المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نتائج انتخابات جامعة بير زيت مؤشرات ودلائل



سميح خلف
23/04/2015, 04:01 PM
نتائج انتخابات جامعة بير زيت مؤشرات ودلائل

لم يكن الواقع بالنسبة صادما لنتائج الانتخابات الطلابية في جامعة بير زيت او اي جامعة اخرى في المستقبل، فخسارة الشبيبة الفتحاوية خسارة فادحة امام الكتلة الاسلامية له مقدمات ومؤشرات وتاريخ من السقوط له عوامله وظواهره المختلفة، وكالعادة قيادة فتح لم تتعلم من اخطائها بل تقودها عجرفتها وما يحيط بها من زبد البحر والمنافقين والمزغردين والمصفقين ما يبهر غرورها وتخيلها انها على صواب، والحقيقة ان فتح تتراجع تتراجع باستمرار ، فقد خسرت في السابق انتخابات البلديات، وخسرت فتح في عام 2006م الانتخابات التشريعية ومن فاز من فتح باصولات عالية يكاد يكون باسماء وقوائم فردية مثل النائب محمد دحلان وغيره من الاسماء وبناء على تلك الخسارة كانت اول حجر لضرب البرنامج الوطني والحركة الوطنية امام التيار الاسلامي تحت شعار الاصلاح والتغيير...... بعد تلك الخسارة الفادحة دخلت فتح في صراعات وممنهجة الاطر باقترانها بالسلوك الشخصي ومن هو معي ومن هو ضدي......وباشر الرئيس عباس بافتعال صراعات مع قيادات فتحاوية من غزة بل لخحق غزة اضرار فادحة من هذا السلوك التي تعاني منه غزة للان.
اذن نتائج انتخابات جامعة بير زيت ليست مفاجئة للاسباب الاتية
1- قد تعودت جماهير فتح وانصارها وكوادرها وبناء على الادبيات بان فتح طليعة البرنامج الوطني الثوري ولم تتعود جماهير فتح ان تكون الحركة بقياداتها ومركزيتها تحت وطأة برنامج احادي فردي فشل في كل ما يتعلق بالصراع مع الاحتلال
2- قد تكون الهزيمة واضمحلال شعبية فتح ناتج عن ضعف مركزيتها واطرها القيادية
3- تعاني فتح من ازمة برنامج سياسي مقنع وهذا ما يصيب ابناء فتح بالاحراج وعدم المقدرة على مواجهة الاخر
4- تعاني الضفة الغربية من سلوك الاجهزة الامنية التابعة للسلطة وهي محسوبة على فتح
5- حالات الفساد والبيروقراطية وسلوك مستفز لقيادات كثيرة من فتح والسلطة للشعب الفلسطيني في الضفة
6- انقسام فتح الداخلي والتكر لكثير من المناضلين اعطى مؤشرا بعدم الثقة في قيادة هذه الحركة
قد تكون تلك الاسباب عوامل رئيسية في تحديد مستقبل حركة فتح كرائدة، ولكن المقلق ان تكون مثل هذه النتائج وخاصة في ظروف كظروف الضفة الغربية التي يسيطر عليها امنيا على الجميع وعلى الاسلاميين وهي مستوجبات التنسيق الامني حتى ابناء فتح والمناضلين منهم والاسرى لم يكونوا بعيدين عن ارهاب الاجهزة الامنية، وما تتعرض له المخيمات من حملات امنية فالمخيمات ليست في حالة انفصال عن الاقونة الفلسطينية سواء في الجامعات او المؤسسات الاخرى.
على من تعلق شماعة الخسارة الفتحاوية دائما تعلق المسؤليات على كبش كضحية واستهداف وهذه المرة الطيراوي والعالول، وتفيد الانباء بان الرئيس قد يتخذ اجراءات عقابية بحق عضوي اللجنة المركزية ومسؤلي حركة الشبيبة لمسؤليتهم المباشرة عن الانتخابات وعن كتلة فتح.... اعتقد ان الازمة ليست في افراد، فالمسؤول عن مثل تلك النتائج نهج وسلوك وبرنامج، فلا يستطيع فرد مهما كانت قوته في الاقناع ان يقلب الحقائق ويجعل من الباطل حق ومن الحق باطل، لا تستطيع قوة في العالم ان تقنع طالب بصحة تصريحات واقوال الرئيس وطنيا، لا تستطيع قوة في العالم ان يدافع طلاب عن سلوك سلطة وقيادة والقدس تنتهك حرماتها يوميا في ظل عجز مطلق للسلطة،،، لا احد يستطيع اقناع احد بعجز السلطة عن حماية مواطنيها امام اجتياحات العدو والتنسيق الامني وبلا مقابل

اعتقد ان المشكلة في غاية التعقيد، ونحتاج لحلها مراجعات معمقة على المستوى التنظيمي والسياسي والامني والسلوكي ايضا،،، نعم قد يقرع جدار الخزان اكثر من مرة... ولكن قيادة مصابة بعدم اللامبالاة ... والميالاة تحتاج لضمير ووعي واحساس بمعاناة المواطن واشكاليات يتعرض لها ابناء الوطن اجتماعيا وثقافيا وسلوكيا.....
خسارة فتح في بير زيت هو استفتاء حقيقى على هذا النهج وهذه القيادة وعلى السيد عباس وابو ماهر غنيم الذي لم نسمع صوته منذ سنوات ان يفكروا الف مرة ومرة فقد ان اوان التغيير وعليهم ان يتحلوا بالمسؤلية الوطنية.... وان يعيدوا الاعتبارية لحركة فتح برنامجا وممارسة وسلوك وفي مقدمة ذلك العمل الجاد لوحدة حركة فتح واعادة التقييم لبرنامجها السياسي والامني فمشكلة فتح والخسارة في الانتخابات هي ازمة برنامج وازمة سلوك.

سميح خلف