المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتوى: من الذى ضرب الكعبة الشريفة بالمنجنيق فى عهد الإسلام، ولماذا؟



كاظم فنجان الحمامي
17/12/2014, 09:59 AM
رقم الفتوى: 37868
السؤال
من الذى ضرب الكعبة الشريفة بالمنجنيق فى عهد الإسلام، ولماذا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي ضرب الكعبة بالمنجنيق هو الحجاج وكان السبب هو حصاره لابن الزبير قال الإمام الذهبي في السير 4/343: أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلا، وكان ظلوماً جباراً ناصبيا خبيثا سافكا للدماء، وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة وتعظيم للقرآن، قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير، وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورميه إياها بالمنجنيق وإذلاله لأهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة، وحروب ابن الأشعث له وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله، فنسبُّه ولا نحبه بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه وأمره إلى الله، وله توحيد في الجملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء. انتهى.

أنظر الرابطة التالية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=2106752

كاظم فنجان الحمامي
17/12/2014, 10:06 AM
هذه فتوى موثقة تؤكد بما لا يقبل الشك والتأويل أن الحجاج بن يوسف الثقفي هو الذي ضرب الكعبة الشريفة بالمنجنيق، وهو الذي انتهك حرمتها واستباحها وهو الذي سار على نهج ابرهة الحبشي
ظهر علينا هذه الأيام من يريد قلب الحقائق التاريخية الثابتة، بحيث إذا ذكرنا الحجاج - وهو المجمع على كونه ظالما فاسقا فاجرا ناصبيا خبيثا مع الخلاف في تكفيره بين أهل العلم - ترحم عليه وأنكر كل ما اتهم به من الموبقات وجلب له من الحسنات ما لو صح جميعه لم ينفعه مع عظيم ظلمه وفجوره، فكيف وأكثره تكلف!
فإذا ذكر عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - وهو الصحابي الجليل، جعله من البغاة، وتلمس أخطاءه وعثراته!
وأنا أعلم أن هذا إنما يجر إليه حب الظهور في المناظرات.
أما المسلم الثابت على عقيدته، فمرجعه إلى كلام أهل الجرح والتعديل، ومفزعه إلى أكابر أهل العلم في مثل هذه الأمور.
فارجع إلى ترجمة الحجاج عند أهل الحديث، فلن تجد إلا ما لخصتهُ هنا عن إجماع على التفسيق، وخلاف في التكفير.
والله أعلم.

محمد خطاب سويدان
17/12/2014, 05:47 PM
أما قول الامام الذهبي فذاك شأنه ولم يتسن لي التحقيق في المصدرالذي في المقال للان وسأقوم بالبحث في ذلك وتلك الفتوى التي قدمتها فهي صادرة ممن لا علم لهم وانتشرت في النت بين هذا وذاك نقبل بها او نتركها أو نحقق هل كان هذا الكلام يتفق مع واقع الحال وما فعله الحجاج من خدمات جليلة للاسلام ثم نقول برأي صواب او غير ذلك .
اما حب الظهور فمرض عضال اصاب الكثيرين منذ 1400 عاما ليشوهوا التاريخ الاسلامي وأهله وتحديدا الدولة الاموية الشامخة ومحاولة اظهارها بمظهر المغتصب للخلافة في حين ان الحسن رضي الله عنه تنازل عن الخلافة لمعاوية والتي فرح بها المسلمون آنذاك وسمي بعام الجماعة ، ولكن يبدو ان البعض كاره لذلك فبات يدس العسل في كلام يثير النفس ويحملها الحقد على رجال شيدو دولة الاسلام واهتدى خلق كثير على يديهم الى الاسلام .
عندما آذت ثقيف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رجل يارسول الله ادع على ثقيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم اهد ثقيفا وأت بها ) .
وما فعله الحجاج رحمه الله لدولة الاسلام الكثير منها علي سبيل المثال لا الحصر :
أخمد الحجاج رحمه الله ثورة الزنج
ثورة الخوارج والازارقة - ثورة الخوارج الصفرية - ثورة مطرف بن المغيرة ، ثورة ابن الاشعث والذي خرج على الدولة الاموية ودامت معاركه معه ثلاث سنوات .
والزبير بن العوام اعتصم بالبيت ونصب المنجنيق لضرب جيوش الحجاج المحاصرة له ، فقد ابى ابن الزبير إلا التحصن بالبيت ومقاتلة الحجاج فيه .
وقد اختار ابن الزبير الخروج على الخلافة وادعى الخلافة لنفسه وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : عنْ عَرْفَجَةَ بنِ شُرَيْحٍ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: ((مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ)). أَخْرَجَهُ مُسلِمٌ.
وَفِي لَفْظٍ: ((مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ، يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ، فَاقْتُلُوهُ)) .

وقد وحدت الدولة الاموية المسلمين في كيان واحد فكانت خلافتهم خلافة الفتوحات ونشر الدين الاسلامي حتى وصل الصين والاندلس ، فكانت خلافة بني أمية خلافة غراء شامخة وستبقى

كاظم فنجان الحمامي
17/12/2014, 07:47 PM
أنت تقول: وقد اختار ابن الزبير الخروج على الخلافة وادعى الخلافة لنفسه وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : عنْ عَرْفَجَةَ بنِ شُرَيْحٍ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: ((مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ)). أَخْرَجَهُ مُسلِمٌ.
وَفِي لَفْظٍ: ((مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ، يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ، فَاقْتُلُوهُ)).
إلى هنا انتهى كلامك.

أولا: أن فكرة التوريث المنوي ابتكرتها الدولة الأموية التي احتكرت السلطة لأبنائها لكنها احتفظت بلقب (الخليفة) لإضفاء الشرعية المنتحلة على ملوكها.

ثانيا: سارت الخلافة الراشدية بين الشورى والاستخلاف في مسارين متقاربين متوازيين, فالخلافة إما أن تكون بالشورى, حيث يجتمع أهل الحل والعقد على رجل صالح, أو بالاستخلاف وتطبيق منهاج النبوة, حيث يستخلف الحاكم رجلا صالحا, وهذا هو النهج الذي اعتمدته الأمة في مرحلة الخلافة الراشدية, وهي المرحلة التي شملها الحديث الشريف, الذي رواه (سفينة) مولى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم, يقول: (الخلافة ثلاثون عاما, ثم يكون بعد ذلك الملك), رواه أحمد, وأبو داود, والترمذي, وأبن حبان, وقالوا عنه (حديث حسن), وهذا هو نظام الحكم العادل, والمسار الصحيح الذي انحرفت عنه الدولة الأموية, فجنحت نحو تطبيق متوالية التوريث المنوي من الأب إلى الابن, ومن الابن إلى ابن الابن, إلى ابن ابن الابن, وكان الملوك والسلاطين والأمراء يتأرجحون في بندول السلطة بين المبدأ القائل: (لن اترك الحكم حتى الموت), والمبدأ القائل: (لا حكم من بعدي إلا لولدي).

ثالثا: أن الأمويين كانوا يأخذون البيعة بالسيف وبقطع الرؤوس. أو بما يسمى (الترغيب والترهيب).

رابعاً: لا قدسية للحاكم الظالم ولا صنمية في الإسلام، وقد سار المسلمون في تأجيج ثواراتهم العادلة على تطبيق ما جاء في الحديث: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده)

خامساً: أن عبد الله بن الزبير أفضل مليون مرة في كل المعايير من يزيد بن معاوية ومن عبد الملك بن مروان، وشتان بين آل مروان وآل العوام. فعبد الله بن الزبير هو أول مولود في الهجرة- وهو ابن الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم, وابن ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما, وخالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها, وزوج خالته المصطفى صلى الله عليه وسلم, ولا يجهل حقه الا أعماه الله تعالى.

سادسا: كان عبد الله بن الزبير واضحا وشريفا, قويا وصريحا, مستقيما لا يخاف في الله لومة لائم, وعلى استعداد أن يدفع حياته كلها ثمنا لصراحته. لقد كان في صموده في وجه ملوك الدولة الأموية بطولة خارقة بحد ذاتها.

سابعاً: لقد طلب عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين رضي الله عنه من ابن أبي بلتعة أن يصف له عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما فقال:
والله ما رأيت نفسا ركبت بين جنبيه مثل نفسه, وكان اذا ركع أو سجد, تقف العصافير فوق ظهره وكاهله, واذا دخل في الصلاة فيخرج من كل شيء اليها, ومن طول ركوعه وسجوده لا تحسبه الا جدارا أو ثوبا مطروحا, ولقد مرّت قذيفة منجنيق من بين لحيته وصدره وهو يصلي, فو الله ما أحسّ بها, ولا اهتز لها, ولا قطع قراءته من أجلها, ولا تعجل في صلاته.
ان الأنباء الصادقة التي يرويها التاريخ عن عبادته رضي الله عنه لشيء يشبه الأساطير, على كافة المستويات, ففي سهره نجده طوال العمر قانتا عابدا, وفي ايمانه الوثيق بالله

ثامناً: من يقرأ سيرة عبد الملك بن مروان سيكتشف من دون عناء هذا الفارق الكبير بينه وبين الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير، الذي كان لكتاب الله تاليا, ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم متبعا, ولله صائما وقانتا وعابدا. بينما يروى السيوطي عن ابن أبي عائشة قال : أفضى الأمر - الحكم - إلى عبد الملك بن مروان والمصحف في حجره فأطبقه وقال : هذا آخر العهد بك . . ( 1 )
ويروى أن عبد الملك أول من غدر في الإسلام ، وأول من نهى عن الكلام بحضرة الخلفاء وأول من نهى عن الأمر بالمعروف . . وأول خليفة بخل في الإسلام . . ( 2 )
ويروى أنه خطب بالمدينة بعد قتل عبد الله ابن الزبير عام حج سنة خمس وسبعين فقال : أما بعد . فلست بالخليفة المستضعف - يعني عثمان - ولا الخليفة المداهن - يعني معاوية - ولا الخليفة المأفون - يعني يزيد - ألا وإن من كان قبلي
من الخلفاء كانوا يأكلون ويطعمون من هذه الأموال . ألا وإني لا أداوى أدواء هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم . تكلفوننا أعمال المهاجرين ولا تعملون مثل أعمالهم فلن تزدادوا إلا عقوبة حتى يحكم السيف بيننا وبينكم . . ألا وإنا نحمل لكم
كل شئ إلا وثوبا على أمير أو نصب راية والله لا يفعل أحد فعلة إلا جعلتها في عنقه . والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه . . ( 3 )
ويروى أن عبد الملك كان إذا قعد للحكم خيم على رأسه بالسيوف . . ( 4 )

يقول هذا الشاعر في بني مروان :
يا قوم لا تغلبوا عن رأيكم فلقد * جربتم الغدر من أبناء مروانا *
أمسوا وقد قتلوا عمرا وما رشدوا * يدعون غدرا بعهد الله كيانا *
ويقتلون الرجال البزل ضاحية * لكي يولوا أمور الناس ولدانا *
تلاعبوا بكتاب الله فاتخذوا * هواهم في معاصي الله قربانا ( 5 )

تاسعا: لقد ساءت أحوال الناس أواخر الدولة الأموية حتى قالوا فيها هذه الأبيات من باب السخرية
بني أمية هبوا طال نومكم
إن الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا
خليفة الملك بين الدن والعود


(1) تاريخ الخلفاء . .
(2) المرجع السابق . . (3) المرجع السابق . . (4) المرجع السابق . . (5) المرجع السابق . . ( * )