المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بروتوكول وإتيكيت



بنت الشهباء
11/05/2007, 12:07 AM
بروتوكول وإتيكيت على الطريقة الأميركية

يتعدى قواعد الأكل والكلام




واشنطن: محمد علي صالح
كيف تدخل مكتبا؟ كيف تحيي الحاضرين؟ متى تحيي شفاهة، ومتى تحيي مصافحة؟ كيف تقدم نفسك؟ كيف تتذكر الاسماء؟ كيف ومتى تقدم بطاقة الوظيفة (بيزنس كارد)؟ كيف تتكلم؟ متى تقدم هدية؟ ومتى لا تقدم هدية؟ متى تتكلم في اجتماع؟ ومتى لا تتكلم؟ كيف تعامل من هو أعلى منك وظيفة؟ ومن هو أقل منك؟ كل هذه من أسرار علم الاتيكيت الذي له مدارس ومتخصصون.
في الاسبوع الماضي، تحدثت باميلا آيرنغ، مديرة مدرسة واشنطن للبروتوكول، في فندق راق في واشنطن، عن اهمية البروتوكول والاتيكيت، بمناسبة الاسبوع الوطني لضباط البروتوكول. وحيت «المسؤولين عن البروتوكول في الحكومة، والقوات المسلحة، والجامعات والشركات، الذين يعملون في المجالات الدولية». واشارت الى ان خريجي المدرسة يعملون مستشارين وخبراء في اكثر من اربعين دولة.

وقالت آيرنغ لـ«الشرق الاوسط»: «نعم، مجرد طريقة تحية الآخر ترفع او تحطم سمعتك في هذا العالم الذي كان معقدا، وصار الآن اكثر تعقيدا». وفضلت آيرنغ، وهي استاذة الاتيكيت، عدم الحديث في المواضيع السياسية والعسكرية، واكتفت بالقول: «زاد دورنا في العالم، وزادت معه الحاجة الى حسن المعاملة والسلوك».

اتيكيت؟
أو بروتوكول؟
أو دبلوماسية؟

أولا، «الاتيكيت هو فن المعاملة والسلوك، ويشمل الاشياء الشخصية التي ربما تبدو صغيرة بالنسبة لصاحبها، لكنها تقدم انطباعات مهمة عنه للآخرين».

ثانيا، «البروتوكول هو علم المعاملة والسلوك، وفيه قواعد وقوانين يفضل ان تتبع».

ثالثا، «الدبلوماسية هي التعامل مع دول وثقافات مختلفة، سواء في اتيكيتاتها او في بروتوكولاتها».

مدرسة البروتوكول:

تأسست مدرسة واشنطن للبروتوكول قبل عشرين سنة تقريبا، وخرجت الفي شخص تقريبا من كبار المسؤولين الاميركيين (الذين يستعدون للسفر الى دول بعيدة وغريبة لأجراء مفاوضات مهمة)، والدبلوماسيين الاجانب (الذين نقلوا الى واشنطن، ويريدون معرفة طريقة مخاطبة الاميركيين والتعامل معهم).

وقالت آيرنغ: «هناك مثال نستعمله دائما في اول حصة للسلوك في بلد اجنبي، وهو: ستسافر الى الصين في وفد تجاري. ما هي الهدية التي ستحملها الى مضيفك؟ تمثال الحرية الاميركي؟ لكنهم ربما يعتبرون هذا تدخلا في شؤونهم الداخلية. تمثال ميكي ماوس؟ لكنه ربما يكون مصنوعا في الصين». وبالنسبة لقواعد المائدة قالت آيرنغ، انهم يدرسون كل انواع الاتيكيت: التحية، والكلام، والجلوس والأكل والشراب. وقالت انها تستعمل كلمات سهلة ليتذكرها الناس في الاوقات الحرجة، مثل اتيكيت الاكل، يبدأ بما يسمى «بي ام دبليو»، ولا يشير هذا الى السيارة الالمانية الفاخرة، ولكن الى «بريد» (اين توضع قطعة الخبز؟)، و«ميل» (أين يوضع الصحن الرئيسي؟)، و «واين» (اين يوضع كأس المشروب؟). الاجابات: الخبز على اليسار، والاكل في الوسط، والمشروب على اليمين.

تقدم المدرسة اتيكيت الاكل والشراب كجزء منفصل في مقرراتها. وتدرس اشياء مثل: ما هو الفرق بين حفلة خاصة وحفلة رسمية؟ ماذا يلبس الناس في الخاصة، وفي الرسمية؟ ماذا يأكل الناس في الخاصة، وفي الرسمية؟ أي صحون صينية؟ واي اكواب كريستالية؟ واي ملاعق فضية؟ أين توضع الاشواك والسكاكين والملاعق؟ هل يقطع الاكل باليد اليسرى (كما يفعل الاميركيون) او باليمنى (كما يفعل الاوروبيون)؟ متى يشرب النخب؟ ومتى لا يشرب؟ وأي شراب؟ عصير او ماء؟

واهم شيء هو الصمت. متى تتكلم؟ ومتى تصمت؟ ولماذا لا تصمت؟
إتيكيت العمل:

ليس الهدف من تعليم البروتوكول والاتيكيت هو فقط عدم الاحراج. يوجد هدف اهم، وهو نجاح الشخص في الحصول على عمل، والمحافظة عليه، والترقي فيه. ففي العشرين سنة الماضية تضاعف عدد مدارس وكليات الاتيكيت والبروتوكول، بسبب انخفاض فرص العمل بالنسبة لخريجي الجامعات، مقارنة بما كان عليه الحال في الماضي. وصار خريج الجامعة يبذل كل ما يستطيع لتحاشي العمل في مطعم او مخزن. وصارت شهادة الماجستير ربما تساوي شهادة البكالوريوس في الاهمية. قالت ولهلمينا لاي، خبيرة في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية في واشنطن: «مثل جهاز الكومبيوتر، نحن ومراكز البحوث الاخرى والشركات، نهتم بشيئين عند تعيين موظف: «هاردوير» (المؤهلات) و«سوفت وير» (السلوك). ونركز على السلوك اكثر. ما هي فائدة المؤهلات الرائعة بدون سلوك طيب؟».

وقال ستيف آرمسترونغ، نائب مدير شركة «كيلي»، واحدة من اكبر الشركات الاميركية للخدمة: «يتقدم الينا كل يوم آلاف الاشخاص الباحثين عن عمل. ولا نقدر على ان نحصي شهادات الماجستير والدكتوراه، وما بعد الدكتوراه والأبحاث والمؤتمرات والكتب والمؤلفات. لكن، كل هذا شيء، وسلوك الشخص شيء آخر. ولهذا نحن نعتمد على المقابلة الشخصية اكثر من اعتمادنا على اعلى شهادة او احسن كتاب».

واضاف: «أهم سؤال نسأله للشخص في المقابلة الشخصية هو: «لماذا تركت عملك السابق؟ نريد ان نعرف ما وراء الشهادات والمؤهلات».

حصة بروتوكول:

يسمع الذي يحضر حصة من حصص «البروتوكول مع أجانب» في مدرسة واشنطن للدبلوماسية مثل هذه الاسئلة والاجوبة:

سؤال: «كيف تخاطب سفيرا؟» اجابة: «سعادة السفير» اذا كان اجنبيا، و«السيد السفير» اذا كان اميركيا.

سؤال: «كيف تجلس سفيرا زارك في مكتبك؟»، اجابة: «تفضل بالجلوس هنا». لا تقل: «اجلس اينما تريد، واعتبر المكتب مكتبك».

سؤال: «هل تنظر الى شخص في عينيه عندما تخاطبه مع آخرين؟». اجابة: «انظر اليهم واحدا بعد الآخر». اذا نظرت الى شخص واحد، تكون اهملت الآخرين، واذا نظرت الى الآخرين، تكون اهملت الشخص الذي تتحدث اليه.

سؤال: «هل تبادر وتقدم بطاقة وظيفتك الى مدير زارك في مكتبك؟». اجابة: «لا يقدم موظف اقل بطاقته الى موظف اعلى. انتظر حتى يبادر المدير ويقدم لك بطاقته، ثم قدم انت بطاقتك له».

خلفية تاريخية:

قبل اربعة آلاف سنة، كتب بتاهوتيب، وزير في بلاط العائلة الفرعونية الخامسة في مصر، عن طريقة الوقوف لتحية الضيف او عدم الوقوف اذا كان الضيف «اقل قيمة». وكانت لأباطرة روما اتيكيتات خاصة بهم. وكتب كونفيوشس الصيني قواعد عن الاكل والكلام (متى يمضغ فمك الطعام، ومتى يتكلم، وكم مرة تمضغ، وكم جملة تتكلم، ثم تعود الى المضغ)، ثم تفوق الفرنسيون في فن الاتيكيت، واصل الكلمة فرنسي من «تيكيت»، بطاقة تكتب عليها قوانين السلوك، ويحملها الشخص معه عندما يقابل آخرين. (رغم ان لويس الرابع عشر كان يأكل باصابعه، وكأنه يتعالى عن الذين كانوا يأكلون بالشوك والسكاكين).

ونقل توماس جفرسون (الرئيس الثالث الذي كان سفيرا في فرنسا) اجزاء من الاتيكيت الفرنسي، وكتب عنها في كتبه. ومما كتب: «جئت من فرنسا بأداب تعالج بعض الهمجية في سلوكنا». ومؤخرا، ظهر «نيتيكت» (اتيكيت الكومبيوتر: كيف تخاطب الناس؟ كيف تشترك في غرف النقاش؟ الخ....) الإقامة والجنسية:

وقالت لـ«الشرق الاوسط» تيري موريسون، مديرة مركز «ثرو كستمز» (التغلب على التقاليد) في نيوتاون سكوير (في ولاية بنسلفانيا)، ان على كل انسان يختلط بناس آخرين من ثقافات غريبة ان يتذكر ثلاثة اشياء: اولا، يتذكر ان معرفته لغة الآخر ليست دليلا على انه اصبح قادرا على الحديث معه في سهولة، وعلى كسب وده، وعلى اقناعه، والاقتناع به. ثانيا، يتذكر ان اقامته في بلد غريب ليست دليلا على قدرته على معرفة البلد، وناس البلد. ثالثا، يتذكر ان حصوله على جنسية بلد آخر (وجواز سفر ذلك البلد) ليس دليلا على انه اصبح مثل مواطنيه. وقال كتاب «قبلة وانحناءة او مصافحة» ان اللغة والاقامة والجنسية اشياء اساسية في التقارب والتعاون بين الذين ينتمون الى ثقافات مختلفة. لكن الالتصاق والاندماج يعتمدان على «الاشياء الصغيرة»، مثل طريقة الكلام، ونوع الملابس، وتعابير الوجه، وتحريك اليدين والرجلين.

تحية أميركية:

يفضل الاميركي، عندما يستقبل انسانا غريبا، ان يصافحه بقبضة يد قوية وسريعة، وبنظرة في العينين، مباشرة وسريعة ايضا. ويفضل ان تكون المسافة بينهما قدمين تقريبا (اقل من متر قليلا). ويتحاشى ان تطول المصافحة، او ان يمسك لفترة طويلة يد الغريب، رجلا كان او امرأة، لأن مسك يد امرأة غريبة يدل على قلة ادب، ولأن مسك يد رجل غريب (او غير غريب) يدل على ميول جنسية غير عادية.

متى يطول مسك اليد؟ يطول بعد ثانيتين تقريبا، وهي الفترة الكافية لأن يحيي الاميركي التحية التقليدية: «كيف انت ياسيدي؟»، او ليرد على تحية بالرد التقليدي: «انا بخير، شكرا». وتمتد فترة التحية الى اربع ثوان تقريبا، اذا اشار الاميركي الى اسمه، مثل: «انا جورج جونسون، كيف انت ياسيدي؟» طبعا، يعتقد كثير من الشرقيين ان هذه تحية جافة، ولا تخلو من احساس بالكبرياء، وربما هي من اسباب عدم الارتياح للاميركي وللشخصية الاميركية (حتى قبل تحليل السياسة الخارجية الاميركية). لكن الاميركي، مثل كثير من الغربيين، ينظم حياته تنظيما شبه ميكانيكي، ولهذا يستعمل عبارات تحية شبه ميكانيكية.

وقالت آيرنغ ان النظرة الى عيني الشخص الآخر لا تقل اهمية عن المصافحة. وقالت انها تكرر لطلبتها وطالباتها في مدرسة واشنطن للدبلوماسية شعارا سمته «الاربعون في المائة»، اي ان الشخص يقدر على ان ينظر الى الشخص الذي يتحدث اليه اربعين في المائة من وقت الحديث. وقالت: «اذا زاد، يصير وكأنه يبحلق في وجه الشخص الآخر، وكأنه يتحداه ويفرض نفسه عليه، واذا نقص، يصير وكأنه يتجاهله رغم انه يتحدث اليه».

وقالت: «تختلف النسبة من ثقافة الى ثقافة. ينظر الفرنسي الى عيني الشخص الذي يخاطبه مرات اكثر، مما قد يعطي انطباعا بأنه يتعالى عليه. وينظر الصيني او الياباني مرات اقل، انهم لا يرتاحون للبحلقة، ولا يمارسونها».

تحية العربي:

وقالت تيري موريسون، ان تحية العربي تكاد تكون مناقضة لتحية الياباني والاميركي، وبقية الغربيين، لأنها تركز على اللمس فقد تطول المصافحة باليد، او تتحول الى مسك باليد، او تتحول الى مصافحة باليدين، او مسك باليدين، او تدليك لليدين، او تتحول تحية اليد الى عناق عابر، او عناق مع طبطبة على ظهر الشخص الآخر، او مع لف اليد، او اليدين، حول ظهره، او تتحول تحية اليد الى تقبيل اليد، او الذراع، او اعلى الصدر، او الخد، او الخدين، مرة او مرتين، او ثلاث مرات، او تقبيل الجبهة او تلامس الانفين.

وحذرت موريسون غير العربي من تحية العربي باستعمال اليد اليسرى، والا يأكل بها، والا يشير بها، والا يشير بأي يد او اي اصبع نحو العربي، الذي يعتبر ذلك اهانة له، وتقليلا من قيمته.

وحذرت من وضع ساق فوق ساق امام العربي، خاصة اذا اصبح حذاءه في مواجهة وجه العربي. وحذرت من السؤال عن عائلة العربي، لأن العربي لا يسأل غريب عن عائلته، رغم انه يميل نحو الاسهاب في ذلك مع الذين يعرفهم.

11 سبتمبر:

وقالت موريسون ان هجوم 11 سبتمبر، والتطورات التي جاءت بعده، لم تؤثر على اسس التحية بين العرب والمسلمين، في جانب، والاميركيين وبقية الغربيين، في الجانب الآخر. ولاحظت زيادة الاقبال على الكتب والمحاضرات والارشادات التي يقدمها مركزها، بسبب زيادة رغبة الاميركيين، وغيرهم من الغربيين، في التعرف على عادات وتقاليد العرب والمسلمين. واشارت الى اهمية «وضع اعتبار لنظرة كل جانب للآخر، ووضع اعتبار للحساسية المفهومة من كل جانب نحو الآخر». وقالت ان اتيكيت التحية يدعو الى الآتي:
اولا، يدعو الى «عدم الحكم مسبقا على الطرف الآخر»، رغم ما يشاهد ويسمع كل طرف عن الآخر في التلفزيون والصحف.

ثانيا، يدعو الى تحاشي الحديث عن الاشياء السلبية عند تحية ومقابلة شخص من الطرف الآخر، والى التركيز على الهدف من اللقاء.

ثالثا، يدعو الى الانتظار حتى يبدأ الطرف الآخر في الحديث عن التطورات السياسية او العسكرية، اذا اراد ذلك. واذا كان لا بد من الحديث، يفضل الا يكون جدلا او مواجهة، بل عن السلام والنوايا الطيبة.

زيادة الإقبال:

وقالت آيرنغ ان الفترة بعد هجوم 11 سبتمبر والتدخل العسكري الاميركي في الشرق الاوسط شهدت زيادة الاقبال على مقررات الدبلوماسية والبروتوكول مع دول الشرق الاوسط، قالت ان دولا خليجية ارسلت موظفين الى المدرسة، عادوا ليعملوا في مجالات التعامل مع الاجانب، خاصة المسؤولين الاميركيين.

ماذا يجب ان يعرف العربي او المسلم الذي يأتي الى اميركا لمقابلة المسؤولين الاميركيين؟ اجابت ايرنغ:

اولا، «نحن شعب فردي، يركز كل واحد على نفسه، ليس انانية، ولكن عزة وفخرا بالنفس».

ثانيا، «نحن شعب ودي. وانا لاحظت ان كثيرا من الاجانب يفاجأون بذلك، ربما لأنهم ينظرون الى قوتنا العسكرية والسياسية».

ثالثا، «نحن شعب من اصول اجنبية، وجاء اجدادنا وآباؤنا من دول اخرى. لكننا لا نتصرف مثلهم. نتصرف كأميركيين».

رابعا، «لسنا شعب ميكي ماوس، وماكدونالد، وبرتني سبيرز. نعم، يعكس الاعلام عنا هذا. لكننا اعمق من ذلك».

خامسا، «نساؤنا لسن افضل من نساء الشرق الاوسط، لكنهن يختلفن عنهن في الثقافة».

واشارت الى ان «المرأة الاميركية وزيرة ومديرة، وتفعل اي شيء يفعله الرجل». وقالت: «كثير من الشرق اوسطيين الذين يأتون الى هنا في مهمات رسمية يفاجأون بجلوس مديرة او وزيرة للتفاوض معهم باسم الحكومة الاميركية، او يفاجأون في بلادهم عندما نرسل اليهم وزيرة او مديرة، او حتى محققة شرطة للاجتماع معهم باسم الحكومة الاميركية».


__._,_.___

وصلني على الايميل