المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المواطن منو ؟. شنو يعني المواطن ؟



كاظم فنجان الحمامي
02/02/2015, 07:34 PM
المواطن منو ؟. شنو يعني المواطن ؟

كاظم فنجان الحمامي

نحن الآن نعيش كما الغرباء بين جدران هذا العراق الذي تحول إلى وطن يجهض أحلام أبنائه، وينسف تطلعاتهم الوطنية، حتى كادت تختفي طموحاتنا كلها في ظل التصنيفات الطائفية والعزلة المناطقية، وفي ظل الوصاية التي فرضوها علينا لاعتبارات عجيبة لا تخطر على بال الجن الأزرق.
هنا في العراق لا قيمة لنا إلا في مواسم الانتخابات، ولا اعتبارات لنا إلا في تلك المواسم العابرة، فما أن تقترب الانتخابات حتى يهبط القادة من عليائهم، فيتذكروننا، ويجاملوننا على مضض، وأحياناً يتباكون علينا بدموع التماسيح، ثم يعودون إلى طبقاتهم الفوقية ليسخروا منا من جديد، ويتهكموا علينا ويصادرون حقوقنا المشروعة في المواطنة.
شاهدت قبل قليل مقطعا فيلمياً موثقاً يتحدث فيه مدير عام الإعلام في أمانة العاصمة (حكيم العراقي) في حوار متشنج دار بينه وبين الإعلامي (ماجد سليم) في قناة (هنا بغداد). ظهر فيه (حكيم) غاضبا مُنفعلاً. لم أكن أتوقع أنه سيلغي دور المواطن ويحذفه من ذاكرة الوطن بقوله: (المواطن منو المواطن ؟؟. شنو المواطن ؟؟. الفساد موجود منذ زمن الأنبياء).
لا نريد الخوض في المهاترات، ولا نحبذ الثرثرة الحوارية التي تعالت أصواتها هذه الأيام عبر أبواق الديمقراطية الفوضوية، لكننا نريد أن نضع حداً لتلك التصريحات الاستفزازية المتكررة. ونريد أن نلملم الحروف المائعة لنضع فوقها النقاط التوضيحية الصحيحة. فالسياسيون لم يتوقفوا عن تذكيرنا بكلمة الإمبراطورة (ماري انطوانيت)، عندما حاولت إخماد جوع الفقراء الباحثين عن الخبز، فقالت لهم: (إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء. دعهم يأكلون كعكاً). أنهم يتذكرون هذه العبارة جيداً، ويرددونها في مجالسهم باعتبارها من العبارات الاستفزازية التي تنتقص من قيمة المواطن، وتلغي حقه في العيش الشريف، لكنهم يتجاهلون تصريحات (حكيم) ورهطه، ويتغافلون عنها.
فنقول لهم: أن الدولة تتكون من الوطن والمواطن، وبينهما الحكومة التي يمثلها الوزراء، ولكن كيف نصون كرامة المواطن، وكيف يكافح في وطنه من أجل البقاء بينما يتنعم غيره بخيرات الوطن. كيف يكون اعتزاز المواطن بوطنه وحكومته تتجاهله ؟. كيف نكون مواطنين ولنا حقوق وواجبات، ولا نجد من يلجم الذين يسخرون منا ؟، وكيف نمتلك هذه الثروات الطائلة، ولا نتمتع بها مثلما يتمتع بها غيرنا ؟. هل تعني المواطنة أن نتنازل عن حقوقنا ونسمح لغيرنا بالتطاول علينا، والاستخفاف بنا في الأماكن والتوقيتات المزاجية التي يرونها مناسبة ؟.
هذه الأسئلة نوجهها للحكومة، لتجيبنا عن مفهومها للمواطنة. آملين أن يأتينا الرد على لسان ناطقها الرسمي. صار واضحاً لدينا أن بعض المسؤولين يتعاملون معنا بفوقية مطلقة، ضاربين عرض الحائط كل التشريعات التي ساوت بين المسؤول والمواطن. وإلا بماذا تفسرون تصريحات هذا المسؤول الذي سمح لنفسه بتغييب دور المواطن وهدر حقوقه ؟. نحن نرى أن المسؤول عبارة عن خادم للمواطن، من هنا يتعين عليه أن ينظر لمسؤولياته على أنها واجبات مصيرية ملزمة التطبيق، يكون فيها هو المطيع الدائم والملبي الحاسم لاحتياجات المواطن، حتى لا تكون تصرفاته وشطحاته سبباً لإثارة حفيظة المواطن، وحتى لا تكون تلك التصريحات سبباً لتعطيل حقوق الوطن والمواطن. .
https://www.youtube.com/watch?v=4H55Hbn_jXw