المصالح المرسلة ضرورة فقهية

[محمد خطاب سويدان]

المصالح المرسلة ضرورية في مواكبة الفقه لمستجدات العصر
أن مواكبة حركة الحياة تستدعي العلم بطبائع الحركة الحيوية للحياة وهي إذن شرط وصفة للمفتي التي يجب أن يتحلى ، أي هو التجانس مع حركة الحياة ومسايرتها في حدود الشرع ومصلحة الناس ما لم يخالف نصا صريحا ، وأرى ان ذلك أصل كبير ومستقل من اصول الاجتهاد ، فكيف للبعض ان يفتي بالحلال والحرام وهو غائب عن الحياة وتطورها وما يلزم لها وما لا يلزم ، هي ثقافة شمولية تستخدم عطاء كل العلوم حتى العميقة منها ، وهذه الحصيلة من العلوم مضاف اليها حصيلته بنصوص الشرع والتفسير وأصول البحث والفقه والتاريخ مع معايشته للواقع واقصد هنا واقع الناس المعاش الذي يتطلب ان يعيشه الناس في عصرهم المليء بالجديد والمستجد .
يجب ان تكون الفتوى متجانسة تماما مع سيرورة الحياة وحركتها وحكمة الخلق في استعمار الأرض وقد اجمع الفقهاء على ( تغير الأحكام بتغير الزمان ) .
هذا اصل من اصول بعض المذاهب الاسلامية في الفتيا وهو ما يسمى بالمصالح المرسلة وهو أصل من أصول المذهب المالكي أحد دعائم المذاهب الاسلامية وثاني مذاهبها .
وبمكن تعريف المصالح المرسلة :
المصلحة التي لم يشرع الشارع حكما لتحقيقها، ولم يوجد دليل شرعي على اعتبارها أو إلغائها ، وسميت مطلقة لأنها لم تقيد بدليل اعتبار أو دليل إلغاء .
ذهب الجمهور إلى أن المصلحة المرسلة حجة شرعية يبنى عليها تشريع الأحكام ، وأن الواقعة التي لا حكم فيها بنص أو إجماع أو قياس أو استحسان، يشرع فيها الحكم الذي تقتضيه المصلحة المطلقة ولا يتوقف تشريع الحكم بناء على هذه المصلحة على وجود شاهد من الشرع باعتبارها.
محمد خطاب سويدان