المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثمانمائة ألف فقط وعندكم الحساب



كاظم فنجان الحمامي
07/04/2015, 09:29 AM
800 ألف فقط وعندكم الحساب

كاظم فنجان الحمامي

في الوقت الذي تتقدم فيه أقطار العالم كلها نحو الأمام، وفي الوقت الذي تحقق فيه أعلى قفزاتها النوعية في العطاء الثقافي، وفي الارتقاء بمعدلات إنتاجها الزراعي والصناعي نحو الأفضل، يصر زعماء العالم العربي والإسلامي على تفريغ شحناتهم المميتة، وممارسة هوايتهم الموروثة في التفنن الطائفي، وفي التنوع التخريبي بكل معاول النسف والهدم والدمار.
قبل بضعة أيام أعلنت كوريا الشمالية أنها تمتلك 800 ألف صاروخ ذكي موجه وبعيد المدى، منها 800 صاروخ فقط مجهزة برؤوس نووية صغيرة ، لكنها لم تطلق صاروخاً واحداً ضد جاراتها الآسيويات، بينما أطلقت إحدى الميليشيات الليبية المسلحة صاروخاً عشوائياً من صواريخها الغبية فأحرقت به 800 ألف برميل من النفط الخام في ميناء (السدرة). تأتي هذه المصيبة كواحدة من الأمثلة التخريبية التي تتكرر يومياً في ليبيا وحدها، في التوقيت الذي بلغ فيه مستوى الإنتاج 800 ألف برميل في حقلي (الفيل) و(أبو الطفل). وتسببت الصواريخ التي سقطت فوق المدن السورية بتشريد 800 ألف عائلة أصبحت بلا مأوي. وأكدت منظمة اليونيسيف على وجود 800 ألف طفل شردوا من منازلهم في جنوب السودان بسبب الصراع الدامي القائم بين الميليشيات المسلحة. وقالت المفوضية الدولية للإغاثة أن عدد المحتاجين للمساعدة في غزة لضمان قوت يومهم منذ أن بدأ الحصار، ارتفع إلى 800 ألف شخص.
وفي الوقت الذي رفعت فيه الإمارات قيمة المساعدة السكنية إلى 800 ألف درهم للارتقاء بالمستوى المعيشي نحو الأفضل، سارعت إلى توفير 800 ألف فرصة عمل في القطاع الخاص يمكن أن يشغلها مواطنون. بما يسهم في مضاعفة نسبة العاملين في القطاعات الإنتاجية، بينما أعلنت مصر عن حاجتها إلى 800 ألف فرصة عمل كل عام. في حين سجلت قوائم العاطلين في الكويت 800 ألف مواطن ومواطنة عاطلين عن العمل، وسجلت تونس الرقم نفسه بالتمام والكمال لدى وزارة التشغيل (التعطيل). بينما عرض شاب مغربي عاطل عن العمل من مدينة الدار البيضاء بيع كليته بمبلغ 800 ألف درهم، وضبطت الشرطة المصرية 800 قرص مخدر لعقار (الترامادول) بحوزة شاب عاطل عن العمل في (المنيا).
يبدو أن رقم (800 ألف) له سحره الخاص في المحاور العربية التي استعرضناها هنا، لكننا نجد صعوبة بالغة في استعراض ما يقابلها بالعراقي، فالصواريخ التي سقطت فوق رؤوسنا سجلت أرقاماً فلكية تفوق التصور، وربما تجاوزت العدد الإجمالي لصواريخ الحربين العالميتين (الأولى والثاني)، أما أعداد العاطلين عن العمل فلا مجال لمقارنتهم مع ما يقابلهم في البلدان العربية. وأترك لكم حرية التكهن بأرقامهم الفلكية والفضائية التي سجلوها حتى الآن.
https://www.youtube.com/watch?v=TrEmj_NSypM