المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تبقى لك يا رامي الحمد الله...!!!



سميح خلف
21/04/2015, 07:32 PM
ماذا تبقى لك يا رامي الحمد الله...!!!
ثمة احكام مسبقة اخذها الشارع الفلسطيني على حكومة التوافق برئاسة رامي الحمد الله بين الاستهتار والتهكم وعدم المبالاة وتارة اخرى بسيل من القذف والشتائم وغيره لعجزها وفشلها في معالجة الملفات الساخنة كقضية الموظفين التي تترواح الخلافات في هذا الملف بين ماهم قبل 2007م وما بعدة والشرعية وعدم الشرعية، وقضية اخرى اعادة الاعمار وبرنامج سيري، قد تكون تلك المشاكل بمثابة معضلات في حالة واحدة اذا كانت ارادة الطرفين غير صادقة لرأب الصدع الوطني، فكلا الطرفين لكلا منها اجندته ومواقفه السياسية والامنية وهذا مربط الفرس، وكلا الطرفين يلعب ويناور بعامل الزمن ومقتضيات الحاجة للتقارب او التباعد بينهما، ولكن من المهين وطنيا ان ينحدر السلوك الى قاع الاهداف القزمية التي هي من بديهيات المواطنة مهما كان الشقاق السياسي والامني ولكن في هذه الحالة قد تغيب عن الاذهان باننا لا نملك مؤسسات بل رؤيا حزبية تتلخص في شخص او عدة اشخاص.
هناك رجال يضعون انفسهم في وسط المحرقة ووضعوا فيها لتنفيذ اجندات مختلفة من الطرفين وهذه هي حقيقة حكومة رامي الحمد الله الذي اكن له الاحترام كفلسطيني اكاديمي، كان له ان يخدم شعبه من خلال موقعه الاكاديمي، ولكن ان يكون رامي الحمد الله محرقة وسط رمال متحركة بمؤثر اقليمي ودولي وبتوجهات وتنفيذ فلسطيني كان يجب ان يدرك رامي الحمد الله هذا الامر.
بلا شك ان هناك حالة ابتزاز متبادلة يتبادلها طرفي الصراع في الساحة الفلسطينية، فغزة التي تعرضت لاكثر من عدوان ودفعت من شبابها وبنيتها السكانية ما دفعته تتحطم تلك التضحيات امام برامج سياسية وامنية فلا معتنى للتضحيات ولا معنى للصمود اما م تلك البرامج النرجسية الحزبية في كلا من الضفة وغزة.... ولكن على ما اعتقد ان الشعب الفلسطيني في غزة يدفع فاتورة مؤلمة للخلاف السياسي والامني ويدفع ثمن مؤلم لسياسة الاحلال التي نتجت عن قرار مغامر كان بمثابة اللبنة الاولى للانفصال السياسي والامني وربما في القادم الانفصال الجغرافي وهو قرار الاستنكاف الذي اتاح الفرصة لحماس لمليء الفراغ الناتج فهي ليست معنية بالفشل بل بالنجاح كصاحبة مشروع بدأ من غزة ليصبح مشروع اقليمي.... لا نريد ان نتحدث في هذا المقال عن المتغيرات التي اصابت هذا المشروع، ولكن حماس تدافع عن وجودها وايقوناتها من خلال غزة كمشروع للاخوان المسلمين.
شرك مبيت لحكومة لرامي الحمد وقعت فيه عند قرارها بتوجه وفدها الى غزة باجندة التقييم والحسابات لقضية الموظفين، في حين كانت توقعات الفشل تتجاوز 100% وخاصة في قضية الموظفين والمعابر وممارسة الوزراء صلاحياتهم في غزة، شرك معد من طرفين طرف الرئاسة وطرف حماس ولكلا منهما اهدافه المختلفة ، فعباس لم يسعى جديا بان يمارس صلاحياته كرئيس على الشعب في غزة بل كانت قرارات حمقاء ضد الشعب الفلسطيني على هذه القطعة من الارض الفلسطينية ، بل حصر صلاحياته ضد دحلان وكوادر وقيادات من غزة وفصلها والتشهير بها وافشال مؤتمرات فتح في المناطق والاقاليم، قرارات الرئيس بعدم فتح الوظائف في غزة وتاخير الترقيات والعلاوات وتجميد البعثات باعتبار غزة خارج الولاءات له ولبرنامجه، اما حماس فما زالت في عقليتها ونهجها بانها بديل للحركة الوطنية الفلسطينية واقتناعها بانها قادرة لوحدها على قيادة الشعب الفلسطيني، وعند نجاحها هذا يعزز دورها ودور الاخوان في دول الاقليم وخاصة ان المتجهات الاقليمية والدولية تتحدث عن الاسلام المعتدل والتعاون معه ضد الطرف الاسلامي في المنطقة، ما ارق عباس هو ما اشارت له بعض المواقع الاسرائيلية بعزم حماس على عقد صفقة مع اسرائيل من هدنة واطلاق المنافذ والمعابر، وبالتالي فان برنامج عباس الذي يقيم في الضفة سيفقد معناه الوطني في ظل احتلال شبه كامل للضفة.
حماس قد تلعب على ورقة الضعف لدى ابو مازن، في حين ان ابو مازن يمتلك خيارات اخرى كما يتحدث عن معاقبة حماس واتهامها بالارهاب وتحويل ملفها للجامعة العربية على غرار اليمن، وهي خيارات قد تكلف عباس كثيرا بل ستكلف الشعب الفلسطيني ما هو مؤلم ، بل نهاية للمشروع الوطني... اجمالا القضية في اعتقادي لدى الطرفين ليست قضية رواتب ومعابر واعادة اعمار بل هي اكبر من ذلك بكثير.....عباس يريد تطبيق اتفاقيات اوسلو ومنتجاتها من تنسيق امني وانهاء للفصائل المقاتلة في غزة وحماس تريد من مفهوم المقاومة اخراجها من دائرة الاتهام كما يقولون كقاعدة لانسلاخات لمجموعات من المتطرفين، كلا منهما يغازل الاخر بغزل الانقسام.
اعتقد ان رامي الحمد الله امام ماحدث يوم 20\4\ 2015م من حصار للوفد الوزاري وتعليمات ماجد فرج ورامي الحمد لله بالانسحاب عبر ايرز له دليل على ما يمكن استثماره في اتجاه الانفصال وطرح البدائل الاخرى لدى الطرفين، فحماس تحكم غزة فعليا ولن تاتي اي حكومة قد تنهي حكم حماس بقواعده الامنية والمؤسساتية في نفس الوقت فان منظومة السلطة في الضفة قد تفتح الباب امام تكريس حكم ذاتي طويل الامد....ولذلك امام رامي الحمد الله ان يخرج نفسه من هذه المحرقة التي قد يزج بها تاريخيا ويكال له الاتهامات بكثير من القضايا.... ولذلك امام رامي الحمد الله الان الفرصة لانقاذ نفسه وتاريخه من محرقة مرسومة ومعد لها....... فالامور اكثر تعقيدا من قدرات ورعابات حكومة التوافق ، فقد اشار الاخ حسن عصفور في مقالة له بعنوان"افعلها يا رامي ..واقبلها يا رئيس! الى بدائل بان تتولى اللجنة التفيذية لمنظمة التحرير مهام حكومة جديدة تقودها باسم منظمة التحرير على طريق انهاء السلطة وظهور الممثل الشرعي الوحيد باطار مسؤليات الدولة امام العالم وهذا شسيعري مواقف حماس..... ربما هذا اقتراح جيد ولكن هناك عثرات امام هذا الاقتراح فالمنظمة ومجلسها الوطني وتنفيذيتها اكل الدهر عليها وشرب ويجب اعادة الاستحداث اولا لاطرها وهذا غير ممكنا الان ..... ولا اعتقد ان هذا الاقتراح سيخرج الشعب الفلسطيني من الازمة

سميح خلف