هارون غزي المحامي
10/03/2015, 02:13 PM
بِره !
بِره! (قصة قصيرة)
دق باب السكن؛ وإذ بعامل عند الابن التاجر، يليه ثلاثةُ حمَّالين، على عاتق كلٍّ منهم صندوق بلاستيك كبير.
قال العامل: هذه تخصُّ الحاج ابنهم..
شُوِّنَت.
الابن كان قد أمر بالصناديق لمنزله - يريد أن يُتحف أولاده - فظنَّ العامل أنه يقصد منزل الوالدَين.
فلمَّا عرف الابنُ اللَّبسَ صار محرجًا، وسيطر عليه الضيق؛ فهو كعادتِه لم يُرِد والديه بالأمر!
لارتباكه ظلَّ لا يَحضُر لوالديه أيامًا؛ فهو لا يدري ماذا يقول لهما، وأخيرًا حضَر مكفهِرَّ الوجه.
قيل له:
• هذه صناديقك؟
قال متلعثمًا:
• هي لكما، فلماذا لم تفتَحاها؟ أظنُّها تلفَت.
• لم تصرِّح لنا بفتحها، ولا نعرف ما بها.
فضَّها بانفعال شديد.
ظهر لوالديه مُحتواها: فاكهة الكريز القرمزي اللامع، الذي لم يذقه لسانُهما البتة.
بوجه عابس، وعينينِ مغمضتين؛ ترَك لوالديه صندوقًا كاملاً بما غلَب عليه من عطَب.
انتَقياه وتذوَّقا منه وهُما يتحسَّران على إسرافه!
بِره! (قصة قصيرة)
دق باب السكن؛ وإذ بعامل عند الابن التاجر، يليه ثلاثةُ حمَّالين، على عاتق كلٍّ منهم صندوق بلاستيك كبير.
قال العامل: هذه تخصُّ الحاج ابنهم..
شُوِّنَت.
الابن كان قد أمر بالصناديق لمنزله - يريد أن يُتحف أولاده - فظنَّ العامل أنه يقصد منزل الوالدَين.
فلمَّا عرف الابنُ اللَّبسَ صار محرجًا، وسيطر عليه الضيق؛ فهو كعادتِه لم يُرِد والديه بالأمر!
لارتباكه ظلَّ لا يَحضُر لوالديه أيامًا؛ فهو لا يدري ماذا يقول لهما، وأخيرًا حضَر مكفهِرَّ الوجه.
قيل له:
• هذه صناديقك؟
قال متلعثمًا:
• هي لكما، فلماذا لم تفتَحاها؟ أظنُّها تلفَت.
• لم تصرِّح لنا بفتحها، ولا نعرف ما بها.
فضَّها بانفعال شديد.
ظهر لوالديه مُحتواها: فاكهة الكريز القرمزي اللامع، الذي لم يذقه لسانُهما البتة.
بوجه عابس، وعينينِ مغمضتين؛ ترَك لوالديه صندوقًا كاملاً بما غلَب عليه من عطَب.
انتَقياه وتذوَّقا منه وهُما يتحسَّران على إسرافه!