المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة بعنوان:سهوتُ عنْ مضيَّ العمر..للشاعر السّوري اسحق قومي



اسحق قومي
06/06/2015, 07:25 PM
سهوتُ عن مُضِيِّ العمر

للشاعر السّوري اسحق قومي


رأيتُ الدّهــرَ خوّانـا ويستترُ=== وباقــي العمر ِ في جنباته ِ حفـرُ
سقاني كأسَ أوهام مـــزركشةٍ ===وأبدى ظِلُّهٌ المــكنونُ ما ستروا
كأني منهُ أكــــوام ٌ بمحـرقةٍ ===تُحَــرَّقُ حيثما الأهواء ُ تنحشر
كأنَّ السحـــرَ غاياتٌ لهُ عُقدتْ ===فلولا السحرُ ما ازدانت لهُ ِالـصور ُ
(بثينة ُ) والهوى قد زانَنِي شــغفاً ===وإِني والهــوى خـلان لو خبروا
ورحتُ أحابي في الهجران ِ أَنجُـمَهُ=== فمـــا غنتْ ليَّ البيداءُ والمـدر
وهذي نشــوة الستينِ تحملني=== فلا وطـــن ٌ سقاني دمعَه ُ المطرُ
كأنَّ الكونَ آياتٌ ومعـــجزتي ===به الأشعـــار والأسفـار والعبر
حسبتُ – وقد سهوتُ – مُضِيَّ عمري ===جِـــناناً لو أتاها المزنُ تزدهرُ
سرت في خــافقي كأسٌ معتَّقَـةٌ ===فــرحتُ كمثل طفل راعه الكبر
مررتُ بروضةِ العشـرين أَسـألُها=== فهَــلَّ عليَّ منهـا العِطرُ والزهَرُ
وصِرْتُ أقَبِّلُ الجــدرانَ من ولهي ===كــأني في رِحاب ِ الدير ِ معتمرُ
وشاختْ كلّ ُ أوهامي تســابقني=== وقـد طابت لي الأنفـاس والسُّرُرُ
سألتُ الدهرَ عن عـشاق ِ مملكتي ٍ=== فــجاءَ وصوتهُ المكلومُ ينفطـر
شَرِبتُ وقد حسبتُ سرابَ عمري=== كــماء ِ المزن ِ في البيداء ِ يَنهمرُ
شَربتُ، فملني كأســي وغانيتي ===ومــلَّ الليل من أحلاميَ السهرُ
نسجتُ الرّوحَ أبياتاً مراهِـــقة ً ===وكنتُ أمير َ من عشقوا وما غدروا
صـــحوتُ بعيدما قدْ فاتني زمني=== وصـارت صبوةُ الشعراء ِ تنتحرُ
رأيتُ العمرَ أوهــــاماً تُناجزنا ===فتخفي سـرهـا الأيـامُ والعُصُرُ
هنيئاً يا سراب النفــس من ولهي=== إذا وصفـــوا علمتَ بأنه القدر
سأبقى رغم هذا الدهــر معتصماً=== وأُنْشِــدُ شعريَ الدنيـا وأفتخرُ
سأبقى قيسَهَا المجنــونَ من شغفٍ=== بـــ(ليلى) عُدَّتِي الأشعارُ والفِكرُ
****
اسحق قومي
ألمانيا

17/7/2009م
شاعرٌ وأديب وباحث سوري مقيم في ألمانيا

دليلة بونحوش
07/06/2015, 01:15 AM
الأستاذ الشّاعر القدير / اسحق قومي ...
و انا اجول بمدائن قصيدتكم ... و جدتكم تبوحون للقارئ بأسماء مدائن في عمركم انقضت ظننتموها تعود إلى الحياة إن نفضتم عنها رماد السّنين التي ذوت ، و لكنّكم لمستم من الزّمن غدره فهو إن انسحب لا يعود ... و لكنّكم لم تدخلوا شرنقة الإنبعاث إلى العدم بل رحتم ترسمون لنا لهفتكم على عمر العقدين و كيف أنّه بلغ من نفسكم مبلغا جعلكم تتمسّحون في ألم بأيّامه الماضيّات و من هناك جاءكم الإلهام أنّ السّت عقود قد تصبح مرجا للصّبا بالسّفر و الشّعر... فهما خليلان يُنسيانك عدّ الأيّام ... بل إنّهما وحي يجعلك تعشق الحياة بما فيها من حياة ...
تحيّاتي أستاذي القدير