المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمريكا ونزعاتها الإرهابية



كاظم فنجان الحمامي
17/03/2015, 09:41 AM
أمريكا ونزعاتها الإرهابية

كاظم فنجان الحمامي

لم تعد النزعات الإرهابية الأمريكية خافية على عامة الناس، فقد بات واضحاً أن معظم التنظيمات العدوانية الشاذة، إن لم تكن كلها، ترتبط بطريقة أو بأخرى بالمخابرات المركزية الأمريكية، باعتبارها القناطر الإستراتيجية الفعّالة، التي سمحت بتوغل قطعان البنتاغون في شرق الوطن العربي وغربه.
لقد انفردت أمريكا من بين أقطار الأرض بعلاقاتها المشبوهة مع الخلايا الإرهابية، بينما تزعم في الوقت نفسه محاربتها لها، وارتبط مصيرها منذ نشأتها بالدسائس والمؤامرات والحروب غير المشروعة، فكانت أول البلدان التي لجأت إلى إنزال حمم القنابل النووية فوق رؤوس المدنيين في المدن اليابانية، وأول البلدان التي طبقت مفاهيم الحرب القذرة، والحرب الباردة، والحروب الطائفية والعرقية، وأول البلدان التي نشرت غاز الخردل في حروبها الكيماوية. وأول دولة نشرت الدمار في حروبها المتكررة خارج أرضها وخارج قارتها، وكانت هي القاسم المشترك الأعظم لكل المآسي التي اندلعت عبر البحار والمحيطات منذ بداية القرن الماضي وحتى يومنا هذا.
وها هي اليوم تعزز علاقاتها المشبوهة بالمنظمات الإرهابية، التي بدأتها بالقاعدة، ثم وسعت علاقاتها مع بقية التنظيمات المتخصصة بصناعة الموت والدمار، وانتهت مع (داعش) و(بوكو حرام) وتفرعاتها الإرهابية التكفيرية المتوحشة. فجنت على نفسها براقش، خصوصا بعدما أرهقتها الحروب الطويلة في أفغانستان والعراق، وظهر عليها التعب من جراء هذه المتوالية المتداخلة مع تطلعات الشعوب والأمم، ومن جراء التورط بصداقات عميقة مع القوى الظلامية ومع الأنظمة الاستبدادية، الأمر الذي يفسر انتكاساتها التي تعزا إلى هذه النقائض الأخلاقية والفكرية لزعماء أمريكا، وربما تعزا أيضاً لفقدانها القدرة على حل التناقض حول مفاهيم (القوة، والدبلوماسية، والواقعية، والمثالية، والسُلطة، والشرعية). وهذه هي القشة التي قصمت ظهرها، بسبب تراكمات الحروب التي افتعلتها وأشعلت فتيلها في العالم على وجه العموم، أو في الشرق الأوسط على وجه الخصوص. حتى صارت تقف اليوم بين الخنادق المتناقضة، فهي التي تدعم الخلايا الإرهابية، وهي التي تتظاهر بمكافحتها، وهي التي تمد الدواعش بالعتاد والمؤن، وهي التي تتظاهر بمحاربتها لهم.
ختاما نقول: لا تناقض في القاموس الأمريكي بين كلمة (مع) وكلمة (ضد)، فهي تقف دائماً خلف الخنادق المتنافرة، لأنها الأقرب للمنبطحين والمتخاذلين والشياطين في كل الظروف والمناسبات، وفي كل الأوقات والأماكن. قالوا لهتلر: من هم أحقر الناس في حياتك ؟. قال: الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم.
https://www.youtube.com/watch?v=_2T70-nmaEE