المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طبول الهرمجدون تُقرع خلف بيوتنا



كاظم فنجان الحمامي
10/03/2015, 09:06 AM
طبول الهرمجدون تُقرع خلف بيوتنا

كاظم فنجان الحمامي

يخطئ من يتصور أن ما بدأته أمريكا لزعزعة أمن الخليج عام 1991 سينتهي عام 2015 أو بعد بضعة أعوام، ويخطئ من يظن أن الحروب والمعارك التي اندلعت حتى الآن، وما رافقها من زلازل ونكبات ومصائب وويلات وانقلابات ستخمد وتختفي في غضون السنوات القليلة القادمة. حتى الذين كانوا يتصورون أنفسهم أنهم عباقرة الزمان في المقامرات السياسية والمغامرات الحربية، وأنهم سيحققون الفوز الأعظم في حلبة الصراع الدامي المتفجر في المنطقة، انتهى بهم المطاف في مزابل التاريخ، أو خلف القضبان، أو تحت الأرض، أو سُحلوا في الشوارع. بينما فر بعضهم ولاذوا بالهروب، وخيم السكون المطبق على زعيمهم الذي ورطهم في هذه المهازل الغامضة، التي نعرف بدايتها، لكننا لا نعرف حدودها، ولا ندري إن كانت لها حدود من عدمه. وربما تُفنى أعمارنا قبل إسدال الستارة على آخر فصولها المأساوية.
لقد أدرك المتورطون الأوائل في الحروب الغبية الاستعراضية. أنهم أسهموا بتعطيل نهضة هذه الأمة، وأنهم كانوا مجرد بيادق زئبقية تطفو في قدور لعبة معقدة، غير محسوبة العواقب، فرفعوا راية الندم بعد خراب البصرة، وبعد دمار بصرى.
لطموا، وندموا، وتأسفوا. ولات حين مندم. أطلق البطريرك حسرة كبيرة في ساعاته الخريفية الآزفة، قال فيها: (لقد غدر الغادرون)، وتخبط زعيمهم الخفيف في خطواته العشوائية: فوقف في قفص الاتهام ليعاتبهم بعبارة يائسة: (كده يا أولاد الأبالسة ؟؟)، وفر زين الهاربين، واحترق حفيد بلقيس في أفران مأرب، وطافوا برداء الفيلسوف الأخضر من (زنقة) إلى (زنقة). وتزحلقت أقدام الخرتيت خارج ثكنات (سنوبي).
ثم خرج أصحاب الرايات السود من خنادقهم الأورشليمية السرية، بأعداد وأعتدة لا تخطر على بال موسليني، فالتف حولهم أصحاب العقول المشفرة والأفكار التكفيرية القذرة، كان خروجهم الأول في الشام، ثم طاروا مع بوكو حرام، وهبطوا في سهل نينوى. كانت لهم عشرات الأوكار في سيناء والكرك ومعان. يأتيهم الدعم من قطر مكمن الخطر، أو عبر قنطرة أنقرة. بتأييد مفرط من الشيطان السلطان، فاستباحوا الأرض والعرض. دمروا دور العبادة. نبشوا قبور الأنبياء والصحابة. جرفوا المواقع الأثرية. أحرقوا المكتبات في هجمات متوحشة استهدفت الفنون والعلوم والآداب.
كانوا يتفاخرون بنشر أفلام الذبح والقتل والسحل والترهيب والتعذيب. ثم ظهرت أمريكا على حقيقتها، فكانت هي التي تمسك بخطوط اللعبة، وهي التي ترسم سيناريوهات البرامج الطائفية بأقمارها الصناعية الجبارة، ومجساتها الليلية الحساسة، ومرتزقتها الذي كانوا يديرون غرف العمليات المرتبطة بخطوط المواجهات التدميرية.
كان الزعماء (الموتى) يدركون عمق المؤامرة وأبعادها الخطيرة، ولو بعد فوات الأوان، أما السفهاء وأنصار الدواعش فلم يدركوا حتى الآن ما آلت إليه أحوالنا في العراق والشام وسيناء، وسيأتي اليوم الذي تتفجر فيه براكين الهرمجدون في البلدان العربية، التي تورطت بتغذية بؤر الإرهاب. عندئذ ستقرع طبول الهرمجدون لتزحف بفيالقها الخنزيرية نحو العواصم الواقعة على خط عرض (33) درجة شمالاً. وستسألون أنفسكم حينئذ: لماذا اصطفت كل تلك المدن على هذا الخط الوهمي ؟، وكيف حصل الذي حصل ؟.
نحن يا سادتي الكرام نقف على مسافة قريبة جداً من مركز الانفجار الكوني للمعركة التدميرية المرتقبة. أنها الهرمجدون، التي تستهدف النيل من العرب كافة، وتستهدف إعلاء شأن الصهاينة، وتوسيع نفوذهم من النيل إلى الفرات. ألم يأتكم تحذير خاتم الأنبياء والمرسلين (ص)، عندما قال لكم: (ستأتي عليكم سنوات خدّاعات. . . )، فهذه هي السنوات الخداعات.
والله يستر من الجايات