المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسعود الذي سرق سعادتنا



كاظم فنجان الحمامي
22/04/2015, 08:20 PM
المسعود الذي سرق سعادتنا

كاظم فنجان الحمامي

حتى الأعداء والخصوم تجد بينهم بعض الألفة والتراحم والتواد والتقارب في لحظة من لحظات المراجعة الذاتية، أو في مرحلة من مراحل التوافق السياسي. وهذه هي الأعراف السائدة بين العقلاء. قال سيد البلغاء: (عدو عاقل خير من صديق جاهل)، فالخصم العاقل يمكن التفاهم معه على أساس من العقل، الذي يجنب الطرفين الكثير من الكوارث. أما الشريك المراوغ فهو يضرك من حيث أراد نفعك، أو انه من المتعذر التعامل معه، طالما كان أساس التعامل الثابت مفقودا حين يتحدث الطرفان بلغة مختلفة، فينتفي التفاهم في النهاية. وأحيانا يطفو الاحترام المتبادل على سطح الأحداث، فيمتدح الخصم مزايا خصمه، وهذا ما دأبت عليه العرب بقصائدهم (المنصفة)، التي أنصفوا فيها خصومهم، فوصفوا شجاعتهم ونبلهم بقصائد خالدة، وترجع أقدم قصيدة (منصفة) عُرفت في الشعر الجاهلي للمهلهل، الذي يذكر له الأصمعي في أصمعياته قصيدة قالها يوم عنيزة في حربهم مع بكر؛ يقول فيها:
غَداةَ كَأَنَّنا وَبَني أَبينا بِجَنبِ عُنَيزَةٍ رَحيا مُديرِ
كَأَنَّ الجَديَ، جَديَ بَناتِ نَعشٍ يَكُبُّ عَلى اليَدَينِ بِمُستَديرِ
وَتَخبو الشُّعرَيانِ إِلى سُهَيلٍ يَلوحُ كَقِمَّةِ الجَبَلِ الكَبيرِ
وَكانوا قَومَنا فَبَغَوا عَلَينا فَقَد لقَّاهُمُ لَفَحُ السَعيرِ
وأكثر ما نجد هذا في شعر الفرسان الذين يواجهون المعارك بأنفسهم. فالشاعر الفارس يتحدث عن خصمه الذي واجهه، ويعطينا نبذة عن شجاعته وبأسه، ويرسم لنا صورة لائقة بقدره، إضافة إلى أنه قد يعرّج على أخلاقه وشمائله الكريمة الأخرى خارج ما يتصل بالحرب. ومن أمثلة ذلك قصيدة عنترة الذي يصف خصمه بأجمل صورة:
فَشَكَكْتُ بِالرُمحِ الأَصَمِّ ثِيابَهُ
لَيسَ الكَريمُ عَلى القَنا بِمُحَرَّمِ
بَطَلٍ كَأَنَّ ثِيابَهُ في سَرحَةٍ
يُحذى نِعالَ السِبتِ لَيسَ بِتَوأَمِ
لكننا لا ندري متى ينصفنا (مسعود) ؟، ومتى يرعى شؤوننا ؟، ومتى يقف معنا ؟، ويؤازرنا ؟، مما يحز في النفس أنك لن تجد هذه المواقف الإنسانية في العلاقات الهشة بين حكومة مسعود وبين الشعب العراقي، وخير مثال على ذلك التصريح الخطير، الذي أدلى به السيد وفيق السامرائي لقناة (الحدث) الفضائية، فأشار فيه إلى العلاقات المريبة التي تقيمها حكومة الإقليم مع أخطر أعداء الشعب، على الرغم من حجم الترابط الوطني والأخوي والمصيري، الذي يفترض أن يتميز به مسعود البارزاني في علاقاته الحميمة معنا، فقد اتهمه (وفيق) بالتواطؤ مع ألد الأعداء وأشرس الخصوم، وجاءت اتهاماته هذه تأكيداً على تصريحاته القديمة للقناة نفسها. تجدونها الآن على شبكة (اليوتيوب)، والتي قال فيها نقلا عن الرئيس غازي الياور: (طالما مسعود البارزاني موجود فلن يُبنى الجيش العراقي). شاهد التصريح على هذه الرابطة:-
https://www.youtube.com/watch?v=4kZmtzlbkxU
يبدو أن مسعوداً صار من المتهمين بسرقة سعادتنا، ومن المتورطين مع أعدائنا على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين