المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أغرب غرائب العرب



كاظم فنجان الحمامي
10/10/2014, 08:52 AM
أغرب غرائب العرب


كاظم فنجان الحمامي

عندنا أفواج من الذين أدمنوا الخيانة حتى قال عنهم رجال الموساد: أن مشكلتهم مع تلك الأفواج ليست في كيفية تجنيدهم للعمل كعملاء. بل في كيفية استيعاب هذا الكم الهائل من طلبات التعاون مع تل أبيب، التي تأتيها منهم وكلهم راغبون في ضمان مستقبلهم المادي والسلطوي، ومعظمهم من الوسط السياسي والفني والتجاري والإعلامي.
وعندنا فقهاء تخصصوا بتكفير الناس لكنهم يعيشون بجوار القواعد الأمريكية، التي اتسعت وتكاثرت خلف قصورهم، ولا يكفرون أميرهم الذي وفر لها المأوى والملاذ الآمن، بينما يعترضون على الأنظمة العربية الأخرى التي لا وجود للقواعد الأمريكية على أرضها، ويعلنون عليها الجهاد المسلح بالأحزمة الانتحارية الناسفة.
وعندنا قبائل عربية خليجية عريقة. خسر رجالها حقوقهم الوطنية، وفقدوا حقوقهم الإنسانية، وتعاملت معهم بلدانهم مثلما تتعامل مع الوافدين غير الشرعيين.
وعندنا دولة مراهقة، هي قطر (نقطة في بحر). تطالب منظمة الأمم المتحدة بمقعد دائم لها في مجلس الأمن الدولي، الذي يضم حتى الآن خمس دول كبرى. هي بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية. المدهش في الموقف الدولي أن دول كبرى بمستوى اليابان وألمانيا والهند وايطاليا والأرجنتين والبرازيل والمكسيك وأسبانيا وتركيا والنمسا وهولندة تقف الآن خارج تشكيلة المجلس، ولا تفكر بالحصول على مقعد لها مع الدول الخمس.
وعندنا شرائح كبيرة من الناس تستحي من الحاكم ولا تستحي من الله. تخشى العيب ولا تتورع عن ارتكاب المحرمات، وعندنا أقوام يقدسون رجال الدين أكثر من تقديسهم للدين نفسه، وأقوام يهاجمون الناجح ويرجمونه بالحجارة، ويحترمون الفاشل ويطوقونه بالورد والياسمين حتى ترهل تعدادنا السكاني بالفاشلين والأغبياء والإرهابيين.
وعندنا فئات من الناس يمنعون العلماء والأدباء والفنانين من صناعة التغيير، ويضعون ثقتهم في الانتهازيين والمغفلين والمرتزقة، ويمنحونهم ثمار آلامهم، فيمسي العلماء أضحوكة، ويصبح العقلاء ألعوبة في فضاءات الفوضى المشحونة بالطائفية، وعندنا فئات من الناس يأتمنون الخائن، ويخوِّنون الأمين، ويصدقون الكاذب، ويكذِّبون الصادق، ويميلون نحو الخضوع والخنوع والعيش المُذل.
وعندنا منظمات تخطط لمنح قلادة الأم المثالية لراقصة عجوز ماانفكت تمتهن الرقص الخليع في الملاهي الليلية، بينما يصبون لعناتهم على مناضلة يمنية وطنية، حازت جائزة نوبل للسلام.
أقصى ما يمكن تخيله أن أحد الملوك العرب (؟) بعث برسالة خطية إلى رئيس وزراء إسرائيل. يقول فيها: أن عرشي أمانة في عنقك طوال مدة علاجي من السرطان في أمريكا، وأرجو أن تشمل ابني (؟) برعايتك الأبوية، وتتعاطف معه مثلما تتعاطف مع ولدك الصغير، وتمنع عنه محاولات شقيقي (؟) من الاستحواذ على العرش.
وعندنا فئة قليلة من الناس يدعون للتحرر من قيود العبودية، بينما تطالب الغالبية العظمى منهم بتحسين شروط العبودية. من دون أن يعلموا أن كلمة (لا إله إلا الله) وحدها, تُطلق الإنسان من عقاله، وتحرره من العبوديات الباطلة وتبشره بالمغفرة وتُنجيه من الخوف وتحفظه من الوساوس، وتجعله أطول من الجبال هامةً وأرسخ منها ثابتاً، ولا يعلمون أيضاً أن الذين استعانوا بغير الله ذلّوا.