المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المواطن بريء حتى يثبت ديانته



كاظم فنجان الحمامي
07/03/2015, 10:17 AM
المواطن بريء حتى يثبت ديانته

كاظم فنجان الحمامي

هذا هو العرف الذي يطبقه الدواعش، وهذا هو المنطق الذي يؤمن به أنصار هم، الذين تكاثروا هذه الأيام في مستنقعات العصبية الطائفية البغيضة، فخسروا وطنيتهم ومروءتهم بإعلانهم الحرب ضد المسيحيين والأيزيديين، وضد الأقوام الأخرى، ثم خسروا دينهم وإنسانيتهم بتقاطعهم الصريح مع القرآن والسنة النبوية المطهرة، وتخلوا نهائياً عن الرحمة والتسامح التي أعلى شأنها الإسلام المحمدي الثابت على المبادئ والقيم السماوية السامية.
صارت تلك العصابات في نظر أنصار الدواعش هي المصرح لها باقتراف ما يحلو لها من مجازر طائفية وعرقية وتكفيرية في شرق الأرض وغربها، فما أن نعترض عليها ونشجبها ونستنكرها حتى يخرج علينا من يتهمنا بالطائفية، وينعتنا بالعدوانية، وما أن نتحدث عن جرائمها، التي أحرقت الزرع والنسل، حتى يخرج علينا من يصفنا بأوصاف لا تنطبق إلا عليهم.
تتباهى هذه العصابات المتهتكة صباح مساء بجرائمها الدموية المتكررة، فتقتل، وتعذب، وتنحر، وتذبح، وتسحل، وتفجر، وتدمر، وتزهق الأرواح، وتنبش قبور الأنبياء والأئمة، وتغتصب العراقيات والسوريات، وتبيع الأطفال في مزادات علنية، من دون أن تنكر أفعالها، ومن دون أن تبرر جرائمها، ثم يخرج علينا قرودها لينفوا ما اعترف به الدواعش أنفسهم، ويتهمونا نحن بالطائفية والمذهبية، فداعش وحدها لها الحق في جبلايات القرود المجنونة أن تفعل ما تشاء وكيفما تشاء. لكن أنصار الدواعش يوجهون أصابع الاتهام للضحايا الذين فقدوا أبنائهم وأموالهم ومساكنهم، وهاموا على وجوههم في الفلوات، فهذا هو المنطق الذي تؤمن به قرود السيرك السياسي، وهذه هي العدالة التي شرعها لهم فقهاء الجريمة المنظمة.
حتى الذين يتشدقون بالقومية والوطنية من أنصار داعش يزعمون أننا لا نستحق العيش على هذه الأرض، وأننا لا دين لناولا نستحق الحياة، وأن أموالنا مشاعة لمن هب ودب من عصابات الدواعش.
من فيكم سمع بمثل هذه الوقاحة ؟، ومن فيكم قرأ عنها ؟، حتى ألمانيا النازية لم تكن تجرؤ على ارتكاب هذا المسلسل الدامي من الجرائم المروعة، وحتى قبائل المغول والتتار صارت في المعايير الإنسانية أعلى مرتبة من تلك العصابات الظلامية المعادية للجنس البشري.
قبل بضعة أيام كتبت موضوعا عن جريمة تدمير ارثنا الحضاري في الموصل، فانهالت عليَّ التعليقات النابية من المؤيدين للدواعش والمناصرين لهم على الباطل. وقبل بضعة أيام كتبت مقالة أخرى تناولت فيها مسلسل نبش قبور الأنبياء في العراق والشام، وكيف حافظ الدواعش على قبر(سليمان شاه)، فخرج علينا رجل من المؤمنين بفكرة التتريك والتدعيش والتغشيش والتحشيش، ليذود بالدفاع عن قبر سليمان، متجاهلا ما فعلوه بقبر سيدنا يونس، وقبور الصحابة.
فالمواطن في نظر هؤلاء بريء حتى يثبت ولاءه للديانة التكفيرية التي يؤمن بها الدواعش. ويبقى السؤال: متى يخجل هؤلاء من أنفسهم ؟، ومتى يثوبوا إلى رشدهم ؟، ومتى يصحوا من غيبوبتهم ؟؟.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين
https://www.youtube.com/watch?v=QIaq4RKwVt4