المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهواة يصنعون وطن يا سادة السلطة



سميح خلف
22/11/2014, 12:44 PM
الهواة يصنعون وطن يا سادة السلطة
فوجئت بالمبررات والتبريرات التي يضعها مسؤلي السلطة حول عملية القدس، واصفين لها انها مجرد تدبير من هواه، مستنكرين هذه الاعمال الذي يقوم بها شباب فلسطين في القدس وما يحيط بها من مخيمات كسلوك طبيعي لشعب يبحث عن الحرية والانعتاق من الاحتلال، وامام ممارسات فاشية عنصرية استيطانية تهويدية للقدس والمسجد الاقصى.
هرعت السلطة ورئيسها لاستنكار العملية بما فيها مسؤليها داخل الوطن او خارجه وداعمين رئيس السلطة في ادانته لتلك العمليات/ ربما يجد البعض مبررا لاستنكار السيد عباس مقرون باستنكار ابو عمار لمثل تلك العمليات كمحافظة على نهج سياسي ودبلوماسي ولكن نسي هؤلاء ان ابو عمار يعشق النهج الاستشهادي والنهج المقاوم وداعم له بطريقة اخرى، لم يسجل على ابو عمار حصار ومراقبة واعتقال المناضلين الا العدد القليل درءا لعملية اغتيالات قد تقوم بها اسرائيل ضد بعض النشطاء والقيادات، بل قامت بعض الاجهزة الامنية في عهد ابو عمار برصد نوايا الاسرائيليين بوجوب تصفية بعض الشخصيات وكانت اجهزة الامن تبلغ هؤلاء.
عجبا من هذا السلوك التبريري الاستهدافي لارادة تحرك شعب من خلال ابناءه الشباب، واذا لم يكن الشباب هم طليعة التحرك الشعبي من اذن سيكون، هل نستطيع ان نقول ان من قام بعملية المعبد هواه...؟؟؟ واين المحترفين اذن...؟؟ واين هم موجودين ..؟؟ هل هم موجودين في د=اخل معتقلات السلطة واسرائيل ، ام تم استيعابهم بالرتبة والراتب وسفارة وممثل ودبلوماسي..!! من الضروري اصحب هذه الفلسفة التسطيحية ان يجيبوا على تلك الاسئلة.
قد تلتقي مبرراتهم مع منطق بعض رؤساء الشاباك في اجتماعهم الاخير ما بعد العملية عندما تدارسوا طبيعة العملية والتصور العام والمستقبلي في الضفة والقدس. ونشرته صحيفة معاريف.
"عامي أيلون" الذي شغل منصب رئيس جهاز المخابرات "الشاباك" الذي أكد عدم وجود انتفاضة لا في القدس ولا في الضفة الغربية، وما هو موجود اليوم عمليات منفردة وغير متواصلة وغير منظمة، كون الانتفاضة يعبر عنها بأعمال واسعة ومشاركة كبيرة من السكان وتكون متواصلة ولها قيادة تحركها، وهذا مفقود في الأحداث الجارية اليوم، وكذلك كما فهمت الرئيس أبو مازن والسلطة غير معنيين بالانتفاضة """
ديختر والذي شغل أيضا رئاسة جهاز "الشاباك" ووزير الأمن الداخلي، فقد وجد فقط بالحل الأمني ومزيد من الأجراءات ضد الفلسطينيين الحل لوقف "العنف"، رافضا فكرة نشر الجيش الاسرائيلي في مدينة القدس والحفاظ على ذلك مهما كان الظرف، داعما لفكرة نشر مزيد من قوات الشرطة وما يسمى "حرس الحدود" في مدينة القدس مع الأجهزة الأمنية، ويمكن زيادة ذلك بسحب عناصر "حرس الحدود" من الضفة وتحويلهم الى مدينة القدس، ونشر وحدات من الجيش أو من الاحتياط في الضفة كبديل لهم.""
أيلي حسون الذي شغل منصب نائب لرئيس جهاز "الشاباك" وعضو كنيست حالي عن حزب الحركة "تنوعاه"، أكد في البداية على ثلاثة مناهج فيما قاله الصراع الاسرائيلي – العربي، المنهج الأول هو الايمان، الذي يرى في البلاد قوية باليهودي واسرائيل المنتصرة، والثاني يرى في الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي بأنه لن ينتهي ويجب أدارة هذا الصراع والتعامل معه،
رئيس الشاباك السابق ديسكين: عباس لا يهدأ في محاربة "الإرهاب" الفلسطيني، قال ديسكين: "بصفتي الشخص الذي وقف في مواجهة الانتفاضة الأولى وانتفاضة الأقصى ومن قادة عمليات خاصة وشارك في حروب أقول إن منطق اليمين القائل بالمزيد من القوة في مواجهة المقاومة الفلسطينية ليس له أساس من الصحة".
وشدد ديسكين على أن اندلاع انتفاضة القدس يدلل على أن اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو يقود نحو تشكل دولة ثنائية القومية، إلى جانب مواجهات تتعاظم حدتها مع مرور الوقت.
وحذر ديسكين من أن تطرف اليمين الفوضوي وقلة خبرة قيادته في قضايا الأمن وعدم إلمامها بسبل التعاطي الأنجع مع الأمور في الشرق الأوسط سيفضي إلى دفع إسرائيل إلى واقع بالغ السوء يصعب التخلص منه.
واستهجن ديسكين من أولئك الذين لا يتوقعون اندلاع انتفاضة القدس في الوقت الذي تعاني فيه الجماهير الفلسطينية في المدينة المقدسة من عسف وتضييق وتمييز، مشيرا إلى أن المقدسيين يعانون من أزمة سكن خانقة، إلى جانب تجاهل البلدية المطلق لمشاكلهم.
كانت الانتفاضة الاولى عفوية ووصلت الى سقف اعلى من مطالب منظمة التحرير واخمدت وقمعت واستثمرت في اتفاق اوسلو، هل العفوية ياسادة تعني ان منفذي العملية استخدموا البلطة والسكين واسلحة بدائية ...!!! لم يدرس هؤلاء حركة الشعوب عبر التاريخ وعندما تعجز الادوات السياسية تحقيق احلام وطموحات شعبها فلنا مثل في ثورات لشعوب افريقيا واسيا وامريكا اللاتنية وفي الثورة الفرنسية في بدايتها ، عندما لجأت الشعوب لما يتوفر لديها من اسلحة بدائية وتطور الفعل وخرجت قيادات من خلال الميدان وليست قيادات متكلسة عبر مؤتمرات وانتخابات هذا هو الانجاز الثوري للتغيير وكنس معالم واقع مهتريء متخاذل عاجز.
ولكم في التاريخ من العبر واعتقد اسناد العجز بمثل تلك المبررات يقع في خانة التاكيد والاصرار على نهج لم يقطف منه الشعب الفلسطيني الا الالام والجوع والاستيلاء على الارض من خلال معادلة امنية غريبة تصيغها طبقة السلطة والاحتلال.

سميح خلف