المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وثائق صادرة في العام 1921



غالب ياسين
09/05/2007, 09:57 AM
وثائق صادرة في العام 1921



قانون تعديل التشريعات العثمانية فيما يتعلق بالأراضي الموات (البور) 16 / 2 / 1921

بيان هربرت صموئيل بصدد سياسته في فلسطين بعد اضطرابات سنة 1921 سنة 1921

مذكرة رئيس المؤتمر العربي الفلسطيني الثالث لوزير الخارجية البريطانية حول ضرورة وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين 8/3/1921

مذكرة رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي " الإسلامي والمسيحي " في فلسطين لرئيس مجلس العموم البريطاني حول ضرورة إلغاء وعد بلفور وتغيير السياسة البريطانية في فلسطين

بيان اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعي في فلسطين بمناسبة عيد العمال مايو سنة 1921

مذكرة الوفد العربي الفلسطيني الأول إلى الحكومة البريطانية حول المطالب الوطنية لعرب فلسطين 12/8/1921

المذكرة المقدمة من الوفد الفلسطيني إلى رئيس عصبة الأمم في جنيف للمطالبة بتشكيل حكومة وطنية في فلسطين أيلول/ سبتمبر 1921

مذكرة الوفد العربي الفلسطيني الأول إلى وزير المستعمرات البريطانية حول أماني عرب فلسطين ورأيهم في سياسة حكومة الانتداب والهجرة الصهيونية 24/10/1921

احتجاج الجمعيات الإسلامية والمسيحية بحيفا على تهريب الأسلحة لليهود ، مقدم إلى المندوب السامي



ــــــــــــــــــــــــــــ

قانون تعديل التشريعات العثمانية فيما يتعلق بالأراضي الموات (البور)([1]) 16 / 2 / 1921

المادة ـ 1. يطلق على هذا القانون اسم قانون الأراضي (الموات).

المادة ـ 2. تستبدل الفقرة الأخيرة من المادة 103 من قانون الأراضي العثماني بما يلي:

"كل من نقب أرضا مواتا أو زرعها دون أن يحصل على موافقة مدير الأراضي لا يحق له أن يحصل على سند ملكية بشأن تلك الأرض ويعرض نفسه فضلا عن ذلك للمحاكمة لتجاوزه على الأرض".

ــــــــــــــــــــــــــــ

بيان هربرت صموئيل بصدد سياسته في فلسطين بعد اضطرابات سنة 1921 ([3]) سنة 1921

"إني لحزين أشد الحزن لأنني لم أستطع تحقيق الانسجام بين مختلف المذاهب والطوائف في فلسطين، وهو ما كنت أسعى إلى تحقيقه بكثير من السعي الجدي …. وعلي أولاً أن أشير هنا إلى ما وقع من سوء فهم مزعج للتعبير الذي ظهر في وعد بلفور عن " إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين " وإني لأسمع من جهات عديدة أن الشعب العربي لن يوافق على اغتصاب بلاده وأماكنه المقدسة وأراضيه لاعطائها إلى الغرباء ، وإن العرب لن يقروا على الإطلاق قيام حكومة يهودية تحكم غالبية السكان من مسلمين ومسيحيين . ويقول الناس : إنهم لا يستطيعون أن يفهموا كيف وافقت الحكومة البريطانية التي عرفت في العالم بعدلها على مثل هذه السياسة وردى على هذه الأقوال ، أن الحكومة البريطانية التي تولي العدل المحل الأول من اعتبارها لم توافق ولن توافق قط على مثل هذه السياسة وليس هذا هو المعنى الذي هدف إليه وعد بلفور . ومن المحتمل أن تكون الترجمة العربية للعبارات الإنجليزية لم تنقل المعنى الحقيقي للوعد . فهو يعني أن في وسع اليهود ، الشعب المشتت في جميع أرجاء العالم والذي ظلت قلوب أبنائه متعلقة بفلسطين أن يجدوا في فلسطين وطناً لهم ،وأن في وسع فريق منهم ،تحدد مصالح السكان الحاليين عدد أفراده أن يفدوا إلي فلسطين ليساعدوا بما لديهم من موارد وما يقدمونه من جهود في تطوير البلاد لصالح جميع سكانها ولو رأينا أنفسنا في حاجة إلى اتخاذ أية إجراءات لاقناع السكان المسلمين والمسيحيين بأن الحكومة ستراعي عمليا وفي تطبيقها ، هذه المبادئ وتحافظ على حقوقهم محافظة تامة ، فإننا لن نتوانى عن اتخاذها ، وليس من المعقول أن تفرض الحكومة البريطانية التي أصبحت وصية على سعادة أهل فلسطين بموجب انتدابها عليها أية سياسة يجدون ما يبرر لهم الظن في أنها تتعارض مع دياناتهم ومع مصالحهم السياسية والاقتصادية "

وانتقل بعد ذلك إلى موضوع الهجرة اليهودية ، وأعلن طبيعة الأنظمة التي يعتزم وضعها لتنظيمها, وقال إن في وسع الزائرين الذين يعتزمون قضاء ثلاثة أشهر في البلاد وأقل، أو الذين يملكون موارد مالية كافية ومستقلة أو أصحاب المهن الذين يعتزمون ممارسة مهنتهم في البلاد ، أو أفراد العائلات التي يقيم معيلوها في فلسطين، أولئك الذين يمكن تشغيلهم فترة زمنية محددة بأن يأتوا إلى فلسطين ، لكن " أوضاع فلسطين لا تسمح بأية صورة من الصور بما يشبه الهجرة الجماعية ".

وانتقل السير هربرت من موضوع الهجرة إلى موضوع الخطر الشيوعي المتجسد في حزب " موبسي " فقال إن " عدداً من الوافدين الجدد قد صبغوا بالصبغة البلشفية المؤذية . وأنهم يحملون معهم الدمار الاقتصادي لجميع الطبقات في أية بلاد يدخلونها ".



__________________________



مذكرة رئيس المؤتمر العربي الفلسطيني الثالث لوزير الخارجية البريطانية حول ضرورة وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين ([2]) 8/3/1921

سعادة ناظر خارجية إنجلترا

طالما نبهنا حكومات الحلفاء بأن مهاجري اليهود الذين يؤمون فلسطين ينشرون مبادئ البلشفية في البلاد ويسببون وقوع الفتن فيها، ولكنا قبل لم نلق أذنا صاغية أما اليوم فقد اعترفت الحكومة بأن فتنة يافا قد تسببت وبدأت من قبل اليهود وأن مهاجريهم ينشرون روح البلشفية في فلسطين، لهذا نطلب مكررين إيقاف سير الهجرة اليهودية إلى هذه البلاد حقنا للدماء ومنعا لسير نار البلشفية في الشرق .

لجنة المؤتمر العربي الفلسطيني

(الإسلامي والمسيحي)



(قدمت نسخ إلى كل من :

جلالة ملك بريطانيا العظمى ـ ومجلس اللوردات ـ ومجلس العموم ـ وقداسة البابا ـ وناظر خارجية فرنسا ـ وناظر خارجية إيطاليا ـ وناظر خارجية أسبانيا ـ وناظر خارجية الولايات المتحدة الأمريكية).



ــــــــــــــــــــــــــــ

مذكرة رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي " الإسلامي والمسيحي " في فلسطين لرئيس مجلس العموم البريطاني حول ضرورة إلغاء وعد بلفور وتغيير السياسة البريطانية في فلسطين([4])

سنة1921

سعادة رئيس مجلس العموم بلندن :

إن المعارك الدموية القائمة - اليوم - في يافا ، ويد التفويض والهدم الإباحية التي تتهدد جميع فلسطين إنما هي إحدى نتائج عهد بلفور ، وسياسة الحكومة الحاضرة التي ترمي إلى جعل فلسطين وطنا قوميا لليهود وملاحقتها للخطط الفاسدة التي ترسمها الجمعية الصهيونية لأجل إخراج الوطنيين من بلادهم ، ومنازلهم مما سهل لمهاجري اليهود نشر مبادئ البلشفية في الطائفة اليهودية وإثارة الفتن والثورات في بلاد السلام ومهد الأديان.



إن احتجاجات الأمة على هذا الوعد وهذه السياسة قد توالت عليكم بلا جدوى ، أما وقد بدأ شرر اللهيب المقبل يتطاير فيحرق البلاد بلدة بلدة فقد جئناكم اليوم - ونار البلشفية تكاد تلتهم إحدى أمهات بلادنا وعلم الهدم والتقويض الأحمر يرفع علنا في البلاد ومنشورات دعوة الشيوعية توزع على الأهلين بصورة متوالية - نطلب إلغاء عهد بلفور ، وتغيير سياسة الحكومة الحاضرة قبل أن تداهمنا نار البلشفية بحالة أوسع وأشد بحث لا نقوى معها على مساعدة الحكومة لإطفائها فتلتهم البلاد والشرق أجمع .



( قدمت نسخ إلى المراجع الآتية :-

جلالة الملك ـ قداسة البابا ـ مجلس اللوردات ـ ناظر خارجية فرنسا ـ ناظر خارجية الولايات المتحدة ـ ناظر خارجية إيطاليا ـ ناظر خارجية أسبانيا ـ ناظر خارجية إنجلترا).



ــــــــــــــــــــــــــــ

بيان اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعي في فلسطين بمناسبة عيد العمال([5]) مايو سنة 1921

أيها العمال في جميع بلاد العالم : اتحدوا . إلى جميع فئات العمال في فلسطين .

أيها الزملاء: إن العمال في جميع العالم يحتفلون بعيد أول مايو عيد الربيع لتحريرهم القريب.

في هذا اليوم تتعطل الآلات، ويسود السكينة في جميع الأنحاء فلا عمل في قطارات ولا ترامواى ولا بواخر، ويهجر العمال المعامل والمصانع والمكاتب والمناجم والحقول والغابات، فيترك العمال آلاتهم والفلاحون محاريثهم ويسيرون فرحين في الشوارع والميادين للتمتع بالشمس البهية والربيع والمناظر الطبيعية التي تعيد إلى النفوس قوتها وإلى القلوب شعورها.



اليوم يعبر العمال عن إرادتهم الثابتة في تكسير القيود التي جعلتهم عبيداً منحطين . برغم الحدود الطبيعية والعراقيل التي شيدتها العداوات بين الشعوب وفي جميع أنحاء العالم يمد العمال أيديهم إلى أيدي بعضهم البعض ويتحدون اتحاداً قوياً في جمعية كبيرة تؤهلهم لمقاومة القيود التي وضعتها الحالة الاجتماعية الحاضرة .. تلك الحالة التي دفعت العمال إلى الشقاء والعذاب وجعلت أفراداً معدودين يتمتعون بخيرات العالم ورفاهيته .

أيها الزملاء : عن العمال في جميع بلاد العالم يسيرون في معركة هائلة ضد الذين جعلوا السيف والنار وسيلة للقضاء على توسلات العامل الواقع في العبودية -إن هذه المعركة هائلة ولكن الشجاعة التي يتحلى بها العامل تمكنه من السير إلى الأمام لأنه يعرف أنه وحيد في مهمته وليس له غير ذراعين لتشييد حالة اجتماعية جديدة - إن النداء يرن في الآذان :

أيها العمال والفلاحون : ضموا صفوفكم في المعركة ولا تستمروا في عذابكم الذي ينزله بكم أعداؤكم ارفعوا رؤوسكم واستولوا بأيديكم على السلطة.



في كل صقع سمع فيه نداء . تمسك به العمال والفلاحون في أوربا .

وفي الأصقاع السيبيرية وفي مصر الزاهية. في آسيا المضطربة وفي أسترالية يبلغ عدد المنضمين إلى صفوف المجاهدين عدة ملايين من الأنفس، وينتظرون الساعة للسير مع زملائهم سكان روسيا الكبيرة التي قضت على كل الأغنياء والثروات الكبيرة والأمراض الاجتماعية التي أخرجها إلى العالم رأس المال . في هذه البلاد الروسية لا يعيش غير أناس يعملون وينتجون ، والكسالى يبعدون عن هذا المجموع وابعادهم أرسل الخوف إلى أولئك الذين كانوا يعتمدون على غيرهم ليعيشوا ، فأخذوا يقاومون المبادئ الروسية ، وقام المستبدون في إنجلترا وفرنسا و إيطاليا والسلاح بأيديهم لإخضاع شعوبهم وشعوب أخرى في الهند وفي أفريقية وفي البلاد العربية خوفاً من الثورة الروسية لا يريد هؤلاء المستبدون أن يتركوا فريستهم ( المستعمرات ) التي أصبحت منذ زمن بعيد ركنا قويا يعتمد عليه ممولهم .



ولكنهم يعرفون أن الثورة الروسية تساعد جميع الشعوب للنهوض والقضاء على هذه العبودية. وهذا ما حملهم على محاربة الروسية ، لأنهم بمحاربتها يحاربون عدو نفوذهم، ولكن الروسيا بوساطة جيوشها الحمراء وحالتها المعنوية الهائلة كسرت شوكة أعدائها وأصبح هؤلاء يطالبون منها العفو والرحمة .



أيها العمال: إن مبادئ موسكو تناديكم أن تضموا صفوفكم وتسيروا على الخطة التي سار عليها الروسيون, وتقضوا على جلاديكم والمستبدين فيكم وتنضموا إلى المؤتمر الثالث الدولي الشيوعي. لأن السلاح يقرقع قبل الموقعة القادمة التي تؤدي إلى الحرية وقوتنا تزداد وتنمو .

أيها العمال والفلاحون العرب : مضى على الشرق زمن طويل وهو في سبات عميق يستثمره الممولون المحليون والأجانب ، قد صحا من سباته وهب من يقظته لأن الثورة الروسية قضت على جميع المخاوف وتآلفت الجمهوريات الكثيرة في بلاد الجركس والتتر والأرمن والترك والعجم وكلها حرة بعيدة عن كل المؤثرات. وقد لا يمضي وقت طويل حتى يخرج الشعب الهندي ظافرا من معركته مع إنجلترا المستبدة ويؤلف جمهورية اشتراكية . جميع الشعوب التي تحررت والتي تتحرر الآن تدرك أن الصديق الحقيقي الذي يساعدهم ولا يخونهم قط هو الجمهورية الروسية الحالية . وقد أظهر مؤتمر باكو الذي اشترك فيه ألفا مندوب من جميع البلاد الشرقية هذه الحقيقة الناصعة، في هذا المؤتمر أقسم الجميع على الحرب في جانب روسيا إلى أن يتحرر الشرق وتتحرر جميع بلاد العالم.



يا عمال فلسطين وفلاحيها الكرام : هل تخونون أنتم هذا القسم العظيم ؟ وهل تتركون الأجانب مسيطرين عليكم زمنا طويلا ؟ هل تبقى حياتكم وثرواتكم ونساؤكم وأولادكم ملكا لبعض الأفندية زمنا طويلا؟

إنكم تموتون جوعا وشقاء وحياتكم لا قيمة لها لأن أغنياءكم يسبحون في دمائكم وينعمون في شقائكم وأنتم ساكتون.



يعيش معكم اليهود الذين لم يأتوا لاضطهادكم ، بل كي يعيشوا معكم وهم مستعدون للجهاد بجانبكم ضد هؤلاء الأعداء الماليين من اليهود والعرب والإنجليز. إن البلاد معطلة لا زرع فيها ولا عمل . ولكن إذا كانت ملكا للذين يحرثونها ويزرعونها ويستثمرونها فإنها تكفي الجميع. وإذا كان أصحاب الأموال يدفعونكم ضد العمال اليهود حتى يأمنوا من تعديكم عليهم فهل تبقون على خطئكم هذا؟.



إن هذا العامل اليهودي، جندي الثورة، جاء يمد يده إلى أيديكم كزميل لمقاومة الماليين الإنجليز واليهود والعرب ومصيركم واحد في الحرية أو في الاضطهاد.

ولا ينتهي عذاب العمال والفلاحين إلا إذا تحرروا جميعاً من هذه العبودية الضاغطة عليهم.



أيها الزملاء عمالا وفلاحين : في هذا اليوم التاريخي . يوم أول مايو . نناديكم أن تنضموا إلى الشيوعيين الروسيين للجهاد ضد قتلة باريس ولندن الذين يقررون مصيرنا كأننا غير موجودين أو كأن لا سلطة لنا لتقرير مصيرنا.

نناديكم للجهاد ضد الأغنياء الذين يبيعون البلاد وأهاليها للأجانب.

اتحدوا مع الشعب الروسي فهو يساعدكم لنوال حريتكم واستقلالكم الوطني .

إن هذا العيد العام يجب أن يكون عيدكم ، اتركوا العمل في هذا اليوم واخرجوا في الشوارع واهتفوا تحت العلم الأحمر .



فلتسقط الحراب الإنجليزية والفرنسية .

وليسقط أصحاب الثروات العرب والأجانب .

وليحيى المؤتمر الثالث الدولي الشيوعي .

ولتحيى الثورة الاجتماعية في العالم . لتحيى سلطة العمل. ولتحيى فلسطين السوفيتية.



عن اللجنة التنفيذية

للحزب الشيوعي في فلسطين



ــــــــــــــــــــــــــــ

مذكرة الوفد العربي الفلسطيني الأول إلى الحكومة البريطانية حول المطالب الوطنية لعرب فلسطين([6]) 12/8/1921

ان أهالي فلسطين من مسلمين ومسيحيين الذين نمثلهم قد أوفدونا لنطلب من الشعب الإنجليزي الحر ومن حكومة إنجلترا حليفة العرب ما يأتي:



أولا: نطلب إنشاء حكومة وطنية تكون مسئولة أمام مجلس نيابي "برلمان" منتخب من السكان الذين قطنوا فلسطين قبل الحرب من مسلمين ومسيحيين ويهود. وهذه الطلبات نبنيها على ما يأتي:

(أ ) على المعاهدة المعقودة بين جلالة الملك حسين من جهة والحكومات البريطانية من جهة أخرى في 24 أكتوبر سنة 1915 بواسطة السر مكماهون الذي كان ممثلا لحكومة بريطانيا العظمى في ذلك الوقت ويتكلم بلسانها، وفي هذه المعاهدة اعترفت إنجلترا باستقلال البلاد العربية والمبينة حدودها فيها ومن ضمنها فلسطين.

(ب) على تصريح بريطانيا وفرنسا المشترك الصادر في 11 نوفمبر سنة 1918.

(ج ) على تصريح اللورد اللنبي في 14 نوفمبر سنة 1918.

( د ) على تصريحات ابان الحرب فاه بها رجال السياسة ورؤساء الحكومات المسئولون كتصريح المسيو بريان الذي كان وقتئذ رئيسا لوزراء فرنسا أمام مجلس النواب في 3 نوفمبر سنة 1915 وتصريح السر أدوارد غراي الذي كان وزيرا لخارجية بريطانيا أمام لجنة الأمور الخارجية في 27 أكتوبر سنة 1916 وعلى رد الحلفاء على مذكرة الرئيس ولسن في 10 أكتوبر سنة 1917 وعلى تصريح المسيو ريبو رئيس وزراء فرنسا أمام مجلس النواب في 23 مايو سنة 1917 وعلى ما دار في مجلس النواب الافرنسي في ليلة 4 و5 من شهر حزيران سنة 1917، وما دار في مجلس الأعيان الافرنسية في 6 حزيران سنة 1917 وعلى تصريح للمستر لويد جورج فاه به في جلاسكو في 29 حزيران سنة 1917 وعلى تصريح المسيو بوانكاريه، وأخيرا على تصريحات الرئيس ولسن المتعددة قال فيها أن الحلفاء إنما دخلت الحرب لتحرير الأمم الضعيفة ولاستقلال الشعوب التي كانت مظلومة من الأتراك ولم يخطر على بال أحد أن ترغم هذه الشعوب على قبول شكل حكومة لا يريدونه.

(هـ) أن استعداد الشعب الفلسطيني للحكم الذاتي لا يقل عن استعداد غيره من الشعوب التي قد ساعدتها بريطانيا في الماضي والحاضر على الاستقلال، وهنا نذكر اليونان والعرب والجبل الأسود وبولاندا والعراق.

أن ما ينوف عن الخمسة وأربعين بالمائة من سكان فلسطين يقرأون ويكتبون وقد يوجد بينهم ما يزيد عن الألف من متخرجي المدارس العليا كمدارس الطب والحقوق والهندسة وباقي العلوم. وقد صرح المندوب السامي في خطابه في 3 حزيران سنة 1921 حيث قال: اسر عندما أرى بين الأهالي شوقا حارا للتمتع بمنافع التعليم. وهذه الشهادة تكفي للغرض.

(و ) كنا نتمتع تحت حكم الأتراك بكثير من حقوقنا السياسية، وكنا نوفد الممثلين لنا لمجلس المبعوثان في الاستانة، وبذلك نشترك في إدارة كل السلطة، ولكن ثرنا عليهم طلبا في الاستقلال، ولذا أيضا اتحدت قواتنا مع بريطانيا وحاربنا مع الحلفاء جنبا لجنب، ومن المعروف أن عددا كبيرا من جيش الملك فيصل كان من العرب الفلسطينيين.

(ز ) أن الحكومة الوطنية الفلسطينية تقوم بنفقات الإدارة وتوفر على بريطانيا الملايين التي تنفقها الأمة على جيشها الذي أكبر سبب لوجوده في فلسطين إنما هو لتنفيذ الفكرة الصهيونية. فالميزانية الحاضرة مع ما يمكن اقتصاده من المال بالرغم من وظائف كثيرة لا لزوم لها ومع الاقتصاد المعقول ومع الصرف والتبذير القائمين على قدم وساق في الإدارة المالية تكفي ليس لإدارة البلاد فقط بل أيضا لإنشاء جيش صغير وقوة من البوليس والجندرمة للأمن العام. إن مادة (23) من عهد جمعية للأمم تخول الاستقلال الذاتي للبلاد المسلوخة عن تركيا والتي منها فلسطين.



ثانيا: نطلب إلغاء فكرة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين:

(أ )كل من اطلع على تاريخ الحركة الصهيونية وعلى أقوال المسئولين وطبق هذه الأقوال على ما هو جار الآن في فلسطين لابد له من الاعتراف بأن هناك خطرا داهما يهدد حياتنا كافة، ولو اجتهد الصهيونيون لإخفاء نواياهم الحقيقية المبنية عليها سياستهم، وعندنا من هذه الأقوال التي لا يمكن دحضها أو تفسيرها بغير تفسير إنشاء حكومة يهودية.

(ب) ان عدد اليهود الذين سكنوا فلسطين قبل الحرب لم يتجاوز السبعة في المائة من مجموع عدد السكان وبين هذه الأقلية الساحقة لا يوجد ما يزيد عن العشرة بالمائة تتكلم اللغة العبرانية وأما الباقون فيتكلمون العربية. وقد وضعت السلطتين التنفيذية والقضائية في أيدي رجلين هما صهيونيان صميمان، فهذه الإجراءات قد ضاعفت مخاوف الأهالي من خطر الوطن القومي.

(ج ) ان ادعاء اليهود في فلسطين بنى على كونهم احتلوا هذه البلاد لمدة وجيزة قبل ما ينوف عن ألفي سنة، وقد كانوا في عراك دائم مع جيرانهم مدة هذا الاحتلال، ولم يتركوا آثاراً تذكر في فلسطين تقابل مع الآثار التي تركها العرب والذين سكنوا البلاد مدة هي أطول بكثير من مدة الاحتلال اليهودي. زد على ذلك أن العرب ورثوا بلادهم عن أجدادهم جيلا بعد جيل فأي عدالة ترغمهم أن يشركوا شعبا آخر معهم في بلادهم.



ثالثا: نطالب أن توقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين بينما تؤلف حكومة وطنية :

(أ )قد كانت هذه المهاجرة من أهم أسباب العوز وغلاء المعيشة في فلسطين.

(ب)ان جلب عدد كبير من العمال اليهود ليزاحموا العامل الوطني قد جعلت حالة هذا الأخير تزيد سوءا عما كانت عليه قبل خصوصا أن العامل اليهودي يتمتع بعطف الحكومة، فحالة فلسطين الاقتصادية لا تسمح بالمهاجرة.

(ج)وقد دخل البلاد مع المهاجرين يهود متشربون المبادئ البلشفية واجتهدوا في منشوراتهم ومظاهراتهم وأعمالهم ليس محاربة المتمولين فقط بل قلب الحكومة البريطانية.

(د ) المهاجرة هي أسباب الاضطرابات التي حدثت في البلاد التي قتل من جرائها الأبرياء، نكلت الدماء. وهذا مما يؤسف له جدا، فقد حدث اضطراب في القدس في 4 نيسان سنة 1919 وآخر في حيفا في آذار سنة 1921 وأخر في يافا في أيار سنة 1921، فأوقف السر هربرت صموئيل المهاجرة عندما شعر بخطرها، ولكنه عاد وسمح بها. وقد أدمج قيودا لإدخال المهاجرين بصورة إن هذه القيود هي واسعة جدا كأنها تفتح باب المهاجرة من دون قيد جديد.



رابعا : نطلب أن تحكم البلاد بموجب القانون العثماني الذي كان معمولا به قبل الحرب، وأن تلغى جميع الشرائع والقوانين التي سنت بعد الاحتلال البريطاني وأن لا تسن قوانين إلا بعد ما تشكل حكومة وطنية.

(أ )أن حكومة فلسطين قد سنت قوانين قبلما يبت في مصير البلاد وبدون استشارة الأهالي الذين سنت هذه القوانين لأجلهم. زد على ذلك أن معظم هذه القوانين مضر بصالح الأهالي.

(ب) ومن هذه القوانين قانون منع الجرائم الذي يمنح الحكام ورؤساء المحاكم في المادتين 2 و3 حق القبض على من يشاءون من الناس بصورة إدارية وبدون محاكمة، وتكليفهم دفع مبلغ على حسن سلوكهم. وقد يستندون في عملهم هذا على مجرد اعتقادهم بأن فلانا من الناس هو خطر على الهيئة أو ينوي أن يكون مشوشا لها فقانون كهذا يحكم على نيات، فهذا أيضا قد زاد في تخوف الأهالي واشتباههم بمقاصد اليهود.

(ز ) وصدر قانون آخر في 4 تموز سنة 1918 يسلب الأهالي حقهم في تمييز الدعاوى التي تحكم فيها محاكم الاستئناف. فهذا الحق كنا متمتعين به في عهد الحكومة العثمانية، ولا يمكن لشعب متمدن أن يسلم به.



خامسا :نطلب عدم فصل فلسطين عن اخواتها المقاطعات العربية المجاورة لها:

( أ ) أن تجزئة البلاد العربية التي كانت تحت حكم الدولة العثمانية واعتناق كل منها قوانين وأنظمة مختلفة بخصوص الجمارك والتلغراف والسكك الحديدية والمصارف بالطبع يضر في مستقبل وتقدم الأمة العربية الطامحة لاسترداد مدنيتها ومجدها السابق .

(ب) النفقات الكبيرة التي يلزم صرفها للقيام بالحكومات المركزية والإدارية والجمارك المتفرقة والضرائب على أهالي كل من المقاطعات المختلفة تسبب حملا ثقيلا ويستغني عن ذلك إذا كانت كل هذه المقاطعات تدار بحكومة متحدة بلغة واحدة وجمرك واحد "إلى آخره".

(ج) الحلفاء الذين جاهروا بأن الشعوب الذين كانوا محاربين لهم ستتبع سياسيا أصلها كضم التيرول إلى إيطاليا والرومانيين الذين كانوا تحت حكم أوستريا لرومانيا فبكل تأكيد يمنحون ذلك للعرب الذين حاربوا معهم جنبا لجنب وساعدوهم في إحراز النصر.

( الأعضاء )

إبراهيم شماس ـ شبل جمل ـ أمين التميمي ـ توفيق حماد ـ موس كاظم الحسيني (رئيس الوفد الفلسطيني العربي).

ــــــــــــــــــــــــــــ

المذكرة المقدمة من الوفد الفلسطيني إلى رئيس عصبة الأمم في جنيف للمطالبة بتشكيل حكومة وطنية في فلسطين ([7]) أيلول/ سبتمبر 1921

يا صاحب السعادة

بما أن جمعيتكم المحترمة حسب قانونها المسنون وحسب رغبة الأمم الداخلة بها لم تؤسس إلا لإقامة العدل وللمحافظة على حقوق الشعوب إدامة للسلم والأمن العام. وبما أن هذه الجمعية المحترمة هي المحكمة الأخيرة التي تؤمن هذه الأماني، بل هي المسؤولة عما ينافي هذه المبادئ السامية نعرض ما يأتي:

في اليوم الخامس والعشرين من شهر مايس (أيار) سنة 1921 انعقد في مدينة القدس المؤتمر الفلسطيني الرابع وهو هيئة تمثل الأهالي المسلمين والمسيحيين في فلسطين. فهذه الهيئة انتخبتنا وفدا لنقدم لجمعيتكم المحترمة وللعالم المتمدن أجمع قضية شعبنا، ولندافع عن مصلحة بلادنا الحيوية. فبموجب السلطة الموجودة فينا كممثلين للشعب العربي في فلسطين الذي يؤلف 93 بالمائة من السكان ويملك 98 بالمائة من الثروة العمومية نعرض لديكم ما يأتي:

أولا: فهمنا أنه قدم إلى هيئتكم المحترمة صك انتداب لبلاد فلسطين، وحيث أنه لم يؤخذ لحد هذه الساعة رأي الشعب الفلسطيني في أمر الانتداب نطلب أن يؤخر تدقيق الصك ريثما تؤخذ أفكار الأهالي بصورة تضمن إبداء رأيهم بكل حرية.

( أ ) أن المادة 22 من عهد جمعية الأمم تصرح جليا بأن يكون لرأي الشعب الاعتبار الأول في أمر الوصاية.

(ب) ان الإدارة المؤقتة الموجودة في فلسطين تمهد أسباب تطبيق فكرة إنشاء الوطن القومي لليهود فأدخلت ألوفا من المهاجرين اليهود إلى البلاد وهؤلاء حالما يصلون يزاحمون الأهالي ويضرون بالأمن العام، بسبب تشرب الكثيرين منهم روح البلشفية والإخلال بالنظام.

(ج ) أن الإدارة المؤقتة في فلسطين جعلت اللغة العبرية لغة ثالثة رسمية في البلاد مع أن عدد اليهود في فلسطين لا يزيد عن (60,000) ستين ألفا والأكثرية العظمى من هؤلاء يتكلمون العربية، والعبرية يعرفها عشرة في المئة من هذه الأقلية.

(د ) وقد تظلم أهالي فلسطين من هذه الإجراءات بواسطة جمعياتهم وهيئاتهم التمثيلية ومؤتمراتهم في أوقات مختلفة ولهيئتكم المحترمة في 18 كانون أول (ديسمبر) سنة 1920 وفي 3 شباط (فبراير) سنة 1921 وفي 5 مايس (أيار) سنة 1921 وفي 11 تموز (يوليو) سنة 1921.

ثانيا: أن الفلسطينيين العرب يطلبون إنشاء حكومة وطنية تكون مسؤولة أمام مجلس نيابي منتخب من السكان الذين قطنوا فلسطين قبل الحرب من مسلمين ومسيحيين ويهود .

(أ ) أن الفقرة الرابعة من المادة 22 من عهد جمعية الأمم تعترف "بأن بعض الشعوب التي كانت سابقا مرتبطة بالمملكة العثمانية قد وصلت إلى درجة من الرقي تؤهلها أن تعيش كدولة مستقلة مع مساعدة دولة منتدبة بينما تصير قادرة أن تقف وحدها، ويجب في انتقاء الدولة المنتدبة أن يكون لإرادة الشعب الاعتبار الأول.

(ب) أن فلسطين حائزة لكل الشروط التي تقضي باعتبارها من درجة هذه الشعوب وهي لا تقل من حيث الرقي عن سوريا والعراق، حيث يوجد فيها 45 بالمائة يكتبون ويقرأون وقد تخرج مئات من شبانها في الكليات التركية والجامعات الغربية كمهندسين وميكانيكيين وأطباء ومحامين ومعلمين وكثيرون منهم وهم يشغلون مراكز مهمة في أمريكا ومصر والسودان، حيث عملوا بنشاط في أمر ترقية هذين البلدين. ثم أن تصريح السر هربرت صموئيل في 3 حزيران (يونيو) سنة 1921 عن رغبة الشعب للعلم لهو دليل آخر على صحة قولنا. والفلسطينيون معتادون على الانتخابات العامة والحكم حيث كان لهم في عهد الأتراك مجالس محلية تمثيلية وبرلمان انتخابي عمومي في الاستانة. وقد كان الكثيرون منا يعينون حكاما في أنحاء السلطة.

(ت ) أن بريطانيا العظمى قد اعترفت باستقلال البلاد العربية المعروفة حدودها والداخلة فيها فلسطين بموجب معاهدة منعقدة بينها وبين الملك حسين على يد السير هنري مكماهون في 24 أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1915.

(ج ) ان فلسطين تبني طلبها للحكم الذاتي أيضا على تصريحات عديدة لسياسيين مسؤولين ورؤساء حكومات، وهذه كلها ترمي إلى تحرير الشعوب الصغيرة ومنحها حق تقرير مصيرها وعدم إرغامها على قبول أي نظام لا ترضى به.



(1)تصريح بريطانيا وفرنسا المشترك في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1918.

(2)تصريح اللورد اللنبي في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1918.

(3)تصريح الموسيو بريان رئيس وزارة فرنسا أمام مجلس النواب في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1915.

(4)تصريح للسر ادوارد جراي الذي كان وزير خارجية انكلترا في 23 أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1916.

(5)جواب الحلفا على بيان الرئيس ولسن السابق في 10 أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1917.

(6)للموسيو ريبو في 22 مايو (أيار) سنة 1917.

(7)مذاكرة في مجلس النواب الفرنسي ليلة 4 ـ 5 حزيران (يونيو) سنة 1917.

(8)في مجلس الشيوخ الفرنسي في 6 حزيران (يونيو) سنة 1917.

(9)للموسيو لويد جورج في جلاسكو في 29 حزيران (يونيو) سنة 1917.

(10)تصريحات عديدة للرئيس ولسن الذي طالما صرح بأن الحلفا إنما دخلوا الحرب ليحرزوا الاستقلال للشعوب الضعيفة، ولم يكن في خلد أحد أن يلزم هذه بقبول حكومة لا ترضاها.

( د ) ان صك الانتداب لفلسطين المقدم لجمعيتكم المحترمة للنظر فيه يحرمنا حق تقرير مصيرنا بل يريد أن يسلبنا أدنى حق سياسي تمتعنا به منذ الأجيال ويتمتع به أقوام أدنى منا في الرقي الاجتماعي. وهو مخالف في أحكامه إلى الغاية الشريفة التي خاض الحلفا الحرب لأجلها. لأننا لا نرى في الفقرة الثالثة لمقدمة صك الانتداب التي تبحث عن الوطن القومي لليهود، وعن لزوم المحافظة على حقوقنا المدنية والدينية كلمة واحدة بخصوص حقوقنا السياسية. أما المادة الثانية من هذا الصك فتذكر بصراحة حقوق اليهود السياسية في فلسطين. فنستنتج من هذا أن عبارة ترقية هيئات الحكم الذاتي المندرجة فيها هي بالنسبة لليهود فقط وليس بالنسبة لنا. على أنه من سبيل تحصيل الحاصل أن يذكر في صك الانتداب لبلادنا واستقلالنا قد اعترف به عبارة تشجيع وترقية الحكم الذاتي. كما أنه لا يجوز للسبب عينه إعطاء الدولة الوصية السيادة على السلطة التنفيذية لأن وظيفة هذه هي فقط الإرشاد والمساعدة.



ثم لا يجوز للسبب عينه منح الوصية الحق بسن قانون جنسية كما هو موضح في المادة 7 حيث أن هذه الصلاحية أي صلاحية سن القوانين تختص بالحكومة الوطنية التي ينتخبها الشعب لا غير.

ولهذا الاعتبار أيضا لا يجوز أن يكون في البلاد جيش لغير الحكومة الوطنية كما ذكر في المادة 17 والفقرتين الأخيرتين من المادة 18.



ثم لا نرى كيف يمكن لفلسطين أن تكون مستقلة بينما المادة 11 من هذا الصك تعطي الدولة الوصية الملكية التامة لمرافق البلاد الطبيعية والأشغال والخدمات والمنافع العمومية وحق التصرف بها. فهذا يخالف مخالفة صريحة للفقرة الرابعة من المادة 22 من عهد جمعية الأمم. أن هذه المرافق والخدمات يجب أن تكون تحت تسلط الحكومة الوطنية.



ثالثاً: الفلسطينيون يطلبون إلغاء مبدأ إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

( أ ) أن هذا المبدأ يستند إلى حقوق اليهود التاريخية الموهومة في فلسطين. ان الأهالي الحاليين هم أصحاب البلاد وقد كانوا أصحابها من قبل دخول اليهود إليها. فالمدة التي وجد فيها اليهود في قسم من فلسطين والتي في أثنائها كانوا في حرب مستديم مع من جاورهم من القبائل لهي بالحقيقة قصيرة جدا إذا قابلناها مع الوقت الطويل الذي سكن في فلسطين سكانها الحاليون وأجدادهم من قبلهم. ثم إذا قابلنا الآثار التي تركها العرب نرى أن هذه تفوق على تلك بكثير. فبأي حق يسمح لهؤلاء الذين عاشوا فيها مدة قصيرة قبل ألفي سنة أن يدخلوا فلسطين ويزاحموا أهلها الذين عاشوا فيها أجيالا عديدة؟ ثم كيف يجوز أن يغصب الأهالي على قبول أمر كهذا ضد إرادتهم الصريحة.

(ب ) أما تطميننا بأن مهاجرة اليهود إلى فلسطين لا تضر بالسكان غير اليهود فهذا ليس تطمينا أبدا ولا يمكن توفيقه مع مبدأ الوطن القومي اليهودي الذي بوشر بتنفيذه بالقوة. فصك الانتداب وتصريحات زعماء اليهود والصهيونيين لا تبقي مجالا للريب بأن المحافظة على حقوقنا الحيوية وإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين لا يمكن التوفيق بينهما.

(ث ) والبرهان الحي على استحالة هذا التوفيق الاضطرابات التي حصلت في فلسطين منذ الاحتلال. منها الاضطرابات في القدس في 4 نيسان (إبريل) سنة 1919 وفي حيفا في مارس (آذار) سنة 1921 والاضطرابات الأخيرة في يافا في شهر مايس (ايار) من هذه السنة .

(ج ) أن عدد سكان فلسطين يناهز الثمانماية ألف ومن هذا العدد لا يتجاوز عدد اليهود عن ستين الفا. ثم أن ما ينوب اليهود من الثروة العمومية هو اثنان في المائة فقط. فهل من الحق إذاً أن تمنح هذه الأقلية أفرادا وكقوم حقوقا وامتيازات قد حرم منها أهالي البلاد توطيدا لتدفق المهاجرين اليهود الغرباء الآتين لامتلاك البلاد.



رابعاً: نطلب عدم فصل فلسطين عن اخواتها المقاطعات العربية.

( أ ) أن تجزئة البلاد العربية التي كانت تحت الحكم التركي واعتناق كل منها قوانين ونظامات مختلفة بخصوص الجمارك والبريد والتلغراف والسكك الحديدية والمعارف يضر في مستقبل وتقدم الأمة العربية الطامحة لاسترداد مجدها ومدنيتها السابقة.

(ب ) أن النفقات الكبيرة التي يلزم صرفها للقيام بالحكومات المركزية والإدارات والجمارك المتفرقة تسبب حملا ثقيلا وازدياد الضرائب على أهالي كل من المقاطعات المختلفة، ويستغني عن كل ذلك إذا كانت كل هذه المقاطعات يشكل حكومات متحدة بلغة واحدة وجمرك واحد. الخ.

(ت ) الحلفاء الذين جاهروا بأن الشعوب الذين كانوا محاربين لهم ستتبع سياسيا لأصلهم كضم التيرول إلى إيطاليا والرومانيين الذين كانوا تحت حكم اوستريا إلى رومانيا فبكل تأكيد يجب أن يمنحوا ذلك للعرب الذين حاربوا معهم جنبا إلى جنب وساعدوا مساعدة ليست بقليلة في إحراز النصر.



ــــــــــــــــــــــــــــ

مذكرة الوفد العربي الفلسطيني الأول إلى وزير المستعمرات البريطانية حول أماني عرب فلسطين ورأيهم في سياسة حكومة الانتداب والهجرة الصهيونية ([8]) 24/10/1921



لحضرة وزير المستعمرات البريطانية الأفخم :

بالنيابة عن الشعب الفلسطيني ، الذي نمثله ، نشكركم على الفرص التي أعطيتمونا إياها لنعرض عليكم قضيتهم، ثم نريد الآن أن نعرض عليكم بالاختصار أهم نقاط القضية التي وكل إلينا أمر تبليغها للحكومة البريطانية ، ونرجوكم أن تضعوها أمام الوزارة ، وتسمحوا لنا أن نعرف ما هو رأي الوزارة فيها ، ونرغب قبل كل شئ أن نؤكد عليكم أمرين :

( أ ) إن 93 في المائة من سكان فلسطين يؤيدون القضية التي نعرضها لكم.

(ب) نعتقد أن شعب فلسطين يوافق على حل المشكلة بالطريقة التي نقترحها الآن.

1- إن أهالي فلسطين رحبوا بالجيش البريطاني الظافر بفلسطين لاعتقادهم بأنه جاء ليمنحهم الحرية لتعيين مصير بلادهم وفقا للوعود والعهود .



إن استياء أهالي فلسطين المهم والمتزايد ناشئ عن اعتقادهم الأكيد أن سياسة الحكومة البريطانية الحالية موجهة إلى طردهم من بلادهم، أو جعلهم لا شئ فيها، لكي تجعلها مملكة قومية للمهاجرين اليهود ومن العبث إقناعنا أن هذا ليست غاية سياسة الحكومة، وأن السياسة الصهيونية ستوقف عند حدها قبل أن تصير خطراً وهلاكاً للأهالي, لأننا نرى حقيقة أن الإدارة الحالية هي إدارة صهيونية إذا نظرنا إلى الموظفين في الوظائف العالية المهمة، وإن اللغة العبرية التي لم تستعمل منذ أجيال في فلسطين إلا عند بعض اللغويين، قد اعترف بها لغة رسمية في البلاد، ونرى أيضا سيلا عظيما من المهاجرة الصهيونية مؤلفا من أناس لا فائدة منهم للبلاد رغم إرادتنا يمكن أن تكون سياسة الحكومة قصداً هي لخير العرب كما تدعون، ولكن جميع علاقاتها ونتائجها, التي بواسطتها فقط, يمكن للشعب الفلسطيني لأن يحكم عليها تدل على أن هذه السياسة تؤول إلى كف يد العرب في فلسطين عن إدارة شئون بلادهم, وحتى عن السكن في بلادهم لأجل اليهود.



2- إن وعد بلفور أعطى بدون استشارتنا . فلا يمكننا قبوله كمقرر لمصيرنا ولكن اسمحوا لنا أن نبين لكم بأنه إذا فسرتم هذا الوعد بدقة من جهة المحافظة على حقوق أهالي فلسطين لما كان الآن سيل المهاجرة إلى البلاد , ولما كانت الإدارة في فلسطين هي إدارة صهيونية في موظفيها لأن هذين الأمرين مخالفان لحق أهالي البلاد في تقرير مصيرهم .

إن المندوب السامي في خطابه في 3 حزيران من سنة 1921 اعترف بحقوق العرب السياسة في فلسطين بقوله : " إن الحكومة البريطانية الموكل إليها تحت الوصاية سعادة أهالي فلسطين لا تفرض عليهم سياسة يعتقد الأهالي أنها مضادة لمصالحهم الدينية والسياسية والاقتصادية ".



وقد ثبت وزير المستعمرات الاعتراف بهذه الحقوق عندما صرح في البرلمان في 14 حزيران من سنة 1921 أنه يتتبع بثقة عظيمة جداً أعمال السير هربرت صموئيل ويعطيها كل ما هو ممكن من التأييد . ثم قال المندوب السامي أيضا في تقريره السنوي الذي نشر مؤخرا : إن سياسة حكومة جلالة الملك تضمن " الحراسة التامة لحقوق الأهالي الحاليين " . وبعد برهة قال : " إن اليهود يطلبون وطنا في فلسطين " يكون له ميزات قومية في اللغة والفوائد في الأمور الفعلية في الدين وفي الهيئات السياسية " .



فيوجد تناقض صريح في هذه التصريحات لأنه على حين يعترف بحقوق العرب السياسية من الوجه الواحد نرى أنهم يعترفون بوطن قومي سياسي لليهود أيضاً من الوجه الآخر . فالاعتراف الثاني يلغي الاعتراف الأول ، ثم إن الإجراءات في الإدارة الحالية آيلة إلى قتل العرب، لذلك يجب أن يعمل اتفاق يؤمن فيه حقوق العرب وحريتهم ومصالحهم . وفي الوقت ذاته تكون فيه مادة يعترف بها في تطمين شعور اليهود الديني الذي لا يرمي إلى ميزات سياسية ولا يمس حقوق العرب.

3- فالدستور الفلسطيني يجب أن يعمل على هذا الاتفاق وأن يحتوي على :

( أ ) حكومة نيابية تعطى الأهالي الحق في إدارة شئونهم الداخلية ويستمدون المعاونة من الدولة المساعدة.

( ب)حرية دينية تامة ومساواة دينية مضمونة بطريقة من الطرق التي لا يمكن لبرلمان فلسطين ولا لغيره تبديلها .

( ج) ضمانة إدارة المحلات المقدسة من حراسها الحاليين وعدم صلاحية البرلمان وغيره لتبديل الحالة الحاضرة .

( د ) مسألة الجيش البري تكلف بها الجندرمة الوطنية، وبذلك يتوفر للخزينة البريطانية مقادير كبيرة من المال

4- قد عرضنا عليكم خطة ـ كما يلوح منا ـ ليس فيها إجحاف للأهالي أو لليهود وهذه الخطة تبقى مسألة المهاجرة في يد الشعب الفلسطيني . إذ الصهيونيون يدعون أهالي فلسطين سيعترفون بعد الاختبار الفعلي بفوائد الهجرة الصهيونية للبلاد ، فإذا كان الأمر كذلك فليطمئن اليهود بأن الأهالي لا يسمحون لسياستهم في المهاجرة أن تكون مضرة لليهود ، ولكن إذا كانت سياسة المهاجرة الصهيونية مضرة للأهالي فعندئذ وجب على الأهالي أن يديروها بطريقة هي في صالحهم وليس في صالح اليهود ، إن أهالي فلسطين لا يمكن أن يعترفوا ولن يعترفوا بأن هناك حقاً لهيئة غريبة عنهم أن تنزع حقوقهم في بلادهم وتهدد كيانهم القومي سياسياً واقتصادياً .



اسمحوا لنا أن نبين لكم بكل احترام- سيدي - أن أهالي فلسطين لا يمكنهم أن يقبلوا أي حل لا يعطيهم حق تقرير مصيرهم في المستقبل ، بينما الادارة في الوقت الحاضر تسمح للمهاجرة أن تجرى إلى بلادهم وأن تكون الإدارة في أيدي الصهيونيين .



ونرجوكم - سيدي - أن تعرضوا اقتراحنا هذا على الوزارة التي أرسلنا لها أيضاً صورة من هذا الاقتراح . فإذا لاقى ارتياحا منها يمكننا المذاكرة فيه بالتفصيل ، ثم نعرضه على أهالي فلسطين للمصادقة النهائية.

رئيس الوفد العربي الفلسطيني

موسى كاظم الحسيني

سكرتير الوفد : شبلي جمل



ــــــــــــــــــــــــــــ

احتجاج الجمعيات الإسلامية والمسيحية بحيفا على تهريب الأسلحة لليهود ، مقدم إلى المندوب السامي ([9])

حيفا – 20/12/1921

أنة بعد أنات وشكوى تلو شكاوي طالما نفث بها صدرنا وارتفعت بها أصواتنا دفاعا عن كياننا واحتفاظا بحقوقنا.



أنة وشكوى لعلها تلقى الآن إصغاء واهتماما يعيدان إلى البلاد سكينتها و سلامتها .

ولعل نفس ممثل حكومة جلالة الملك تتأثر لآلامنا وتضرب بيد من حديد على كل مخل بالراحة العمومية عامل على إلقاء الفتن والاضطراب في البلاد .



أنتم أدرى ـ يا لسعادة المندوب السامي ـ بما أكتشف مؤخراً في حيفا بالقضاء والقدر من كميات كبيرة من مسدسات الموزر وسائر الأسلحة مما يكفي لإجراء الدماء سيولا.

تلك إرسالية لأحد أركان الصهيونية بادئ الفتن في البلاد. وفي يقيننا أن ما لم يكتشف أكبر مما ظهر، فلا تعجبوا إذا شمل البلاد القلق من أقصاها إلى أدناها, و قام الوطنيون وقعدوا لهذه الأمور.

فنحن كلنا نرى أنفسنا محوطين بدسائس خطرة دون أن نعرف حقيقة موقفنا تجاه الحكومة التي استسلمنا بكليتنا لها ولا حقيقة موقفها تجاهنا .

هل يرى سعادة المندوب السامي من العدالة أن يسلح فريق من الدخلاء في البلاد المتشبعين بالمبادئ البلشفية كما ثبت ذلك في ظروف كثيرة ؟



وهل يجوز أن تصل هذه الفئة سلاحها فوق هام السكان المحظور عليهم حمل أي سلاح كان ؟ كأن الحكومة تسترخص حياة من جلت نفوسهم وديعة بين أيديها ، ومما يزيد في حنق كل وطني ويوغر صدره ما اشتهر من المعاملة غير العادلة من جانب الحكومة لمن ضبط معه سلاح من أحد الفريقين .



من مدة، حكم بالقدس على أحد الوطنيين بخمس عشرة سنة سجنا لمجرد حمله مسدسا ومدية بالإجازة, ثم وجد صهيوني في حيفا مقلداً مسدسا بلا إجازة فاقتصرت العدالة على عقوبته بستة أشهر.

فهل يا ترى ، جعلت الحكومة معيارين للجرائم أحدهما خاص بالوطنيين والآخر بعيار ممتاز للصهيونيين ؟



أم نحن في بلاد واحدة فيها التساوي في العقوبات متى تساوت الجرائم؟ اللهم إلا أن يعد الوطني دون البشر أو يعد الصهيوني فوقه .

فباسم الوطنية الممتعضة ، أتينا نرفع لسيادتكم احتجاجنا على هذه المعاملات الجائزة التي نخشى أن تؤدي إلى نتائج وخيمة .



وإننا نطلب منكم طمأنة للنفوس :

1- تشديد العقوبة على مهرب الأسلحة وإتلافها بعد التدقيق والتحقيق على كل من لهم اتصال بهم , إذ يتبادر إلى أذهاننا أن هنالك عصبة مدبرة لكل هذه الأمور وهي مبعث الفتن .

2- استرداد الأسلحة التي سلمت إلى الصهيونيين ، والتي لابد أنها وصلتهم أيضا بطريق التهريب ، أو تسليح الوطنيين مثلهم ليظهر التساوي بالمعاملات والحقوق .

3- بما أن الحوادث المكررة أثبتت اعتياد بعض الصهيونيين على مثل هذه التهريبات، فدفاعا عن حياتنا نطلب إصدار الأوامر بإجراء التفتيش المدقق لكل واردات الصهيونيين لئلا يتسرب شئ من هذه الأسلحة الجهنمية إلى داخلية البلاد.

4- حيث بدأ يداخلنا الشك بوجود علاقة بين تهريب السلاح والمهاجرة ونوع المهاجرين وصفاتهم ، وبما أنه لم يصادق بعد على " صك الانتداب " ووفدنا يفاوض الحكومة ، نطلب إيقاف المهاجرة التي نراها تزداد من يوم لآخر .



كل هذا نطلبه لأن اعتقادنا أن من واجبكم رعاية الحق والواجب ، نطالبكم كممثل لحكومة أمة لها مصالح عظيمة مرتبطة بالبلاد العربية وبأهلها . نطالبكم , كمن يريد أن يحتفظ بالثقة المتبادلة بين أمتين, لأننا أصبحنا في عصر قوميات ونحن نشعر بوجود أسلاك كهربية تنقل آلام نفس كل عربي إلى نفوس اخوانه أينما كانوا وعلى أمل أن جوابكم يحقق رجاءنا، نتقدم برفع اعتباراتنا لسعادتكم.

http://www.kfshrc.edu.sa/mdp/pal/doc_1921.htm#مذكرة_الوفد_العربي_الفلسطيني_الأول_إل ى_وزير_المستعمرات_البريطانية_حول_أماني_عرب_فلسطين_ ورأيهم_في_سياسة_حكومة_الانتداب_والهجرة_الصهيونية_([8])_24/10/1921_