطرق مرحب بها. لكن قائمة الأسئلة تبدو في نمو متزايد.
وقالت: نتمنى أنّ "هنري ووكسمن" عضو الكونغرس رئيس لجنة الإشراف والإصلاح الحكومي، يفرض أمره بإحضار وزيرة الخارجية "كونداليزا رايس" لمناقشة مزاعم ما قبل الحرب حول برامج أسلحة صدام حسين. وقالت الصحيفة: إنّ "رايس" التي كانت بمنصب مستشار الأمن القومي قبل الحرب، تقول إنها أجابت عن كل سؤال محتمل. فهل دققت التوصيات الخادعة لـ "دكان" استخبارات وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد بشأن الجهود المزعومة للعراق حول اكتساب اليورانيوم.
وترى "النيويورك تايمز" أنّ وكالة المخابرات المركزية الأميركية ووزارة الخارجية اعتقدتا أن التقرير (بشأن أسلحة العراق) كان خاطئاً. فلماذا سمحت "رايس" للرئيس أن يعيد بث التقرير الى العالم؟ وهل عرف بوش أن ما ادعاه كان خاطئاً؟ والشيء نفسه ينطبق على مزاعم أخرى بشأن العراق، بضمنها التقرير الزائف حول شراء "أنابيب الألمنيوم" لبناء القنبلة، والحديث عن غيمة الفطر (الانفجار النووي) وقصص الساحرات بخصوص ارتباطات العراق مع القاعدة. وعندما أصبح واضحاً أن المخابرات كانت خاطئة، لماذا لم تتأكد "رايس" أن عامة الناس قد اكتشفوا ذلك؟. وقالت: قبل الحرب لم تكن "رايس" لتتعرض للسؤال من قبل مجلس الشيوخ، لكنها ألان تحت مطرقته. إذا ما رفضت الإدلاء بشهادتها، فإن مجلس النواب يجب أنْ يحتقرها.
وأضافت: إنه امر ضروي للسناتور "جون روكفلر"، رئيس لجنة المخابرات، كي ينهي الدراستين الباقيتين عن استخبارات ما قبل الحرب التي لم تكن لدى السناتور "بات روبرت" نية لإكمالها. وقالت إنّ الأخطاء التي ارتكبتها وكالات المخابرات الأميركية في التنبؤات الزائفة بشأن الذي ما سيحدث بعد غزو العراق، يـُتوقع أن تنتهي الشهر المقبل. وإن الفقرات الأخيرة من التقرير ستقارن بما قاله مسؤولو الإدارة حول العراق بشأن المعلومات الحقيقية التي يمتلكونها. وكلا التقريرين –تؤكد الصحيفة- جوهري لفهم كيف أدخل بوش هذا البلد (العراق) في جحيم الفوضى. وقالت الصحيفة ان "روكفلز" يجب أن يتأكد أن البيت الأبيض لا يسحب نفسه خارج سياج الإجراءات التي يعلنها.
وبشأن الأسئلة حول تطهير المدعين العامين الأميركان -تقول الصحيفة- هناك أدلة تتزايد أهميتها بأن العديد المدعين العامين الثمانية الفدراليين كانوا قد عوقبوا بسبب رفضهم محاكمة الديمقراطيين بتهمة تزوير الانتخابات. وتساءلت "النيويورك تايمز" في افتتاحيتها قائلة: من أدار حملة التطهير هذه؟ وهل هي حقيقية، كما تبدو الآن، فهناك آخرون كوفئوا بسبب حالات الفساد التي مارسوها. ووصف محللون سياسيون في واشنطن الحقائق التي تتكشف يومياً عن "فضائح" إدارة بوش تكاد تكون أشنع من كل الفضائح التي ارتكبت في عهد أية إدارة أميركية سابقة. وتوقع المحللون تصاعد "الحرب المعلنة" بين الديمقراطيين والإدارة الأميركية، التي يمكن أنْ تنتهي إلى كارثة سياسية إذا لم يتراجع بوش عن سياساته، ويذعن لمصلحة البلد.
وللسنوات الست الأخيرة –تكشف الصحيفة المزيد من الحقائق- أدار البيت الأبيض حلقات دراسية في كل دائرة انتخابية التي بدت بشكل مؤكد كما لو أنها جهد لاستخدام الوكالات الحكومية في مساعدة مرشحي الحزب الجمهوري. فهل انتهكوا القانون الذي يحرم استعمال المكاتب الفدرالية في الحملات الانتخابية؟ وترى الصحيفة الأميركية أنّ "كارل روفر"، المهندس السياسي لبوش كان نقطة الارتكاز في الفضائح التي ارتكبتها إدارة الرئيس الأميركي. وقالت الصحيفة إن الكونغرس يحتاج لـ "إصدار أمر إحضار بوش وتنفيذه" كي يرغم الرئيس ومسؤوليه في البيت الأبيض على الإدلاء بشهاداتهم، بغية كشف الحقائق.
وأوضحت "النيويورك تايمز" أنّ مؤيدي الرئيس بوش يحتجون بأن التحقيقات التي يطالب بها الكونغرس بشكل كبير ذات دوافع سياسية، ترتكز الى هامش الصراع الحزبي مع الديمقراطيين. والحقيقة بشكل مبسط وواضح هي أن العمل السياسي الذي يرفض الجمهوريون أداءه طبقاً لواجبهم الدستوري يتعلق بالكشف عن طبيعة إشرافهم على سياسات البلد للسنوات الست الماضية. وقال "هنري ووكسمن" أنّ لجنته أصدرت أربع أوامر حضور لإدارة بوش تحت قيادة الحزب الجمهورية. وقال إنّ جورج بوش استساغ عادة رفض التعاون مع الكونغرس وجعلها "عادة" له. أو أنه أظهر بأنه تعلم كيف يمارس حدود سلطته.