المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأردن تختنق بدخان دواعشها



كاظم فنجان الحمامي
15/03/2015, 06:50 PM
الأردن تختنق بدخان دواعشها


كاظم فنجان الحمامي

أزفت ساعة الأردن واقترب مصيرها المحتوم من حافة الهاوية، وأصبحت على وشك الوقوع في المحارق التي أضرمها الدواعش في مضاربها، خصوصاً بعدما اكتوت بنيران الكساسبة، وبعدما أعلنت حاضناتها القديمة عن استعدادها التام لإيواء العائدين إلى الأوكار التي خرجوا منها أول مرة.
أحيانا يتساءل المرء: ما الذي يمنع الدواعش من إقامة دولتهم هناك ؟، وما الذي يمنعهم من توسيع رقعتهم في (الكرك) و(معان)، والمدن الأخرى المهيأة للدخول في نفق التنظيمات الظلامية ؟. فالأرض الأردنية باتت حبلى بالمفاجئات باعتبارها الملاذ التوسعي المرشح لاستقبال كل أنواع الدواعش وخلاياهم الإجرامية. ثم أن كل مقومات البقاء والنمو والانتشار متيسرة ومتوفرة للدواعش في الأوساط المحيطة بالأوكار الأردنية، ولا اعتراض للصهاينة على الدواعش. لأن الدواعش ليست لديهم أي عداوات عقائدية مع إسرائيل.
مما لا ريب فيه أن الأردنيين كانوا هم الحاضنة المثالية لهذا التنظيم الإرهابي، لكنهم لم يدركوا خطورتهم إلا بعد انتشار مجازرهم في شرق الأرض وغربها. كانت داعش مصممة ومبرمجة لتأجيج نيران الفتنة الطائفية في سوريا والعراق، بيد أن ذلك لا يمنعها الآن من دق أسافينها في بيئتها الطائفية، التي استمدت منها الدعم والتأييد، وأمدتها بكل ما تريد. وبالتالي فأن الحكومة الأردنية باتت مهددة بالزوال والانهيار أكثر من أي وقت مضى. الأمر الذي اضطرها إلى اللجوء لتطبيق تجربة (الحشد الشعبي)، التي أثبتت نجاحها في التصدي للدواعش المتواجدين في العراق. مع الأخذ بنظر الاعتبار البون الشاسع بين القوى الشعبية العراقية الجبارة المعادية للدواعش، وبين القوى الشعبية الأردنية الضئيلة التي لا تمتلك الدوافع الحقيقية للوقوف بوجه الدواعش.
من المتوقع أن تظهر داعش بكامل قوتها في المدن الأردنية المؤيدة لها، وستنضم إليها مدن أخرى تعشق داعش وتصفق لقادتها. وستبقى (عمان) وحيدة في عزلتها بيد الحكومة، وبالتالي فأن تلك العزلة ستكون مفروضة عليها بموجب برامج التقسيم والتجزئة التي سارت عليها القوى الظلامية، وستعزز جهات محسوبة على أمريكا دعمها الإعلامي لتنظيم داعش بعد عودته إلى الأردن.
لا شك أن المعارك الداخلية ستنتقل من سوريا لتصب حممها فوق رؤوس الأردنيين، ثم تنتقل منها إلى العواصم العربية الأخرى، وستغرق المنطقة برمتها في الفوضى المعبئة داخل سراويل الفلول المنهزمة من الشام. وسيختلط الحابل بالنابل، ولن تقوم للعرب قائمة بعدها، وستخرج أمريكا وحيدة (منتصرة) من هذه الحرب. لكنها لن تحقق أي انتصار لها فوق الأرض العراقية التي أعلنت الحرب عليها وعلى دواعشها. وهكذا جنت على نفسها دواعش.
https://www.youtube.com/watch?v=IQERKn2EEM4