المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ورحل زهدي القدرة



سميح خلف
12/03/2015, 06:39 PM
ورحل زهدي القدرة
من الزمن الجميل كل شيء له نكهة ولو في لحظات الفراق، فشريط الذكريات لا يتوقف عن اخوة اعزاء امضينا ومضينا في دروب الثورة اتفقنا واختلفنا ويبقى الزمن الجميل له طعم من الحلاوة والمرارة احيانا..... جيل وهب نفسه لفلسطين والثورة ، عمل في كل المواقع.... كان الوفاء للهدف والقيم والاخلاق الوطنية ، لم يفهم هذا الجيل المضحي ان لكل دولة رجال والايام دول وعلاقات فالمهم يصبح غير مهما والجاد يصبح مهمشا.
لن اتحدث عن زهدي القدرة المناضل صاحب الابتسامة دائما ..... تعرفت عليه في بداية السبعينات من القرن الماضي في اتحاد طلبة فلسطين في جواد حسني وكان مع الجيل المخلص اخوة اطال الله في عمرهم فالخلاف لا يفسد للود قضية اخي عبد الله ابو الهنود وصخر بسيسو وربحي عوض وحسين كساب والراحل امين الهندي وكثر من هذا الجيل التي تفرقت طاقاته مع منعطفات كان لابد منها وقفة..... جمعتنا وقفات اذكر منها الاعتصام على ابواب الجامعة العربية عندما طرح مشروع المملكة المتحدة وكثير من الانشطة..... نعم اشتقت للعبة كرة التنس في مقر الاتحاد....واشتقت لمهام نضالية توزعت على الجامعات في مصر تخص الطلاب الفلسطينيين......
زهدي القدرة هو هذا المناضل الذي مضى على درب من رحلوا من الزمن الجميل زمن الثورة رغم تنبؤاتنا باننا لن نصل الى الهدف... زهدي القدرة المبتسم الهاديء. احبه ياسر عرفات وكرهه اخرين.. وسبب كرههم معروف.... لا نريد ان ندخل هنا في التوجات والصراعات الداخلية التي لم تخلو منها حركة فتح يوما..... ولا نريد ان نستعرض نشاط اللوبيات وضغوطها على ياسر عرفات للتخلص من زهدي القدرة ولا نريد ان نذكر المحاولات المستميته لفرض الطيب عبد الرحيم في اواسط الثمانينات من القرن الماضي ليحل محل صلاحيات زهدي القدرة..... السيد الطيب عبد الرحيم الذي لم يمكث طويلا في القاهرة كممثل لمنظمة التحرير ..... وانطلق زهدي من حيث فشلوا.... فكان زهدي الانسان الخلوق المقاوم الذي خدم ثورته وشعبه ولم يبخل يوما من عطاء من اجل الوطن والمواطن الفلسطيني اما ما انجزه زهدي في العلاقات الثنائية بين فلسطين ومصر عجز عن انجازه اي ممثل او سفير لاحقا.
الرجال يدفعون الثمن دائما عند اي متغير وزهدي دفع الثمن.... كونه محبب لياسر عرفات ودفع الثمن لانه ابن غزة البطلة بشعبها الفلسطيني وثقافتها الوطنية التي تربت على ثقافة عبد الناصر فالقومية العربية في فكر زهدي هي عشقه وكما كانت مصر بالنسبة له فزهدي "" مصري الهوى"" عاش على ارضها وفي احضان نيلها وعشق شوارعها كعشقه لغزة وخانيونس واشتياقه لسواحل حيفا ويافا
يرحل هذا الجيل تاركا زمنا جميلا وواقعا بائسا فاشلا لشعب وقضيه منحها كل طاقاته وحياته... رحم الله اخي زهدي القدرة واسكنه فسيح جناته وليس لنا الا ان نردد قول الله تعالى:
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)

سميح خلف