المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى سيِّـدِي رَسُـولِ اللهِ صلَّـى الله عليهِ وسَلَّـمَ



محمود بن كابر الشنقيطي
02/01/2015, 06:53 PM
سِيقَـت إلى قلَمِـي زُهْـرُ الرُّؤى زُمَـرَا = والكَـونُ أصغَـى إليَّ السَّمعَ والبصَرا
والشِّـعرُ أرخَـى عنَـانَ الشِّعرِ لي, ولَهُ = هَطلاءُ من وَكْـفِـها أستنبِـتُ الدُّرَرَا
لمَّـا همَمتُ بذِكْر المُـصطَفى , فصَفَـا = ليَ السُّـرورُ , وأهـدَى الموردَ النَّـضِرا
مِـن أيـنَ يا سيِّدَ السَّـادَاتِ مُبتدَئي = فـيمَا أقُـولُ إذا طَـيفي إليْـكَ سَرَى
أتيتُ أطـوِي إليـكَ الأرضَ, راحلَتي = شَـوقِي, وَبِي منكَ ما يستنطِـقُ الحجَرا
بِي منكَ يا سيِّـدي ما لو نطقتُ بهِ = كانَ الوِصَـالُ لكلِّ العَـاشقِـينَ قِـرى
يَبيتُ غَـيرِي ولَيْـلاهُ تقُـضُّ لَـهُ = مضاجعَ الشِّـعرِ إنْ مَا حـنَّ وادَّكَــرا
ومَا لِـبَثْنَـةَ, أو نُعمَى, وخَوْلةَ مِـنْ = طَـيفٍ أسَـامرُهُ إن برقُـهُـنَّ شَـرى
لكنَّما أنتَ يا خيرَ الورَى لُـغَـتي = وعنكَ جَـازَ حديثِـي التِّـيهَ مُفتخِـرا
وفي جنَـابِكَ مَدحِـي إنْ مَدَحتُ , وما = مدحتُ إلاَّكَ فيما عَـنَّ واسـتَتَرا
أُزجِـي المديحَ , وأسْـتعفيكَ معتذراً = يا سيِّدي , فجميعُ الشِّعر قد حَصَـرا
ماذا عسَى الخلق إن سيقتْ مدائحُهم = إليكَ أن يبلُـغوا في سَـيرِكَ الأثَرا
فأنتَ أنتَ الَّـذي أولاكَ ربُّـكَ ما = يعيا بهِ الحرفُ منظُـوماً وإن نُـثِرا
يكفيكَ عن كُـلِّ مدحٍ نقطُ معجَمَةٍ = من مُحكَماتٍ ثناءٍ في القُرَانِ جَـرَى
فَردٌ أطَـلَّ على الأيَّامِ فانبجَست = بِـشراً, وأضفى عليهَـا السَّعدَ منتَشرا
حلَّت مَيامنُكم وجهَ الزَّمانِ حُـلاً = تحمَّـلَ الحُسنُ منها فوقَ ما قدرا
يا سيِّـدِي أنتَ من أحيا الإلهُ بهِ = هـذا الأنَـامَ مقيماً منهُ مَا عَـثرَا
وأنتَ من عَبَّ من ينبُـوعِ حكمتِهِ = كلُّ الوَرى , وهُـداهُ في الدُّهورِ سرَى
ربيعُ مولدكَ الميمُـونِ طَـابَ بهِ = للكَـونِ كونٌ, وأحيا الجنَّ والبشَـرا
أفاضَ منهُ على الأيَّـامِ آبِـدَةً = من الضياءِ تُباهِـي الشَّمـسَ والقمَـرا
شهرٌ بمولدكُـم يفتَـرُّ مبسَمُـه = يُعلِّـمُ الكونَ لمعَ الحُسنِ كيفَ يُرَى
ودَارُكَ الجنَّـةُ الدُّنـيا التي اكتنَزتْ = صفـوَ الهنَـاء, وحطَّت خلفها الكدرا
مُـذ جئتَها أنتَ ما رَاءَ العناءُ بِها = مأوى , وأزمعَ عن أنحائِها السَّـفَـرا
ومُـذ تصافَحَ فيها طُـهرُ موطئكُم = مع التُّـرابِ تسَـامَى التُّربُ وافتخَـرا
حتى غدا تُربُـهاَ سيفاً يُشَـقُّ بِهِ = هامُ السَّـقامِ فلا يُـبقي له أثَـرا
-ومُذ تنفَّـستَ واحتفَّـت نسائمُـها = بالطِّيبِ منكَ أناخَ الطُّـهرُ واستَطَرا
يُمنٌ يمينُـكَ , بلْ يُسرٌ يسارُكَ , بلْ = أنتَ اليسَـارُ وأنتَ اليمنُ إن ذُكِرا
يا أكرمَ الخَـلقِ عُذراً إن عجَزتُ فما = أبقتْ معاليكَ لي في الشِّعـر معتصَرا
تَهابُ وصفَكَ أقلاَمِي, وقافيَـتي = تَـأبَى عليَّ , فعُـذْراً سيِّدِي عُـذُرَا
صلَّـى عليكَ الَّـذي -حنَّ الجمادُ لكم- = بأمرهِ ما أسرَّ الحُـبَّ بل جهَرا
صلَّـى وسلَّمَ من أحنَـى لكُـم أحُـداً = لمَّا تمايَل فخراً , حقَّ ما افتخراَ
مَا هبَّت الرِّيحُ , أو أنَّـت مطَوَّقةٌ = أو ناضَ برقُ سماءٍ يحمِلُ المطرا







محمُـودُ بنُ كابِر الشنقيطي

المدينةُ النَّبويَّـة